منذ تطبيق الاحتراف في الكرة الإماراتية لم يفز نادٍ بدرع الدوري موسمين متتاليين إلا مرة واحدة فقط عندما فاز العين باللقب موسمي 2011 - 2012، و2012 - 2013، أما باقي نسخ البطولة فتوزعت في مواسم متفرقة على شباب الأهلي في 2008 - 2009 و2013 - 2014 و2015 - 2016 و2022 - 2023، والجزيرة مواسم 2010 - 2011 و2016 - 2017 و2020 - 2021، والوحدة موسم 2009 - 2010، والشارقة 2018 - 2019، كما فاز العين بدرع الدوري في زمن الاحتراف أيضاً، مواسم 2014 - 2015 و2017 - 2018 و2021 - 2022، بينما لم تكتمل المسابقة، وألغيت بعد الجولة 19 في موسم 2019 - 2020، بسبب الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا.

 

تاريخ

وعلى مدار تاريخ المسابقة الممتد منذ النسخة الأولى في موسم 1973 - 1974، توزعت ألقاب البطولة بين 8 أندية، يشارك منها 7 أندية في دوري أدنوك، أي 50 % من المتنافسين في الموسم الجديد، الذي يدافع فيه شباب الأهلي عن الدرع الذي توج به الموسم الماضي، ولكن في عصر الاحتراف توزعت ألقاب 14 نسخة سابقة على 5 أندية فقط بـ 35.71 % من عدد أندية الموسم الجديد، ولم يتكرر صعود البطل على منصة التتويج مرتين متتاليتين، عكس الكرة الإماراتية في عصر الهواية، إذ فاز شباب الأهلي باللقب موسمي 1974 - 1975 و1975 - 1976، والنصر موسمي 1977 - 1978 و1978 - 1979، والوصل موسمي 1981 - 1982 و1982 - 1983، بل احتكر العين اللقب 3 مواسم متتالية في 2001 - 2002 و2002 - 2003 و2003 - 2004.

 

لا استقرار

من جانبه، رأى وليد سالم، حارس مرمى العين والمنتخب الوطني الأول السابق، أن غياب الاستقرار أحد العوامل الرئيسة وراء عدم نجاح بطل الدوري الإماراتي في احتكار اللقب موسمين أو أكثر. وأوضح: «من المفترض أن يكون تخطيط الأندية يمتد 4 أو 5 مواسم، وخلال تلك الفترة يجب أن يتوفر الاستقرار للجهاز الفني واللاعبين الأساسيين، ولكن أغلب أندية القمة، التي تعودنا منها الوصول إلى منصات التتويج، تقوم بتغيير شامل في الأجهزة الفنية واللاعبين بشكل موسمي، وهو الأمر الذي ينسف العمل التحضيري في السنة التالية، ويعيد بعض الأندية إلى نقطة البداية».

ظاهرة

وأضاف: «ظاهرة غياب احتكار البطولة موجودة في أغلب المسابقات الخليجية، التي تتشابه فيها المشكلات والمعوقات، ولكن لا توجد قاعدة ثابتة، وما يتحكم في النتائج والمستويات هو مدى استقرارك، وقراءة الإدارة في صناعة فريق قوي، وكيفية التعامل النفسي الجيد مع اللاعبين، وزرع روح الطموح المستمر لديهم، ومعرفة المنافسين وطبيعة البطولة بشكل جيد، وهي أمور إذا تم الإعداد والتخطيط لها بشكل جيد وبنظرة مستقبلية، زادت قدرة الفرق الكبيرة على تحقيق البطولات، والحفاظ عليها».

