غرفة ملابس اللاعبين.. السر المكشوف

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

غرفة ملابس اللاعبين، ربما هي المصطلح أو التعبير الأهم، بل الأخطر في قاموس كرة القدم الحديثة، بعدما تعدى تفسيرها المعروف بـ«المكان» الذي تُجرى فيه عملية تبديل ملابس اللاعبين قبل وبعد التدريبات والمباريات، إلى ما هو أوسع من ذلك بكثير، غرفة أسرار وحكايات باتت في مجملها مكشوفة للإعلام الرياضي، والجماهير المتعطشة أصلاً إلى معرفة أسرار تلك الغرفة الخطيرة!

خطط اللعب

ولا غرابة أن تكون غرفة ملابس اللاعبين، مكاناً مناسباً لرسم خطط اللعب، وكيفية مواجهة المنافسين، وتحقيق الانتصارات في المباريات، والكشف عن حقيقة كوامن اللاعبين، ومستوى علاقتهم البينية بمدربهم على وجهة التحديد، باعتباره الركن الأهم في تلك الغرفة.

داخل الغرفة

وما يزيد من خطورة غرفة ملابس اللاعبين، أن تأثيراتها أي كانت، إيجابية أو سلبية، سرعان ما تنعكس سلباً أو إيجاباً على أداء اللاعبين أنفسهم في التدريبات والمباريات، إلى الحد الذي جعل من تلك الغرفة «هدفاً» للمنافسين من أجل التسلل إليها، ومعرفة ما يدور بين جدرانها، للبناء عليه حينما تحدث المواجهة على المستطيل الأخضر!

فضول الإعلام

ولا يبدو لافتاً اعتبار الهولندي كومان مدرب برشلونة الإسباني، غرفة ملابس اللاعبين أحد أبرز عناصر وصاياه العشر في علم التدريب «الناجح» في كرة القدم الحديثة، إلى جانب عناصر الجدارة، والتحضير البدني، والاستراتيجية، والضغط العالي، ومدرسة النادي، والاحترافية، وطريقة اللعب، والشخصية القوية، إلى حد أن كومان يعمل بقوة من أجل إبعاد غرفة ملابس لاعبي فريقه عن فضول الإعلام الرياضي.

السؤال الأهم

ويبقى السؤال الأهم، لماذا شهدت السنوات الأخيرة، انتشاراً واسعاً، وانكشافاً علنياً لأسرار غرف لاعبي الكثير من الفرق والمنتخبات في العالم، ما الذي يدفع مدرب بحجم مورينيو مثلاً إلى التصريح بأن غرفة ملابس لاعبي فريقه السابق توتنهام «منقسمة بين لاعبين أنانيين، ووكلاء أصدقاء لأولئك اللاعبين»؟!

عين بيكهام

وما الذي يجعل السير فيرغسون يركل حذاء، ليضرب أعلى عين نجم مانشستر يونايتد الأسبق ديفيد بيكهام، سوى أن المدرب قد فقد أعصابه في غرفة ما احتملت تفاصيل تلك الواقعة، فانكشف السر، وخرجت الحكاية بكل تفاصيلها إلى الملأ بعيداً عن الوظيفة الأساسية للغرفة أن تكون مكاناً للأسرار والحكايات؟!

السبب الأول

ولا شك في أن سوء العلاقة بين المدربين ولاعبي فرقهم، يمثل السبب الأول في انكشاف أسرار غرفة ملابس اللاعبين، إلى جانب أسباب أخرى لا تقل أهمية، ومنها عدم تحمل ضغط الإعلام في «إصراره» على فتح أبواب تلك الغرفة.

خطأ جسيم

كما يشكل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي من قبل اللاعبين في داخل غرفة الملابس خطأً جسيماً، كونه لا يفتح أبواب تلك الغرفة فحسب، بل يجعل كل أسرارها مشاعة بين أوساط الجماهير والإعلام، وكل مَن يبحث عن الإثارة، إلى حد تضخيم تلك الأسرار بصورة مبالغ فيها!

حكايات سعيدة

وبكل تأكيد، فإن غرف ملابس لاعبي فرق الإمارات، ليست استثناء من حقيقة انكشاف أسرار وحكايات وخصوصيات تلك الغرف في السنوات الأخيرة، وهذا ما يؤكده حسن مراد نجم كرة القدم الإماراتية السابق، لاعباً وإدارياً، بقوله: بكل تأكيد، فإن لدي أسراراً وحكايات من غرف ملابس اللاعبين، سواء حينما كنت لاعباً، أو إدارياً، ولكن وبكل صراحة، ذاكرتي لا تحتفظ إلا بالذكريات والأسرار والحكايات السعيدة سواء لي أو لأي من زملائي الذين عاصرتهم لاعباً، ثم إخوتي حينما توليت المهمة الإدارية.

نقل الكرة

ويضيف حسن مراد قائلاً: أعتقد وفي ظل التطور الهائل في مجال «سوشيال ميديا»، بات أمر السيطرة على أسرار غرف ملابس اللاعبين أمراً صعباً إن لم يكن مستحيلاً، إلى حد أن السرية لم تكن ممكنة في ظل أن تلك الوسائل توفر فرصة تمرير أي سر بسهولة من قبل لاعب داخل الغرفة إلى شخص خارجها تماماً كما يحصل في المستطيل الأخضر حينما يتم نقل الكرة بين أقدام اللاعبين!

الجيل السابق

أكد حسن مراد نجم كرة القدم الإماراتية السابق أن أهم ما ميز الجيل السابق لكرة القدم الإماراتية، أن ما يحدث في غرفة الملابس، يبقى في تلك الغرفة، ولا يمكن أن يخرج، كنا كلاعبين نحرص وبقوة على الصلح وتسوية أي مشكلة أو إشكال أو خلاف داخل الغرفة قبل التوجه منها إلى ملعب المباريات، نعم كانت تحدث بيننا، خلافات وإشكالات، ولكن لا أتذكر أن أحداً من اللاعبين تحدث أو أفشى سراً من أسرار غرف ملابس اللاعبين.

Email