
تترقب جماهير الكرة الإماراتية مشاركة أنديتنا الخارجية في الموسم الكروي الجديد، وسط آمال كبيرة بظهور أنديتنا بشكل أفضل، خاصة على صعيد دوري أبطال آسيا الذي شهد تراجع الأندية الإماراتية في البطولة القارية السنوات الأخيرة، ما أدى إلى تراجع تصنيف دوري المحترفين آسيوياً.
وتستعد أندية العين وشباب الأهلي والشارقة للمشاركة في النسخة المقبلة من دوري أبطال آسيا التي تنطلق منتصف أغسطس المقبل بالأدوار التمهيدية المؤهلة لدور المجموعات الذي يقام في الفترة من 18 سبتمبر إلى 12 ديسمبر المقبلين.
حيث يشارك العين في دور المجموعات بشكل مباشر باعتباره بطل دوري أدنوك للمحترفين لموسم 2022 - 2023، فيما تأتي مشاركة شباب الأهلي والشارقة من تصفيات الدور التمهيدي.
ويبدأ شباب الأهلي مشواره في البطولة القارية بمواجهة ضيفه الوحدات الأردني في الدور التمهيدي الأول يوم 15 أغسطس المقبل.

ويصعد الفائز لمواجهة النصر السعودي في الدور التمهيدي الثاني يوم 22 من الشهر ذاته والمؤهل لدور المجموعات، فيما يلتقي الشارقة ضيفه باشوندرا كينغز من بنغلاديش، ويواجه الفائز منهما فريق تراكتور الإيراني.
كأس الملك سلمان
تشهد كأس الملك سلمان للأندية العربية الأبطال مشاركة الوحدة في البطولة وللمرة الثانية في تاريخ «العنابي» الذي يشارك في البطولة العربية.
وذلك بعدما نجح الفريق في التأهل إلى دور المجموعات في نهائيات البطولة التي تنطلق يوم 27 يوليو الجاري بمدن أبها والطائف والباحة بالسعودية.
ونجح الوحدة في التأهل إلى دور المجموعات بعدما تجاوز في الدور التمهيدي الأول فريق البرج اللبناني بالفوز ذهاباً وإياباً في أبوظبي بنتيجة 3 - 0 و1 - 0.
واستطاع إقصاء الجيش الملكي بطل الدوري المغربي في الدور الثاني بالتعادل سلباً في الرباط، والفوز في الإياب بأبوظبي بنتيجة عريضة بثلاثية نظيفة، ليتجاوز محطة صعبة قبل التأهل لدور المجموعات.
حيث يلعب العنابي في المجموعة الرابعة التي تضم الرجاء المغربي وشباب بلوزداد الجزائري والكويت الكويتي الذي يستهل مشواره في البطولة بمواجهته يوم 28 الجاري.

فرصة
وأكد رياضيون ومحللون أن المشاركات الخارجية المقبلة فرصة أمام أنديتنا لتغيير واقع التراجع الذي أصاب مشاركات الأندية الإماراتية الخارجية في السنوات الأخيرة.
مشيرين إلى أن الأندية الأربعة مطالبة بالتعامل بشكل أكثر جدية واهتماماً في البطولتين وليس خوض مبارياتها لمجرد المشاركة فقط لا غير.
وأصبح على عاتق الأندية وخصوصاً الثلاثي العين وشباب الأهلي والشارقة تحقيق نتائج إيجابية والذهاب لأبعد نقطة في دوري أبطال آسيا في النسخة المقبلة لتحسين ترتيب دوري المحترفين في تصنيف الاتحاد الآسيوي بعد تراجعه إلى المركز السادس قارياً مما أدى إلى تراجع النسبة المخصصة للكرة الإماراتية.
حيث باتت تحصل على مقعد مباشر في دوري أبطال آسيا للنخبة، ونصف مقعد في الدور التمهيدي لنفس البطولة التي ستقام من موسم 2024 - 2025، بينما حصلت على مقعد واحد مباشر بدور المجموعات، ونصفين في الأدوار التمهيدية في النسخة التي تنطلق الشهر المقبل.
تركيز

وأكد منذر عبدالله مدرب الوحدة السابق، المحلل الفني، أن أنديتنا مطالبة بالتركيز على المشاركات الخارجية في دوري أبطال آسيا والبطولة العربية، مشيراً إلى أن اعتبار مشاركاتها لمجرد المشاركة وعدم الرغبة في المنافسة على اللقب لن يساعد الكرة الإماراتية على استعادة تصنيف متقدم على الصعيد القاري.
وقال: أعتقد أن الأندية مطالبة بتغيير سياساتها وفكرها نحو المشاركات الخارجية، وأن تركز على المنافسة مثلما كان الحال في سنوات سابقة حين فاز العين باللقب عام 2003 وتأهل كذلك وشباب الأهلي إلى نهائي دوري أبطال آسيا، إذ كانت تلك الفترة جيدة للغاية في مسيرة الأندية في البطولة الآسيوية.
بينما تراجعت النتائج في السنوات الأخيرة نتيجة عدم التركيز والاهتمام وإعطاء أولوية للبطولة القارية واعتبار أن الفوز بالبطولات المحلية هو أقصى طموحاتها.
وأضاف: تابعنا في تحضيرات الأندية في المعسكرات الخارجية اهتماماً من البعض بالمشاركة في دوري أبطال آسيا في نسخته القادمة.

