من منع البيتزا إلى التدريب في موقف السيارات

العقوبات على اللاعبين.. غرائب وطرائف

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تلجأ الأندية ومدربوها بجميع أنحاء العالم في بعض الأحيان، إلى عقوبات على اللاعبين المحترفين المقصرين بدنياً أو سلوكياً، وتتنوع العقوبات في نوعها، فليست مالية فقط، فالغرامات أحيانا لا تكفي لردع اللاعبين، كما أن الإيقافات تضر بالنادي نفسه وبالفريق، وبالتالي فلن تكون عقوبة رادعة بقدر ما ستكون جلداً لذات النادي!

وبعيداً عن المال والإيقاف، لجأ بعض المدربين والأندية إلى عقوبات مُبتكرة لفرض السيطرة على تجاوزات لاعبيها، ومنها حرمان بيب جوارديولا مدرب مانشستر سيتي، لاعبيه من الإنترنت في ملاعب التدريبات، لإجبارهم على المزيد من التركيز.

فيما فرض على جاك كارول وجاري فرايزر لاعبي فريق باتريك ثيسل الاسكتلندي، أداء التدريبات وهما يرتديان ملابس غريبة، لتراجع مستواهما، وحرم جوزيه مورينيو، لاعبي مانشستر يونايتد، من استخدام الطائرة بعد إحدى المباريات التي تلقى فيها فريقه خسارته الثالثة على التوالي، وأجبر اللاعبين على ركوب القطار، كما أجبر اللاعبين على التدريب في موقف السيارات في طقس شديد البرودة، وقلد العقوبة نفسها، رئيس نادي فنربخشة، بعدما أجبر لاعبيه على العودة في الحافلة لمدة 5 ساعات، بدلاً من الطائرة، بسبب سوء النتائج.

ولجأت إدارة نادي بانيك أوسترافا التشيكي، إلى عقوبة غريبة، عندما أجبرت اللاعبين على المشاركة في أعمال ترميم النادي، بعد تراجع مستواهم، بينما أجبر رئيس نادي أف سي ويمبلدون، لاعبيه على تناول عشاء يتكون من أمعاء الدواجن، بعد خسارتهم لإحدى المباريات بأكثر من 5 أهداف، وعندما تولى الإيطالي أنتونيو كونتي تدريب تشيلسي عام 2016، منع اللاعبين نهائياً من تناول البيتزا، وقبله منع ديفيد مويس عندما تولى تدريب مانشستر يونايتد، لاعبيه من تناول «الشيبسي»، وذلك عقاباً على عدم محافظة البعض على أوزانهم.

وحول العقوبات وأنواعها، وطرق ردع اللاعبين عن التقصير أو السلوك الخاطئ يقول يوسف السيد لاعب شباب الأهلي السابق: «هناك إيقاف إجباري يمكن أن يتعرض له اللاعب من قبل اتحاد الكرة نتيجة تراكم الإنذارات أو الحصول على كارت أحمر في إحدى المباريات، أما بالنسبة للنادي، فلديه مساحة أكبر من العقوبات وأكثرها قسوة من وجهة نظري الشخصية، البقاء على دكة البدلاء أو الإيقاف عن المشاركة في المباريات، وليس الخصم المالي من الراتب، وقسوة تلك العقوبة متساوية في الهواية أو الاحتراف».

وأضاف: «أصبحت إدارات الأندية أكثر احترافية في التعامل مع لاعبي الكرة في وقتنا الحالي، وتم وضع لوائح واضحة بتوقيع عقوبات خصم مالي على راتب اللاعب حال قيامه بأي تجاوزات أو أخطاء، ومنها تلقيه إنذاراً أو طرداً لا داعي له، وهو الأمر الذي يحقق للأندية أكبر استفادة ممكنة دون التأثير على مستوى وقوة الفريق لغياب أي لاعب مؤثر، ووقت أن كنت لاعباً، كان الروماني أولاريو كوزمين مدرب شباب الأهلي السابق والشارقة حالياً، هو من يقدر إذا كان اللاعب الذي حصل على بطاقة صفراء أو حمراء، يستحق الخصم أم لا، على اعتبار أن هناك أخطاء تكتيكية ترتكب لمنع هدف، وبالتالي تصب لمصلحة الفريق».

