تحقيق

فترة الـــتوقّف الراحة خصــــم اللاعب

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد رياضيون أن الراحة خلال فترة التوقف تعتبر الخصم الأكبر للاعب، وأضافوا: فترة التوقف عن نشاط كرة القدم لا تعني الراحة للاعب، والابتعاد نهائياً عن التدريبات.

مشيرين إلى أهمية مواصلة اللاعب نشاطه عبر برامج رياضية متنوعة ومختلفة، كل حسب الخطة التي يضعها، مؤكدين في حديث لـ «البيان» أن الابتعاد عن التدريبات في فترة توقف النشاط الحالية يكلّف اللاعب كثيراً، ويجعله عرضة للإصابات، بعد انطلاق فترة التحضيرات، وأنه يجب أن يحافظ على جزء كبير من لياقته البدنية مع إمكانية ممارسة نشاط رياضي غير كرة القدم.

بداية قال عبدالباسط الحمادي المحلل الفني، إن اللاعب عقب نهاية الموسم يفترض أن يأخذ راحة سلبية بين 10 إلى 14 يوماً، وبعده يخضع لبرنامج تدريبي، ذاكراً أنه في وقت سابق كانت لديهم تجارب خاصة أن يضع المدرب برنامجاً تدريبياً للاعب في فترة التوقف، وقال: اللاعب الذي يزداد وزنه أو تكون لياقته البدنية ضعيفة عقب انطلاق الإعداد يتعرض لعقوبات مالية.

وأشار المحلل الفني إلى أن اللاعب يجب أن يؤدي تدريبات رياضية متنوعة في الجمانيزيوم أو السباحة أو حتى ممارسة رياضات أخرى مثل كرة السلة مع أهمية الابتعاد عن الألعاب الخطرة التي تؤثر عليه وتكون سبباً في إصابته، وقال:

ليس شرطاً أن يحافظ اللاعب على لياقته بنسبة 100% في فترة التوقف، ولكن هنالك نسبة معقولة تجعله يحافظ على نفسه حتى لا يتأثر بالتدريبات القوية مع انطلاقة التحضيرات.

وذكر الحمادي أن بعض اللاعبين المحترفين لا يتعاملون باحترافية ويتوقفون لشهر وشهرين، وعندما يعودون للتدريبات يتعرضون للإصابة بسبب التوقف السلبي، وبالتالي يتراجع مستواهم، وأضاف: إن اللاعب المحترف يمكنه الاستفادة من فترة التوقف بأن يعمل على تكملة النواقص، مثل تقوية العضلات أو تنمية المهارات والعمل على نفسه بشكل إيجابي حتى يطور من مقدراته.

وأشار عبد الباسط الحمادي إلى الاحترافية التي يتعامل بها النجم العالمي كريستيانو رونالدو، ذاكراً أنه رغم نجوميته وتميز موهبته لكنه لا يهمل تدريباته نهائياً وأحياناً يتدرب في اليوم 7 ساعات،.

وأضاف: سمعت يوماً تصريحاً له يتحدث عن أسباب تألقه في أحد المواسم السابقة عندما كان مع ريال مدريد قال إن السبب في ذلك يعود لاهتمامه وحرصه على التدريبات في أي مكان وأي وقت، ومثل هذا اللاعب يجب أن يكون قدوة للاستفادة منه ومعرفة أهمية أن يكون اللاعب محافظاً على تمارين حتى يقدم مستوى جيداً ويلعب لسنوات طويلة.

3 تدريبات

من جانبه قال المدرب أيمن الرمادي إنه وعقب نهاية كل موسم فإن اللاعب يجب أن يؤدي 3 تدريبات في الأسبوع حتى يكون في وضع بدني جيد ولا يتوقف فجأة حتى لا تحدث نتيجة سلبية، يعقبها فترة راحة سلبية من 15 إلى 20 يوماً يبتعد فيها نهائياً عن ملامسة كرة القدم، ثم يعود بعدها للتدريبات تدريجياً ويمكنه ممارسة أي نشاط رياضي.

ويفضل أن يكون الأسبوع الأول للسباحة مع الابتعاد عن التدريبات التي يكون فيها التنافس والاحتكاك قوياً، مع تمارين الجري ويفضل في الفترة الصباحية وممارسة أي نشاط مثل كرة السلة أو الطائرة، مع السباحة وصالة الجمانيزيوم حتى انطلاق فترة الإعداد.

