استطلاع « البيان »:

57 % غياب الاحتراف أبرز معوقات العرب لتحقيق الإنجازات

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

ودع العالم منذ شهور قليلة، منافسات دورة الألعاب الأولمبية 2020 في العاصمة اليابانية طوكيو، وحصد من خلالها الأبطال العرب 18 ميدالية متنوعة، موزعة بين 5 ذهبيات، و5 فضيات، و8 برونزيات، وهو أكبر عدد من الميداليات على الإطلاق في نسخة أولمبية واحدة، ورغم هذا العدد الكبير، إلا أنه لا يزال أقل كثيراً من إمكانيات وقدرات الدول واللاعب العربي، ومن هنا كان سؤالنا في استطلاع الرأي الشهري لـ«البيان»، وكان بشأن أبرز المعوقات التي تحول دون تحقيق الرياضة العربية إنجازات عالمية؟ وطرحنا على قرائنا الأعزاء أهم 4 معوقات للتصويت عبر موقع «البيان» والحساب الرسمي على «تويتر».

وصوت 57% من نسبة إجمالي المشاركين في الاستطلاع، على أن غياب منظومة الاحتراف أبرز المعوقات التي تحول دون تحقيق الرياضة العربية إنجازات عالمية، ويليها ضعف التكوين بنسبة 26%، وندرة المواهب بنسبة 11%، وقلة الموارد المالية بنسبة 6%، ولم تختلف نسب التصويت كثيراً عبر موقع «البيان»، إذ رأى 52% أن غياب منظومة الاحتراف، أبرز المعوقات، ويليها ضعف التكوين بنسبة 35%، وقلة الموارد المالية بنسبة 7%، وندرة المواهب بنسبة 6%، وعبر «تويتر»، رأت نسبة 61.2%، أن غياب منظومة الاحتراف، أبرز المعوقات، ويليها ضعف التكوين بنسبة 16.4%، وندرة المواهب بنسبة 16.4%، وأخيراً قلة الموارد المالية بنسبة 6%.

اتفاق الرأي

واتفق الدكتور أحمد المطوع الأمين العام لاتحاد الكرة الطائرة الإماراتي، مع المصوتين على أن غياب منظومة الاحتراف أبرز المعوقات التي تحول دون تحقيق الرياضة العربية إنجازات عالمية، وقال: «الاحتراف يغطي كل الجوانب، لأنه يوفر أيضاً، الموارد المالية التي يمكن أن تنفق من خلالها على ضعف التكوين، وتنمي قدرات المواهب المتوفرة، لأن الاحتراف الرياضي لم يعد مجرد كلمة، لكنه أصبح علماً متكاملاً بمفهوم واسع، ويتطرق لكل الجزئيات والموارد».

وأضاف: «من وجهة نظري الشخصية، المواهب متوفرة بكثرة في الوطن العربي، وكذلك التكوين للرياضيين، ويبقى فقط الاستغلال الأمثل بشكل احترافي، وهو ما يؤدي إلى النتائج، لأنه كما سبق وأشرت، علم في إدارة الوقت والتغذية والنوم، وتوفير الاقتصاد للإنفاق على برامج التحضير، وإذا لم تكن لديك هذه الأساسيات، فلن تحقق شيئاً، وهناك نماذج عربية واضحة للموهبة والتكوين، مثل المصري بيغ رامي، والذي حقق بطولة العالم مرتين متتاليتين في بناء الأجسام».

توفر الموهبة

بدوره، رأى العراقي عبد الوهاب عبد القادر مدرب كرة القدم، أن المواهب العربية متوفرة، والدليل لاعبي المغرب العربي، ومعظمهم يلعبون في دوريات وبطولات عالمية في مختلف الألعاب الجماعية والفردية، ولكنه استطرد قائلاً: «الإنجاز العالمي على مستوى الألعاب الجماعية العربية، صعب جداً، لكنه ممكن على مستوى الألعاب الفردية، لأن كرة القدم على سبيل المثال، لديها مواصفات معينة لأنها جهد وانسجام داخل الملعب بين 11 لاعباً، وإذا أخذنا الصين كمثال، فهي مبدعة في كل الألعاب الرياضية، ولكنها في الألعاب الجماعية، وتحديداً كرة القدم، لا تحقق إنجازاً عالمياً، لأنها تحتاج مجموعة لاعبين يكملون بعضهم بعضاً».

