التوازن «العلمي الرياضي» سر تفوّق أكاديمية الجزيرة

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تأسست أكاديمية نادي الجزيرة الحديثة في الأول من يوليو 2004، وتطور العمل داخلها حتى تحولت حالياً إلى نموذج يحتذى به في عمل الأكاديميات، واستشراف المستقبل، وتحقيق النجاح المستدام في كرة القدم.

ورسالتها تثبيت نادي الجزيرة، بوصفها إحدى الأكاديميات النخبوية التي تعمل دائماً لإيجاد ورعاية المواهب الواعدة في كل أنحاء الإمارات، أما الهدف، فتحقيق امتياز عالمي في الأداء الرياضي، من خلال خلق بيئة تعليمية ورياضية توفر العلوم الرياضية والتدريب والرعاية والدعم على أعلى المستويات العالمية، ودمج الرياضة والألعاب بشكل كامل في الحياة اليومية في الإمارات.

وتوفر الأكاديمية من خلال مبناها الرئيسي في منطقة الشوامخ، فرصة مثالية لتعليم متكامل للطلاب الصغار الموهوبين، ويعتبر تطوير القدرات الأكاديمية والرياضية لهؤلاء الموهوبين الصغار بمثابة الأولوية الأولى والأهم للنادي بوصفه نادياً قيادياً ومحترفاً بشكل كامل في الإمارات والمنطقة بأسرها.

وتضم الأكاديمية، تسع مدارس ومراكز تكوين تابعة في كل من بني ياس، الشهامة، ابن سينا، خليفة أ، المرفأ، الشوامخ، الوثبة، الباهية والفجيرة، ويهدف النادي لضمان تطور سلس لكل المواهب الصغيرة بداية من التحاقها في سن صغيرة بالأكاديمية وانتهاءً ببلوغها للفرق والمنتخبات الوطنية المختلفة.

وتعمل تلك الأفرع المنتشرة للأكاديمية، في حمل رسالة النادي وإيصالها لكل المؤسسات الرياضية والمجتمعية في الدولة، وفق رؤية الأكاديمية بتحويل اللاعبين الموهوبين الصغار إلى لاعبين ناضجين ومحترفين بشكل كامل، وذلك بخلق ثقافة رياضية تشمل كل الإمارات.

صناعة اللاعب الناجح

وعن عمل أكاديمية الجزيرة، يقول فارس جمعان لاعب الجزيرة السابق أحد إداريي أكاديمية الجزيرة: «في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي أي على زمننا، لم تكن الأكاديميات بنظامها الحالي متوفرة، وكانت الأندية تستقطب اللاعبين المميزين من المدارس والفرجان، ولم نكن نحصل على رواتب أو مميزات لافتة في المراحل السنية، ولم نكن كذلك نتساوى مع نجوم الجيل الحالي على مستوى الفريق الأول».

وأضاف: «نحن نعتمد في أكاديمية الجزيرة، على بناء متكامل للاعب كرة القدم، على المستويين الشخصي والرياضي، ليصنع اللاعب الناجح، ولدينا مدرسة الجزيرة لكرة القدم، وتتراوح أعمار اللاعبين بين 4 و18 عاماً، وهي البوابة الأولى للدخول لفرق الأكاديمية، ومنها لتمثيل الفريق الأول للكرة بالنادي، وتمنح مدرسة الجزيرة لكرة القدم فرصة حقيقية لتعلم أساسيات اللعبة، إلى جانب تطوير الجانب العلمي».

وأوضح: «نقوم في مدرسة الجزيرة للكرة، بتعليم اللاعبين مفاهيم اللعبة، ونهدف إلى رفع مستويات المهارة لجميع المشاركين مع التركيز في الوقت نفسه على النمو الشخصي من خلال تعليم قيم الحياة الأساسية، والتي تمثل نادي الجزيرة، مثل التواضع والجهد والطموح والاحترام والعمل الجماعي، وكل هذه أمور ضرورية تساعد أبنائنا على النمو، ليصبحوا أفضل شخص في المستقبل داخل وخارج ملعب كرة القدم».

وأكمل: «لاعبو الأكاديمية يصلون إلى المدرسة بداية من الثامنة صباحاً، للدراسة التعليمية، ويتخلل ذلك حصص تدريبية، مع الاهتمام ببرامج التغذية والبناء البدني حتى يعودون إلى بيوتهم عند الساعة السابعة مساءً، وهنا يقوم النادي والأكاديمية بدورهم في بناء اللاعب المتكامل علمياً ورياضياً، ويترك الباقي على اللاعب الذي يجب أن يعمل بكل جهد لتطوير مستواه، وهو أمر سهل في أكاديمية الجزيرة إذا كان اللاعب لديه 50% موهبة كروية، فيستطيع من خلال البرامج الموضوعة، الوصول إلى مستويات عالية».

وعن الفارق بين الماضي والحاضر في عالم كرة القدم، أوضح فارس جمعان: «زمان كنا نفكر في الكرة وحدها أو في الدراسة، وهو أمر حرصت أكاديمية الجزيرة على تحقيق التوازن بينهما، ويصل اللاعب لدينا إلى بداية المرحلة الجامعية، وعندما يكون مميزاً، يتم توقيع عقد احتراف معه في عمر 18 عاماً، أي إنه يبدأ مرحلته الجامعية بشخصية مهنية ومالية مستقلة، أي أن الأكاديمية تبني شخصية الرياضي السليم، وتضعه على أول الطريق السليم لحياة مجتمعية ناجحة، وهذا هو السر الحقيقي في تفوق أكاديمية الجزيرة».

 

Email