أكاديميات الكرة تتحدى الأجانب

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تتعرض أكاديميات الكرة بالأندية لصعوبات وتحديات كبيرة خلال الفترة الحالية، بسبب قرار اتحاد الكرة ورابطة المحترفين بزيادة عدد اللاعبين الأجانب الذين يشاركون في مختلف المسابقات، مما يقلل من فرصة مشاركة اللاعبين المواطنين، وبالتالي سيكون هناك تأثير سلبي على أداء ومستوى المنتخبات الوطنية التي ستدفع الثمن غالياً خلال الفترة المقبلة.

وعلى الرغم من حالة الإحباط التي تصيب تلك الأكاديميات، إلا أن مسؤوليها رفعوا شعار «التحدي مع النفس» من أجل زيادة الاهتمام بالمواهب والسعي لتفريخ عناصر موهوبة مميزة تنافس اللاعبين الأجانب، وتغذي المنتخبات الوطنية بما يحقق الطموحات المرجوة بالمشاركة في البطولات العالمية.

«البيان» قامت باستطلاع آراء عدد من مسؤولي أكاديميات الكرة بأندية الدولة من أجل الوقوف على آرائهم فيما يتعلق بقرار زيادة عدد اللاعبين الأجانب، ومعرفة خططهم لمواجهة العديد من التحديات التي تواجههم بما يحقق الطفرة الكروية التي ينتظرها محبو اللعبة الشعبية الأولى.

تقليص الفرص

يرى جاسم عيون، مشرف المراحل السنية بنادي الشارقة، أن قرار زيادة عدد اللاعبين الأجانب سواء في دوري المحترفين أو الهواة يساهم في تقلص فرصة مشاركة اللاعبين المواطنين، ويجعل بعض اللاعبين يتجهون للعب في أماكن ومراكز بعيدة عن التي يشارك فيها الأجانب مثل مركز صانع الألعاب والمهاجم، ومن هنا تعتبر أكاديميات الكرة بالأندية في مرحلة تحدٍ مع نفسها من أجل تفريخ مواهب واعدة تستطيع منافسة اللاعبين الأجانب.

معين لا ينضب

وأكد جاسم عيون أن معين المواهب لا ينضب، وهناك العديد من المواهب الواعدة تنتظر فرصة المشاركة وإثبات الذات، سواء في نادي الشارقة أو باقي الأندية، ولكن أحياناً الفرصة تطول حتى يصل اللاعب إلى سن يصعب من مهمته وطموحه وأحلامه، وأنا لا أقول إننا أصبنا بالإحباط نتيجة زيادة عدد اللاعبين الأجانب، ولكني اعتبره تحدياً كبيراً من أجل صناعة لاعب مميز يستطيع منافسة الأجانب داخل المستطيل الأخضر، مما يفيد النادي والمنتخبات الوطنية.

ويشير جاسم عيون إلى أن هناك العديد من التحديات تواجه العمل في الأكاديميات خاصة حينما يصل اللاعب إلى سن معينة، يصبح عليه التزامات تجاه وطنه ومستقبله العلمي وبالتالي يبتعد عن مزاولة هوايته ومن ثم نفقد لاعبين موهوبين ومميزين، وهذا هو التحدي الأكبر أمام الأكاديميات خلال الفترة المقبلة.

الاهتمام ضرورة

فيما يقول جاسم سعود مدرب فريق تحت 14 سنة في اتحاد كلباء، إن الاهتمام بالأكاديميات أمر ضروري كونها تفرخ مواهب واعدة للمستقبل، إدارة النادي تهتم كثيراً بأكاديمية الكرة بقطاع الناشئين وخلال الفترة الماضية استعانت إدارة النادي بالمدرسة الكرواتية لبناء قطاع على مستوى عال، خاصة صحيح تلك المدرسة تعتمد على الجانب البدني في تكوين النشء أكثر من الجانب التكتيكي، ولكنها تجربة نستفيد منها، وأستطيع القول إن لدينا مواهب واعدة من شباب الوطن يبشر مستواها بالخير، خلال السنوات المقبلة، خاصة وأن أندية مثل اتحاد كلباء لا تملك سوى الاهتمام بقطاع المراحل السنية من أجل إعداد أجيال تساهم في رقي مستوى الفريق الأول للكرة وكذلك المنتخبات الوطنية، في ظل تقديم النادي لمواهب خدمت المنتخبات بشكل كبير في السنوات الماضية.

