نهائي «كأس الخمسين».. كرنفال رياضي

ت + ت - الحجم الطبيعي

حصد نهائي كأس الخليج العربي لكرة القدم، أول من أمس، الذي أقيم تحت شعار «كأس الخمسين»، نجاحاً بارزاً بشهادة الجميع، وتحول إلى أكثر من مجرد مباراة كرة قدم حماسية بين شباب الأهلي والنصر، ليصبح أشبه بكرنفال رياضي زينته المبادرات والابتكارات الاستثنائية التي سعت رابطة المحترفين الإماراتية من خلالها لتقديم الحدث بأفضل صورة بما يوازي القيمة الغالية لحمله شعاراً يتزامن مع احتفالات دولة الإمارات العربية المتحدة باليوبيل الذهبي على التأسيس.

وتصدر المشهد قبل ضربة البداية، الأوبريت الفني الذي أقيم وفق أعلى وأحدث الترتيبات من خلال مزج الكلمات والألحان بروعة المكان والعروض المرافقة بالليزر والإضاءة وشاشات العرض الضخمة والألعاب النارية، كما تم للمرة الأولى في الملاعب استخدام النافورة سواء في حفل الافتتاح أو خلال الاحتفال بفوز شباب الأهلي وتتويجه بالكأس.

كما أقيمت المبادرة لإشراك الجماهير في أجواء اللقاء من خلال حضورهم المباراة بشكل مباشر عبر «زووم» وظهورهم عبر الشاشات العملاقة طول فترة اللقاء، واستخدام الهتاف الجماهيري لأول مرة داخل الملعب نفسه من أجل إضفاء المزيد من أجواء الإثارة والتفاعل مع اللاعبين.

ورفع النهائي شعار اللفتة الإنسانية ودعم أصحاب الإرادة، من خلال تكريم نجم الكرة المصرية مؤمن زكريا الذي يخوض رحلة علاج، عبر إعادته إلى أجواء الملاعب مرة أخرى وتكريمه بين شوطي اللقاء، وإشراكه في مراسم التتويج حيث قام رفقة الشيخ راشد بن حميد النعيمي رئيس اتحاد الإمارات لكرة القدم، بتسليم شباب الأهلي كأس البطولة، إلى جانب حمله الكأس رفقة عبدالله ناصر الجنيبي للوصول إلى منصة التتويج.

وجاءت أجواء التتويج عموماً استثنائية وخلابة بطريقة سعت من خلالها الرابطة لإبقائها ذكرى راسخة للفريقين المتواجدين في النهائي عموماً، والبطل على وجه التحديد، مع حرص الرابطة على تكريم شركاء النجاح وعلى رأسهم الشيخ راشد بن حميد النعيمي رئيس اتحاد الكرة، ومعالي الدكتور أحمد بن عبدالله بالهول رئيس الهيئة العامة للرياضة، وتكريم الطاقم التحكيمي ومقيم الحكام ومراقب المباراة، وأفضل لاعب في المباراة وهو الأوزبكي ماشاريبوف من شباب الأهلي.

عبدالله ناجي: طاقم تحكيم النهائي نجح في التحدي

أشاد الحكم السابق عبدالله ناجي بأداء طاقم تحكيم المباراة النهائية لبطولة كأس الخليج العربي التي جمعت شباب الأهلي والنصر والتي انتهت بفوز شباب الأهلي باللقب المرة الخامسة في تاريخه، مؤكداً أن الطاقم نجح بدرجة امتياز في إدارة المباراة وخروجها إلى بر الأمان من دون أي أخطاء مؤثرة في النتيجة، وترك انطباعاً إيجابياً عن أداء التحكيم المحلي، وظهوره بمستوى طيب في مثل تلك المباريات المهمة والمصيرية. 

وأوضح عبدالله ناجي، أن طاقم المباراة اختبر في ثلاث حالات ونجح فيهم بدرجة عالية، الأولى في قرار طرد لاعب النصر جلوبر ليما نتيجة التدخل القوي على اللاعب إيغور جيسوس، والثاني إلغاء ركلة جزاء لمصلحة لاعب شباب الأهلي ماشاريبوف نتيجة عدم وضوح الحالة بشكل جيد وعدم وضوح التلامس بأكثر من زاوية، والثالثة حالة طرد لاعب شباب الأهلي محمد مرزوق للإنذار الثاني، وهي كلها قرارات صحيحة وتحسب لطاقم تقنية الفيديو المكون من صقر الزعابي وعلي النعيمي والمشرف عمار الجنيبي، وبالطبع دورهم مكمل لدور حكام المباراة.

تيغالي: النصر يملك فرصة التعويض

أكد سيباستيان تيغالي مهاجم النصر، أن فريقه يملك فرصة ثانية للتعويض عندما يواجه شباب الأهلي في نهائي كأس صاحب السمو رئيس الدولة، موضحاً أن المباراة المقبلة ستكون تحدياً جديداً ومختلفاً تماماً عن نهائي كأس الخليج العربي، وأن خسارة فريقه في نهائي كأس الخليج العربي، لن تكون مؤثراً سلبياً، بل ستحفز اللاعبين للاستعداد بالشكل المطلوب لتقديم مستويات أقوى.

وقال: نملك فريقاً جيداً ولاعبين لديهم الخبرة الكافية للتعامل بشكل جيد مع النهائي المقبل، وكنا قريبين من الفوز أول من أمس، وأتيحت لنا فرصة الحسم بركلات الترجيح، لكن هذه أحكام كرة القدم، وعلينا أن نتقبل النتيجة كيفما كانت ونفكر في المستقبل.

