مدرب اللياقة «كلمة السر» في الأندية

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يعتبر مدرب اللياقة عنصراً مهماً في الأجهزة الفنية للفرق ويؤدي عملاً شاقاً لكنه يظل مجهولاً يعمل بعيداً عن الأضواء، ويراه البعض مظلوماً، حيث لا يتذكره أحد عند تحقيق النجاحات ويكون التركيز فقط على المدير الفني، على الرغم من أن مدرب اللياقة يشق طريقه العملي بصعوبة لأنه لا يكتفي بكونه لاعباً أو رياضياً سابقاً حتى يصبح مدرباً، ولكنه يحصل على الشهادة الجامعية التي تتناسب مع تخصصه، ليصقل الدراسة بالعمل الميداني، حتى يصبح «خبيراً» في مجاله.

ويؤكد أهمية مدرب اللياقة أنه أول من يطلق صافرة البداية في فترة الإعداد التي يكون فيها الرقم واحد، لإكساب اللاعبين معدل لياقة عالياً، وقياساً بالعمل الذي يقوم به فإن مصير الفريق طوال الموسم يتحدد قياساً على نجاحه في مهمته أو إخفاقه بشكل كبير، ما يجعله صاحب تأثير كبير وواضح لكن من النادر التركيز عليه. 

بينتوس الأشهر

بدأت أسهم «مدرب اللياقة»، أخيراً، في الارتفاع والتركيز على أهميته، وأصبحت وسائل إعلام عالمية تركز على البعض منهم وتشيد بالأدوار التي يقومون بها، ويعود الفضل في ذلك إلى الإيطالي أنطونيو بينتوس مدرب اللياقة بنادي ريال مدريد الأسباني، والذي أثبت عملياً الدور الكبير الذي يقوم به في الفريق، وأيضاً أدوار رفقائه بشكل عام في ذات المهنة، بعد أن ارتبط النجاح باسمه في كل الفرق التي عمل بها، مثل يوفنتوس، تشلسي، ويستهام، موناكو، مارسيليا، وغيرها من الفرق التي ظل يحقق معها النجاح، وآخرها ريال مدريد الذي ظهر فيه مع تولي زين الدين زيدان مهمة التدريب عام 2015، حينها تمسك «زيزو» بتعيين بينتوس ضمن طاقمه الفني، ليشاركه بعد ذلك تحقيق الإنجازات، وبعد رحيل زين الدين زيدان، تراجع المعدل البدني لدى الفريق ونتائجه، ما جعل الإدارة تعيد بينتوس المشهور بالقسوة في التدريبات مرة أخرى العام الماضي إلى الجهاز الفني، ليلفت بعدها الأنظار ويؤمن الجميع بأهمية دور مدرب اللياقة.

مدرب خاص

ويصاحب ذلك أيضاً، «موجة» وسط اللاعبين في العديد من الدول، والذين يستعينون بمدرب اللياقة بشكل فردي أو ما يسمى بـ«المدرب الخاص» والذي يساعد اللاعب على تدريبه بشكل يتناسب مع عضلات جسمه، ولا يقتصر ذلك على اللاعبين ولكنها انتشرت وسط نجوم المجتمع الذين يستعينون بالأكْفاء من مدربي اللياقة لتدريباتهم الشخصية، الشيء الذي أسام أيضاً في رفع أسهم مدرب اللياقة وأكد الدور المهم الذي يقوم به.

عنصر مهم

وأكد نجم درويش المحلل الفني والناقد الرياضي، أن مدرب اللياقة عنصر مهم جداً في الأجهزة الفنية، وأن اللاعب إذا لم يكن جاهزاً بدنياً وفي أتم الاستعدادات للمباريات لا يمكنه أن يقدم شيئاً ولن ينجح في تنفيذ فلسفة المدرب وأسلوب لعبه.

