أوراق المدربين تتساقط مبكراً في «المحترفين»

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

على غير العادة بدأت ظاهرة إقالة المدربين في أندية المحترفين مبكراً، فلم تمضِ سوى جولتين من دوري أدنوك، وجولة واحدة من مسابقة كأس مصرف أبوظبي الإسلامي، حتى بدأت أوراق المدربين تتساقط، وكانت البداية بمدرب حتا الصربي زيليكو ماركوف، وتلاه مدرب الإمارات محمد الجالبوت، وتشير المتابعات أن هناك ناديين في الطريق لإقالة مدربيهما خلال الجولات القريبة المقبلة، في حال استمرت النتائج السلبية.

وخلال السنوات الماضية كانت قرارات الإقالة تبدأ ما بين الجولة الرابعة والسادسة، ولكن هذا الموسم بدأت مبكراً من الجولة الثانية، على الرغم من الطقس الحار، وعدم تألق معظم اللاعبين الأجانب، وعدم وصول معظم اللاعبين لكامل الجاهزية الفنية، ولكن ضعف النتائج جعل الأندية تتعجل في قرار الإقالة، سعياً لتحسين الأوضاع والنتائج قبل فوات الأوان.

خسائر مدوية

وتأتي إقالة حتا مدربه الصربي زيليكو ماركوف، بعد الخسارة في أول 3 مباريات للفريق العائد هذا الموسم للمنافسة في دوري المحترفين، بعد تتويجه بطلاً لدوري الدرجة الأولى الموسم الماضي، حيث خسر حتا من خورفكان (1 - 2) ومن العين (0 - 2) في دوري أدنوك للمحترفين، كما خسر أمام الوصل (0 - 7) في ذهاب الدور الأول من كأس مصرف أبوظبي الإسلامي للمحترفين، وكانت السبب الرئيس في إقالة المدرب والاستعانة بآخر وهو الإيطالي فابيو فيفياني.

ويعتبر المدرب الوطني محمد الجالبوت ثاني الضحايا، بعد نتائج فريق الإمارات الذي خسر أمام الوصل (0 - 1)، في الجولة الأولى، وتعادل مع عجمان (4 - 4) في الجولة الثانية، ثم خسر من الوحدة (0 - 3)، في ذهاب الدور الأول من كأس مصرف أبوظبي الإسلامي للمحترفين، وحل الإسباني لويس بلاناغوما مدرب فيسيل كوبي الياباني السابق بديلاً له.

ويعتبر دوري الإمارات للمحترفين من الدوريات العربية الأكثر استهلاكاً للمدربين، نظراً لتذبذب النتائج وعدم الوصول إلى سقف طموحات الأندية، مما ترتب عليه عدم استقرار فني كان له تأثير سلبي على الإنجازات، وهدر مالي كلف الأندية أموالاً طائلة.

10 مواسم

وعلى مدى 10 مواسم ماضية قامت الأندية بإقالة 83 مدرباً، حيث شهدت المواسم العشرة الأخيرة تعدد حالات الإقالات، ففي موسم 2013 - 2014 تمت إقالة 8 مدربين، وفي موسم 2014 - 2015 أقيل 6 مدربين، وفي 2015 - 2016 تمت إقالة 5 مدربين وهو العدد الأقل حتى الآن، وفي موسم 2016 - 2017 تمت إقالة 9 مدربين، وموسم 2017 - 2018 أقيل 8 مدربين، وموسم 2018 - 2019 أقيل 12 مدرباً وهو العدد الأكبر خلال تلك السنوات الأخيرة، وفي موسم 2019 - 2020 تمت إقالة 7 مدربين، وفي موسم 2020 - 2021 تمت إقالة 10 مدربين، وفي موسم 2021 ـ 2022 أقيل 8 مدربين، وفي موسم 2022 - 2023 تمت إقالة 8 مدربين، والموسم الحالي أقيل مدربين اثنين.

توقيت التغيير

وعن هذه الظاهرة يقول سالم ربيع المدير الرياضي السابق بنادي النصر، حالات إقالة المدربين تعود إلى أهداف الأندية في التعامل مع المسابقات، فمن فريق يريد البقاء، إلى آخر ينافس على القمة، وطبعاً نحن نعلم أن عهد الاحتراف ليس فيه «مرحلة البناء»، وبناء على ذلك تختلف توجهات الأندية، وأعتقد أن رهبة البداية أثرت على الفرق التي قامت بتغيير مدربيها مثل الإمارات وحتا العائدين لدوري المحترفين بعد فترة غياب، وقد اختارا توقيت التغيير مبكراً من أجل إعادة ترتيب الأوراق قبل فوات الأوان، وهناك فترة توقف من شأنها أن تفيد المدرب الجديد في التعرف على قدرات وإمكانات اللاعبين وتدارك أي سلبيات في أداء مرحلة البداية.

عدم استقرار

وللأسف لا يوجد صبر على تحقيق الأهداف من قبل بعض إدارات الأندية التي تقوم بعملية التغيير، ونحن نعلم أن تحقيق الإنجازات يلزمه توافر شرط مهم وهو الاستقرار الفني، وطبعاً تعدد حالات التغيير يؤدي إلى عدم الاستقرار ناهيك عن الهدر المالي الكبير الناجم عن الشروط الجزائية وكذلك استقدام أجهزة فنية جديدة، مما يكلف الأندية مبالغ طائلة يكون لها توابع سلبية مستقبلاً. ويضيف سالم ربيع قائلاً: تعاني بعض الأندية من عدم الاختيار الصحيح للأجهزة الفنية من البداية، مما يعرضها للتغيير بعد ذلك عند هزات النتائج، كما يوجد سوء توفيق لعدد من المدربين في النتائج، فأحياناً نجد مدرباً جيداً ولكنه غير موفق مع فريقه، ومن هنا يلزم التغيير، الذي قد يأتي بثمار إيجابية كما يحدث مع بعض الفرق التي تقوم باستبدال أجهزتها الفنية واستقدام جهاز جديد ينتشل الفريق من عثرته.

اختيار الأجانب

ويضيف سالم ربيع قائلاً: أحياناً يدفع المدرب سبب سوء اختيار اللاعبين خاصة الأجانب، وفي ظل زيادة عدد اللاعبين الأجانب إذا أحسن النادي اختيارهم يمكن أن يصنعوا فارقاً كبيراً يستفيد منه النادي والجهاز الفني، والعكس صحيح، لذلك أصبح من الضرورة على إدارات الأندية حسن اختيار اللاعبين الأجانب القادرين على صنع الفارق مع فرقهم.

Email