أندية بلا رعاة ظاهرة مستمرة

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تلعب عقود الرعاية دوراً مهماً في رفد ميزانيات الأندية بالأموال بعدما أصبحت كرة القدم صناعة متطورة في العالم أجمع، في الوقت الذي شهدت فيه بداية الموسم الكروي الحالي في الدوري الإماراتي وجود عدد من الأندية من دون رعاة على قمصانها في ظاهرة مستمرة من مواسم سابقة تفاوت فيها عدد الأندية التي أنهت تلك المواسم من دون عقود رعاية.

وظهرت أندية الوحدة وخورفكان والبطائح واتحاد كلباء ودبا الفجيرة في الجولات الأولى من دوري أدنوك للمحترفين من دون رعاة، قبل أن تتقلص بعد نهاية الجولة الثالثة بعدما أبرم ناديا اتحاد كلباء والفجيرة عقود رعاية لقميص الفريق الأول قبل بداية الجولة الرابعة، فيما غابت الرعاية عن ناديي الوحدة وخورفكان في الموسم الماضي، وظهر كذلك أكثر من ناد من دون راع في الموسم قبل الماضي.

وأكد رياضيون ومسؤولون أن أبرز أسباب غياب الرعاة يتمثل في ضعف التسويق، والمبالغة في القيمة المالية للرعاية، وعدم وجود خطة مسبقة تستهدف الشركات الراعية، مشيرين إلى أن العلاقات والاتصالات الشخصية أصبحت تلعب دوراً كبيراً وتتحكم في قدرة الأندية على إبرام عقود رعاية.

جماهيرية

وقال أحمد خليفة حماد المدير التنفيذي السابق لنادي شباب الأهلي، إن العلاقات الشخصية تحكم في أحيان كثيرة وتلعب دوراً في عقود الرعاية، ونجد أن بعض الأندية التي تملك علاقات واتصالات شخصية تنجح في التعاقد مع أكثر من راع لقميص الفريق، وهناك بعض الرعاة يرتبطون بأندية لارتباطهم بشخص معين داخل هذا النادي ولو رحل ترحل الشركة الراعية ولا تجدد عقدها، وهو أمر يجب ألا يحكم العلاقة بين الأندية والرعاة.

وأضاف أن ضعف التسويق في الأندية يؤثر بشكل مباشر على جلب أكبر عدد من الرعاة، رغم أن قوة النادي وتأثيره وجماهيريته من العوامل الأساسية في عقود الرعاية، ولكن ما نراه هو اختلاف عملية التسويق من ناد إلى آخر لأنها لا تعتمد على قواعد سليمة في التسويق.

وأوضح: «نعلم أن الضغوط كبيرة على إدارات الأندية، والمسألة بها بعض التعقيدات ولكن يجب تغيير العقلية وألا تصبح العملية مرتبطة بعلاقات شخصية فقط، وأن يركز النادي على الاهتمام بالشركة الراعية بشكل أكبر وتوفير كل ما يلزم من أجل تحقيق الأرباح التي على أساسها اتخذ قرار رعاية النادي». وأشار حماد إلى أن 4 أندية حتى الآن في دوري المحترفين من دون شركة راعية على قميص الفريق عدد كبير بلا شك، رغم أن هناك بعض الأندية التي تملك العذر ولكن البعض الآخر ممن يتمتع بالشعبية ويملك قاعدة جماهيرية لا يملك عذراً مثل نادي الوحدة.

مفاوضات

من جهته، كشف طارق الخنبشي المدير التنفيذي لنادي البطائح، عن أن النادي يفاضل حالياً بين أكثر من عرض لرعاية الفريق، والنادي لا يزال في طور المفاوضات مع أحد الرعاة الرئيسين لرعاية الفريق الأول. وقال: «حصلنا على عدد من الرعاة من قبل بداية الموسم ولكن مبالغ الرعاية لم تكن مناسبة، وقريباً سيكون هناك راع للنادي ولكننا نفاضل حالياً بين أكثر من عرض».

