الجولة 14.. «ممنوع الخطأ»!

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم تغب عن عين كل متابع، حقيقة أن الجولة 14 لدوري الخليج العربي لكرة القدم في الإمارات، قد سيطر على مبارياتها السبع هاجس «ممنوع الخطأ»، ما أسفر عن أداء فني لم يرتق إلى الحد المأمول، بعدما وصل قطار البطولة إلى منتصف الطريق تماماً، وبات تعويض أي نقطة مفقودة، صعباً جداً.

14 جولة

ومن الطبيعي أن يسود هاجس «ممنوع الخطأ»، في أروقة دوري الإمارات بعد مضي 14 جولة من البطولة، وذلك نتيجة الإدراك الكبير للقيمة التنافسية للنقاط في الجولات المقبلة سواء للفرق المتنافسة على الدرع، أم تلك التي تصارع من أجل الإفلات بجلدها من حافة الهبوط للهواة، أو حتى للفرق التي ليس لها أطماع في القمة، ولا قلق من المؤخرة!

3 أسباب

وتقف 3 أسباب مهمة وراء بروز هاجس «ممنوع الخطأ» لدى فرق دوري الإمارات بعد مرور 14 جولة. السبب الأول: يتعلق بفترات التوقف المبرمجة للدوري خلال المرحلة المقبلة، خدمة للمنتخب الوطني، ما يحتم على جميع الفرق، الحرص الشديد على عدم إضاعة أي نقطة، من غير التفكير في الأداء فالأهم في هذه المرحلة الخروج بالنقاط من المباراة ، ما يجعل ذلك الحرص نوعاً من «الخوف» الذي ينعكس سلباً على الأداء!

4 فرق

أما السبب الثاني الذي كرّس هاجس «ممنوع الخطأ» لدى فرق دوري الإمارات، فيتمثل في وقوف 4 فرق على أعتاب المشاركة الأصعب في دوري أبطال آسيا اعتباراً من 15 فبراير، وما تفرضه تلك المشاركة من حتمية حصد النقاط في الدوري المحلي، قبل الدخول في معمعة المعترك الآسيوي الذي لا يمكن التكهن بمخرجاته من الآن، أما السبب الثالث فيتعلق في دخول البطولة إجمالاً في مرحلة «التقلبات» التي تتلخص في مقدرة الفرق المصارعة من أجل البقاء وتلك التي تأتي في وسط الترتيب على إحداث المفاجآت على حساب «الكبار» مما يشكل ضربة لطموحات هذه الفرق التي تسعى إلى منصات التتويج ، وما تشكله تلك المفاجآت من إمكانية ظهور تغييرات قد تكون حاسمة في سلم الترتيب، وهذا ما ترغب عموم الفرق في تجنبه من الآن وليس بعد فوات الأوان!

ختام الجولة

وفي ختام الجولة 14 لدوري الإمارات، وعلى وقع صدى هاجس «ممنوع الخطأ»، واصل الشارقة إحكام قبضته على قمة الترتيب برصيد 35 نقطة، باجتيازه «مطباً» آخر تمثل هذه المرة بضيفه الفجيرة، تاركاً مهمة المطاردة المضنية للجزيرة الذي تمكن من تعديل مسار تلك المطاردة بتعزيز تمركزه ثانياً بـ 30 نقطة إثر فوزه على ضيفه النصر، الذي تراجع أداؤه ونتائجه إلى المركز الخامس برصيده المتجمد عند النقطة 24، ولكن ما زال لدى النصراوية، أمل قائم في إمكانية الدخول مجدداً في دائرة الصراع على الدرع، وإن تطلب ذلك، معالجات كثيرة!

«ملعب النار»

ورغم خفوت توهجه في ملعبه الصعب المعروف بـ «ملعب النار»، إلا أن بني ياس احتفظ بثالث الترتيب برصيده المتجمد عند النقطة 26 بخسارته أمام ضيفه الوصل، مع دخول السماوي في دائرة الضغط الحقيقي من قبل مطارديه، خصوصاً العين والنصر باعتبارهما الأقرب، وبفارق لا يتعدى النقطتين، وهو فارق بالإمكان أن يجعل بني ياس يخسر ثالث الترتيب بمجرد تعثره في الجولة 15 وفوز مطارديه معاً أو أي منهما في الجولة نفسها لذا يبدو أن بني ياس سيكون مركزاً جدا في الجولة المقبلة!

تأجيل

وفي مشهد لخص أن عودته إلى صلب الصراع على درع دوري الإمارات، ما زالت مؤجلة إلى أجل غير مسمى، واصل العين، نتائجه المتذبذبة بسقوطه في فخ التعادل مع مضيفه خورفكان الذي بات فعلاً «عقدة الزعيم» في مختلف البطولات المحلية، ليحتفظ العين بمركزه الرابع برصيد 24 نقطة.

صحوة الكبير

وبقوة دفع هاجس «ممنوع الخطأ»، واصل شباب الأهلي، محطة أخرى من محطات صحوته في دوري الإمارات، بفوزه المستحق على ضيفه اتحاد كلباء، ليتمسك «فرسان دبي» بسادس الترتيب برصيد 22 نقطة، وليقدموا دليلاً جديداً على أن مدربهم الوطني المهندس مهدي علي، قد أجاد فعلاً «هندسة صحوة» وعودة أحد أبرز كبار فرق الإمارات إلى مسار المنافسة.

أوراق اعتماد

وبنسق تقدم بطيء إلى حد ما، احتل الوحدة سابع الترتيب بـ 22 نقطة بعد الفوز الكاسح على مضيفه حتا برباعية، مع تقديم مهاجمه الجديد السوري عمر خربين أوراق اعتماده بتسجيله هدفين وصنع ثالث والتسبب في الرابع في ظهوره الأول بالقميص العنابي، وهو مؤشر قوي على أن الوحدة قد كسب الرهان في الخط الأمامي.

غبار الروماني

وبمؤشرات واضحة، كتب الوصل النهاية الأبدية لحقبة مدربه المقال الروماني ريجيكامب بعدما أبدع في اقتناص الفوز من مضيفه بني ياس بقيادة مدربه البرازيلي هيلمان الذي ومن دون مبالغة، يمكن الإشارة إلى أنه قد أحدث ثورة حقيقية فنياً ومعنوياً في الوصل، ليس لأنه رد الدين للسماوي بغياب 8 من أعمدة تشكيلته الأساسية، والتقدم ثامناً برصيد 20 نقطة فحسب، بل لأن الوصل أثبت عملياً حقيقة أنه قد نفض وإلى الأبد، غبار مرحلة الروماني ريجيكامب!

Email