الجمهور الافتراضي.. هدف الأندية على وسائل التواصل

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

بدأ التنافس في كرة القدم بين لاعبي الأندية داخل المستطيل الأخضر، وانتقل بعدها إلى محاولة توسيع قاعدة المشجعين في المدرجات، وبظهور وتطور النقل التلفزيوني، اشتد التسابق على زيادة الشعبية أمام الشاشات الصغيرة، ومع التطور التكنولوجي والإلكتروني الحالي، اشتعل الصراع على استقطاب «الجمهور الافتراضي» القابع أمام شاشات الكمبيوتر والهواتف المحمولة.

اتجهت أندية الكرة إلى عالم «السوشال ميديا» في السنوات الأخيرة بمعدلات أسرع وتسابق أشرس للحصول على أكبر عدد ممكن من المعجبين من دول وقارات أخرى، بهدف تحقيق شعبية أكبر، وبالتالي مكاسب مالية ضخمة توفرها تلك المنصات الإلكترونية في الوقت الحاضر.

وينحصر الصراع بين الأندية على مواقع التواصل الاجتماعي الشهيرة، وهي تويتر، إنستغرام، فيسبوك، تيك توك ويوتيوب، ووفقاً لآخر الإحصاءات الرقمية للأندية الجماهيرية على المواقع الخمس، يملك ريال مدريد 277 مليون متابع، وبرشلونة 274 مليوناً، ومانشستر يونايتد 177 مليوناً، وتشيلسي 106 ملايين، وليفربول 110 ملايين، وباريس سان جيرمان 143 مليوناً، وبايرن ميونيخ 100 مليون، ومانشستر سيتي 91 مليوناً، وتوتنهام 57 مليون متابع.

وتتراجع الأندية العربية بفوارق كبيرة، نظراً لشعبيتها العالمية المحدودة، ولعدم استفادتها من كل مواقع التواصل الاجتماعي ومنها على سبيل المثال تيك توك، ويتفوق جماهيريا على «السوشال ميديا»، الأهلي المصري بوصول متابعيه إلى 37 مليوناً، ويليه الهلال السعودي 16 مليوناً، ثم الزمالك 14 مليون متابع.

الجمهور الإماراتي

بالنسبة للأندية الإماراتية، يحظى العين بالشعبية الأكبر بعدد متابعين يصل إلى مليون و35 ألفاً على مواقع إنستغرام، وفيسبوك ويوتيوب وتويتر، وأغلب متابعيه على تويتر بـ500 ألف متابع، ويملك الوصل 248.649 متابعاً، وكل من النصر 343.883، وشباب الأهلي 334.3، والوحدة 152.638، الشارقة 149.646 متابعاً، على تويتر وفيسبوك وإنستغرام، ولدى الجزيرة 455.253 متابعاً، على مواقع التواصل الاجتماعي، وأكثر متابعيه على موقع «تيك توك»، والمرتبط مع الجزيرة باتفاقية شراكة.

وعن صراع الأندية على «الجمهور الافتراضي»، يقول راشد محمد بن عجيل رئيس مجلس إدارة جماهير شباب الأهلي: «زيادة الاهتمام بمواقع التواصل الاجتماعي في الفترة الحالية، دفع الكثير من الأندية لمحاولة الوصول إلى هذه الفئة من الجماهير الافتراضية، ودرجة النجاح تقاس بمدى قدرة الأندية على تقديم المعلومة الصحيحة والسريعة لجمهورها عبر حساباتها على تلك المواقع».

وأضاف: «أنا راضٍ عما يقدمه نادي شباب الأهلي عبر منصاته الإلكترونية، مع الاعتراف بوجود فوارق وتفاوت كبير بين حسابات أنديتنا والأندية الأوروبية، والجمهور العاشق لناديه ولكرة القدم، يبحث عن المعلومة الصحيحة، وهو ما تتسابق الأندية الأوروبية على تقديمه لجمهورها، وأنا حريص على متابعة عدد من الأندية الكبرى، ومنها مانشستر سيتي، برشلونة وحتى ريال مدريد».

