تقديم اللاعبين ابتكار وإبهار
لا يتوقف التنافس بين الأندية على أرضية الملعب، فبعد التسابق على تحقيق الانتصارات وحصد البطولات، برزت في الفترة الأخيرة منافسة من نوع خاص وهي «الأعلى مشاهدة أو متابعة على مواقع التواصل الاجتماعي»، لذا أصبحت الأندية تتفنن الإبهار والابتكار في تقديم اللاعبين الجدد، أو حتى الترويج للأحداث في الأندية، عبر تصميم مقاطع فيديوهات تحاكي أفلام «هوليوود» بأفكار متنوعة وغير مألوفة تضاهي كبار المخرجين.
الأفكار الجديدة لم تعد حكراً على الأندية الكبيرة بل حتى الأندية الصغيرة في أوروبا وغيرها أصبحت تنتهج طرقاً مبتكرة لجذب متابعين جدد من مختلف القارات، كما وصلت هذه الظاهرة إلى دورينا، حيث قامت بعض أنديتنا في الفترة الأخيرة بتقديم لاعبيها الجدد بطريقة غير مألوفةـ على غرار نادي الجزيرة الذي نشر فيديو مثيرا لتقديم لاعبه الدولي المغربي أشرف بن شرقي، الذي انتقل إليه خلال فترة الانتقالات الصيفية الجارية قادما من الزمالك المصري.
وعلق «فخر أبوظبي» على الفيديو الذي نشره عبر مواقع التواصل الاجتماعي «أحلامهم انتهت» ثم «أحلامهم هي واقعنا»، في إشارة منه إلى الأندية التي كانت ترغب في ضمه خلال الميركاتو الصيفي
كما جاء فيديو نادي الوحدة لتقديم لاعبه البرتغالي لويس ميغيل بيتزي مبهراَ، حيث حصد أكثر من 1.1 مليون مشاهدة على حسابه على تويتر. ويظهر بيتزي في الفيديو الذي حمل عنوان «أراك تنظر إلى صورتي» وهو يسير وسط منطقة طبيعية خضراء قبل أن يتفاجأ بدوي الرعد ثم تضربه صاعقة برق يرتدي على إثرها قميص الوحدة رقم 17 ما يشعره بسعادة بالغة لتمثيل هذا النادي العريق.
وآخر التقليعات جاءت من نادي عجمان الذي نشر فيديو لتحفيز الجماهير لحضور مباراته الافتتاحية للدوري أمام العين بطل الدوري، وجاء الفيديو مرفوقاً بعبارات ترحيبية: «تهدأ الشوارع.. ترقب يزاحمه شوق وحنين متوجهين لنادي مدينتنا عجمان كالعادة بشوق نستقبلكم». وتضمن الفيديو أبرز المعالم السياحية لمدينة عجمان بهدف لفت أنظار الجمهور الزائر لها.
تفاعل واسع
أما عالمياً، فأصبحت فيديوهات الأندية التي تقدم اللاعبين تحاكي أفلام الرعب والخيال، حيث أثار برمنغهام الإنجليزي تفاعلاً واسعاً بفيديو تقديم لاعبه الجديد التونسي حنبعل المجبري القادم من مانشستر يونايتد في شكل إعارة لمدة موسم واحد، إذ وضعه في السجن في مشهد تمثيلي على غرار الأفلام السينمائية.
اقتبس برمنغهام فكرة الفيديو من مشهد من فيلم «Silence of the Lambs» الذي تم إنتاجه عام 1991، حيث يساعد الشرير «هانيبال ليكتر» عميل مكتب التحقيقات الفيدرالي كلاريس ستارلينج للقبض على قاتل متسلسل من سجن شديد الحراسة.
ظهرت شخصية «هانيبال ليكتر» لأول مرة في رواية التنين الأحمر (Red Dragon) للكاتب توماس هاريس في ثمانينيات القرن الماضي، وكانت تحكي عن ضابط المباحث الفيدرالية «ويل جراهام» الذي يطارد قاتلاً متسلسلاً مستعيناً بـ هانيبال ليكتر الطبيب النفسي الشهير الذي تحول إلى قاتل متسلسل دون سبب مفهوم، والذي كاد يقتله حين قبض عليه منذ سنوات.
وأثار الفيديو جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، «هناك من اعتبره أفضل فيديو إعلان على الإطلاق»، فيما اعتبره آخرون فيديو سيئ للإعلان عن توقيع جديد للاعب كرة قدم، متسائلين «لماذا هو في السجن؟».
وأعلن إسبانيول الإسباني عن تعاقده مع لاعبه الجديد مارتن برايثوايت القادم من برشلونة عبر فيديو طريف يظهر من خلاله اللاعب مرتدياً زي الببغاء ويتجول في المدينة قبل أن يحط الرحال في الملعب ويكشف عن وجهه، ويبدأ مقطع الفيديو بصوت سيارة إسعاف وعبارة «الساعة الأخيرة ببغاء جديد». وعلى طريقة الأفلام السينمائية، قدم اتحاد مصراتة الليبي لاعبيه الجديدين شهاب الزغلامي وشهاب بن فرج على صهوة الجواد وهما يرتديان الزي الليبي.
