الجولة 15.. وداعاً «ابن النادي»!

حسن الجسمي

ت + ت - الحجم الطبيعي

صحيح أن كرة القدم الإماراتية تعيش منذ سنوات في «خيمة» الاحتراف، وما يعنيه هذا المفهوم «المستجد» في قاموسنا الكروي من مخرجات عدة وخلاصات شتى ونهايات غالباً ما تكون عالمية الطابع، ولا تتقيد بالإطار المحلي، لكن ليس إلى حد عدم الإبقاء على بعض من «الخصوصية» لـ «الساحرة المستديرة» في كل بلد، كما الحال مع المقولة الشهيرة «ابن النادي» التي باتت قاب قوسين أو أدنى من «الوداع»، وهذا ما كشفته وبوضوح الجولة 15 لدوري الخليج العربي في الإمارات والتي أظهرت أن «ابن النادي» صار عدداً «على أصابع اليد» الواحدة، أو حتى أقل بكثير في التشكيلات الأساسية لفرق دوري الإمارات!

قميص واحد

وباختصار، يعرف «ابن النادي» في كرة القدم، بأنه اللاعب الذي يبدأ ناشئاً ثم شاباً مرتدياً قميص فريق نادٍ واحد، يرتبطان مع بعضهما برباط علاقة عنوانها الأبرز الولاء والإخلاص لقميص واحد وشعار أوحد طوال فترة ممارسة اللاعب لكرة القدم، دون أن تتأثر تلك العلاقة بمخرجات ومغريات الاحتراف!

عملة نادرة

هل بات «ابن النادي» عملة نادرة في كرة القدم الإماراتية في ظل الاحتراف، الجواب الصريح، نعم وبكل وضوح، «ابن النادي» بات عملة نادرة، بل أبعد من ذلك، صار عدداً فقيراً لا يتجاوز 2 أو 3 من أصابع اليد الواحدة في التشكيلات الأساسية لغالبية فرق دوري الإمارات، ولا أدل على ذلك من الحال الذي ظهرت عليه تلك التشكيلات في المباريات السبع للجولة 15 من الدوري!

مرارة الوداع

وما زاد من مرارة «وداع ابن النادي» لتشكيلات فرق دوري الإمارات، تلكم الآلية «الاحترافية» التي تستند إليها تشكيلة كل فريق، والمتمثلة بـ «شرعنة» مشاركة 4 محترفين أجانب، ولاعبين اثنين من فئة «المقيم»، ما يعني مقدماً «حجز» 6 مراكز في منظومة التشكيلة الأساسية لكل فريق، وتبقى 5 مراكز فقط، في الأغلب الأعم، ليست كلها من نصيب اللاعبين من فئة «ابن النادي»، قبل أن تزيد حركة التنقلات المحمومة للاعبين المحليين بين الأندية، من بلة طين «ابن النادي»، الذي وجد نفسه إزاء فرصة ليس أمامه إلا أن «يعض» عليها بـ «النواجذ»، كي لا «تطير» منه أيضاً إلى غيره من فئات تعددت مسمياتها، محترف أجنبي، لاعب مقيم، وافد جديد!

ثروة النادي

حسن الجسمي الناقد الرياضي المعروف، لفت إلى أن تراجع أعداد «أبناء النادي» في التشكيلات الأساسية لفرق دوري الإمارات، ظاهرة موجودة فعلاً منذ سنوات، لكنها برزت أكثر في الموسم الجاري، معللاً ذلك بما اسماه بـ «ضعف» إنتاجية أكاديميات الأندية من اللاعبين الواعدين الذين تتمسك بهم إدارات الأندية باعتبارهم ثروة خاصة بالنادي يتوجب المحافظة عليها بشتى الطرق.

أخطر خلاصة

وشدد الجسمي على أن انزواء «ابن النادي» إلى حد وداع التشكيلات الأساسية لفرق دوري الإمارات، يمثل أحد أبرز مخرجات الاحتراف، وأخطر خلاصاته، مشيراً إلى أن تأثير ذلك الوداع سينعكس سلباً، أو هو أصلاً، قد انعكس فعلاً على المنتخبات الوطنية لمختلف المراحل.

إمتاع وإبهار

وبالعودة إلى خلاصة خاتمة الجولة 15 لدوري الإمارات، فقد تعرض الشارقة المتصدر بـ 36 نقطة إلى «عثرة» كادت أن تكلفه الكثير بعدما تعادل مع الوحدة، فاتحاً الطريق أمام مطارده الأبرز، الجزيرة للتمسك وبقوة بثاني الترتيب العام لفرق البطولة برصيد 33 نقطة، إثر خماسية ساحرة في شباك الظفرة مع أداء «قمة في الإمتاع» والإبهار.

توهّج وعودة

وبعد كبوة الوصل في الجولة 14، عاد بني ياس إلى التوهج مجدداً بعدما اقتنص الفوز من الفجيرة، ليتمسك بثالث الترتيب برصيد 29 نقطة، فيما عاد النصر إلى مربع الكبار، محتلاً المركز الرابع بـ 27 نقطة، بعدما اصطاد خورفكان، بينما واصل شباب الأهلي الزحف، ليتقدم «فرسان دبي» خامساً برصيد 25 نقطة بعد رباعية مؤلمة في شباك العين الذي «وسّع» كثيراً من دائرة وجع عشاقه إلى حد إطلاق «آه يا زعيم»، ليس لأنه خسر بالأربعة أمام منافس كبير بحجم شباب الأهلي فحسب، ولكن لأن العين فقد الكثير من جوهره الحقيقي في اللعب والتنافس، وهو الحائز على «وصافة» أندية العالم أواخر 2018!

تطبيق عملي

وفي تطبيق عملي لمقولة «النقاط أهم.. وليذهب الأداء للجحيم»، واصل الوصل سلسلة نتائجه الإيجابية، بفوز جديد تحقق بصعوبة وبركلتي جزاء تم احتسابهما بعد الاستعانة بتقنية «الفار»، على حتا، محافظاً على مركزه الثامن بـ 23 نقطة، معززاً القناعة بإمكانية تقدمه أكثر إلى الأمام في لائحة الترتيب العام لفرق دوري الإمارات.

 

 

Email