يوسف عبد العزيز: زيادة الأجانب «تخنق» قاعدة الاختيار

«تعديلات المحترفين» بين تقوية الدوري وإضعاف المنتخب!

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يرى الكثير من نجوم الكرة الإماراتية السابقين، أن اللاعب المواطن، بات في أشد الاحتياج إلى الإنصاف الفني، مع التعديلات الجديدة لرابطة المحترفين، بزيادة عدد اللاعبين الأجانب المسموح بتسجيلهم في مسابقات المحترفين إلى 5 أجانب لكل نادٍ، وتعديل مسمى فئتي المواليد والمقيمين إلى اللاعبين المؤهلين لتمثيل المنتخبات، ورفع عدد هذه الفئة إلى 5 لاعبين.

ويتفق الجميع على أن الهدف من التعديلات، زيادة قوة مسابقات المحترفين المحلية، ولكنهم يؤكدون في الوقت نفسه، أنها خلال الثلاث أو الأربع سنوات التالية، ستضعف من قوة المنتخب الوطني الأول، خصوصاً وأن من أهم بنود التعديلات، السماح بتسجيل 8 لاعبين من فئتي الأجانب والمؤهلين لتمثيل المنتخبات في قائمة المباراة المقامة في مسابقات المحترفين، مع مشاركة 6 لاعبين كحد أقصى في الملعب.

رؤية فنية

يستند هؤلاء النجوم في رؤيتهم على أن أندية المحترفين، ستدفع بلا شك باللاعبين الأجانب الخمسة، لأنها لم تتعاقد معهم ليجلسوا على مقاعد البدلاء، ولن تستطيع إدارات تلك الأندية تحمل سهام النقد الجماهيري، إذا لم يستفد فريقهم من لاعبيه الأجانب والمقيمين ومواليد الدولة، وهو الأمر الذي يترك أمام اللاعب المواطن، 4 أماكن للتنافس عليها للمشاركة في تشكيلة المباريات، دون مركز حراسة المرمى القاصر فقط على الحراس المواطنين.

وبحسبة بسيطة، سيكون عدد اللاعبين المواطنين في فرقهم في كل جولة أو مباراة محلية لا تتجاوز 56 لاعباً، ووجوه هؤلاء اللاعبين لن تتغير كثيراً، إذا لم تكن هناك إصابات أو الأجانب على مستوى جيد أو المدرب يعتمد على استقرار تشكيلة الفريق، ويتوقع أن ينحصر هذا العدد في مراكز محددة، وفق توجهات أنديتنا في سنوات الاحتراف، والتي تبحث خلالها عن لاعبين أجانب بمواصفات ومراكز محددة، وهو الأمر الذي سيؤثر مستقبلاً على قاعدة الاختيار لقائمة المنتخب الوطني الأول، وسيخلق نوعاً من العجز في سد أماكن ومراكز محددة داخل الملعب.

شخصية اللاعب 

يقول يوسف عبد العزيز لاعب الجزيرة والمنتخب الوطني السابق: «زيادة عدد اللاعبين الأجانب واللاعبين المؤهلين لتمثيل المنتخبات، سوف تساهم بكل تأكيد في زيادة قوة ومتعة الدوري الإماراتي للمحترفين، ولكنها في الوقت نفسه، سيكون لها تأثير سلبي كبير على مستقبل المنتخب الوطني الأول، لأنها تخنق قاعدة الاختيار، وتجعلها محصورة على مراكز محددة، لأنه على ضوء سنوات الاحتراف الماضية، وعلى سبيل المثال، رأينا تسابق أنديتنا على التعاقد مع المهاجمين الأجانب، والآن أصبحت لدينا مشكلة في المهاجم المواطن».

رهان

وأضاف: «البعض يراهن على أن شخصية ومستوى اللاعب هي ما تفرض حضوره على أرض الملعب، وهذا أمر نادر ويقتصر على عدد محدود للغاية من المواهب، وللأسف إذا تمكنت أنديتنا من إيجاد اللاعب الأجنبي في نفس مركز هذا اللاعب الموهوب، ستدفع به في التشكيلة الرئيسية سعياً إلى الفوز بصرف النظر عن الآثار الفنية السلبية على اللاعب المواطن والمنتخب، وتجنباً للمساءلة الجماهيرية». 

