دعوة إلى إعارة بلا قيود

ت + ت - الحجم الطبيعي

ارتفعت الأصوات التي تدعو إلى نظام إعارة بلا قيود، بعد أن ظل النادي المعير يرفض مشاركة لاعبه المعار ضده، بشروط مكتوبة في العقد أو اتفاقيات شفهية ملزمة أخلاقياً، بعد أن تضررت بعض الفرق من هذه القيود، وقبل فترة التعاقدات الصيفية تبدأ من جديد سلسلة الإعارة والاستعارة، ليكون السؤال: هل الأندية في حاجة إلى اتفاقيات جديدة تسمح للاعب بالمشاركة في جميع المباريات دون استثناء أم يتواصل نظام الإعارة بالطريقة الحالية؟ وما هو الضرر الذي يقع على اللاعب والنادي من القيود المفروضة والمعروفة؟ وهل هي ظالمة أم عادلة؟ هذا ما طرحه «البيان الرياضي» على عدد من الشخصيات الرياضية التي اتفق غالبيتها على ضرورة السماح للاعب المعار بالمشاركة ضد فريقه الذي أعاره.

بداية أكد خالد بيومي المحلل الفني الشهير الذي كان مبادراً في وقت سابق بإعلان رفضه لحرمان اللاعب المعار من المشاركة، أن هذا التقليد بدأ في الدوري الإنجليزي على أسس علمية، لكنه شخصياً ضد الفكرة، وقال: ليس لنا علاقة بالدوري الإنجليزي لأن كل شيء مختلف هنا، والصحيح أن تتاح للاعب الفرصة بالكامل للعب ضد جميع الفرق.

وأضاف بيومي متسائلاً: إذا كان النادي على قناعة بقدرات اللاعب لماذا يوافق على إعارته ولماذا لا يبقيه في الكشوفات ويستفيد من خدماته؟ وإذا كان النادي المستعير يرى أن اللاعب يتخاذل فإن خطوة الاستعارة من البداية تكون خاطئة، لأن النادي يستعير اللاعب الذي يثق فيه ويؤمن بقدراته.

وأشار خالد بيومي إلى أن الحرمان يترك آثاراً سالبة على بعض الأندية، ضارباً المثل بعدم إشراك اتحاد كلباء للاعب أحمد جشك ضد ناديه الأصلي «شباب الأهلي»، ذاكراً أن جشك لاعب مؤثر في صفوف فريقه الذي يدفع له راتبه، وبالتالي يجب أن يستفيد النادي من جهوده حتى ولو ضد فريقه الذي أعاره، وكذلك الحال مع بقية اللاعبين.

كامل الحرية

من جانبه قال علي خليل الحوسني عضو شركة كرة القدم بنادي خورفكان السابق، إنه يؤيد منح اللاعب كامل الحرية للمشاركة في جميع المباريات، ذاكراً أن بعض إدارات الأندية ترفض مشاركة لاعبها المعار خوفاً من تألقه، لأن ذلك يضعها محل انتقاد جماهير ناديها، مبيناً أن اللاعب يمكنه المشاركة حتى لو كان الاتفاق مضمناً في العقد، وأن العقوبة تكون غرامة مالية فقط.

وأشار علي الحوسني إلى أن خورفكان تأثر بحرمان لاعبيه من المشاركة ضد أنديتهم، وقال: الفريق به 4 لاعبين تمت استعارتهم من شباب الأهلي، وهذا بالتأكيد تعاون جيد بين الناديين، ولكن عدم مشاركتهم في مباريات الفريقين يترك تأثيراً سلبياً على الأداء، وكذلك الحال مع بقية اللاعبين.

بدوره قال خليفة باروت مدير الصقور السابق إن اتفاقيات الإعارة في العديد من دول العالم تمنع مشاركة اللاعب ضد فريقه، ذاكراً أنه ضدها ويراها لا تتناسب مع الدوري الإماراتي، ومع إتاحة فرصة المشاركة للاعب المعار، وتساءل باروت: إذا كان اللاعب مؤثراً وممتازاً لدرجة أن تخشى مواجهته لماذا يتم إعارته؟

وأكد باروت أن مثل هذه الاتفاقيات تؤثر على أندية النصف الثاني، والتي تلعب من أجل البقاء أو مراكز الوسط باعتبارها الأكثر استخداماً للإعارة، وأضاف: عندما كنت مع فريق الإمارات تضررنا كثيراً من هذه الاتفاقيات، وكنا نفقد لاعبين مميزين بحجة الإعارة.

من الماضي

من جانبه قال هادف سيف إداري الصقور إن عدم مشاركة المعار ضد فريقه انتهت في العديد من الدول وأصبحت من الماضي، ذاكراً أن النادي عندما يوافق على إعارة أحد لاعبيه تكون لديه أسبابه منها صغر سن اللاعب وحاجته للاحتكاك أو وجود مجموعة في الخانة ذاتها، وبالتالي تصبح مشاركته مع النادي الذي ينشط معه طبيعية وليس فيها ضرر على فريقه الذي أعاره، وقال هادف: من الطبيعي أن ينال اللاعب حق المشاركة مع فريقه الذي يرتدي شعاره ويتسلم منه راتباً شهرياً، والأصح أن يلعب ضد ناديه الحقيقي حتى يستطيع الجهاز الفني أن يشاهده ويحكم عليه بشكل أفضل، أما حرمانه من اللعب ليس بها ناحية إيجابية.

وأكد هادف سيف أنه مع الأصوات التي تطالب برفع القيود عن اللاعب المعار ومنحه حق المشاركة في جميع المباريات، لأن ذلك، وحسب قوله، من مصلحة اللاعب أيضاً ويساهم في رفع مستوى المباريات.

رأي مخالف

أما المدرب محمد قويض فقدم وجهة نظر مختلفة، وبدأ حديثه بالقول: أذكر عندما كنت مدرباً للظفرة تم التعاقد بنظام الإعارة مع حسين سهيل من فريق الجزيرة «مدير الفريق حالياً» وكان مهاجماً متميزاً نعتمد عليه بشكل كبير، ولكن لم أشركه ضد ناديه رغم تأثيره، لأنه ارتبط بالجزيرة لسنوات رغم عدم وجود شرط يمنع مشاركته حينها.

وقال قويض إنه من واقع تجربته يتفق مع عدم إشراك اللاعب المعار، ذاكراً أن النادي يستفيد من خدماته في جميع المباريات، وبالتالي غيابه عن مباراتين أو ثلاث لن يكون مؤثراً، وأضاف: اتفاقيات الإعارة التي تمنع اللاعب من المشاركة ضد فريقه الذي أعاره عُرف سائد في الكثير من دول العالم.

Email