محمد بن هزام : مبادرات اتحاد الكرة أثناء "الجائحة" جسدت قيم وأصالة دولة الإمارات

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد محمد عبدالله هزام الظاهري أمين عام اتحاد الإمارات لكرة القدم أن مجلس إدارة الاتحاد برئاسة الشيخ راشد بن حميد النعيمي استلهم توجهاته ومبادراته في التعامل مع جائحة كورونا من قيم دولة الإمارات وممارسات حكومتها الرشيدة، وحاول أن يكون نموذجا مثاليا في التعاطي معها من خلال العديد من المبادرات، سواء في مبدأ الاحتواء وتقليل الآثار، أو في التطبيق الحقيقي للتحول الرقمي الشامل، أو من خلال وضع البروتوكولات الاستباقية لعودة التدريبات وعودة المسابقات، أو في التعبير عن الوجه الحضاري الإنساني لدولتنا بتقديم المساعدات للاتحادات ، وكذلك توفير الأجواء المثالية لاستضافة معسكرات ومباريات العديد من المنتخبات والأندية، مشيرا إلى أن الشعار الأساسي الذي تم اعتماده من قبل الاتحاد كان واضحا للجميع، وهو الوقاية أولا وقبل كل شيء، من خلال الحفاظ على صحة أسرة كرة القدم في الدولة، والمنطقة والعالم إن أمكن.

وأكد بن هزام في المقابلة الصحفية التي أجرتها معه وكالة أنباء الإمارات" وام" أن فرص الإمارات في استضافة المباريات المتبقية من التصفيات الآسيوية للمجموعة السابعة المؤهلة لنهائيات مونديال 2022، وكأس أمم آسيا 2023 في شهر يونيو المقبل كبيرة، بعد أن تم تقديم الملف للاتحاد الآسيوي نهاية الاسبوع الماضي، وأن المنتخب الوطني قادر على تحقيق طموحات الشارع الرياضي في التأهل لكلتا البطولتين.

وتحدث بن هزام أيضا عن الدعم الكبير الذي تلقاه كرة القدم من القيادة الرشيدة، ومن سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي الرئيس الفخري لاتحاد الإمارات لكرة القدم، وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، وضرورة استثمار هذا الدعم ليكون حافزا لتطوير الأداء داخل الاتحاد في كل المجالات، مشيرا إلى أن مبادرات الاتحاد مستمرة في عام 2021، وأن الاستراتيجية الشاملة للتطوير تشهد حاليا وضع اللمسات الأخيرة للإعلان عنها قريبا.

ويقول بن هزام تفصيلا أنه ومنذ اعتماد تشكيل مجلس إدارة الاتحاد برئاسة الشيخ راشد بن حميد النعيمي من الجمعية العمومية 12 مارس من العام الماضي، انطلق العمل في كل المجالات، وأنه برغم ظهور جائحة كورونا وتأثيراتها السلبية على النشاط في كل دول العالم، إلا أن خطط الاتحاد لم تتوقف، ومبادراته لم يتم تعليقها، وجهوده في ترتيب البيت من الداخل ووضع استراتيجية المستقبل لم تتأثر ليوم واحد، كل ذلك بالتوازي مع اعتماد خطة لإدارة الأزمة من أجل الحفاظ على عناصر منظومة كرة القدم في الدولة، بداية بالعمل عن بعد، ومرورا بالتواصل مع الأندية والجماهير ومنتسبي كرة القدم، لاستثمار وقت التوقف وتنظيم ورش العمل عن بعد في كل التخصصات، لتطوير الكوادر، والتوعية الصحية لسلامة ممارسي الكرة، والورش الفنية في المسابقات والحكام، وتم وضع البروتوكول الصحي للعودة للتدريبات، ومن بعده البروتوكول الصحي للمباريات الودية والمباريات الرسمية، كما تم تنظيم العديد من المؤتمرات الدولية الافتراضية بمشاركة الكثير من الشخصيات الدولية وفي مقدمتهم جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي، والشيخ سلمان ابن إبراهيم رئيس الاتحاد الآسيوي، بما أثرى المناقشات لاستشراف مستقبل كرة القدم بعد جائحة "كوفيد 19 ".
وعن التطور الإيجابي الكبير في العلاقة بين اتحاد الكرة الإمار اتي، و الاتحادين الدولي والآسيوي، يقول بن هزام: "علاقة اتحاد الكرة الإماراتي على مر العصور بالاتحادين الدولي والآسيوي قوية، ولكن مع مجلس الإدارة الحالي اتخذنا منحنى آخر يقوم على ممارسات علمية مدروسة من خلال تشكيل لجنة للعلاقات الدولية ، وتكليفها بملف تقوية علاقات الكرة الإماراتية بنظيرتها في كل دول ومنظمات العالم، من منطلق قناعة الاتحاد بأن كرة القدم يمكن أن تسهم في تعزيز القوى الناعمة لها، وبناء عليه تم توقيع عدة اتفاقيات مع اتحادات عديدة للاستفادة من تجاربها وتبادل الخبرات، وللعلم فإننا انتهجنا أسلوبا جديدا في توقيع الاتفاقيات وهو وضع خطة عمل للاستفادة من تلك الاتفاقية بمجرد توقيعها، وذلك بتشكيل فريق عمل من داخل الاتحاد لإدارة الملف قبل توقيع الاتفاقية، لتحديد احتياجاتنا وأهدافنا من تلك الاتفاقية، وتعيين مدير للمشروع بعد التوقيع للتواصل مع الاتحاد الآخر، وتطبيق الاتفاقية في كل المجالات ذات الصلة من مسابقات وتسويق وإدارة وتنسيق مشترك، بالتعاون مع مدير المشروع لدى الطرف الآخر".

