أثبت الروماني أولاريو كوزمين، قدرته على كتابة تاريخ مميز مرصع بالإنجازات مع أي فريق يعمل معه في الإمارات.
ففي محطته الثالثة، نجح المدرب الشهير صاحب الـ54 عاماً في وضع بصمته في البطولة التي تمنعت عليه خلال 6 سنوات عندما كان مدرباً للعين ثم شباب الأهلي، حيث استطاع مع فريق الشارقة أن يحقق اللقب مرتين على التوالي خلال فترة وجيزة لم تتعد العام ونصف.

ويذكر التاريخ أن بطولة كأس صاحب السمو رئيس الدولة تمنّعت على كوزمين في مناسبتين ماضيتين رغم امتلاكه سجلات حافلة بالألقاب المحلية من تجربته على رأس الإدارة الفنية للعين وشباب الأهلي، حيث حصد 11 بطولة معهما بواقع 4 ألقاب في دوري أدنوك للمحترفين، 4 كؤوس سوبر، وكأس الخليج العربي، وكأس الصداقة الإماراتية.
إلا أنه لم يوفق بالمثل في التتويج بكأس صاحب السمو رئيس الدولة. فحينما تأهل إلى النهائي في 2014 مع شباب الأهلي وجد كوزمين نفسه يسقط أمام العين، فريقه السابق، بهدف حمل توقيع أسامواه جيان، وكرر ابن العاصمة بوخارست المحاولة في 2015 مع شباب الأهلي، بيد أن ركلات الجزاء الترجيحية ابتسمت للنصر في المباراة النهائية.
وكانت «الثالثة ثابتة» حين التقى أصحاب السعادة «الوحدة» في الـ21 من أكتوبر العام الماضي على استاد هزاع بن زايد، وفاز للمرة الأولى بالكأس الغالية وفي الوقت نفسه عاد الشارقة لمعانقة لقبه المحبب بعد 19 عاماً بعد فوزه بهدف المحترف الإسباني باكو الكاسير.
وبعد 6 أشهر تقريباً كرر الشارقة تحت قيادة كوزمين ذات الإنجاز بالفوز على العين في نهائي النسخة 46 على استاد محمد بن زايد، وهو فوز له طعمه الخاص لكوزمين الذي رد اعتباره على خسارته اللقب قبل 9 سنوات أمام العين نفسه في أول وصول له للنهائي مع شباب الأهلي.
علامة كاملة
وبتحقيق الشارقة لقبه العاشر في البطولة والثاني على التوالي، يكون كوزمين حقق العلامة الكاملة في مشواره مع الشارقة في هذه البطولة معوضاً خسارته في مناسبتين وهو مدرب لشباب الأهلي، وحقق كوزمين منذ قدومه إلى الشارقة 3 بطولات مع الفريق، الأولى كانت كأس صاحب السمو رئيس الدولة للموسم الماضي، بعد الفوز على الوحدة.
والثانية كأس السوبر للموسم الحالي، بعد الفوز على العين ثم الاحتفاظ بكأس صاحب السمو رئيس الدولة هذا العام بالفوز على العين في النهائي الثاني خلال شهرين فقط.
وخلال الموسم الجاري خاض الشارقة مع كوزمين 32 مباراة في جميع البطولات «الدوري، وكأس صاحب السمو رئيس الدولة، وكأس مصرف أبوظبي الإسلامي، وكأس السوبر»، وحقق الفوز في 18 مباراة، وتعادل في 7 وخسر في 7 مباريات.
14 لقباً
نجح كوزمين في أن يضع بصمته القوية في الملاعب الإماراتية من خلال تحقيقه لـ 14 لقباً مختلفاً هي 4 بطولات للدوري مع العين وشباب الأهلي و4 ألقاب سوبر واحد مع العين وثلاثية مع شباب الأهلي وأيضاً كأس الخليج العربي مرتين وكأس الصداقة الإماراتية المغربية، و3 ألقاب مع الشارقة.
وحقق كوزمين مع العين لقب الدوري مرتين في موسمين متتاليين 2011-2012 و2012-2013 وتوج كذلك مع العين بلقب السوبر 2012، وعندما انتقل كوزمين من العين إلى شباب الأهلي استطاع أن يفوز بلقب الدوري مرتين موسم 2013-2014 و2015-2016 وكأس السوبر 3 مرات أعوام 2013 و2014 و2016 وكأس الخليج العربي مرتين 2013-2014 و2016-2017.
ووصيف دوري أبطال آسيا 2015، كما توج بكأس الصداقة الإماراتية المغربية 2016، وفي محطته الثالثة مع الشارقة توج بكأس صاحب السمو رئيس الدولة مرتين على التوالي في 2022 و2023، وكأس السوبر في 2023.
بداية قوية
وبدأ كوزمين مشواره مع الشارقة منتصف الموسم الماضي وتحديداً في نوفمبر 2021 بعقد يمتد موسمين خلفاً للمدرب الوطني عبدالعزيز العنبري، والإسباني خوان كارلوس، الذي تولى المهمة مؤقتاً.