وأضاف: لا نعلم ماذا سيحدث في نهائي كأس صاحب السمو رئيس الدولة، وربما تكون المجريات في صالحنا، وطرد منا لاعب في نهائي أول من أمس، ومن المحتمل أن يطرد من شباب الأهلي، لاعب في المباراة المقبلة، لأنها مباراة مختلفة، وفرصة جديدة لنا للتعويض، وعلينا أن نفكر في العمل فقط.

 وصرح مهاجم النصر، بأن نهائي كأس المحترفين، جاء بوجهين مختلفين، فالأول قبل حالة طرد زميله غلوبير ليما، والثاني بعد الطرد، مشيراً إلى أن فريقه كان الطرف الأفضل على كافة المستويات في الفترة الأولى، ومع هذا ورغم النقص العددي لم يستسلم، ولعب بندية وقاتل حتى النهاية، وكانت الفرص متكافئة بين الفريقين.

وقال: لعبنا بطريقة جيدة، وخسارتنا النهائي لا تعني أن الفريق سيتراجع، بل سنركز في المباريات المتبقية في الدوري، ونحاول كسب المزيد من النقاط، ثم لدينا فرصة أخرى للفوز بكأس صاحب السمو رئيس الدولة، وأعتقد أن وضعنا جيد، وعلينا أن نثبت أننا نستحق أن نكافئ أنفسنا بلقب على الأقل مقابل الجهود الكبيرة التي بذلناها طوال الموسم.

رامون دياز: النهائي فقد جماليته بعد الطرد

صرح الأرجنتيني رامون دياز مدرب النصر، بأن نهائي كأس الخليج العربي بين شباب الأهلي والنصر فقد جماليته بعد طرد مدافعه البرازيلي غلوبير ليما، وقال: لعبنا بشكل جيد وفرضنا أسلوبنا من البداية لكن المباراة لم تعجبني بعد الطرد وفقدت جماليتها ورغم ذلك استطاع لاعبو النصر مجارتها بالشكل المطلوب وإكمالها في وقتها الأصلي بنتيجة التعادل واللجوء إلى ركلات الترجيح، وأتيحت لنا فرصة الفوز باللقب ولكن لم نوفق وهذه حال كرة القدم.

وأكد دياز أن النصر سيواصل العمل لأن أمامه تحديات جديدة وأنه يأمل في إنهاء موسمه في أفضل مركز ممكن والاستعداد الجيد لنهائي كأس صاحب السمو رئيس الدولة.

محمد مرزوق: الكأس مكافأة الجهود

صرح محمد مرزوق مدافع شباب الأهلي أن التتويج بلقب كأس الخليج العربي مكافأة للجهود التي بذلها فريقه طوال الموسم، وأنه جاء بفضل الإصرار، مشيراً إلى أنه كان هناك نوع من التحدي بين اللاعبين أنفسهم على كسب هذا اللقب، ونافياً أن يكون ذلك كان بدافع الثأر من النصر الذي كسب نهائي الموسم الماضي، قائلاً: أخذنا بعين الاعتبار خروجنا من الموسم الماضي دون تحقيق أي لقب بعد أن ضاعت منا كأس الخليج العربي، وكنا نتطلع إلى عدم تكرار ذلك السيناريو.

وأكد مدافع شباب الأهلي أن لقب كأس الخليج العربي سيفتح شهية فريقه للدخول في أجواء دوري أبطال آسيا بشكل إيجابي، ويحفز اللاعبين على تقديم عروض جيدة تشرّف كرة الإمارات، موضحاً أن شباب الأهلي عاقد العزم على الذهاب بعيداً في المسابقة الآسيوية، خصوصاً أنه يملك الخبرة وسبق أن وصل إلى النهائي قبل 6 مواسم.

وبخصوص تفاصيل النهائي، أوضح مرزوق، أن فريقه لم يستغل حالة الطرد في صفوف النصر منذ الشوط الأول، لكنه في المقابل لعب بتوازن واستطاع السيطرة على بعض فترات المباراة، وأضاف: مثل هذه المباريات تحسمها تفاصيل دقيقة، صحيح لم نستفد من تفوقنا العددي، لكننا كنا الطرف الأفضل، النصر لعب أيضاً بشكل جيد ومنظم.

عودة «الكاب الأحمر»

ظهر مهدي علي مدرب شباب الأهلي، مجدداً بـ«الكاب الأحمر» الذي تعودت الجماهير ظهوره به في البطولات الكبرى والمباريات الهامة مع منتخباتنا الوطنية، ودائماً ما كان يرتبط ذلك بتحقيق الانتصارات.

وسبق أن كشف مهدي، عن تفاؤله بـ «الكاب الأحمر»، ولكنه عندما سئل أول من أمس، عن سر في ارتدائه، أجاب مازحاً: شباب الأهلي يرتدي الأحمر، والكاب لونه أحمر.

وتجدر الإشارة إلى أن كأس الخليج العربي، هو اللقب الثاني لمهدي مع شباب الأهلي، كما أنه أصبح أول مدرب مواطن يحقق هذا اللقب، ليكون إضافة مهمة في مسيرة المدرب القدير مع الكرة الإماراتية. ويقف مهدي الآن على بعد مباراتين فقط، من معادلة إنجاز المدرب الروماني كوزمين، عندما قاد شباب الأهلي إلى أطول سلسلة مباريات بدون خسارة، وذلك برصيد 23 مباراة متتالية.

Email