إلا أن هناك بعض الأندية لم تكمل تعاقداتها بالكامل وخاصة على صعيد اللاعبين الأجانب، ورغم صعوبة المهمة إلا أن حظوظ أنديتنا قائمة والأهم التركيز حالياً من جانب شباب الأهلي والشارقة على تجاوز الأدوار التمهيدية ثم التفكير في المجموعات.
أولويات
وشدد منذر عبدالله على أن تحديد الأولويات في غاية الأهمية قبل المشاركة في الاستحقاقات الخارجية، وقال: للأسف بعض الأندية تتعامل مع البطولات القارية والإقليمية أنها ثانوية، وتركز فقط على الدوري، وهو أمر خاطئ، فلماذا تتصارع على نيل المراكز الأولى في دوري المحترفين إذا لم يكن هناك المشاركة الخارجية من الأساس؟
وتابع: مشوار شباب الأهلي والشارقة في التأهل للمجموعات بدوري أبطال آسيا ليس سهلاً بكل تأكيد وخاصة أن النظام الذي وضعه الاتحاد الآسيوي أصبح أكثر صعوبة في الأدوار التمهيدية.
وبالتالي يجب أن تكون استعداداتك على أعلى مستوى وتعاقدات مميزة من اللاعبين ولا سيما الأجانب، وأن تمتلك مجموعة كبيرة من العناصر الجاهزة.
ويرى منذر عبدالله أن التعاقدات مع اللاعبين الأجانب حتى الآن عادية وليست بالمنتظرة باستثناء العين الذي تحرك بشكل أكبر في مسألة تعاقدات الأجانب.
مشاركة الوحدة

وعن مشاركة الوحدة في البطولة العربية، أشار إلى أن «العنابي» نجح في التخلص من عقبة صعبة بالفوز على الجيش الملكي، وأمامه فرصة التأهل لأدوار متقدمة في البطولة عطفاً على امتلاكه أسماء جيدة ونوعية لاعبين أفضل من نظرائها في أندية مجموعته.
ويرى الدكتور أحمد العوضي، المشرف العام السابق على فريق بني ياس، المحلل الفني أن المنافسة في دوري أبطال آسيا تحتاج لمحترفين أجانب على أعلى مستوى، مشيراً إلى أن المؤشرات لا تنبئ بوجود النفس الطويل للمنافسة على اللقب.
وقال: في السنوات الأخيرة أصبح طموحنا تجاوز دور المجموعات، وهو ما حصل نتيجة تراجعنا في التصنيف الآسيوي، وتراجع عدد مقاعد الأندية الإماراتية بالبطولة. وأضاف: نحتاج لوقت حتى نعود للمنافسة في دوري أبطال آسيا، ويمكن استغلال النسخة الجديدة في الظهور بشكل مختلف وأفضل نسبياً قبل العودة بقوة في النسخ القادمة.
وأشار إلى أن البطولة تحتاج لتعامل مختلف واهتمام أكبر، والعين على سبيل المثال لم يكن هو الفريق الذي نراهن عليه في السنوات الأخيرة.
ولكنه حاليا مطالب بتعديل الوضع قياساً بالعمل القائم من الإدارة والتعاقدات الجديدة والتي تنم عن رغبة في تقديم عمل مختلف.
وأكد العوضي ثقته بقدرة الوحدة على تجاوز دور المجموعات في البطولة العربية، مشدداً على أن هدف الوحدة يجب أن يمتد لأكثر من عبور المجموعات والذهاب لأدوار متقدمة.
نظام إيجابي

وقال خالد عبيد مدير فريق النصر السابق، والمحلل الفني، إن الاستحقاقات الخارجية المقبلة في دوري أبطال آسيا أو البطولة العربية فرصة لأنديتنا لاستعادة رونقها على الصعيد القاري والعربي، ويجب استغلال زيادة عدد الأجانب المشاركين في الآسيوية من أجل المنافسة.
وأضاف: نظام التجمع في دوري أبطال آسيا والبطولة العربية جيد وإيجابي بالنسبة لأنديتنا بعكس نظام الذهاب والإياب، الأندية مطالبة بالاستعداد جيداً للذهاب بعيداً في البطولتين.
وشدد عبيد على أن أندية العين وشباب الأهلي والوحدة والشارقة مطالبة بخوض مباريات خلال معسكراتها الخارجية بنفس الطريقة التي ستخوض بها الأدوار التمهيدية في البطولتين ولعب مباريات ودية بفاصل زمني يومين أو ثلاثة حتى تعتاد على ضغط المباريات.
وقال: يجب التعامل مع المباريات بالقطعة والتركيز على التأهل للمجموعات أولاً لشباب الأهلي والشارقة، وأعتقد أن شباب الأهلي لديه مجموعة جيدة من اللاعبين وهو بطل الدوري ومكتمل العناصر ولاعبوه يملكون الخبرة الدولية، وبالمقارنة بينه وبين الوحدات الأردني فالأفضلية في صالح «فرسان دبي».
وشدد خالد عبيد على ضرورة ألا تتعامل الأندية مع دوري أبطال آسيا والبطولة العربية أنها إعداد لبطولة الدوري، فالهدف هو استعادة المكانة قارياً، وقال: نتمنى لأنديتنا الذهاب إلى أبعد ما نتوقع.