وقال الرمادي إن هنالك أشياء مهمة يجب أن يلتزم بها اللاعب بجانب البرنامج البدني مثل النوم المبكر والابتعاد عن تناول مشروبات الطاقة، إضافة إلى التغذية الجيدة، مؤكداً أن اللاعب المحترف لابد أن يلتزم بهذه النقاط المهمة حتى يطور نفسه ويقدم الأفضل مع كل موسم.

فترة متوازنة

فيما أكد المدرب محمد عبيد الخديم أن فترة التوقف تعتبر «انتقالية» للموسم الجديد ولا يجوز فيها للاعب التوقف نهائياً عن الرياضة، ذاكراً أنه من الأفضل أن يجعلها فترة متوازنة بين الراحة والتدريبات حتى يكون في وضع بدني جيد يؤهله للمشاركة في فترة الإعداد القوية.

وقال الخديم: اللاعب خصوصاً المحترف يجب أن يدرك تماماً أنه مطالب بالاستمرارية في التدريبات، وخلال فترة توقف النشاط الرسمي يمكنه فقط الابتعاد عن ملامسة الكرة، وإمكانية ممارسة رياضات مختلفة أو تدريبات اللياقة مع السباحة وغيرها من التمارين التي يحتاج إليها، وليس شرطاً أن يكون ذلك بشكل يومي، فالمهم أن يحافظ على نفسه بدنياً.

وقال محمد الخديم، إن الراحة السلبية الكاملة، لها أضرار كثيرة على اللاعب، وتؤدي إلى زيادة وزنه، وتفقده لياقته البدنية بالكامل، وبالتالي ينعكس ذلك سلباً على مستواه الفني، كما أنه يجد صعوبة خلال فترة التحضيرات التي يبذل فيها اللاعب جهداً بدنياً كبيراً، وقال: لذلك يجب أن يتبع اللاعب برنامجاً متوازناً خلال هذه الفترة المهمة، وبالتأكيد من يجتهد أكثر ينجح في تطوير مستواه ويقدم موسماً جيداً.

أهمية الاستمرارية

بدوره، قال وكيل اللاعبين جلال التونسي إنه يحرص على متابعة اللاعب خلال فترة النشاط وبعد نهاية الموسم، لأن قناعاته أن لاعب الكرة يجب أن يكون مستمراً في برنامجه الرياضي حتى لا يزداد وزنه أو يفقد حساسية الكرة وتقل مهاراته، ذاكراً أن اللاعب الذي يريد أن يقدم الأفضل في كل موسم عليه أن يتدرب باستمرار.

وأضاف: في فترة التوقف أتابع اللاعبين الذين لدي معهم عقود، وأشجعهم على تمارين خاصة سواء بالركض في الفترة الصباحية أم صالة الجمانيزيوم أم نوع من أنواع الرياضة حتى يكون جاهزاً لمرحلة الإعداد.

واستطرد جلال التونسي قائلاً: أحيانا الأندية تتعاقد مع لاعبين كانوا يقدمون مستويات متميزة، وبعد التوقيع يتراجع مستوى بعضهم ويكتب للصفقة الفشل، والسبب في ذلك أن التعاقد يتم في فترة توقف النشاط واللاعب يهمل نفسه، خصوصاً بعد أن يضمن العقد، لذلك يحتاج لفترة زمنية طويلة حتى يعود للتألق، وهذا ما يؤكد أهمية الاستفادة من فترة توقف النشاط عبر برامج رياضية مختلفة.

توقف العضلات

من جانبه، حذر الدكتور عبد الرحمن منير، اللاعبين من الراحة التامة، وقال إن التوقف عن النشاط الرياضي بحجة عدم وجود لعب تنافسي يكون سبباً في توقف جميع العضلات التي تحتاج لأن تكون في حالة نشاط مستمر، وبهدف المحافظة على اللياقة البدنية، ذاكراً أن ضعف اللياقة يجعل اللاعب عرضة للإصابة، وحتى بعد عودته للتدريبات فإن رفع معدل لياقته البدنية يتطلب منه وقتاً طويلاً.

وعن مدى خطورة التوقف على اللاعب وتعرضه للإصابة قال عبد الرحمن منير: بالتأكيد التوقف ثم العودة لأداء تدريبات قوية ومحاولة رفع اللياقة في فترة زمنية وجيزة يجعل اللاعب قريباً جداً من الإصابة، لأن عضلاته تكون في حالة توقف، وبالتالي يفترض أن يبدأ تدريجياً، لكن كل ذلك يمكن تلافيه بالمحافظة على التدريبات المستمرة.

Email