وأضاف: «البطائح صاعد حديثاً لدوري المحترفين لأول مرة في تاريخه ولذلك الحصول على عقد رعاية ليس بالأمر السهل، لا يمكن القول إن هناك ضعفاً في إدارات التسويق بالأندية لأننا نعمل بكل جهد في هذا الخصوص، ولكن يجب العلم بأن الأندية تنقسم لقسمين، الأول أندية صاحبة بطولات وجماهيرية وهي لا تقبل بأي عقود رعاية وتختار الشركات بعناية، والقسم الثاني أندية لا تملك بطولات ولا تستطيع الحصول على رعايات كافية وتواجه صعوبات كبيرة، وهناك معايير معينة يضعها كل ناد وبحسب رؤيته».

وتابع: «العلاقات الشخصية لها دور بكل تأكيد في مسألة الحصول على عقد رعاية، وتكمل العمل داخل النادي، وتقوم بعرض المنتج بالشكل الذي يدر أرباحاً على الطرفين، ومن دون تلك العلاقات الأمر قد يكون صعباً في بعض الأحيان، ويجب كذلك الأخذ في الاعتبار فترة تفشي فيروس كورونا التي أثرت كثيراً على كرة القدم، ونحن الآن في فترة تعاف والسوق بدأ في التحرك، وأعتقد أن الفترة المقبلة ستشهد انفراجة فيما يتعلق بعقود رعاية الأندية».

استمرارية

وأكدت نورة الجسمي رئيس اللجنة النسائية والتسويق في الاتحاد الآسيوي للدراجات، عضو مجلس إدارة شركة نادي النصر للاستثمار، رئيس اتحاد الإمارات للريشة الطائرة، أن أبرز أسباب غياب الرعاة يتمثل في مبالغة الأندية في المبالغ المالية بعقود الرعاية، والضعف التسويقي، والاعتماد على الدعم الحكومي، وضعف العائد والمردود بالنسبة للشركة الراعية من تسويق القمصان، مشيرة إلى أن وجود خطة استراتيجية واضحة ومسبقة تسهم كثيراً في الحصول على عقود رعاية جيدة تخدم الأندية.

وقالت إن قضية الرعاية تتطلب ذهاب الأندية للشركات سواء الحكومية والخاصة وليس انتظار الراعي للحضور للنادي وطلب رعاية الفريق، فالأندية مطالبة بالسعي وراء الحصول على أفضل العروض، والعمل قبل وقت كاف لاستقطاب الشركات.

وأوضحت نورة الجسمي، أن فترة تفشي جائحة كورونا شهدت معاناة بعض الشيء من أجل الحصول على عقود رعاية وهو أمر طبيعي في ذلك الوقت نظراً للظروف الاقتصادية التي مر بها العالم بشكل عام، ولكن الوضع تحسن تدريجياً مع الوقت، مشددة على ضرورة وجود مرونة لدى الأندية في مبالغ الرعاية وعدم الإصرار على مبالغ مرتفعة في البداية من أجل استقطاب الرعاة ومن ثم الاستمرارية فيما بعد، لافتة كذلك إلى ضرورة البحث عن فرص استثمارية جديدة وعدم الاكتفاء بالطرق التقليدية في البحث عن الشركات الراعية، لا سيما وأن عدم وجود راع للنادي يؤثر كثيراً على ميزانيته.

جهود

من جهته، أكد راشد بن عبود المدير التنفيذي لنادي دبا الفجيرة، أن النادي بالفعل بدأ الموسم من دون عقد رعاية لقميص الفريق الأول، ولكن النادي نجح في التعاقد مع إحدى الشركات عقب نهاية الجولة الثالثة من دوري أدنوك للمحترفين، وظهر قميص الفريق في الجولة الرابعة وعلى صدره الراعي، مشيراً إلى أن جلب رعاة ليس بالأمر السهل في بعض الأحيان ويحتاج إلى جهود كبيرة من المسؤولين في الأندية. وقال إن المشكلة الأكبر في الرعاية أنها مرتبطة بالمناطق الجغرافية، حيث تختلف الفجيرة عن مدن أخرى مثل دبي وأبوظبي والشارقة، التي تتوفر بها العديد من الشركات الكبرى والتي ترصد ميزانيات لعقود رعاية الأندية، ولذلك الأمر يجب ألا ينظر إليه بحسب المناطق فقط، والتوجه إلى مدن أو إمارات أخرى لرعاية ناد معين.

 

Email