واجهة النادي
أكد أحمد البلوشي مسؤول مواقع التواصل الاجتماعي بنادي عجمان أهمية الجانب «الإعلامي» في عمل الأندية لدوره في تعزيز التواصل بينها وبين جماهيرها، وقال: الإعلام هو واجهة النادي، لذا نحن حريصون على التنافس مع بقية الأندية ليس فقط في الملعب ولكن من خلال ما ننشره عبر حساباتنا في مواقع التواصل الاجتماعي من فيديوهات وتغريدات، وهي ظاهرة إيجابية وترفع مستوى الحماس بين الجماهير.
وأضاف: لا نملك في عجمان قاعدة جماهيرية كبيرة ولكن أغلب متابعينا من الأندية الأخرى، وخصوصاً من نادي العين وهم ينتظرون بشغف ما نقوم بنشره، لذا نحاول البحث عن أفكار جديدة ومميزة. وشدد البلوشي على ضرورة الالتزام بما يطلبه الجمهور ويلبي شغفهم، وقال: كنا أول من اعتمد تقنية الفيديو لتقديم اللاعبين قبل 5 سنوات لأن الجمهور يفضل مشاهدة لاعبيهم بصورة غير اعتيادية.
وصرح البلوشي إن اهتمام الحسابات الرسمية للأندية يجب أن يكون أبعد من مجرد تغطية مباريات الفريق الأول، مشيراً إلى أنه وزملاؤه في المركز الإعلامي بنادي عجمان يحاولون الاقتداء بحسابات الأندية الأوروبية الكبيرة وتابع: نهتم بانطباع المتابعين عن نادينا وعن مدينة عجمان، ونهدف دائماً لخلق سمعة طيبة عنهما على مواقع التواصل الاجتماعي. وتمنى البلوشي أن تعيد رابطة دوري المحترفين جائزة أفضل محتوى إعلامي الخاصة بالمراكز الإعلامية بالأندية في نهاية الموسم حتى تحفزها على الابتكار والإبداع.
أفكار مبتكرة
وقال الإعلامي الأردني مراد المصري إن اعتماد الأندية على طرق وأفكار مبتكرة لتقديم اللاعبين الجدد يأتي ضمن تطوير أساليب التسويق وزيادة متابعيها على وسائل التواصل الاجتماعي، مشيراً إلى ضرورة منح العاملين في المراكز الإعلامية بالأندية حرية أكثر بهدف الابتكار والبحث عن أفكار جديدة.
وأكد مراد المصري أن التنافس بين الأندية خرج من الملعب ليشمل مواقع التواصل الاجتماعي لحصد المزيد من المتابعين وهو ما فرض على الأندية تطوير حساباتها الرسمية والبحث عن أفكار غير مألوفة لتقديم اللاعبين الجدد، وأضاف: على الصعيد المحلي يعتبر الحساب الرسمي لنادي عجمان الأكثر تميزاً بفضل الأفكار المبتكرة التي يعتمدها.
وأوضح مراد المصري أن التنافس على إبراز محتوى جيد ولافت لم يعد مقتصراً على الأندية الأوروبية الكبيرة فقط بل حتى الصغيرة والمغمورة تحاول كسب متابعين لها من مختلف القارات في العالم وأن الجمهور أصبح ينتظر بشغف ما تنشره من فيديوهات وتغريدات مميزة ومثيرة، وقال: على سبيل المثال فريق ليجانيس الإسباني بالرغم من هبوطه واحتلاله مركزاً متأخراً في الدرجة الثانية إلا أن عشاق الكرة ينتظرون ما ينشره دائماً من تغريدات.
وأضاف: تحاول الأندية الأوروبية كسب متابعين جدد ولفت الأنظار إليها عبر ما تنشره من محتوى دسم على حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي، ومن أجل ذلك تقوم بتوظيف فريق عمل كبير يجمع تخصصات مختلفة عكس أنديتنا في الدوري المحترفين التي تقوم بتكليف موظف أو اثنين للقيام بهذه المهمة.
من جهته أكد خليفة الشامسي مسؤول المركز الإعلامي بنادي الوحدة أن فيديو اللاعب بيتزي الذي حقق رقماً قياسياً في عدد المشاهدات يستند إلى فكرة بسيطة، مشيراً إلى أن سر نجاح الفيديو يكمن في الاختلاف عن بقية فيديوهات الأندية والطريقة المميزة التي أنجز بها، وختم: حققنا أكثر من 1.1 مليون مشاهدة وتم مشاركة الفيديو من قبل 600 ألف شخص، بالإضافة إلى 200 ألف شخص تفاعلوا معه.