وقال درويش: مدرب اللياقة هو الذي يحضر اللاعب للمباريات، ودور المدرب يكون تكتيكياً مع اختيار عناصر التشكيلة وإدارة المباريات، ونجاحه مرتبط بالجهد الذي يبذله مدرب اللياقة وقدرته في رفع معدل اللياقة البدنية، وبدون نجاحه فإن اللاعب لا يستطيع أن ينفذ شيئاً من فكر المدرب في أرضية الملعب.

وأكد نجم درويش أن مدرب اللياقة يتعرض للظلم في الكثير من الأحيان لأن تركيز إدارات الأندية والجماهير يكون منصباً على المدير الفني ولا يتذكره أحد، وأضاف: لا شك أن المدرب هو الواجهة والرجل الأول وصاحب القرار في الأجهزة الفنية بل هو من يختار طاقمه المساعد، ومن يتعرض للنقد عند الخسارة والمدح عند الإشادة لكن ذلك لا ينفي الدور المؤثر لمدرب اللياقة وأهمية إنصافه، ونسبة لدوره المؤثر فإن المدير الفني يجب أن يحرص دائماً على اختيار مدرب لياقة بمستوى عالٍ يعينه في مهمته ويجهز له الفريق على النحو الأفضل الذي يمكنه من قيادته للانتصارات.

مهمة فردية

بدوره أكد المدرب محمد قويض، أنه في بدايات عمله في مهنة التدريب بالمراحل السنية كان يؤدي كل المهام بمفرده، ولم يكن يؤمن بوجود مدرب متخصص للياقة، وبعدها أدرك أهميته، مبيناً أنه لجأ إلى بطل ألعاب قوى سوري متخصص في اللياقة البدنية، واستعان به قبل 25 عاماً، ومازال يواصل في ذات المهنة، ذاكراً أن بطل ألعاب القوى شكل إضافة كبيرة للفريق الذي كان يدربه حينها ومنذ ذلك الوقت أصبح مؤمناً بأهميته خاصة مع مرور السنوات وتحول كرة القدم من الهواية إلى الاحتراف وتحولها إلى علم خاص.

وقال قويض إنه بحكم تجربته يعرف جيداً قيمة مدرب اللياقة، ذاكراً أنه الشخص الذي يشرف بنسبة 80 % على فترة الإعداد، بينما عمل المدرب يكون 20 % فقط، وبعد انطلاق المنافسة يحدث العكس، وأضاف: أعتقد أن مدرب اللياقة له حصة كبيرة في نجاح أي فريق، قياساً بالمهمة التي يقوم بها ولا يمكن الاستغناء عنه أو التقليل من العمل الذي يقوم به.

إعداد اللاعبين

فيما قال المدرب نور الدين العبيدي إن مدرب اللياقة له دور مهم جداً، خاصة مع بداية الموسم، لأنه يشرف على إعداد اللاعبين بدنياً، ويقوم بتوزيعهم على مجموعات، كل لاعب حسب معدل لياقته، كما أنه يوزع الحمل البدني، وله العديد من الأدوار التي تسهم بشكل كبير في نجاحات الفرق، ذاكراً أن مدرب اللياقة أحياناً يؤدي مهمة مساعد المدرب بجانب مهمته الأساسية.

وأشار العبيدي إلى أن مدرب اللياقة دائماً يكون على إطلاع بالأمور العلمية ومؤهلاً أكاديمياً، لأنه يدرس تخصصه في الجامعات، ويعمل على تطوير قدراته بشكل مستمر وأضاف: في رأيي أن مدرب اللياقة يكون سلاحاً ذا حدين مع الفرق، فإذا كان ملماً بتفاصيل عمله ويؤديه على الوجه الأكمل يكون قد أضاف الكثير وأسهم في تحقيق نتائج إيجابية، أما إذا قصر في واجبه فإنه يهدر عمل الجميع.

واستطرد العبيدي وقال: لكن في النهاية المسؤولية دائماً تقع على المدير الفني لأنه يجب أن يكون متابعاً حتى لعمل مدرب اللياقة وهو الذي يتحمل مسؤولية نتائج الفريق حتى إذا كان هنالك تقصير من مدرب اللياقة.

 

Email