الجولة 25.. حتى آخر المشوار

ت + ت - الحجم الطبيعي

نادرة هي المرات التي عاش فيها دوري الخليج العربي لكرة القدم في الإمارات، على وقع صفيح ساخن من الإثارة والندية والتشويق، وعدم معرفة هوية البطل حتى الجولة الأخيرة، وإلى الرمق الأخير من مشواره الطويل الشاق، كما يحصل في النسخة الحالية من البطولة، وهذا ما جسدته واقعاً الجولة 25 ما قبل الأخيرة، التي نقلت أوراق تحديد حامل الدرع الجديد حتى آخر المشوار، إلى الجولة 26 الختامية، في مشهد أقل ما يوصف بأنه قمة التشويق في البطولة الأكبر للكرة الإماراتية.

ليس سلبياً
وليس سلبياً أن يبلغ الصراع على درع دوري الإمارات ذروته، ولا تتضح صورة المنافسة على الدرع، ولا تنجلي هوية البطل حتى آخر المشوار، وإلى الرمق الأخير من البطولة، بل على العكس، هذا الحال يعد من أميز الصفات التي يمكن النظر إليها بإيجابية عالية على أنها من مستلزمات ومتطلبات وشروط الإثارة والندية والتشويق في كرة القدم الحديثة.

التمهيد المبكر
ورغم اقتصار المنافسة والصراع على درع دوري الإمارات على فريقي الجزيرة وبني ياس، إلا أن ذلك لم يمنع من أن يكون مستوى التشويق أعلى ببقاء حدة التنافس على أشده بين الثلاثي، الشارقة وشباب الأهلي والنصر لشغل مراكز مربع الأربعة الكبار، والتمهيد المبكر، ومن الآن لنيل فرصة اللعب في دوري أبطال آسيا في الموسم الجديد، في ظل فارق من النقاط يُعبد الطريق أمام أي من الفرق الثلاثة للاستحواذ على أي من أضلاع مربع الكبار، وذلك في ضوء نتائج تلك الفرق في الجولة الختامية من البطولة أيضاً!

صراع الهبوط
ولم تقتصر قمة التشويق على طرفي الصراع على درع دوري الإمارات ومربع الأربعة الكبار فحسب، بل امتدت الإثارة فيها لتشمل المتصارعين على «النجاة» من «مقصلة» الهبوط إلى دوري الدرجة الأولى، رغم أن ملف «المعركة» الحامية الوطيس بات ثلاثي الأبعاد، ومقتصراً تحديداً على فرق حتا والفجيرة وعجمان، وأيضاً، حسم هذا الملف، لن يكون حتى آخر المشوار، وفي الرمق الأخير من البطولة.

دليل قوي
وفي ختام الجولة 25 من دوري الإمارات، بات الجزيرة الأقرب «حسابياً» إلى اعتلاء منصة التتويج بدرع البطولة، بحكم عوامل عدة، في مقدمتها فارق النقطة الوحيدة مع مطارده الأوحد، بني ياس، و«سهولة» مهمته في جولة الختام، ولو من الناحية النظرية، مقارنة مع مهمة منافسه، بني ياس، وتقديم الجزيرة الدليل القوي على جديته في الوقوف على منصة التتويج بتحقيقه الأهم بالفوز الثمين على ضيفه العين، قاطعاً الطريق على بني ياس للانقضاض على قمة الترتيب العام لفرق البطولة.

النقطة اليتيمة
وفي المقابل، ما زال بني ياس متمسكاً وبقوة بأمل معانقة درع دوري الإمارات لأول مرة في تاريخه، وأيضاً، وفقاً لعوامل تنافسية موضوعية عدة، منها أن الفارق مع المرشح الأوفر حظاً، الجزيرة، لا يتعدى حاجز النقطة اليتيمة التي بإمكان السماوي تجاوزه في حال حقق هو الفوز في الجولة الختامية، وحدث تعثر للجزيرة، تعادلاً أو خسارة في الجولة ذاتها!

الفرصة «المزدوجة»
ومن أبرز إفرازات الجولة 25 لدوري الإمارات، فقدان الشارقة رسمياً، درع البطولة الذي يحمله منذ الموسم الماضي، رغم فوزه بالثلاثة على مضيفه عجمان، مع احتفاظه بفرصة «مزدوجة»، البقاء ثالثاً أو الخروج من مربع أقرانه الأربعة الكبار، وهذه الفرضية لا تتحقق إلا في الجولة الختامية من مشوار البطولة، وفي ضوء نتيجة مباراة الشارقة نفسه، ونتيجة مباراتي منافسيه في المربع، شباب الأهلي والنصر!

اقتناص الثالث
وليس الشارقة وحدة مَن يقف أمام فرصة «مزدوجة» في البقاء أو الخروج من مربع الأربعة الكبار، بل هناك شباب الأهلي، والذي بإمكانه تحقيق ما تبقى له في البطولة، والمتمثل باقتناص فرصة احتلال المركز الثالث في لائحة الترتيب العام في حال حقق هو الفوز، وتعثر الشارقة، تعادلاً أو خسارة، وأيضاً، تنقل هذه الفرضية إلى الجولة الختامية من مشوار البطولة!

طول غياب
وليس بعيداً عن دائرة الفرصة «المزدوجة»، ينتظر النصر خامس الترتيب العام حالياً، تعثر الثنائي الشارقة وشباب الأهلي، وفوزه هو في الجولة الختامية من البطولة، ليضمن العودة مجدداً إلى مربع أقرانه الأربعة الكبار، وتحقيق أفضل نتيجة له في الدوري بعدما «كان» من بين المرشحين البارزين لمعانقة الدرع، والعودة إلى الوقوف على منصة التتويج بعد طول غياب أثقل كاهل عموم النصراوية!

Email