الوسيلة الأقوى

وقال فهد المنصوري الشهير بـ«فالودة» رئيس رابطة مشجعي الوحدة: «حسابات الأندية هي المصدر الرسمي للمعلومة الصحيحة، وتلك المعلومة هي الوسيلة الأقوى لاجتذاب الجمهور، ولكن التأخر أو تجاهل الإعلان عن المعلومة، يفتح الباب أمام اجتهادات مواقع التواصل الاجتماعي الجماهيرية، والتي يغلب على أكثرها طابع حب الإثارة لاجتذاب المتابعين بصرف النظر عن مدى صحة المعلومة».

وأضاف: «مواقع التواصل الاجتماعي لدى أنديتنا للأسف، ينحصر دورها فقط في نشر خبر انتقال أو الكشف عن إصابة، وتترك الباب أمام الحسابات غير الرسمية، لاجتذاب الجماهير بخلق قصص أو أخبار وتصريحات وهمية، وهذا الأمر مختلف لدى الأندية الأوروبية، والحريصة على تقديم المعلومة الصحيحة للجمهور، إلى جانب مواد إعلامية أخرى مهمة ومنها لقاءات مع النجوم».

وعن الحسابات الحريص على متابعاتها، قال فالودة: «أنا أتابع حسابات ناديي برشلونة ومانشستر سيتي أوروبياً، وأتابع حسابات نادي الوحدة، ورابطة المحترفين، واتحاد الكرة داخل الدولة».

عودة الصحف

وقال حريز المنهالي رئيس رابطة جماهير نادي بني ياس: «حسابات ومواقع الأندية، ليست دائماً مصدراً للأخبار، وهناك أندية لديها حسابات على تويتر وإنستغرام ويوتيوب، والمفترض أن تكون أكثر نشاطاً ومصدراً للمعلومة، ولكن للأسف هذا لا يحدث، ويضطر جمهور أنديتنا إلى البحث عن أخبار ناديه على حسابات خاصة، وهذا يفقد الأندية الكثير من متابعيها».

أوضح: «إذا عقدنا مقارنة بين حسابات أغلب أنديتنا والأندية السعودية، نجد الأخيرة حريصة أكثر على تقديم المعلومة بشكل أسرع وأدق، وهذا يغلق الباب أمام الحسابات التي تعمل على قلب الحقائق، ويسهم في زيادة شعبية الأندية على مواقع التواصل الاجتماعي، وكنا زمان نعتمد في معلوماتنا على الصحف، وكانت تحظى بمصداقية عالية، وكنا نرى الحضور الجماهيري الكبير في المدرجات».

وأكمل حريز: «الآن تراجع الحضور الجماهيري، وتراجعت شعبية الكثير من أنديتنا، مع ارتباط أعداد كبيرة من عشاق الكرة في الدولة بأندية عالمية، نجحت في تأسيس قواعد جماهيرية خارج أرضها عن طريق «السوشال ميديا»، وأنا كمشجع، أتمنى عودة الصحف لتكون المصدر الرسمي للمعلومة، ولذا أنا لست حريصاً على متابعة حسابات أي نادٍ بخلاف بني ياس».

الدوري الإنجليزي

إذا أخذنا الأندية الإنجليزية كمثال للصراع الحالي على «الجمهور الافتراضي»، نكتشف أن مانشستر سيتي الفائز ببطولة الدوري الإنجليزي الممتاز منذ أسابيع قليلة، يعيش 1% فقط من جمهوره في المملكة المتحدة، لذا لجأت مجموعة سيتي إلى استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وبث رسائل المحتوى بـ 14 لغة، لزيادة الجماهيرية، والوصول إلى المعجبين في جميع أنحاء العالم.

وتصف نوريا تاري رئيس قسم التسويق في مجموعة سيتي لصحيفة «الديلي ميل»، كيف يحاول نادي مانشستر سيتي منح المشجعين في الخارج تجربة حقيقية ليوم المباراة داخل إنجلترا، مؤكدة على النمو غير العادي لمعجبي النادي في جميع أنحاء العالم في السنوات الأخيرة، مع قيام فريق التسويق في سيتي بتجربة طرق جديدة للترفيه عن جمهوره، وربطهم به، بما في ذلك متابعة المشجعين في المباريات، حتى يمكن لأولئك الموجودين في الخارج، المشاركة بشكل غير مباشر في تجربة يوم المباراة.

