الجولة 23.. اضرب واهرب

ت + ت - الحجم الطبيعي

تجسدت المقولة المعروفة، «اضرب واهرب» في أجلى صورها في غالبية مباريات الجولة 23 لدوري الخليج العربي لكرة القدم في الإمارات، بتركيز الفرق المعنية بتلك المقولة على فكرة خطف النقاط الثلاث أو نقطة على الأقل بأقل مجهود، وبعيداً عن طبيعة الأداء، سواء كان مقنعاً أو حتى دون ذلك، إلى الحد الذي بات الحصول فيه على نقطة، بمثابة «كنز القناعة» في هذه المرحلة الحاسمة من مشوار البطولة.

قناعات واقعية

ولا يشكل انتهاج فكرة «اضرب واهرب»، عيباً أو خللاً فنياً لأي من فرق دوري الإمارات، وذلك في ظل قناعات واقعية جداً، من أبرزها، وصول البطولة إلى مرحلة اللاعودة، خصوصاً للمتصارعين على أضلاع مربع الأربعة الكبار، وفي مقدمتهم، صاحبا المركزين الأول والثاني، والباحثين عن طوق نجاة من الهبوط في المراكز الأخيرة من لائحة الترتيب العام لفرق البطولة.

خطف المطلوب

وبرزت فكرة «اضرب واهرب» بصورة أوضح في مباراة الجزيرة وضيفه الوصل، حيث تمكن الأول من خطف المطلوب، النقاط الثلاث دون النظر إلى درجة الإقناع في المستوى والأداء العام، وهو أمر طبيعي جداً في ظل احتدام الصراع مع المتصدر السابق بني ياس، وحتمية عدم إضاعة أي نقطة في أي جولة من الجولات المتبقية من البطولة.

خوف ومفاجأة

كما تجسدت فكرة «اضرب واهرب» في مباريات الشارقة وبني ياس، وشباب الأهلي والفجيرة، وخورفكان وعجمان، حيث ظهر في المباراة الأولى، نوع من الخوف من الهزيمة، خصوصاً من جانب بني ياس، وكادت المفاجأة تحدث في المباراة الثانية، قبل أن يستجمع شباب الأهلي أوراقه، ويقتنص النقاط الثلاث في الرمق الأخير، بينما طار عجمان بالنقاط الثلاث بعدما أحدث «بركاناً» في ملعب مضيفه خورفكان!

شعار المتصدر

وبالمجمل، أفرز إسدال الستار على مباريات الجولة 23 من دوري الإمارات، وضعاً محدداً تمثل في عدول الجزيرة شبه التام عن أسلوب اللعب الممتع الذي عُرف به قبل اعتلائه قمة الترتيب، كما لو أنه رفع شعار «هذا ليس وقت أداء»، الوقت للنقطة أو النقاط حصراً، وهو شعار لا يفتح على المتصدر باب النقد طالما أن ذلك الأسلوب يُوصله إلى الهدف المنشود!

لعبة المطاردة

بني ياس، العائد إلى لعبة المطاردة الشرسة بعد جلوس غير طويل، وليس آمناً على قمة الترتيب العام لفرق دوري الإمارات، يبدو أنه اقتنع بأن الظفر بنقطة وحيدة، أهون كثيراً من الهزيمة أمام مضيفه الشارقة، حتى لو أدت تلك القناعة إلى تراجعه ثانياً وبفارق نقطة يتيمة عن الجزيرة المتصدر!

باب التوقعات

وظهر شباب الأهلي، من بين أكثر الفرق «استثماراً» في ختام الجولة 23 من دوري الإمارات، وذلك بعدما تجنب المفاجأة مع الفجيرة، وحصد النقاط الثلاث الأهم في هذه المرحلة، وتقدم إلى المركز الثالث في لائحة الترتيب العام، وهو أفضل مركز لـ «فرسان دبي» في الموسم حتى الآن، والأمر الذي أبقى باب التوقعات والاحتمالات والحسابات، مفتوحاً على الأقل وفقاً لفكرة «كل شيء ممكن ولكن»، رغم أن فارق النقاط الـ 7 مع المتصدر مع بقاء 3 جولات، ولكن بإمكان شباب الأهلي تحقيق مراده بالوصول إلى المركز الثاني في ختام البطولة.

فوات الأوان

الشارقة الذي قدم واحدة من أفضل مبارياته، واستعاد جزءاً مهماً من تفاصيل صورته الزاهية السابقة، لكن بعد فوات الأوان، ليكون التعادل الإيجابي مع بني ياس، بمثابة إعلان بانتهاء حملته في الدفاع عن لقب الدوري الذي يحمله، حتى مع بقاء 3 جولات من البطولة، وتراجعه رابعاً في لائحة الترتيب العام!

بصيص أمل

وإذا كانت الصورة واضحة في الكثير من التفاصيل في مربع الأربعة الكبار المتصارعين على درع دوري الإمارات، فإن الوضع في منطقة وسط لائحة الترتيب العام، يلخص حقيقة أن هناك نوعاً من فقدان «البوصلة» لفرق محددة، تعد في كل الأحوال، وبغض النظر عن المعطيات الآنية، من عمالقة كرة الإمارات، النصر، العين، الوحدة، الوصل، حتى مع احتفاظ العميد بـ «بصيص» أمل ضعيف جداً في المنافسة على الدرع، أو على الأقل، العودة مجدداً إلى مربع أقرانه الكبار!

الثلاثي الكبير

وما يلفت النظر في وضع الثلاثي الكبير، العين والوصل والوحدة، أن الفرق الثلاثة، باتت تؤدي مبارياتها منذ جولات عدة لدوري الإمارات، كتحصيل حاصل، بعيداً عن دائرة الطموحات والأحلام والآمال، بدليل تجرع الثلاثة، مرارة الهزيمة في الجولة 23، الزعيم بالثلاثة أمام النصر، والإمبراطور أمام الجزيرة، والعنابي أمام اتحاد كلباء!

9 نقاط

وفيما حدة التنافس مرتفعة في مربع الترتيب العام لفرق دوري الإمارات، فإن المراكز الأخيرة في اللائحة، تشهد حدة لا تقل ارتفاعاً عنوانها الأبرز، «تشابك النقاط» بين أصحاب المراكز الـ 5 الأخيرة، خورفكان والظفرة بـ 21 نقطة لكل منهما، وعجمان والفجيرة بـ 14 نقطة لكل منهما، فيما يقف حتا أخيراً بنقاطه الـ 9، مع التوقع بأن كل شيء ممكن أيضاً في ظل بقاء 9 نقاط أخرى في الملعب متاحة لأي من الخماسي!

 

 

Email