مدير الفريق.. مسؤوليات كبيرة والأخطاء ممنوعة

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

خلافاً لما يتبادر للبعض وما يتصوره الناس، يضطلع مدير الفريق في أي نادٍ بمهام كبيرة، وتقع على عاتقه مسؤوليات جسيمة، فهو المسؤول عن الفريق بداية من المدرب ونهاية بجامع الكرات، وهفوة صغيرة منه قد تكلف الفريق خسارة مباراة أو إيقاف لاعب أو غرامة مالية.

وتبدأ مهمة مدير الفريق قبل انطلاق الموسم الجديد بأكثر من ثلاثة أشهر بالتجهيز للمعسكرات الخارجية ومتابعة كل ما يتعلق بها من حجوزات فنادق وملاعب وإقامة مباريات ودية، وبعد انطلاق الموسم ينبغي عليه أن يكون أول المتواجدين في النادي وآخر المغادرين لمتابعة وتوفير كل احتياجات الأجهزة الفنية والطبية وكذلك اللاعبين، وعليه أن يكون ملماً بالقوانين واللوائح وكل المستجدات التي تطرأ عليها فيما يتعلق بحالات الإنذار والطرد والإيقاف وكذلك بطاقات اللاعبين وغيرها من الأمور الفنية المتعلقة بالمباراة داخل وخارج ملعب الفريق، وهو ما يجعله فريسة للضغوط النفسية والبدنية طوال الموسم الكروي، ولمعرفة المزيد من المهام والمسؤوليات الملقاة على عاتق مدير الفريق تحدثنا مع عدد من أصحاب الشأن.

أمور لوجستية
من جانبه، أكد خالد عبيد المدير السابق لفريق الكرة بنادي النصر، أن المدير تقع على عاتقه أعباء ومسؤوليات بالغة الأهمية ما يضعه أمام تحدٍ كبير تتوقف عليه نتائج خطيرة لمصلحة أو ضد الفريق، إذ إن الخطأ قد يكلف الفريق خسارة بطولة أو غرامات مالية وإيقافات وعقوبات ربما كان لها تأثيرها السلبي العميق على الفريق.

وأضاف: يعتقد البعض أن مهمة مدير الكرة تنحصر فقط في تذليل المشكلات والعقبات التي تعترض اللاعبين، وتسجيل القوائم، وحضور التدريبات والمباريات، وهذا اعتقاد لا يمت للواقع بصلة إذ إن هناك أموراً لوجستية مهمة جداً يقوم بها، وعليه أن يكون ملماً بقوانين اتحاد الكرة ورابطة المحترفين، وتبدأ مسؤوليته من توفير المعدات الخاصة بالتدريبات أو المباريات، فهو حلقة الوصل بين الجهاز الفني والجهة المسؤولة عن هذه المعدات ليتم توفيرها وفق ما يطلبه الطاقم الفني بالفريق، وهناك أمور خاصة بالعيادة الطبية تتطلب التنسيق بينه وبين اللجنة الطبية بالنادي لتوفير بعض الأجهزة التي يحتاجها الفريق، فضلاً عن توفير المسكن والمواصلات للاعبين وكل هذا يقع تحت مسؤوليته وبإشرافه واعتماده.

قبل بداية الموسم
وأضاف: قبل بداية الموسم الجديد يجب على مدير الفريق التنسيق مع المتعهد لحجز الفندق والتأكد من وجود غرف للاعبين والأجهزة الفنية والطبية والإدارية، كما عليه التأكد من وجود قاعة طعام وقاعة اجتماع، وبعد ذلك يقوم بتوقيع العقد وعمل الحجوزات اللازمة، وهذه العملية تبدأ غالباً قبل بداية المعسكر بشهرين أو ثلاثة، حيث يقوم المدير بزيارة الدولة المختارة للمعسكر لمعاينة المقر والتأكد إن كان مناسباً أم لا، وهذا يتوقف على وجود ملاعب تدريب وعيادة طبية وصالة فيديو، أحواض سباحة وملعبين للتدريب.