وحول الجديد في مبادرة دولة الإمارات لمساعدة الاتحادات المحتاجة خلال جائحة كورونا وأين وصلت الآن يقول بن هزام:" حاولنا في اتحاد الكرة أن نكون نموذجا معبرا عن قيم دولة الإمارات وممارسات حكومتها الرشيدة، فأطلق الشيخ راشد بن حميد النعيمي مبادرة المساعدات الطبية للاتحادات المحتاجة في آسيا وبقية القارات ، وقمنا بتوفير معدات الفحص " بي سي آر" وبعض الأدوات الأخرى للاتحادات من منطلق شعورنا بالمسؤولية الإنسانية لاستعادة النشاط عندهم، ودفع عجلة الدوران للتعايش مع الوضع الصحي واحتوائه ، والعمل مستمر حاليا لتوسيع دائرة المستفيدين من خلال التواصل مع اتحادات أخرى في قارات أخرى وذلك بالتنسيق مع الاتحادين الدولي والاسيوي".

وفيما يخص استراتيجية المستقبل لاتحاد كرة القدم وأين وصل العمل بها ومتى يعلن عنها؟ يقول بن هزام:" نظرا لأهمية هذا الملف تم تشكيل لجنة الاستراتيجية والاستثمار، وقامت تلك اللجنة بعمل كبير في الفترة الماضية، على عدة مراحل، وتم تنظيم الخلوة الافتراضية الدولية ( خلوة كرة الإمارات )، وكذلك دراسة تجارب الآخرين، وتحديد الأهداف المستقبلية حيث أخذنا أراء كل المعنيين بكرة القدم داخل الدولة، وتم تدوين كل الملاحظات والتوصيات، ثم قمنا بعد ذلك باختيار بيت خبرة دولي مختص في إعداد الاستراتيجيات، ووفرنا له كل البيانات، وحاليا وصلنا إلى المرحلة الأخيرة.

وعن رأيه في قرار تأجيل التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات مونديال 2022، وأمم آسيا 2023 من مارس حتى يونيو، وتغيير نظام التصفيات، وما إذا كان ذلك في صالح المنتخب أو العكس يقول بن هزام:" العالم كله في وضع استثنائي بسبب جائحة كورونا، وبالنسبة لنا في الإمارات كنا مستعدون لاستئناف التصفيات في مارس، لكن شاءت الظروف أن تواجه بعض الدول في آسيا الكثير من التحديات التي أدت إلى الاغلاق والقيود على السفر، وبالتالي صدر القرار استجابة لتلك الأوضاع، ويمكن لمنتخبنا أن يستفيد من هذا التأجيل في الاستعداد بشكل أفضل، واستثمار الوقت في تحقيق المزيد من التجانس وإقامة مباريات ودية وتجمعات أخرى للتجهيز الأمثل لشهر يونيو، وفي خط موازي قدمنا ملف استضافة التصفيات في المجموعة السابعة من منطلق قدرتنا على توفير أفضل بيئة صحية تنافسية سليمة، ووجود 3 مباريات من ال 4 المتبقية في الأساس على أرضنا، والبنية التحتية المميزة لدولة الإمارات".

وقال: " نحن جاهزون لاستضافة للتصفيات المجمعة، وقمنا بتوفير كل اشتراطات الاتحاد الآسيوي، وسبق لنا أن استضفنا الكثير من الأحداث الكبرى باحترافية كبيرة، وآخرها كأس أمم آسيا 2019 في ثوبها الجديد بمشاركة 24 منتخبا لأول مرة، وقبلها 4 نسخ لكأس العالم للأندية، وكأس العالم للشباب وكأس العالم للناشئين، وخلال جائحة كورونا تمت استضافة 24 مباراة ودية دولية أقيمت لمنتخبات وأندية مختلفة على ملاعب دولة الإمارات، فضلا عن أن كل المنظمات الصحية الدولية تشيد بممارسات دولة الإمارات في الفحوص الخاصة ب" كوفيد 19"، وأيضا بكمية اللقاحات التي تم توزيعها على أغلب سكان دولة الإمارات، وكل هذه معطيات تجعلنا الأحق باستضافة التصفيات الخاصة بالمجموعة السابعة.