وقالت نوريا تاري: «هدفنا تلبية احتياجات جميع الجماهير، ولهذا السبب علينا أن نفهم ما يتوقعونه وكيف يريدون التعامل مع النادي، وفي مناقشة في قمة أعمال كرة القدم، والتي نظمتها (فينشال تايمز) في وقت سابق من هذا العام، أكدنا علمنا أن 1% فقط من مشجعي مانشستر سيتي، موجود في المملكة المتحدة».

وأضافت: «قد تتاح لأولئك الذين يحلمون بالذهاب إلى ملعبنا يوماً ما، فرصة للتفاعل مع النادي بطريقة تجعلهم يشعرون بأنهم أقرب إلى التجربة، وتجعلهم يشعرون بالاندماج مع ملعب مليء بالمشجعين، ونحن نجري التجارب، ونهتم بالمشجعين في الولايات المتحدة والصين».

جذب الجمهور

اجتذب سيتي الكثير من الجماهير في السنوات الأخيرة، مع تتويجه بالعديد من البطولات المهمة، وآخرها الدوري الإنجليزي الذي حققه للمرة الرابعة في خمسة مواسم، ومع امتلاك الفريق لعدد كبير من نجوم الكرة، بقيادة المدرب الشهير جوارديولا، والحقيقة هي أن كل نادٍ إنجليزي يطمح إلى زيادة انتشاره، سواء في مجتمعه أو على مستوى العالم، من خلال المنصات الرقمية.

وتقدم مجموعة سيتي الآن، رسائل عبر الإنترنت بـ 14 لغة، وليس فقط ترجمات للمواد التي تنتجها للجمهور الإنجليزي، بل يقوم النادي بإنشاء محتوى في تلك الأسواق الخارجية ذات الصلة بأشخاص من ذلك البلد أو المنطقة، من خلال التركيز على لاعبين معينين، والاعتماد على بعض الصحفيين لتوفير مواد إعلامية منتظمة، وهو ما يعكس حقيقة أن جمهور النادي أصبح الآن عنصراً أساسياً في قيمته الإجمالية وقدرته على جني الأموال.

وتدرج مؤخراً شعبية الأندية على حسابات التواصل الاجتماعي ضمن التقييم السنوي للأندية، إلى جانب الربحية وإيرادات البث وملكية الملاعب والإمكانات الرياضية، ولذا التحدي الجديد للأندية، هو كيفية تحقيق الدخل من الجمهور الجديد؟

وعلى سبيل المثال، استخدم نادي مانشستر يونايتد، شعبيته العالمية وملفه الشخصي الرقمي للمساعدة في تأمين صفقة رعاية قميص جديد مع برنامج «TeamViewer» العام الماضي، ويعمل البرنامج في 200 دولة لإنشاء مجتمعات عبر الإنترنت وتقديم حلول تكنولوجيا المعلومات للأشخاص الذين يعملون من المنزل، وتلك الصفقة تحقق 47 مليون جنيه إسترليني سنوياً للنادي على مدار 5 سنوات.

وفي الوقت الذي يأتي أكثر من نصف جمهور ليفربول من مشجعي مدينة ليفربول، وحوالي الثلث يأتون من أماكن أخرى في المملكة المتحدة، و10% من الخارج، يقول مارتن مشجع للسيتي من هونغ كونغ، إنه بدأ في متابعة سيتي لأن لاعبه المفضل بيتر شميشيل، انضم إلى الفريق في عام 2002، ولذلك أمضى بضع سنوات مشجعاً للنادي نفسه، وظل عالقاً مع سيتي منذ ذلك الحين، وهو حريص دائم على متابعة مباريات الفريق، على الرغم من عرض المباريات غالباً يكون في الساعة 3 صباحاً بتوقيت بلاده.

 

Email