محمد بن زايد.. فن القيادة ودعم الرياضة

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

حرص القائد المؤسس المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، على غرس حب الرياضة في أنجاله فارتقوا بها وحققت الرياضة الإماراتية قفزات هائلة من النجاحات المشهودة عالمياً، وعندما نتحدث عن مسيرة الرياضة وفكر زايد القائد المؤسس، كان لا بد أن نتوقف عند دور أنجاله الكرام في دعم مسيرة الرياضة والرياضيين، ويعد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، صاحب بصمات بارزة في كل ميدان عمل به؛ فهو ذلك الرجل الذي يخلّف وراءه في كل مجال يدخله إرثاً عظيماً من الإنجازات والقيم النبيلة، وهو بحق مدرسة رياضية في دولتنا والعالم العربي.

وقدم سموه دعماً كبيراً للرياضة في دولة الإمارات حيث وقف بقوة بجانب منتخبنا في الدورة السابعة بمسقط عام 84 ومن منا ينسى وقفته الرائعة خلال فوزنا بكأس آسيا 2003 وبطولة كأس خليجي 18 لأول مرة، كما وضع سموه ملامح المرحلة التطويرية الاستراتيجية للكرة الإماراتية تلبية لطموحات الشارع الرياضي الذي تفاءل خيراً بتوصيات ومقترحات ندوة نادي دبي للصحافة، والتي انعقدت بعنوان «واقع الرياضة الإماراتية» عام 2003 التي أصبحت مطلباً حيوياً للجميع في ظل دعم القيادة السياسية للقطاعين الشبابي والرياضي وبالأخص لعبة كرة القدم الأكثر شعبية.

ضرورة

وجاء تطبيق النظام الكروي الجديد في أعقاب الدعوة إلى ضرورة إبراز دور المؤسسين في إدارة شؤون الكرة بعد الندوة الهامة، وطرح صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، كقائد خلالها الكثير من الأفكار الواقعية التي قادت إلى اعتماد نظام الجمعية العمومية كخيار أمثل يقودنا إلى الهدف المنشود لتشكيل المرجعية كتحول هام بعد اعتماد لائحة النظام الأساسي الذي قامت اللجنة السداسية بإعداده والتي ضمت صقر غباش نائب رئيس الاتحاد الأسبق، وسلطان صقر السويدي رئيس اللجنة المؤقتة آنذاك الأمين العام للهيئة السابق، ويوسف السركال، وحمد بن بروك، ومحمد خلفان الرميثي رئيس اتحاد الكرة السابق، ود. حمدون مقرراً وكانت الخطوة الأولى إعلان سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، رئيس الجمعية لقائمة الأعضاء المشاركين في الجمعية هي خطوة إشهار ميلاد الجمعية كحدث واقع ضم 40 عضواً من بينهم 10 اختارهم الرئيس.

اتفاقيات

وعلى صعيد تطوير العمل ومن خلال دعم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، على دعم مسيرة اللعبة بدعم الكفاءات المواطنة، وجه الاتحاد بأن تكون رؤيته نحو التوطين وتدعيم الكفاءات الوطنية، حيث وقع اتفاقيات تعاون عدة مع اتحادات عريقة في مجال كرة القدم من أجل التطوير والتدريب منها اتحادات أوروبية وعربية، ومنح الاتحاد المدرب المواطن الثقة لقيادة المنتخبات الوطنية للفئات العمرية كافة مع توفير الدعم الكافي لهم من أجل تحقيق أعلى درجات النجاح. وعلى صعيد تنظيم البطولات استطاعت الإمارات أن تحظى بشرف تنظيم بطولة كأس العالم للأندية 6 مرات، وغيرها من المسابقات والبطولات الرياضية الكبرى ولعلكم لا تختلفون معي في أن جهود صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، تصب بشكل مباشر في برامج صناعة البطل كهدف وطني وإتقان جميع المهارات التي تطلبها هذه اللعبة إتقاناً جيداً.

