«المونديال» قفزة عالمية فوق الأزمات

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تتنازع الكرة الأرضية، أزمات سياسية واقتصادية وصحية، لا تهدد الأمن والاستقرار فقط، بل تهدد أيضاً استمرارية الأحداث الرياضية الكبرى، ومنها كأس العالم لكرة القدم، حتى إن البعض توقع بأن يكون مونديال 2022 بقطر، هو الأخير للعبة الشعبية الأولى في العالم.

في السنوات الأخيرة، اجتاح العالم فيروس كورونا، وتسبب في تعطيل الكثير من الأنشطة، ومنها الرياضية، وفي مقدمتها كرة القدم، لنرى بطولات تؤجل وأخرى تلغى.
ومع هذا، ورغم التأثيرات السلبية اقتصادياً وصحياً على العالم، إلا أن كرة القدم بقيت صامدة، واستطاعت تجاوز آثار الأزمة إلى حد كبير ومثالي، وبدأت حياة الإثارة والمتعة في العودة إلى مدرجات وملاعب «الساحرة المستديرة».

ولم يكد العالم يفيق من أزمة كورونا، حتى دخل في ظلام غابات السياسة، وبات العالم على شفا جرف الحرب العالمية الثالثة بسبب حرب روسيا وأوكرانيا، ومهدداً بالمجاعات وركود اقتصادي لا يعلم سوى الله متى ينتهي.

وتسببت الأزمات السياسية الحالية، في تدخلات قوية من قبل الاتحاد الدولي للكرة «فيفا»، في تناقض صارخ من الاتحاد الدولي، والذي دائماً يرفض خلط السياسة بالرياضة، ويفرض العقوبات الرياضية على الدول التي تتدخل حكوماتها في اتحاداتها الوطنية لكرة القدم.

دعوة

تدخلات «فيفا»، دفعت روسيا، تارة إلى التهديد بعدم السماح بإقامة كأس العالم 2022، وتارة أخرى إلى الدعوة لتنظيم بطولة عالم موازية، يشارك فيها 16 منتخباً لم يستطع التأهل لمونديال قطر أواخر العام الجاري.

وكل ما يشهده العالم في الفترة الحالية من أزمات سياسية، وانتشار فيروس جديد هو جدري القرود، جعل عشاق كرة القدم يضعون أيديهم على قلوبهم، خوفاً من أن تكون كأس العالم 2022 الأخيرة.

وما يقلق جمهور الكرة أن كأس العالم منذ انطلاق نسختها الأولى عام 1930، لم تغب شمسها عن الشروق كل أربع سنوات، إلا في بطولتي عام 1942 و1946، اللتين ألغيتا بسبب الحرب العالمية الثانية، والتي اندلعت بسبب أزمات سياسية شبيهة بما يشهده العالم حالياً.

خوف

وقال محمد مطر غراب، المحلل الرياضي في قناة دبي الرياضية: «لا خوف على كأس العالم لكرة القدم من الاختفاء، لأن شعبية اللعبة الكبيرة تضمن لها الاستمرارية والصمود أمام الأزمات، والدليل عودتها إلى الحياة فور نهاية الحرب العالمية الثانية، وبعد توقف 12 عاماً».

وأضاف: «تعتبر كأس العالم بمثابة «البقرة الحلوب»، للاتحاد الدولي للكرة (فيفا)، خاصة بعد تطبيق الاحتراف، ولن يسمح (فيفا)، بنهاية هذه البطولة، بل أتوقع أن تشهد النسخ التالية لمونديال 2022، المزيد من التطور إلى الأفضل».

وأنهى قائلاً: «لكن تطوير كأس العالم سيكون مرتبطاً إلى حد كبير بالظروف العالمية المتغيرة في الوقت الحالي، والتي تزيد من صعوبة توقع مستقبل المونديال، لأنها ظروف متحركة وغير مستقرة، ولكن لن يكون مونديال 2022، الأخير في سلسلة بطولات كأس العالم».

تاريخ

وأيد المدرب الوطني محمد جلبوت المدير الفني لدبا الحصن، الرأي، وقال: «كأس العالم بطولة قوية وتملك تاريخاً عريقاً، ومن الصعب إن لم يكن من المستحيل، اختفاؤها لتكون نسخة 2022 الأخيرة، والعالم سبق ومر بالعديد من الأزمات والمشاكل، ومع هذا بقي المونديال صامداً».

وأضاف: «عندما توقفت أو تأجلت البطولات الكروية المهمة في العامين الماضيين لظروف تفشي فيروس كورونا، أقيمت تلك البطولات مع تحسن الظروف، وحققت نجاحاً كبيراً جماهيرياً وفنياً، وبالتالي لا أعتقد أن الظروف العالمية الحالية سواء السياسية أو الصحية، سوف تتسبب في أي اهتزاز لمستقبل كأس العالم لكرة القدم».

وقال المدرب المصري أيمن الرمادي: «كأس العالم بطولة كبيرة قادرة على تحد وتجاوز أي أزمات، ولا أعتقد أن أي دولة أو جهة قادرة على المساس بقوتها، وستبقى تلك البطولة، وربما تشهد تطورات أفضل خلال السنوات المقبلة».

وأضاف: «تابعنا على سبيل المثال، كأس الأمم الأوروبية الأخيرة، والتي تم تأجيلها لمدة عام لظروف فيروس كورونا، ومع هذا حققت نجاحاً لافتاً عند إقامتها، لتؤكد أن كرة القدم، لعبة قوية قد تتأثر مؤقتاً ببعض الظروف سواء السياسية أو الاقتصادية أو الصحية، ولكنها دائماً تعود أقوى».

مستقبل

وفي المقابل، رأى عنتر مرزوق نائب المشرف الفني في أكاديمية الكرة بنادي شباب الأهلي، أن هناك خطراً حقيقياً يحدق بمستقبل كأس العالم، في ظل الظروف السياسية الحالية، والتي أحدثت فجوة كبيرة في العلاقات بين العديد من الدول، ومن الصعب أن تلتئم بسهولة.

وأوضح: «عندما حدثت الأزمة الصحية بتفشي فيروس كورونا، حدث تكاتف بين الدول والمنظمات والمؤسسات العالمية، لإنقاذ العالم، ونجحوا بالفعل في تجاوز الأزمة والعبور إلى بر الأمان، ولكن الأزمة السياسية الحالية، فرقت بين دول العالم، وبات هناك تخوف من وقوع حرب عالمية ثالثة».

وتابع عنتر مرزوق: «كأس العالم 2022 نفسها، باتت مهددة بعدم الإقامة إذا تطورت الأمور، ولم ينجح العالم في رأب الصدع السياسي الحالي، للعبور من الركود الاقتصادي، والمتوقع أن يضرب العديد من مجالات الحياة، ولكن تكون كرة القدم بعيدة عن هذا الخطر».

وعن دعوة روسيا لتنظيم مونديال مواز، قال: هذه البطولة لن تنجح ولن تقام، لأن الدول سترفض المشاركة فيها خوفاً من توقيع عقوبات أقلها الاستبعاد أو الإيقاف من قبل الاتحاد الدولي للكرة (فيفا)، والذي وقع بالفعل عقوبات قاسية على الكرة الروسية».

Email