خيّمت «سحابة الخوف» على القمم الثلاث في الجولة السابعة من دوري أدنوك للمحترفين لكرة القدم، بفعل ضغوط حسابات النقاط والمنافسة على أضلاع المربع الذهبي، ليؤثر هذا الخوف بشكل كبير على سريان ونتائج تلك المواجهات، وليخسر الوصل أمام العين 0-2، والشارقة أمام النصر 0-3، ويفوز شباب الأهلي على الجزيرة 2-1، ما أشعل الصراع على القمة قبل لقاء شباب الأهلي والعين يوم 29 أكتوبر الجاري، في إطار الجولة الثامنة من عمر مسابقة الدوري.

شهدت الجولة السادسة تراجعاً عن الجولتين الماضيتين، لتسجل 14 هدفاً فقط في المباريات السبع، ووصلت نسبة الانخفاض إلى 30%، بعدما شهدت الجولات الخمس الماضية، تسجيل 20 و27 و16 و13 و15 هدفاً بالترتيب.

التمسك بالقمة

نجح العين في التمسك بقمة ترتيب دوري أدنوك للمحترفين بوصوله إلى 17 نقطة، بفوزه على مضيفه الوصل، والذي تأثر كثيراً من شدة الحذر المفروض من قبل جهازه الفني على الأداء، حتى أن الفريق لم تكن له أي تسديدة مباشرة بين خشبات المرمى الثلاث، ولا يزال يعاني «الفهود»، من لاعبيه الأجانب الذيم لم يظهروا ما يشفع لهم بالبقاء حتى الآن، في الوقت الذي يشهد أداء نجم الوصل، فابيو دي ليما، تراجعاً ملحوظاً يطرح أكثر من علامة استفهام.

وتأثر الشارقة كذلك، بالأداء الحذر في الشوط الأول أمام النصر، ليتلقى خسارة هي الثالثة له هذا الموسم، ويتراجع الفريق إلى المركز الخامس برصيد 12 نقطة، ما يعني اتساع الفارق بينه وبين العين المتصدر إلى 5 نقاط، ما دفع جماهير الفريق عبر منصات التواصل الاجتماعي، إلى المطالبة بتغيير الجهاز الفني بقيادة المدرب الوطني عبد العزيز العنبري، لإنقاذ الفريق مبكراً من الخروج من دائرة المنافسة على درع الدوري، خصوصاً بعد دخول شباب الأهلي والنصر بقوة في الصراع على القمة، وبالفعل دفع العنبري الثمن، ليرحل عن الشارقة بعد أربع سنوات من العطاء.

الوصول للوصافة

تمكن شباب الأهلي من القفز إلى الوصافة برصيد 14 نقطة، بفوزه على ضيفه الجزيرة، في مباراة شهدت حذراً من أصحاب الأرض في شوطها الأول، باللعب بتشكيلة مفاجئة من اللاعبين الشباب، وطريقة لعب تميل إلى الدفاع، مع الاحتفاظ بالأجانب الثلاثة أصحاب الأدوار الهجومية على مقاعد البدلاء، والدفع بهم في الشوط الثاني، ليصنعوا الفارق، ويقودوا «فرسان العز» في عودة أولى للحكم الأجنبي إلى ملاعب الدولة، إلى الفوز على الجزيرة، والذي تراجع في الترتيب إلى المركز الثالث بفارق المواجهات المباشرة عن النصر، ولكل منهما 13 نقطة.

وبدأت جماهير العين وشباب الأهلي من الآن، في التفكير وإجراء حسابات مواجهة الفريقين المقبلة، في ضيافة «فرسان العز» على ملعب استاد راشد بدبي، في الوقت الذي ارتفع فيه سقف طموحات جماهير النصر، بعدما أصبح «العميد» الرابح الأكبر من نتائج الجولة السابعة، أما جماهير الجزيرة، فبدأت تعيش خوف فقدان درع دوري المحترفين الذي توج به «فخر أبوظبي» الموسم الماضي، فيما يتطلع محبو الشارقة بترقب لما تشهده المرحلة المقبلة من مسيرة فريقهم من دون العنبري.