ويتذكر الجميع من الرياضيين الصورة التاريخية التي نشرت لسموه لحظة دخوله ملعب مجمع بوشر في سلطنة عُمان وجلس مع الطاقم الفني بقيادة المدرب الإيراني مهاجراني في لقائنا أمام العراق حيث كنا خاسرين بهدف قبل نزول سموه والتي انتهت بالتعادل 1 /1 وكان سموه لا يفارق اللاعبين والإداريين من بعثتنا بمسقط، بمقر إقامتهم يذهب للتدريب ويجلس مع اللاعبين ويقف خلف الفريق ففي لقائنا أمام العراق في المباراة الشهيرة التي أدارها الحكم السعودي فلاح الشنار حيث تعرضنا لظلم تحكيمي وبدأت تتوتر حالة اللاعبين، وعندما رأى بو خالد الله يحفظه أن الأمور قد تفلت من اللاعبين نزل بهدوء من المقصورة وذهب وجلس مع احتياطي الفريق بقيادة المدرب المهاجراني، فأعاد لفريقنا الروح.

تطور

ومن بين الأمور التي لا أنساها في عام 1982 وأثناء دراستي الجامعية كوني كنت طالباً بالجامعة بقسم الإعلام، ومحرراً رياضياً بجريدة الاتحاد، وفي أحد الأيام انفردت بخبر استقالة أعضاء من مجلس إدارة نادي العين، الأمر الذي أثار جدلاً قوياً في القلعة العيناوية، لأنه في ذاك الوقت كان من الصعب أن تنشر مثل هذه النوعية من الأخبار، فقد اجتهدت وانفردت بالخبر لتقلب الأوضاع رأساً على عقب، حيث تطور الأمر وأخذ أبعاداً أكبر لم أتوقعها فهناك من غضب، وهناك من أيد وآخرون تحفظوا، المهم أن الخبر أشعل جواً ساخناً وأصبح الموقف صعباً علي كمندوب للجريدة، حتى تدخل سموه بحنكته المعهودة ونجح في احتواء الأزمة، وجمع الأعضاء المستقيلين بمنطقة المقام بمدينة العين في فيلا سموه، لتنتهي واحدة من أهم الأزمات التي عاشها نادي العين وتعد الأزمة القوية هي الأكبر في تاريخ النادي العريق الذي تأسس عام 1968، بفضل رؤية وحكمة محمد بن زايد فهذا الموقف لا أنساه أبداً طيلة مسيرتي المهنية.

وتعتبر مواقفه الطيبة التي يقوم بها للوقوف والتعرف عن كثب على هموم ومشاكل المواطنين وخاصة الرياضيين والشباب وقضاياهم المختلفة والعمل على تلبية احتياجاتهم من أبناء الوطن.

ولا تألو القيادة الحكيمة لدولة الإمارات العربية المتحدة جهداً في تعزيز وتيرة التنمية الشاملة بما يعود بالنفع والفائدة لصالح المواطن ورفعة الوطن وتقدمه، ولله الحمد فنحن نملك قيادة حكيمة تمتلك رؤية جوهرها استثمار الموارد لتنمية الإنسان المواطن والنهوض به لخدمة مجتمعه ورقي وطنه، كل في موقعه.

البيت متوحد

ويحرص صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، كذلك على دعم كافة أنواع الرياضات في البلاد، وعلى لقاء المنتخبات الوطنية التي تحصل على أي إنجاز يذكر سواء داخل الدولة أو خارجها تشجيعاً لها وحافزاً على بذل المزيد وحصد الإنجاز تلو الإنجاز للدولة. فقيادتنا، تسعى إلى المحافظة على مكانة الدولة بين دول وشعوب العالم أجمع، من عهد المؤسسين الأوائل، طيب الله ثراهم، وحتى عهد الأبناء الذين استلموا منهم الراية فحافظوا على هذا الكيان، ودفعوا به إلى الأمام، مستلهمين حكمة الآباء، متحلين بأخلاقهم التي عرفها القاصي والداني، كل ذلك يحدث في (البيت المتوحد) الذي دائماً ما يؤكد عليه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.

فمسيرة الوطن ماضية ومستمرة بين شعب الإمارات كأسرة واحدة؛ فالبيت متوحد مثل الجسد الواحد، وإن دولتنا قلعة حصينة وإن الدار بخير كما قال بو خالد حفظه الله.

Email