برنامج إعداد
وواصل خالد عبيد: يقع على عاتق المدير أيضاً وضع برنامج الإعداد للموسم الجديد وتقديمه للمدير الفني، ويتضمن ذلك مباريات ودية يتم تحديدها مع متعهد المعسكر وذلك بعد دراسة الفرق التي يلعب ضدها ودياً في مكان المعسكر المختار، وبعد ذلك يتم تقديم أسماء هذه الفرق للمدرب بعد أن يقدم تقريراً مفصلاً ودقيقاً عن هذه الفرق، فمثلاً إذا كان المعسكر في أوروبا فالدوريات هناك تبدأ مبكراً، وبالتالي بعض الفرق لا تلعب إلا بالصف الثاني، ويجب أن يكون المدرب على علم بذلك، وهناك أيضاً فرق عربية متواجدة في المكان نفسه وعندما يختار المدرب فريقاً بعينه يقوم المدير بإخبار المتعهد، والذي بدوره يخاطب هذه الفرق ليحصل منها على الموافقة، والتي غالباً تكون في البداية شفهية ثم تتحول إلى رسمية، حيث يتم تحديد زمان ومكان المباراة.

دور مهم
بدوره، اتفق عبيد هبيطة، مدير فريق شباب الأهلي السابق مع رأي خالد عبيد في أهمية وخطورة الدور الكبير الذي يضطلع به المدير، مؤكداً أنه بمثابة دينامو الفريق وتقع عليه مسؤوليات تحتاج منه لجهد وتركيز كبيرين لإنجازها، ليس فقط قبل وأثناء المباريات، بل حتى في الأوقات العادية للاطلاع على جميع الملفات والملاحظات التي تتعلق بالفريق عن طريق السكرتارية أو المدير الفني للفريق، أو الطبيب إذا ما كانت هناك إصابات ليتمم على كل ذلك قبل بداية الحصة التدريبية.

وأضاف: باختصار على مدير الفريق أن يكون بمثابة النحلة للمتابعة أولاً بأول وفي الوقت نفسه عليه أن يكون ملماً بقوانين الاتحاد ورابطة المحترفين، ومطلعاً على كل المستجدات التي يمكن أن تطرأ على اللوائح، والبنود فيما يخص التبديلات والإصابات والإيقافات، لأن ذلك مهم وقد يكلف الفريق خسارة مباراة أو لاعب أو حتى غرامات مالية، وقبل ذلك عليه أن يكون أول المتواجدين في فندق الإقامة في حال كانت المباراة خارج ملعبه لمعاينة جاهزية الغرف وتوزيعها على اللاعبين على نحو مفصل ودقيق، وتهيئة جميع الظروف لراحة اللاعبين حتى لا يحدث تذمر أو توتر من أي لاعب ليكون هذا الأخير جاهزاً نفسياً وبدنياً للمباراة.

تحت المجهر
وأضاف هبيطة: مدير الفريق يمثل النادي ومجلس الإدارة وهو تحت مجهر مجلس الإدارة والمسؤولين بأن يكون في الواجهة مع اللاعبين والصحافة والحكام وكل الأمور التي تتعلق بالفريق، وهو أول من يحضر إلى النادي وآخر المغادرين، لمتابعة جميع الشؤون المتعلقة بالفريق فلابد أن يكون قدوة للاعبين في الالتزام بموعد الحضور، فهناك احتياجات للاعبين والمدرب قبل المران وبعده فإذا كانت هناك إصابات يجب أن يتابعها ويرفع تقريراً بشأنها للمشرف الفني والمسؤول، فإذا حدث أي خطأ هو المسؤول عنه. وزاد: أعتقد أنه في الوقت الحالي ستكون الأمور أكثر صعوبة وتعقيداً في متابعة الحالات المرتبطة باللوائح والقوانين في ظل وجود مقيمين وخمسة أجانب وعلى المدير أن يكون منتبهاً وملماً بجميع القوانين من الألف إلى الياء وتحمل أي خطأ.