 

عقلية

بدوره، قال يوسف السيد، لاعب شباب الأهلي السابق: «عقلية اللاعب الخليجي الاحترافية بشكل عام لم تصل بعد إلى عقلية اللاعب الأوروبي، مع الاعتراف بأن هناك تطوراً حدث على صعيد المنظومة الاحترافية بكل جوانبها خلال السنوات الخمس الأخيرة، وهناك تحسن كبير في ثقافة الطموح لدى الأندية واللاعبين، ولذا رأينا الموسم الماضي أن درع الدوري ظل معلقاً حتى الجولات الأخيرة بين 3 أندية، والمطلوب من الأندية توفير الاستقرار، والمزيد من التحفيز، وإشعال روح التحدي لدى اللاعبين، حتى يظل الطمع بالحفاظ على الألقاب مستمراً، ولا يشبع اللاعب أبداً من الصعود إلى منصات التتويج».

نتائج

وأضاف يوسف السيد: «كما أن الأندية مطالبة برسم خطط مستقبلية، واتباع سياسة مدروسة للبناء، والصبر على التنفيذ من دون استعجال للنتائج، بمعنى أن النادي يستثمر إمكاناته في تنمية وتطوير اللاعبين من المراحل السنية، وهو أمر بالتأكيد سوف يستغرق سنوات، إلا أنه سيكون بعدها قادراً على احتكار البطولات لسنوات طويلة، مع ضرورة توفير الاستقرار في الأجهزة الفنية، وعدم إجراء التغييرات لمجرد التغيير، مع التأكيد أن تنافس أكثر من نادٍ على لقب الدوري يثري المسابقة بشكل كبير فنياً وجماهيرياً».

 

قرارات

بينما رأى عنتر مرزوق، مدير أكاديمية شباب الأهلي لكرة القدم، أن قرارات إدارات الأندية تؤدي دوراً مؤثراً في عدم قدرة النادي على احتكار البطولة موسمين متتاليين. وأوضح: «في بعض الأوقات، تؤدي قرارات الأندية دورها في عدم قدرة النادي على الحفاظ على درع الدوري موسمين متتاليين، وذلك بالاستغناء عن بعض اللاعبين، أو تغيير الأجهزة الفنية من دون داعٍ، وهي أمور تؤثر سلباً على الحالة النفسية العامة للفريق، وعلى حالة الانسجام داخل أرض الملعب».

وأضاف: «هناك قرارات أخرى لها دورها المؤثر في هذا الأمر، وعلى سبيل المثال عندما حقق الجزيرة درع دوري المحترفين بتشكيلة غلب عليها اللاعبون المواطنون والمقيمون قبل موسمين، اعتقدت الإدارة أنها قادرة على فعل الأمر نفسه في الموسمين التاليين، من دون النظر إلى مدى احتياجات اللاعبين، وعمل الأندية الأخرى في تدعيم صفوفها باللاعبين المواطنين والأجانب والمقيمين، وبالتالي لم يستطع الجزيرة البقاء على منصة تتويج الدوري، وصعد بدلاً منه العين، ثم شباب الأهلي».

تحدٍّ

من جانبه، اعتبر فارس جمعان، لاعب الجزيرة السابق، أن العقلية الاحترافية للاعب الإماراتي لا تزال تحتاج المزيد من الوقت للوصول إلى مرحلة النضوج الكامل، وقال: «العقلية الاحترافية للاعب المواطن تحتاج إلى المزيد من الصقل والصلابة إذا قورنت ببعض الدول العربية الأخرى، ولا بد من تغذية طموح الإصرار والتحدي، وأن يكون هناك «جوع دائم» لتحقيق الألقاب، والحفاظ عليها في الموسم التالي، وعلى إدارات الأندية تدعيم هذا الأمر وتنميته لدى لاعبيها، وإن كان الاحتكار من وجهة نظري مشكلة تعاني منها أغلب دوريات العالم، إذ تقتصر فيها المنافسة بين ناديين أو ثلاثة على الأكثر، وتلعب باقي الأندية دور «الكومبارس»، بينما في دورينا يتنافس أكثر من نادٍ على الدرع مثلما حدث الموسم الماضي، وهذا الأمر زاد من إثارة وقوة وجماهيرية المسابقة».

