الشوط الثالث

الجولة 18.. «بصمة مدرب»

ت + ت - الحجم الطبيعي

صحيح أن المدرب هو حلقة في سلسلة عمل متكاملة في عالم كرة القدم، إلا أنه قد يكون الحلقة الأهم، وبما يجعل الربط بين تطور أداء ونتائج فريق بـ «بصمة مدرب» ذلك الفريق، أمراً واقعياً، لا سيما في البطولات المحلية التي لا يُستثنى منها دوري الخليج العربي في الإمارات، وتحديداً في جولته الـ 18 التي رسخت تلك الحقيقة، وجعلتها واقعاً معاشاً في مسيرة أكثر من 6 فرق. ولا يبدو غريباً الربط بين تطور الأداء والنتائج وبين قدوم مدرب جديد لفريق ما، بعد مضي فترة زمنية وجيزة ربما تظهر فيها «بصمة» ذلك المدرب بشكل جلي للعيان من خلال النظرة الفنية الموضوعية والتقييم القائم على أسس منطقية بعيداً عن التهويل في رسم معالم تأثير تلك «البصمة»!

رؤية فيرغسون

ولتأكيد أهمية «بصمة مدرب»، من المناسب، استحضار ما ردده السير اليكس فيرغسون المدرب العالمي الشهير عندما وجه كلامه إلى الألماني ‏يورغن كلوب مدرب ليفربول الإنجليزي، منتقداً أسلوبه في القيادة الفنية، واصفاً ذلك الأسلوب بالمرهق للاعبين، مشيراً إلى أنه بإمكان كلوب جلب لقب بطولة في المدى القصير، لكن على المدى الطويل، سيجد أغلب لاعبيه، مصابين، وعندها، ستنهار منظومة ليفربول، وهذا هو واقع حال «الريدز» في «البريميرليغ» حالياً!

ليس بعيداً

وليس بعيداً عن رؤية السير فيرغسون، تبدو «بصمة المدرب» ظاهرة في مسار فرق دوري الإمارات، وبالإمكان تلمس تأثيراتها من خلال رصد فرق بعينها شهدت تغييراً في أدائها وتحسناً في نتائجها، في مقابل فرق أخرى، لم تشكل فيها «بصمة مدرب» أي تأثير، وسارت في الاتجاه الآخر البعيد عن دائرة الإيجابية!

براعة العنبري

ومن أوضح صور تجسيد «بصمة مدرب» في ملاعب دوري الإمارات، نجاح الوطني عبد العزيز العنبري، وبراعته في استعادة تاريخ الشارقة، بوضعه على منصة التتويج بدرع دوري موسم 2018 - 2019، منهياً فترة انقطاع عن تلك المنصة دام لأكثر من 22 عاماً، رغم تخلي فريقه في «غيابه» عن الصدارة بعد تلقي الهزيمة في الجولة 18 من مطارده الجزيرة.

تفوق كايزر

كما يبدو الهولندي كايزر متفوقاً في رسم معالم نجاح مشهود مع الجزيرة الذي بات مصدراً لقمة المتعة في الأداء، ناهيكم عن النتائج التي جعلت منه مطارداً شرساً للشارقة المتصدر منذ جولات عدة، قبل أن يتمكن في ختام الجولة 18 من انتزاع تلك الصدارة.

نقلة إيسايلا

وأحدث الروماني إيسايلا، نقلة حقيقية في أداء ونتائج بني ياس، بفضل بصمته التي جعلت من فريقه منافساً لا يُشق له غبار أمام فرق عريقة اعتادت اللعب في ميدان الصراع على درع الدوري منذ عقود من السنوات، ونجاحه بعبور عقبة عجمان في الجولة 18.

مقدرة دياز

وبعد فترة وجيزة، نجح الأرجنتيني دياز في إعادة الهيبة للنصر، بفعل بصمته ليس على مضمون أداء العميد فحسب، بل في مقدرته على تشخيص أهم نقاط «الخلل» في منظومة اللعب، وفي مقدمتها، إظهار أفضل ما لدى أبرز نجومه، تيغالي، وغيره من النجوم المؤثرين، وتمكنه في الجولة 18 من تجاوز «مطب» حتا.

إجادة مهدي

أما الوطني مهدي علي، فقد أجاد في كتابة عهد جديد لشباب الأهلي، بعد مرحلة عاش خلالها «فرسان دبي» في دائرة «اللا توازن»، فحصل على لقب كأس السوبر، والتأهل إلى نهائي ونصف نهائي بطولتي «الكأسين»، وهو تأكيد عملي على جودة «بصمة مدرب» عرف كيفية النجاح مع فريقه رغم قصر مدة توليه مهمة القيادة الفنية التي مكنته وظهرت بصمته أكثر عندما تمكن من إحباط مفاجأة خورفكان في الجولة 18.

وعي هيلمان

ولم يكن البرازيلي هيلمان بعيداً عن تجسيد «بصمة مدرب» مع الوصل، ليس لأنه تعادل مع الوحدة في الجولة 18 فحسب، بل لوعيه الفني في النهوض بالوصل، واستعادة الكثير من تفاصيل صورته الزاهية، وتفوقه العالي في طي صفحة سلفه الروماني ريجيكامب في مدة قصيرة!

حقيقة موجودة

عيد باروت المدرب الوطني المعروف، لفت إلى أن «بصمة مدرب»، حقيقة موجودة في عالم كرة القدم، لا يمكن إغفالها، مشيراً إلى أن تلك «البصمة» ظهرت تأثيراتها الإيجابية على أداء ونتائج فرق عدة في دوري الإمارات، منها الشارقة وشباب الأهلي والنصر والوصل والجزيرة وبني ياس، منوهاً إلى أنه في مقابل «البصمات» الإيجابية، هناك «بصمات» سلبية لعدد آخر من مدربي البطولة!

السقف العالي

وشدد عيد باروت على أن السقف العالي لطموحات بعض إدارات الأندية، قد يكون السبب الأول في إقالات المدربين، وليس ضعف القدرات الفنية لأولئك المدربين، لافتاً إلى أن «بصمة» أي مدرب تظهر بعد التغيير في «كابينة» القيادة، الفنية، وأسلوب المدرب نفسه، ومقدرته على بناء منظومة علاقات رصينة مع فريقه، ومهارته في تحليل مستويات لاعبيه.

Email