وأنهى قائلاً: «بلا شك 4 لاعبين مواطنين فقط على الورق للمباراة في تشكيلة كل فريق، مع ثبات اللاعب المواطن الخامس في حراسة المرمى، سيكون فيه ظلم فني كبير للاعب المواطن، لأن الأندية والمدربين لن يستطيعوا خلق التوازن المطلوب، وزيادة اللاعبين الأجانب لا يطور اللاعبين المواطنين والمنتخبات، بل على العكس، وسابقاً كنا نلعب تقريباً دون الأجانب، وكنا نقدم كرة جميلة، والحضور الجماهيري كبير في المدرجات، وكل ما زاد عدد اللاعبين الأجانب، تراجع مستوى اللاعب المواطن والمنتخب، وكنت أتمنى بدلاً من ذلك، تقليص مشاركة اللاعبين الأجانب في المباراة إلى ثلاثة، وبقاء اثنين على مقاعد البدلاء، خصوصاً وأنه مسموح الآن لكل فريق بإجراء 5 تبديلات في المباراة». 

فارق الدوريات

من جانبه، قال المدرب الوطني عيد باروت: «اللعب بتشكيلة تعتمد على 70% تقريباً من اللاعبين الأجانب والمقيمين ومواليد الدولة، سيؤثر سلباً بكل تأكيد على فرص مشاركة اللاعب المواطن، خصوصاً وأن أغلب أنديتنا تعتمد على تعاقدات مع لاعبين أجانب في الخط الأمامي، وهذا الأمر يخلق مشكلة مستقبلية للمنتخب الوطني الأول».

مقارنة

وأضاف: «يرى البعض مستويات الدوريات الكبرى القوية، والمسموح فيها بعدد كبير من اللاعبين الأجانب، ويقارن بينها وبين الدوري الإماراتي، ولكنه لا يرى الأمر من منظور فارق قاعدة اللعبة مع تلك الدوريات، وعدد المحترفين خارج تلك الدول التي تملك دوريات قوية كبرى مثل الدوري الإسباني أو الإنجليزي، ونحن نعاني في المقابل من ندرة اللاعب المواطن الموهوب، لضيق قاعدة ممارسة الكرة في الدولة، ولعدم قبول لاعبينا الاحتراف خارج الإمارات».

وأكمل: «نحن نحتاج مع زيادة عدد اللاعبين الأجانب، توسيع قاعدة ممارسة كرة القدم في الدولة، وتغيير فكر اللاعب المواطن الاحترافي، ليقبل بفكرة خوض تجارب احترافية خارج الإمارات، ولكن قبل ذلك تقليص عدد اللاعبين المواطنين في تشكيلة المباريات، ليس إنصافاً فنياً للاعب المواطن، وسيؤدي إلى آثار سلبية على المنتخب الوطني في المستقبل القريب، وحتى منتخبنا الوطني الحالي، لديه نقص واضح في مراكز محددة داخل الملعب، وأغلبها في الخط الأمامي، وهو الأمر المتوقع زيادته مع التعديلات الأخيرة».

صورة معاكسة

بدوره، قال عادل حديد لاعب منتخبنا الوطني والشارقة الأسبق: «دائماً عندما نفكر في أي تعديلات لمسابقاتنا المحلية، نركز على زيادة اللاعبين الأجانب، دون التفكير في مدى التأثير الفني للاعب المواطن، والأندية بدورها تبحث عن الفوز، وتتقبل أي تعديلات تساهم في تحقيقه، دون التفكير في الآثار سواء الإيجابية أم السلبية التي يمكن أن تعود على الكرة الإماراتية بشكل عام، والذي يعتبر منتخبنا الوطني الأول، الصورة العاكسة لها، والواضح الآن أن زيادة الأجانب، لم يساهم في ارتفاع مستوى المنتخب». 

وأضاف: «للأسف لا يفكر أحد في إنصاف اللاعب المواطن، والمقصود هنا الإنصاف الفني وليس المادي، لأننا بالنظر إلى قائمة كل نادٍ في الموسم المقبل، والتي سيتم تقليصها إلى 30 لاعباً، ومنهم 5 لاعبين أجانب، ومثلهم 5 مؤهلين لتمثيل المنتخبات الوطنية، سيكون على 20 لاعباً مواطناً، التنافس على 5 أماكن في تشكيلة المباراة، ومنها مركز حراسة المرمى، والذي عادة ما يكون مستقراً، والتغيير فيه طفيف للغاية».

مقترحات

واختتم حديد، قائلاً: «كنت أتمنى تنفيذ مقترحات أخرى، تحفظ للاعب المواطن حقه في المشاركة بنسبة كبيرة في تشكيلة فريقه، مع السماح بزيادة اللاعبين الأجانب، من خلال تقليص مشاركتهم أكثر داخل الملعب، لأن تسجيل 8 لاعبين أجانب ومؤهلين لتمثيل المنتخبات الوطنية، مع مشاركة 6 لاعبين، والإبقاء على اثنين على مقاعد البدلاء، يعني انحصار تبديلات اللاعبين الستة، بالاستعانة باللاعبين البديلين، إلا في بعض الاستثناءات البسيطة».

Email