أرقام

49 تصل مسيرة الدوري الإماراتي التاريخية إلى النسخة 49 الموسم الجديد، الذي ينطلق الجمعة المقبل، وتوج العين بـ14 من 48 نسخة ماضية، أي بـ 29.16 % من عدد ألقاب المسابقة، وباقي الألقاب توزعت بين 7 أندية، لينال كل من الأهلي 8 ألقاب، والوصل 7 بطولات، والشارقة 6، والوحدة 4، وكل من الجزيرة والشباب والنصر 3 ألقاب.

18 إذا قارنا الدوري الإماراتي بداية من تطبيق موسم الاحتراف 2008 - 2009، بدوريات خليجية أخرى، مثل الدوري السعودي، نجد أن الهلال نجح في الفوز بالبطولة مرتين متتاليتين موسمي 2009 - 2010 و2010 - 2011، وموسمي 2016 - 2017 و2017 - 2018، واحتكرها 3 مواسم متتالية في 2019 - 2020 و2020 - 2021 و2021 - 2022، بينما فاز بها النصر مرتين متتاليتين في موسمي 2013 - 2014 و2014 - 2015، مع العلم أن الهلال فاز بدرع الدوري السعودي 18 مرة من 48 نسخة، بـ 37.5 % من عدد البطولات، وبفارق 9 ألقاب عن أقرب منافسيه النصر والاتحاد، بينما يأتي الشباب ثالثاً برصيد 6 ألقاب، والأهلي رابعاً 3 بطولات، والاتفاق ببطولتين، والفتح بطولة واحدة.

16 تمكن الغرافة من احتكار الدوري القطري 3 مواسم متتالية في 2007 - 2008 و2008 - 2009 و2009 - 2010، وكرر الدحيل حفاظه على درع الدوري 3 مرات، وذلك في موسمي 2010 - 2011 و2011 - 2012، و2013 - 2014 و2014 - 2015، و2016 - 2017 و2017 - 2018، وتوج السد بالدرع موسمي 2020 - 2021 و2021 - 2022، ويتصدر السد قائمة الأندية الأكثر فوزاً بدرع الدوري القطري برصيد 16 بطولة.

43 لم يبعد درع الدوري المصري الممتاز من بين يدي الأهلي والزمالك منذ موسم 2001 - 2002، عندما توج به الإسماعيلي، ويملك الأهلي 43 لقباً من البطولة، يليه الزمالك 14 بطولة، ثم الإسماعيلي 3 بطولات، وكان الدرع من نصيب «المقاولون العرب» والأولمبي وغزال المحلة والترسانة مرة واحدة لكل نادٍ؛ ولذا فإن الأهلي هو صاحب أطول سلاسل احتكار للبطولة، التي أقيمت نسختها الأولى موسم 1948 - 1949.

35 على الرغم من أن ريال مدريد الأكثر فوزاً بدرع الدوري الإسباني برصيد 35 لقباً، فإنه لم ينجح في آخر 10 نسخ من الفوز بالبطولة موسمين متتاليين، عكس برشلونة، الذي تمكن من تكرار الصعود لمنصة التتويج مرتين في موسمي 2017 - 2018 و2018 - 2019، وفي موسمي 2014 - 2015 و2015 - 2016، ويحتل الفريق المركز الثاني في قائمة الأندية الأكثر فوزاً بالبطولة برصيد 27 لقباً.

09 لم يتمكن سوى مانشستر سيتي من تكرار الصعود إلى منصة تتويج الدوري الإنجليزي الممتاز في آخر 10 مواسم، وذلك في موسم 2017 - 2018 و2018 - 2019، ثم احتكر اللقب 3 مواسم متتالية في 2020 - 2021 و2021 - 2022 و2022 - 2023، ليرفع النادي رصيده من الألقاب إلى 9 بطولات، وبفارق 11 لقباً عن غريمه مانشستر يونايتد، الأكثر فوزاً بالبطولة.