الدوري... تغييرات ترفع سقف الأمنيات

زيادة عدد الأجانب ومدربون جدد يزيدون من حماس المنافسة

ت + ت - الحجم الطبيعي

تشهد النسخة الجديدة من الدوري الذي انتظر الجمهور انطلاقته لمدة 98 يوماً منذ ختام النسخة الماضية، عدداً من المتغيرات التي تجعل من النسخة الجديدة تحمل الكثير من الجديد الشيء الذي يضاعف رغبة الجمهور في عودة الحياة إلى ملاعب كرة القدم، وسط طموحات مختلفة من الأندية الـ 14 المشاركة في المنافسة بالحصول على لقب البطولة أو أحراز مركز متقدم، بينما تأمل بعض الفرق في المحافظة على البقاء ضمن مجموعة الكبار وتفادي شبح الهبوط والذي ترى فيه نجاحاً لها.

ويشمل جديد الدوري، بعض القرارات الإدارية التي عدلت في لائحة المنافسة من حيث عدد الأجانب المسموح لهم بالمشاركة وعدد اللاعبين المقيدين في الكشوفات، والمدربون الجدد الذين يظهرون لأول مرة في الدوري الإماراتي، ومشاهدة نجوم بارزين مع أندية مختلفة عن التي لعبوا ضمن صفوفها في الموسم الماضي، وكذلك مجموعة من الأجانب الجدد، وأيضاً مشاهدة نادٍ يشارك للمرة الأولى في الدوري.

والمؤكد أن كل التعديلات، التي صدرت سواء على مستوى اللوائح، أم القرارات الإدارية والفنية التي اتخذتها الأندية، كلها تستهدف تطوير مستوى الدوري بشكل عام والأندية على وجه الخصوص، في سبيل تقديم موسم حافل بالإثارة والندية والمتعة الكروية التي ترضي تطلعات الجماهير وتساهم في صناعة منتخبات وطنية قوية، وهو الهدف الأسمى الذي يعمل من أجله الجميع باعتباره المصلحة العليا والأهم.

زيادة الأجانب

من أهم التعديلات الجديدة التي يشهدها الموسم الحالي، زيادة عدد اللاعبين الأجانب من 4 إلى 5 في خطوة تستهدف إضافة المزيد من القوة والإثارة للدوري ورفع درجات التنافس، وحظي قرار الزيادة بالكثير من ردود الأفعال المتباينة بين القبول والرفض، باعتبار أن زيادة الأجانب ستكون خصماً على مشاركة اللاعبين المواطنين، وأن ذلك يؤثر على المنتخبات الوطنية، لكن هنالك من رأى العكس وأن الزيادة ستكون من مصلحة كل المنافسات وتساهم في تطوير الكرة، الشيء الذي يزيد من ترقب الجماهير لانطلاق الدوري. 

وعلى صعيد الأجانب فإن الجمهور يترقب أيضاً مشاهدة العديد من الأسماء التي تعاقدت معها مختلف الفرق، خصوصاً أنها أسماء بارزة ومعروفة، وينتظر منها الجمهور تقديم الكثير والمساهمة في رفع المستوى الفني للدوري وكل البطولات المحلية ومساعدة الأندية التي تشارك آسيوياً.

تقليص الكشوفات

ومن التعديلات التي طرأت في هذا الموسم، تقليص كشوفات الأندية من 36 إلى 30 لاعباً، مع بعض القرارات الملزمة للأندية، والتي تتمثل في أن يكون عدد اللاعبين المواطنين وأبناء المواطنات 20 لاعباً، والأجانب 5 لاعبين والمؤهلين لتمثيل المنتخبات الوطنية «المقيمين ومواليد الدولة» 5 لاعبين أيضاً، ويستهدف التقليص تركيز الأندية على عدد أقل حتى يتمكن المدربون من أداء المهام الفنية بشكل أفضل، إضافة إلى أن القرار يجعل الأندية تركز في التعاقدات على أفضل العناصر، ما يدفع اللاعبين إلى المزيد من الاجتهاد للتجويد والمحافظة على مواقعهم في الفرق التي يلعبون في صفوفها.

تشكيلة المباريات

وشملت اللوائح الجديدة التي تحكم منافسة دوري أدنوك للمحترفين، زيادة عدد اللاعبين الأجانب والمؤهلين لتمثيل المنتخبات الوطنية، في كشوفات المباريات الرسمية إلى 8 بدلاً من 7 لاعبين كما كان يحدث في الموسم الماضي، على أن يتواجد في الملعب 6 لاعبين فقط من كل الفئات، وهو العدد ذاته الذي كان مسموحاً به في المواسم الماضية، وبالتالي فإن المنافسة ستكون قوية، خصوصاً بين المقيمين والمواليد، حيث يتنافسون جميعاً على مقعد واحد ضمن التشكيلة الأساسية باعتبار أن الخماسي الأجنبي في معظم التجارب ينال أفضلية المشاركة والأداء قياساً على عامل الخبرة وحرص الأندية على اختيار أفضل الأجانب.

مدربون جدد

ويبرز في الدوري للمرة الأولى 7 مدربين جدد لم يسبق لهم العمل في دورينا، استعانت بهم الأندية لقيادة فرقهم في الموسم الجديد بطموحات متباينة، حيث تشهد النسخة ظهور البرتغالي كارلوس كارفالهال «الوحدة»، ومواطنه ليوناردو جارديم «شباب الأهلي»، الألماني تورنست فيك «النصر»، الأرجنتيني خوان أنطونيو «الوصل»، الصربي نيبوشا فيجتفيتش «الظفرة»، الصربي زوران بوبوفيتش «دبا الفجيرة»، الإيراني فرهاد مجيدي «اتحاد كلباء»، والذي سبق له الظهور في دورينا لاعباً ولكنها المرة الأولى التي يخوض فيها التحدي مدرباً، ويضيف المدربون الجدد الكثير من الإثارة لدورينا قياساً بسيرتهم الذاتية وتجاربهم السابقة.