مجرد مشاورات
كما نفى هبيطة أن يكون هناك تدخلات فنية من المدير في الفريق، موضحاً أن التدخلات في الحقيقة هي مشاورات مع المدرب في مكتبه أو في غرفة الملابس قبل أو بعد المباريات على شكل تقديم ملاحظات أو نصائح بحكم علاقة المدير مع اللاعبين، وأحياناً المدرب هو من يسأله عن رأيه في لاعب بعينه، وفي نهاية الأمر القرار له هو، وإذ كان هناك توافق وتفاهم بين المدير ومدرب الفريق، بالطبع ستمضي الأمور بسلاسة وإيجابية.

قانون وإجراءات
من جهته، أوضح أحمد خميس الحكم والمراقب السابق أن تعامل حكم ومراقب المباراة مع مدير الفريق يعتمد على مدى فهمه للقانون وعلاقته بكرة القدم، فإذا كان لاعباً قديماً أو مدرباً وتحول إلى مدير فريق، فهذا يعني أنه يفهم جيداً في القانون والإجراءات، وهنا يسهل التعامل والتفاهم معه، ويستطيع الحكم أو المراقب أن يناقشه بانسجام وسلاسة وتفاهم دون مشكلات ومشادات. وأضاف: مع الأسف بعض الأندية تعتمد العلاقات الخاصة والمجاملات وتعهد بمهمة مدير الفريق إلى شخص بعيد عن كرة القدم ولم يمارسها على أي نحو سواء أكان لاعباً أم رياضياً من قبل، وهنا تتعقد الأمور ويصبح التعامل معه أكثر صعوبة وتحدث مشكلات وتجاوزات، وهذا الأمر في الغالب يكلف الفريق خسارة سواء أكانت مالية أم إدارية أم فقدان نقاط مباراة، ولذلك فمن المهم أن تولي الأندية مدير فريق يفهم في القانون واللوائح والإجراءات.

مهام كبيرة
وأكد أحمد خميس، أن المهام المؤكلة للمدير كبيرة ومتعددة ومتشعبة ولا يقتصر دوره فقط على حضور التمارين وتسجيل الحضور اليومي وصرف الرواتب في نهاية الشهر، فدوره أكبر حيث يبدأ في غرفة الملابس خلال التمارين أو المباراة وبعد ذلك وحتى في ليلة المباراة في الفندق وصباح المباراة، وفوق كل ذلك ينبغي أن يتمتع بعلاقات جيدة مع جميع أعضاء الفريق من لاعبين وجهاز فني وطبي، وحتى مع مسؤول الملابس وجميع من لهم علاقة مباشرة مع الفريق لأنه حلقة الوصل التي تربط بين الجميع وهو مسؤول عنهم أمام مجلس الإدارة.


03
اعتبر عبيد هبيطة، مدير فريق شباب الأهلي السابق، أن عدم الاحترافية أكبر المشكلات التي تواجه المدير، فلابد من تفرغه ليكون كل تركيزه مع الفريق، وأن يعمل معه فريق سكرتارية منضبط ومتابع، فكم من فرق خسرت لأنها أشركت لاعباً لديه ثلاثة إنذارات، وعندما يحدث هذا فالمدير هو الذي سيكون في وجه المدفع، ولذلك عليه ألا يعتمد على خطابات التذكير من الاتحاد في حال الإنذارات بل يجب أن يتابع أولاً بأول وأن يكون جاهزاً بعد كل مباراة بالورقة والقلم تسجيل الإنذارات، فالمسؤولية الأولى على المدير، فهو مسؤول عن الفريق كاملاً من المدرب وحتى حامل الكرة، فلا راحة له على عكس ما يعتقد البعض أن المدير كل ما يفعله هو أن يأتي للنادي ليشرب «شاي كرك» وبعد المباريات يخرج ليتحدث لوسائل الإعلام.

Email