وأحدث كوزمين نقلة واضحة وقفزة كبيرة في فريق الشارقة في أول مواسمه معه بدوري أدنوك للمحترفين، ليس فقط على صعيد المستوى الفني، بل على النتائج التي عكستها لغة الأرقام وجعلت الفريق يتقدم في الترتيب العام من المركز الثامن إلى وصافة الجدول بنهاية المسابقة.القفزة التي حدثت في عهد كوزمين مع الشارقة تجسدت في أن الفريق خسر 14 نقطة في 9 مباريات فقط قبل توليه للمهمة.
بينما انحصرت الخسارة في 7 نقاط فقط مع كوزمين خلال 16 مباراة في الدوري، وزاد على ذلك أن الفريق الوحيد الذي استطاع الفوز على بطل الدوري العين هو الشارقة تحت قيادة كوزمين في الجولة 13.
قبل كوزمين
وكان الشارقة قد بدأ مشوار الدوري قبل حضور كوزمين مع المدرب السابق عبدالعزيز العنبري بشكل جيد بالفوز في أول 3 مباريات، ولكن اختلف الوضع تماماً بعد ذلك، حيث خسر 3 مرات بين الجولتين الرابعة والسابعة لينتهي بعدها مشوار العنبري مع الفريق ويتولى المهمة مؤقتاً الإسباني خوان كارلوس مساعد المدرب في جولتين لم يحصد فيهما الفريق غير نقطة وحيدة.
وأسفرت نتائج الشارقة في أول 9 جولات قبل تولي كوزمين للمهمة عن فوزه في ملعبه على اتحاد كلباء 1-0 وخارج ملعبه على الظفرة بالنتيجة نفسها وفي ملعبه على الوصل 3-2 ثم خسر خارج ملعبه من شباب الأهلي 3-4 وعاد وفاز على الجزيرة 2-1 وخسر مرة ثانية خارج ملعبه من عجمان 0-1 ثم خسر للمرة الثالثة في ملعبه من النصر 0-3. وانتهى بعدها مشوار العنبري وتولى المسؤولية خوان كارلوس.
وفي فترته تعادل الشارقة خارج ملعبه مع العروبة 2-2 ثم خسر في ملعبه من الوحدة 0-3، وبذلك يكون الفريق خسر 14 نقطة خلال أول 9 جولات بالخسارة في 4 مباريات والتعادل مرة واحدة لتكون الحصيلة 13 نقطة فقط وضعت الفريق في المركز الثامن بجدول الترتيب.
41 نقطة
ونجح الشارقة في حصد 41 نقطة تحت قيادة كوزمين في 16 مباراة بالدوري محققاً الفوز في 13 مباراة، فيما خسر 7 نقاط من التعادل مرتين والخسارة مرة واحدة وبدأ مشوار الشارقة مع كوزمين في الدوري بالفوز خارج ملعبه على خورفكان 3-1 ثم في ملعبه على بني ياس 3-0 والتعادل خارج ملعبه مع الإمارات 2-2 والفوز في ملعبه على العين 2-0 وخارج ملعبه على اتحاد كلباء 1-0.
وفي ملعبه على الظفرة بالنتيجة نفسها ثم التعادل خارج ملعبه مع الوصل من دون أهداف والفوز في ملعبه على شباب الأهلي 1-0، وتعرض لأول خسارة في الدوري مع كوزمين في الجولة 18 خارج ملعبه من الجزيرة بهدف ثم عاد وفاز في ملعبه على عجمان 2-1 وخارج ملعبه على النصر 2-0 ثم في ملعبه على العروبة 5-0 وخارج ملعبه على الوحدة 2-1 .
وفي ملعبه على خورفكان 3-1 وخارج ملعبه على بني ياس 4-0 وفي ملعبه على الإمارات 2-1.
أسباب التفوق
ويعود تفوق الشارقة مع كوزمين بحسب لغة الأرقام التي جعلت الفريق يحصد 31 نقطة في الدور الثاني قبل الجولة الأخيرة و10 نقاط في آخر 4 مباريات من الدور الأول، لعدة عوامل فنية من بينها تغيير طريقة اللعب ومنح جميع اللاعبين دفعات معنوية ونفسية وحرية وثقة أكبر وتوظيف إمكانات كل لاعب بشكل سليم والتركيز على الأداء وتحويل لاعبين إلى «أوراق رابحة» مثل البرازيلي كايو لوكاس.
إخفاق في الدوري
وبالنظر إلى مشوار الشارقة مع كوزمين في موسمه الثاني، حدث إخفاق واضح من ناحية النتائج في دوري أدنوك مقارنة بما حققه في الموسم الأول، حيث تراجع الشارقة للمركز السابع في الجدول برصيد 42 نقطة فقط قبل جولتين من نهاية الدوري.
ولكن بالنظر لما حققه الفريق، نجد أن التركيز على 3 نهائيات خلال مشوار الدوري هذا الموسم ونجاح الشارقة في الظفر بجميع ألقابها، كان سبباً في ضياع العديد من النقاط في الدوري.
كما حدث في جولتين على التوالي قبل نهائي الكأس الحالي الذي أحرز لقبه الشارقة.
حيث خسر قبلها من العين واتحاد كلباء في الدوري، وهي تبرهن على أن كوزمين كان يرى أفضلية التركيز على الكأس مع تضاؤل آمال فريقه في المنافسة على الدوري، وينطبق الشيء نفسه قبل كل نهائي كان يخوضه الشارقة هذا الموسم ابتداءً بنهائي الكأس في أكتوبر من العام الماضي، مروراً بنهائي السوبر في فبراير هذا العام.