نماذج

ويضيف جاسم سعود قائلاً: خلال الفترة الماضية برزت العديد من المواهب الذين قدمتهم فرق النادي المختلفة بقطاع المراحل السنية مثل سلطان عادل وأحمد عامر وسعيد الزعابي وعمر دياب ومحمد يوسف والحارس عيسى أحمد وأعتقد أن هؤلاء وغيرهم يعتبر أفضل استثمار لإدارة النادي للمستقبل، وأنا شخصياً أرى أن الاهتمام بالأكاديميات وتقديم يد العون لها مادياً ومعنوياً يساهم في زيادة إنتاجها من صناعة المواهب الواعدة للمستقبل، بصرف النظر عن عدد اللاعبين الأجانب في مختلف المسابقات لأن الموهبة الحقيقية تفرض نفسها مهما كانت الصعاب.

تحديد التسجيل

ويشير خالد عبيد مدير فريق النصر الأسبق إلى وجود العديد من الصعاب تحد من عمل وإنتاج الأكاديميات بالأندية، منها فتح باب التسجيل أمام اللاعبين المقيمين ونحن نقول علينا الاستفادة منهم ولكن من خلال لاعبين وليس بفتح باب القيد أمامهم على مصراعيه، من أجل منح الفرصة أمام اللاعبين المواطنين للظهور وإثبات وجودهم لأنهم عماد المنتخبات الوطنية، لأنه وفق تجارب السنوات الماضية يوجد بقطاع المراحل السنية عدد من المواهب الواعدة ولكنهم لا يجدون طريقاً للصعود إلى الفريق الأول ،وإن صعد لا يجد فرصاً للمشاركة لتعدد وجود اللاعبين الأجانب.

لذلك لا بد من وضع استراتيجيات طموحة لعمل الأكاديميات خلال الفترة المقبلة، خاصة بعد زيادة عدد اللاعبين الأجانب والمقيمين الذين يشاركون مع الفريق الأول، مع وضع خطط وبرامج من شأنها تنمية مهارات اللاعبين الموهوبين ومنحهم فرصة المشاركة مع الفريق الأول بما يخدم المنتخبات الوطنية.

إعادة النظر

ويطالب الدكتور عبد الله مسفر مدرب المنتخب الأولمبي الأسبق بضرورة إعادة النظر في واقعنا الكروي، بما يتواكب مع طموحات المرحلة المقبلة، ودعم المنتخبات الوطنية، لأن الوضع الحالي يقلص من فرص تحقيق النجاح، حيث يتم الآن الاعتماد على الأكاديميات في إعداد وتجهيز وتفريخ المواهب التي تتقدم لها، عكس النظام السابق الذي كان يعتمد على الكشافين في مختلف الأحياء والأماكن والفرجان، ومتابعة دوري المدارس لذلك كانت فرصة العثور على المواهب أكبر بكثير مما عليه الآن، حيث لم تستطع الأكاديميات مواكبة الطموحات على أرض الواقع.

وتساءل مسفر عن اللاعبين الذين تخرجوا من الأكاديميات، مقارنة بعدد اللاعبين الذين أفرزتهم الأندية في السابق، وقال: للأسف عدد اللاعبين الذين يشاركون مع فرقهم الأولى من خريجي الأكاديميات ضئيل للغاية، لأن الأندية أصبحت تستعين باللاعب الجاهز وتعتبره أكثر خبرة من اللاعب الذي يتخرج من أكاديمية المراحل السنية، مما أثر على عمل الأكاديميات وأصاب مسؤوليها بالإحباط، مع زيادة عدد اللاعبين الأجانب بمختلف المسابقات، وبالطبع هذا يؤثر بشكل سلبي على مستقبل المنتخبات الوطنية لذلك أطالب بضرورة إعادة تقييم واقعنا الكروي حتى نسير على الطريق الصحيح الذي يخدم طموحات قادتنا.

أهمية الانتقاء

يرى أشرف محمد مدرب بأكاديمية الكرة في نادي البطائح أن انتقاء العناصر الموهوبة من اللاعبين، هو التحدي خلال المرحلة المقبلة بعد قرار زيادة عدد اللاعبين الأجانب والمقيمين، لأن فرصة مشاركة اللاعبين المواطنين سوف تتأثر سلباً بدون شك، إضافة إلى ضرورة العمل على تنمية مهارة اللاعبين، وزيادة البرامج التعليمية التي تعزز من قدراتهم وإمكاناتهم الفنية، من أجل تصعيد عناصر مميزة موهوبة تستطيع أن تفرض نفسها وسط هذا العدد من اللاعبين الأجانب.

Email