وأكمل: «هناك أيضاً مشكلة نفسية تواجه اللاعب العربي الذي لم يخض تجربة احترافية خارجية، وهي أن الأجنبي أفضل من العربي، وللأسف هذا المفهوم غرسه الاستعمار المحتل لدولنا العربية في سنوات سابقة، ولذا نحن نقدر الأجنبي في كل المجالات مهما كانت شخصيته، وحتى إذا كان جاهلاً، وهذه النظرة بهذه الكيفية، يجعل عندك ضعفاً، والرياضي يحتاج أن يفرض شخصية قوية لتحقيق الانتصار، والكل اتفق مثلاً على موهبة ونجومية محمد صلاح، لكن كم لاعب موجود مثله في المنتخب المصري؟ ولا يستطيع صلاح وحده قيادة منتخب بلاده لإنجاز عالمي، وأقصى ما يمكن تحقيقه الوصول إلى أدوار متقدمة في كأس العالم».

واختتم قائلاً: «الخلاصة أن الدول العربية لديها المواهب الكثيرة في كافة الألعاب الرياضية، ولديها الإمكانيات المالية والمنشآت القادرة على صناعة الأبطال، ولكن ضعف التكوين النفسي، سبب مهم لتحقيق الإنجاز، ويجب أن نزرع الثقة والالتزام والفكر الاحترافي في نفوس رياضيينا من الصغر، ونعرفهم أنهم ليسوا أقل من اللاعب الأجنبي، وهناك دول أقل منا في كل شيء، ومع هذا فرضت نفسها على الساحة الرياضية العالمية في الكثير من الألعاب الفردية أو الجماعية، لأنهم بدؤوا في تكوين اللاعب من مراحل عمرية متقدمة».

التنافس العالمي

أما المصري سمير جورج خبير كرة الطاولة في إدارة شؤون الرياضة والتطوير في مجلس الشارقة الرياضي، فيرى أن المعوقات الأربعة مشتركة في الحول دون تحقيق الرياضة العربية لإنجازات عالمية، إلى جانب معوق خامس، وهو قوة التنافس العالمي الذي يعتبر «جداراً خرسانياً» في ألعاب رياضية محددة، وقال: «ضعف التكوين البدني عامل مهم، خاصة للاعبات العربيات، ولكن هناك استثناء في بعض الألعاب، ومنها لاعبات الاسكواش المصريات، لأن إعدادهم البدني لهن يفوق عشرات المرات ألعاباً أخرى».

وأوضح: «عموماً، لاعب أو لاعبة الاسكواش في مصر، يخضع لبرنامج بدني خاص، ومنذ أكثر من 20 سنة، ولاعبي تلك اللعبة من الصف الثاني، يستعدون للبطولات المحلية بمساعدة معد بدني خاص، ووفق برنامج قوي، حتى أن جري اللاعب 30 كيلومتراً في اليوم، يصبح أمراً عادياً لدى أبطال العالم، وهذا يعني أننا يمكن أن نوفر التكوين المناسب للرياضي العربي، خاصة وأن الموارد المالية موجودة، وفيه دول ليس لديها ميزانيات ضخمة للإنفاق على الرياضة».

ألعاب مستحيلة

قال سمير جورج: «من وجهة نظري، ندرة المواهب ليست مشكلة. اللاعب القادر على الفوز بميدالية بنسبة 50%، يمكن من خلال العمل معه بشكل احترافي لسنوات طويلة، أن ترفع تلك النسبة، لكن هناك ألعاباً مستحيلة، ومنها على سبيل المثال التنس وكرة الطاولة، لأن القوة التنافسية العالمية فيها صعب، وعلى سبيل المثال، لدينا في مصر (هنا جودة) وهي لاعبة موهوبة في كرة الطاولة، ومصنفة أولى عالمياً تحت 15 سنة، وثالثاً تحت 18 سنة، ولكني لا أتوقع أن تفعل شيئاً عندما تصل إلى مرحلة السيدات، لأن قوة التنافس العالمي في تلك اللعبة لدول آسيوية كبيرة مثل الصين واليابان».

Email