الشوط الثالث

الجولة 20.. اللعب بالنار

ت + ت - الحجم الطبيعي

أفرزت الجولة 20 من دوري الخليج العربي لكرة القدم في الإمارات، مؤشرات عدة، أبرزها، «اللعب بالنار»، الفكرة التي تجسدت في أجلى صورها في مباراة الجزيرة مع مضيفه حتا، إلى حد «اقتراب» المتصدر كثيراً من خسارة 3 نقاط ثمينة في سباق الصراع على الدرع، لولا ركلة الجزاء التي حسمت المباراة لمصلحة الجزيرة وبشق الأنفس!

الأمتار الأخيرة

ولا شك في أن «اللعب بالنار»، فكرة ليست حكراً على دوري الإمارات، بل هي غالباً ما تكون ذات صبغة عالمية، كونها موجودة في الأمتار الأخيرة من محطات البطولات المحلية والخارجية على مختلف مسمياتها، فكرة أحياناً ما تداهم رؤوس لاعبي الفريق المتصدر، والأقرب إلى منصة التتويج بلقب أي من تلك البطولات.

«ورطة» حقيقية

وغالباً ما تقف أسباب محددة وراء «مداهمة» فكرة «اللعب بالنار» رؤوس لاعبي الفريق المتصدر، منها الثقة بالنفس التي ينظر إليها الكثير من المتابعين والمراقبين وحتى الجمهور على أنها نوع من «الاستهانة» أو التقليل من المقدرة الفنية لدى المنافس، ما يضع المتصدر في «ورطة» حقيقية قد لا يخرج منها سالماً!

درس ألماني

وفي أقرب الأمثلة لفكرة «اللعب بالنار» على الصعيد العالمي، ما حدث السبت الماضي في مباراة بايرن ميونيخ وضيفه بوروسيا دورتموند في الجولة 24 من الدوري الألماني، حينما تقدم دورتموند بهدفين صاعقين في معقل العملاق البافاري، اليانز أرينا، إلا أن كبير الألمان، فطن إلى «اللعبة»، وعاد في الوقت القاتل وبنتيجة أربعة أهداف لهدفين، مقدماً درساً ألمانياً في كيفية تلافي تبعات فكرة «اللعب بالنار»!

النفس الأخير

وليست مباراة الجزيرة وحتا، الوحيدة التي شهدت ظهوراً لفكرة «اللعب بالنار» فحسب، بل إن قمة بني ياس والنصر، شهدت فواصل مماثلة من ذلك «اللعب»، خصوصاً من جانب عميد الأندية الإماراتية، النصر تقدم في مناسبتين، لكنه خسر في نهاية المباراة، ربما نتيجة «فطنة» منافسه في كيفية استثمار إيجابيات «اللعب بالنار» في مباراة لا تقبل في حقيقتها، «لعباً» خارج دائرة التركيز حتى النفس الأخير!

تأجيل الإمتاع

ولم تكن فكرة «اللعب بالنار»، المؤشر الوحيد الذي أفرزته الجولة 20 من دوري الإمارات، بل هناك ما يمكن وصفه بـ «النهج» الجديد للجزيرة نحو اللعب بواقعية، مؤجلاً الإمتاع في الأداء الذي عُرف عنه في جولات عدة، بعدما اعتلى قمة الترتيب، وبات المرشح رقم واحد لنيل الدرع، وهذا ما تجسد في طبيعة أداء المتصدر في مباراته مع حتا!

«العناد» الإيجابي

ومن بين المؤشرات المهمة للجولة 20، تقديم بني ياس دليلاً قاطعاً على امتلاكه عقلية بطل جديد «قد» يتوج بالدرع لأول مرة في تاريخ البطولة، وهذا لا يبدو غريباً ولا مستبعداً في ضوء «العناد الإيجابي» للسماوي، ليس في مباراته مع النصر فحسب، بل في غالبية محطات مشواره في الدوري.

قناعة الخروج

الجولة 20، قدمت مؤشراً مبشراً تمثل في إحياء أمل الشارقة متصدر الترتيب قبل 3 جولات، بعدما اكتسح ضيفه خورفكان بالخمسة، واستعادة نجمه كورنادو جزءاً كبيراً من حيويته التي غابت أسابيع كلفت فريقه فقدان القمة، وإشاعة قناعة بخروج الشارقة من ساحة الصراع على الدرع!

ربع قرن

النصر رابع الترتيب، له حصة في إفرازات الجولة 20، بعدما دفع ثمناً غالياً بخسارته أمام بني ياس، ما أدى إلى توسيع المسافة بين «حلم» معانقة درع الدوري الغائب عن قلعة العميد منذ أكثر من ربع قرن، وبين العودة مجدداً إلى دائرة «السؤال الكبير»، متى يفوز النصر بدرع الدوري؟!

توجه فرسان دبي

شباب الأهلي خامس الترتيب، أخذ حصته من إفرازات الجولة 20، بتعادله «الخاسر» مع مضيفه عجمان، ما أسهم وبنسبة كبيرة، في توجه «فرسان دبي» نحو المستقبل تحديداً، بعدما بات الظفر بدرع الدوري، صعباً جداً لاتساع الفارق مع الجزيرة المتصدر إلى 10 نقاط كاملة!

مغادرة «الخانة»

فهد علي، نجم كرة القدم الإماراتية السابق، لفت إلى أن الجولة 20 لدوري الإمارات، كرّست حقيقة أن الجزيرة بات أكثر واقعية في كيفية التعامل مع المباريات، منها لقائه مع حتا، مستبعداً أن يكون المتصدر قد لعب بنوع من التهاون، مشدداً على أن طبيعة المنافسة على الدرع، تحتم على الجزيرة مغادرة «خانة» اللعب الممتع، والتركيز على عدم خسارة أي نقطة في جميع الجولات المقبلة، وبغض النظر عن هوية المنافس.

اتساع الفارق

وأعرب فهد علي عن قناعته بأن درع دوري الإمارات، بات محصوراً بين فرق الجزيرة وبني ياس والشارقة، معللاً ذلك باتساع فارق النقاط، وطبيعة المواجهات المتبقية للفرق الخمسة الأولى في لائحة الترتيب، مشيراً إلى أن الوضع صار واضحاً جداً في منطقتي الوسط ومؤخرة الترتيب.

Email