الانزلاق للخطر

لعل اللافت في الجولة السابعة أيضاً، الخوف الذي تعيشه جماهير بني ياس، وهي ترى فريقها ينزلق نحو منطقة الخطر، بعد تعادله مع ضيفه خورفكان 2-2، ليتراجع إلى المركز الثاني عشر برصيد 6 نقاط، وبفارق 3 نقاط فقط عن العروبة الثالث عشر قبل الأخير، وبعدما عاشت جماهير «السماوي» إثارة الصراع على اللقب في الموسم الماضي، أصبحت تضع يدها على قلبها خوفاً مما قد يحدث لفريقها في الموسم الجاري.

في الوقت الذي بات فريقا الإمارات والعروبة، مهددين بقوة بالهبوط، خصوصاً الإمارات الذي لم يحصل على نقطة واحدة حتى الآن، وخسر جميع مبارياته السبع، وتلقت شباكه 19 هدفاً بمعدل 2.7 هدف في المباراة الواحدة، ولم يسجل الفريق سوى 4 أهداف، ويبدو أن رحيل العنبري عن الشارقة، سيكون أول خيط تغييرات فنية يتوقع أن تشهدها العديد من الأندية خلال المرحلة المقبلة، مع تواكب ظهور مدربين لهم أسماء رنانة في دورينا خلال الأيام الماضية، ومنهم الروماني كوزمين، والأرجنتيني رودولفو.

أما على الصعيد التهديفي، فعاد المعدل إلى الارتفاع بعدما سجل 24 هدفاً في الجولة السابعة، بزيادة 71.4% عن الجولة السادسة، والتي شهدت 14 هدفاً فقط في مبارياتها السبع، في حين، شهدت الجولات الخمس الأولى، تسجيل 20 و27 و16 و13 و15 هدفاً بالترتيب، في الوقت الذي بقيت قمة الهدافين مستقرة، رغم غياب لابا كودجو مهاجم العين، عن التسجيل للجولة الثانية على التوالي، بينما اقتنص ماكيتي ديوب مهاجم الظفرة، لقب الهداف التاريخي للاعبين الأجانب في دوري المحترفين الإماراتي، بهدفيه في مرمى عجمان بعدما رفع رصيده إلى 103 أهداف، ليفض الشراكة مع الغاني أسامواه جيان لاعب العين السابق، والذي سجل 101 هدف.

تجنب الخسارة

وأكد عنتر مرزوق نائب المشرف الفني في أكاديمية الكرة بنادي شباب الأهلي، أن الخوف ظهر واضحاً على أداء العديد من الفرق، وقال: «العين يفرض الخوف على منافسيه عندما يكون في مستوى جيد، ولأنه لعب قمته مع الوصل، وحقق فيها الفوز قبل القمتين الأخيرتين، أعطى الفرق الأربعة المنافسة له على الصدارة شباب الأهلي، الجزيرة، النصر والشارقة، الخوف من الخسارة، لتخوض مبارياتها وفق تكتيك معين للخروج بأفضل نتيجة إيجابية حتى لا يتسع الفارق أكثر مع العين».

وأضاف: «كما أن التوقف الطويل للدوري، أعطى تخوفاً لدى بعض الفرق عند العودة، وهذا الخوف تسبب في أخطاء استفاد منها الطرف الثاني في المباراة، كما حدث للوصل، إذ استفاد العين من خطأين للحارس والمدافع، ليسجل هدفيه، ومن وجهة نظري الشخصية، أن القمم الثلاث لم تشهد فوارق كبيرة في المستوى، والنتائج التي تحققت سببها تخوف الفرق واللاعبين، ما تسبب في أخطاء واضحة سجلت منها الأهداف، وأتوقع ارتفاع الحذر والخوف لدى الكثير من الفرق سواء في القمة أم في المراكز الأخيرة، مع اقتراب الدور الأول من نهايته، وحرص كل فريق على تجميع أكبر عدد من النقاط، قبل بدء الدور الثاني، والذي عادة ما يكون أكثر صعوبة».