وأوضح: «لاعب كرة القدم يبقى قادراً على التعامل مع الخصومات المالية، خاصة في ظل الرواتب المرتفعة التي يوفرها عصر الاحتراف، ولكن الجلوس على دكة البدلاء أو الإيقاف لفترات طويلة تذبح اللاعب، خاصة إذا طالت أكثر من نصف الموسم، لأن أي لاعب يرغب في لعب كل المباريات، والغياب لفترات طويلة، تؤثر على اللاعب فنياً وبدنياً، وبالتالي تقل قيمته في سوق الانتقالات، لأن الأندية تبحث دائماً عن اللاعب الجاهز وقليل المشاكل، وبالتالي الإيقاف يكون أشد قسوة على اللاعب من الخصم المالي».

ضرورة الدعم

اتفق يوسف عبد العزيز لاعب الجزيرة والوصل السابق، مع يوسف السيد، بتأكيده أن العقوبات المالية لا توجع قدر الإيقاف، وأوضح: «المال يأتي ويذهب، ولكن الغياب عن الملاعب لفترات طويلة للإيقاف، أكثر إيلاماً للاعب، لأن كرة القدم تلعب في المستطيل الأخضر، واللاعب يستمتع دائماً بنيل إعجاب الجماهير، وبتحقيق الانتصارات والبطولات مع ناديه أو منتخب بلاده، وكل الأمور المالية، قابلة للتعويض، ويبقى الأهم أن تلعب، وتظل في الصورة، خاصة إذا كنت تلعب في أحد الأندية الكبيرة».

وأضاف: «الدعم المعنوي من وجهة نظري، أفضل كثيراً من الدعم المالي، وبالتالي الإيقاف وغضب المدرب أو الإدارة أشد ألماً على اللاعب، وارتياح اللاعب نفسياً، أمر يمكن الحصول عليه من خلال المشاركة في المباريات فقط، لأن اللاعب يرغب في الاستمرار طويلاً في الملاعب، ولذا نرى لاعبين تجاوزوا أعماراً كبيرة، ومع هذا لديهم الإصرار على البقاء لسنوات طويلة قبل الاعتزال، وذلك ليس رغبة في جني المزيد من الأموال، ولكن رغبة الاستمرار في عيش حياة المتعة والإثارة في كرة القدم».

رؤية فنية

بدوره، قال المدرب العراقي عبد الوهاب عبد القادر: «الأندية أصبح لديها خبرات احترافية متراكمة كبيرة في كيفية التعامل مع اللاعبين، ولذا لم تعد توقع عقوبات الإيقاف لفترات طويلة على أي لاعب متجاوز داخل أو خارج الملعب، وتكتفي عادة بتوقيع عقوبات مالية قاسية في بعض الأحيان، لأن تأثير الإيقاف ربما يكون أكبر على الفريق من اللاعب، وبعض الأندية تضع لوائح واضحة لثواب وعقاب لاعبيها، وهو أمر بات لا بد منه في عصور الاحتراف، ومن البنود التي تتضمنها تلك اللوائح على سبيل المثال، توقيع غرامات مالية محددة حال الحصول على بطاقة صفراء أو طرد لا داعي له».

وتابع: «تحتاج الأندية بكل تأكيد إلى مواجهة أي تجاوز من قبل اللاعبين بقوة، ولكن في عصر الاحتراف، لم تعد عقوبة الإيقاف مطروحة لدى الكثير من الأندية، بما فيها الأندية الأوروبية الكبرى، ويكون العقاب المالي أكثر قسوة حتى يكون التأثير قاصراً على اللاعب المخطئ فقط، ولا يدفع باقي الفريق الثمن، والإدارة الواعية يجب أن تضع شروطاً أيضاً لمكافآت اللاعبين في حالة الفوز، وكذلك العقوبات في حالة الخسارة».

وأكمل: «كما أن لكل مدرب أسلوبه الخاص في العقاب، وخلال مسيرتي التدريبية، كنت أكتفي بعقاب اللاعب بأداء المزيد من التدريبات الفردية أمام زملائه، وهذا الأمر يؤتي نتائج جيدة مع بعض اللاعبين، إلا أن هناك لاعبين آخرين يحتاجون إلى المزيد من العقوبات، ومع هذا دائماً ما أتجنب عقوبة الإيقاف قدر المستطاع، وأفضل عليها العقوبات المالية أو التدريبات البدنية لفترات زمنية أطول وبشكل فردي عن زملائه، لأن كرة القدم لعبة جماعية، وفي بعض الأحيان، يؤدي غياب لاعب إلى تأثير سلبي كبير على الفريق»

Email