«العضلات».. شغف جديد لنجوم كرة القدم

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

انتشرت في الآونة الأخيرة، لجوء الكثير من نجوم ولاعبي كرة القدم في الإمارات والعالم، إلى إبراز بنائهم العضلي القوي، والظهور بكتل عضلية ضخمة، من خلال حساباتهم الشخصية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك نتيجة ممارستهم رياضة بناء الأجسام، إلى درجة شبه احترافية، وهو ما أثار تساؤلاً مهماً حول مدى ملاءمة تلك الرياضة مع لاعبي الكرة؟.

والإجابة.. هناك اتفاق على أن رفع الأثقال وتضخيم العضلات، مضر للاعبي كرة القدم، لأنه يفقدهم إلى حد كبير، الرشاقة والمرونة المعتادة والمطلوبة من اللاعب، للتحرك بالكرة أو من دونها، لأن العضلات تمنح الجسم وزناً إضافياً، في الوقت المطلوب فيه تقوية العضلات والمفاصل بأوزان خفيفة جداً، بهدف الحصول على جسم رياضي متناسق، يساعد لاعب الكرة على إبراز مهارات اللعبة.

ولعل أشهر اللاعبين العالميين والإماراتيين الذين يمتلكون بناء جسدياً قوياً، البرتغالي كريستاينو رونالدو، والمصري محمد صلاح، نجمي يوفنتوس وليفربول، ولاعبانا الدوليان علي صالح مهاجم الوصل، ومحمود خميس مدافع النصر، واللذان يحرصان على نشر صورهما أثناء التدريبات، وإظهار التناسق الجسدي الذي وصلا إليه عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ويحظيان بتفاعل كبير من قبل متابعي «السوشيل ميديا».

جسم مثالي

يقول نوار خالد مدرب اللياقة البدنية: «هناك فارق بين «تسطيح» العضلات، و«تضخيم العضلات»، والأولى يلجأ إليها نجوم كبار في كرة القدم، مثل البرتغالي كريستاينو رونالدو أو محمد صلاح، بهدف تقليل نسبة الدهون والشحوم في الجسم، ليظهر الجسم بشكل عضلي مميز في الأكتاف والبطن، ولا يؤثر هذا في سرعة ومرونة ومهارة لاعب كرة القدم، بل على العكس، تكون مفيدة له، خاصة إذا كان يلعب في المراكز الهجومية، وعلى سبيل المثال، رونالدو يصل طوله إلى 187 سم، ووزنه 85 كلغم، ويمتلك سرعات وقوة التحام عالية، بفضل «تسطيح العضلات»، والتي عادة لا تظهر سوى في اللقطات التصويرية، ولكن عندما تشاهده في الطبيعة، تجده لاعب كرة يمتلك جسماً رياضياً مثالياً لممارسة اللعبة».

وأوضح: «ربما يفيد بعض البناء العضلي، لاعبي الدفاع، لمساعدتهم في الالتحامات القوية، لأننا عادة ما نرى المدافعين أكثر قوة بدنية من المهاجمين، والأمثلة كثيرة، مثل سيرخيو راموس، ولكن بصفة عامة، رياضة بناء الأجسام بغرض تضخيم العضلات، لا تتناسب نهائياً مع لاعبي كرة القدم، أو أي ألعاب جماعية أخرى، مثل كرة اليد والسلة والطائرة، لأنها تساعد على ثقل الوزن، وبالتالي، تراجع السرعات والمرونة والمهارة المطلوبة في لاعب الكرة، والذي يحتاج إلى تقوية بعض العضلات الخاصة بالسرعات وقوة التحمل، ومن الممكن اللجوء إلى بناء الأجسام خلال فترات الراحة بين المواسم، وعليه التوقف عنها فور بدء التحضيرات الجماعية مع زملائه بالفريق للموسم الجديد، والتي يتم خلالها التركيز على جوانب اللياقة البدنية، وتقوية بعض العضلات المساعدة على الأداء وحماية لاعب الكرة».

الكتلة العضلية

بدوره، قال أحمد السيد عطا مدرب نادي البطائح لألعاب القوى: «رياضة بناء الأجسام مضرة للاعبي كرة القدم، لأنها تتسبب في زيادة الكتلة العضلية، والمفترض من لاعب الكرة، التركيز في تدريباته على الأرجل والمفاصل، لأنه يعتمد عليها بحد كبير في ممارسة اللعبة، والمعروف أن كل لعبة لها تدريباتها الخاصة، وحتى داخل ألعاب القوى نفسها، التدريبات الخاصة بعدائي السرعات، تختلف عن تدريبات الجري للمسافات الطويلة، وحتى رمي القرص، يختلف عن الإطاحة بالمطرقة أو رمي الرمح».

وأضاف رابع أفريقيا في سباق 3 آلاف موانع، وحامل رقم مصر في سباق نصف الماراثون: «تضخيم عضلات النصف الأعلى للاعب الكرة، لن يساعده على أداء مهارات اللعبة، ولا في الالتحامات، لأن قوانين كرة القدم، لا تقبل الخشونة المتعمدة القوية، مثل الرجبي، وهناك لاعبون بناؤهم العضلي قوي شكلاً، ولكنه يفتقد القوة الحقيقية أو المهارات الخاصة بالنجاح في أداء اللعبة التي يمارسها، وما يقوم به صلاح ورونالدو، هي تدريبات بدنية منتظمة، بأوزان وأدوات رياضية تبني الجسم، ولا تضخم العضلات، وأنصح لاعبي كرة القدم، عدم أداء أي تدريبات خارجية خاصة، بدون إشراف الأجهزة الفنية في الفريق، لتجنب الإصابات، وللمحافظة على معدلات لياقة عالية».

Email