فيما تشهد تجربة قدامى المدربين أيضاً تحدياً جديداً للمدرب المواطن عبد العزيز العنبري الذي يقود لأول مرة فريق خورفكان بعد توليه أعباء التدريب أخيراً، وسبق أن تولى العنبري تدريب الشارقة الذي ارتبط به، ليكون خورفكان تجربة جديدة له. 

هداف تاريخي

وللمرة الأولى ينطلق الدوري في وجود هداف تاريخي جديد للكرة الإماراتية، بعد أن نال علي مبخوت مهاجم الجزيرة اللقب من أسطورة الوصل فهد خميس، متجاوزاً 175 هدفاً، والذي ظل الفهد الأسمر محتفظاً به لمدة 24 عاماً، لتبدأ كل المواسم بهداف تاريخي واحد، حتى تمكن مبخوت من تحطيم الرقم ووصل مع نهاية الموسم الماضي إلى 181 هدفاً، ليبدأ مهاجم الجزيرة حقبة جديدة بعد قرابة ربع قرن ويدخل الموسم الحالي هدافاً تاريخياً للكرة الإماراتية، مع إمكانية زيادة رصيده من الأهداف وتخطي 200 هدف بحثاً عن المزيد من النجاحات وتعزيز رقمه القياسي.

مشاركة البطائح

أيضاً يشهد دورينا مشاركة نادي البطائح، الذي يعتبر وجهاً جديداً في المنافسة بعد تأهله لدوري المحترفين للمرة الأولى بنيله المركز الثاني في جدول ترتيب دوري الهواة خلال الموسم الماضي، وحقق البطائح إنجازاً كبيراً بالتأهل بعد 3 مواسم فقط من مشاركته في «الهواة»، مقدماً تجربة متميزة في سرعة الترقي بخطة مدروسة نفذها النادي بإتقان بعد أن وضع هدف بلوغ «المحترفين» منذ لحظة تأسيس الفريق، وقياساً على ذلك يتوقع أن يشكل الفريق إضافة قوية للدوري، خصوصاً بعد التغييرات الكبيرة في صفوفه ووجود الأسطورة عدنان الطلياني على رأس اللجنة الفنية بالنادي.

عموري وخليل

ومن الجديد المشوق في النسخة الحالية من الدوري، أن الجمهور سيكون على موعد مع مشاهدة نجوم بارزة بشعار أندية مختلفة عن التي كانت تلعب لها سابقاً، أو دافعت عن شعارها في الموسم الماضي، وهو ما يزيد من تشوق الجمهور للوقوف على مستوى اللاعبين والحكم على عطائهم، ومن أبرز هذه الأسماء، عمر عبد الرحمن (عموري) الذي لعب الموسم الماضي مع شباب الأهلي لكنه انتقل إلى «الوصل» أخيراً في رابع محطة له بأندية دورينا، بجانب أحمد خليل مهاجم شباب الأهلي الذي انضم إلى صفوف البطائح بعد فترة من التوقف عن اللعب، إضافة أيضاً إلى زميله في الفريق ذاته خميس إسماعيل القادم من الوحدة.

رفع القيود

ومن النقاط الإيجابية في التحول هذا الموسم، عودة الاستقرار بشكل كبير بعد 3 مواسم من القيود التي فرضتها جائحة كورونا والتي أثرت على العالم وكانت سبباً في توقف الدوريات، وألغت أيضاً الحضوري الجماهير الذي تحسن وفق الضوابط في الموسم الماضي مع وجود الكثير من القلق، لكن هنالك حالة من الاستقرار على المستوى العالمي شجعت الأندية على إقامة المعسكرات خارجياً في إطار التحضيرات للموسم الجديد، مع تخفيف الكثير من القيود، الشيء الذي يشجع الجمهور على العودة والمساندة القوية للفرق مع الالتزام بالضوابط المحددة من الجهات المختصة.

«التحفة»

ويمثل أيضاً استاد دبا الفجيرة، الذي اطلق عليه أهله اسم «التحفة» نسبة للمسات الفنية الجميلة التي توفرت به، إضافة جديدة للدوري، حيث يستقبل مباريات «النواخذة» للمرة الأولى بعد تشييده بتكلفة وصلت إلى 100 مليون درهم وطاقة استيعابية 10 الآف مشجع، وذلك في إطار اهتمام الدولة وحرصها على تطوير البني التحتية وتوفير ملاعب بأحدث المواصفات، وسيؤدي دبا مبارياته على ملعبه خلال الموسم الحالي ليكون إضافة جديدة للدوري ومكسباً للنواخذة يمنحهم دافعاً كبيراً لتحقيق الانتصارات وسط جماهير النادي.

شعار العميد

من الأشياء الجديدة أيضاً في الدوري، تدشين النصر لشعاره الجديد بعد تغيير اللوغو أخيراً، وسط اهتمام كبير، ويأمل العميد أن يصاحب هذا التغيير، نتائج أفضل تعيد الفريق إلى المجد وأن يدشنه بإحراز لقب بطولة الدوري التي لم يسبق له الفوز بها خلال عهد الاحتراف، وستكون مباراة الفريق أمام الظفرة غداً أول تدشين في المباريات الرسمية للشعار الجديد.

Email