وفي ملف استضافة بطولة غرب آسيا التي كان من المقرر لها مارس الماضي ومتى يمكن أن تقام يقول بن هزام:" التواصل مستمر بيننا وبين اتحاد غرب آسيا، والمشاورات دائمة، وسوف تشهد الفترة المقبلة بلورة للموقف النهائي من موعدها والدول المشاركة فيها على ضوء المعطيات الجديدة التي فرضتها جائحة كورونا، وسيحسم الموضوع عما قريب".

أما عن الأولويات الحالية للاتحاد فقد أكد بن هزام أن توسيع قطاع المنتخبات، وإقامة مراكز التدريب لزيادة قاعدة الممارسين، والعمل على تطوير وتقوية دوري الدرجتين الأولى والثانية، ومسابقات المراحل السنية، وعودة مسابقات الكرة الشاطئية، وبناء شراكات ناجحة مع اتحادات متطورة، والتمثيل الخارجي الناجح، كلها أولويات يجري التركيز عليها بشكل يومي جنبا إلى جنب مع تسارع وتيرة التحول الرقمي في كل الخدمات، لتحقيق أكبر نسب من النجاح فيها.

وعن متحف تاريخ كرة القدم الإماراتية وما إذا كانت الفكرة مطروحة ويمكن أن ترى النور في الفترة الحالية من عمل الاتحاد يقول بن هزام": بدأنا منذ عام ونصف في استغلال خبرات الأرشيف الوطني من خلال اتفاقية شراكة بيننا، وانتهز تلك المناسبة لتقديم الشكر لهم على جمعهم للوثائق، وترتيبها وتصنيفها، بشكل علمي مدروس من خلال فريق عمل محترف، وإلى جانب ذلك قمنا في الاتحاد بتشكيل لجنة الإحصاء والتوثيق لتسجيل البيانات الدقيقة وتوثيقها، وهذه الجهود كلها تصب في تهيئة الساحة لإقامة متحف كرة القدم الإماراتية".

وفيما يخص التنظيم الاحترافي لمباريات نصف نهائي كأس صاحب السمو رئيس الدولة الذي وجد اشادة من الاتحاد الدولي لكرة القدم، وكيف سيتم استثماره في الاستعداد لتنظيم النهائي الذي سيجمع بين شباب الأهلي والنصر، وما إذا كانت هناك مبادرات جديدة سيتم اطلاقها في النهائي؟ يقول بن هزام: " كأس رئيس الدولة هي أغلى بطولة بالنسبة لنا في اتحاد الكرة، واعتبارا من دور ال 16 قمنا باستحداث بعض المظاهر منها نزول كرة القدم للملعب عن طريق طائرة "الدرون"، وفي نصف النهائي حرصنا على تواجد شاشات عملاقة في الملعب، وتابعنا لقطة احتفال لاعب النصر سبيستيان تيجالي مع أسرته على الشاشة بالهدف الذي سجله وهو مشهد يحدث لأول مرة في ملاعب كرة القدم بالعالم، وتلقينا خطابا من الاتحاد الدولي لكرة القدم يثمن فيه مبادراتنا التنظيمية والإدارية ، ويشيد بجهودنا في عودة النشاط وتنظيم المباريات بشكل احترافي، ومن أجل ذلك سوف نرفع سقف طموحنا في تنظيم نهائي مبهر واطلاق مبادرات جديدة فيه تلفت أنظار الجميع".

وفيما يخص موعد عودة الجمهور إلى المدرجات من جديد ولو بنسبة محدودة يقول بن هزام:" قرار عودة الجمهور ليس قرار اتحاد الكرة وحده، لأن هناك جهات مختصة بوضع أليات التعامل مع جائحة كورونا، ونحن نعمل معها.. ونتمنى عودة الجماهير اليوم قبل الغد، وفي فترة من الفترات كانت المؤشرات تشير إلى اقتراب عودة الجمهور للمدرجات، ولكن تطورات الوضع حالت دون ذلك وتم تأجيل القرار، نحن على ثقة بتوجهات وقرارات جهاتنا المختصة، وعندما يكون الظرف مناسب وآمن سوف تعود الجماهير، وسنكون أول المرحبين، وللعلم لدينا خطة عمل متكاملة لعودة الجمهور، ولكن لا يمكن تطبيقها إلا بموافقة الجهات المختصة".

 

كلمات دالة:
  • اتحاد الكرة ،
  • فيروس كورونا الجديد،
  • مبادرات
Email