«التاسعة».. فقدان التركيز لحظة فارقة

ت + ت - الحجم الطبيعي

عند «فقدان التركيز» تبرز «اللحظة الفارقة» في مباريات كرة القدم، تلكم هي خلاصة ما يمكن أن يحدث عندما يسجل فريق ما هدفاً غالباً ما يوصف بـ«القاتل» في شباك منافسه في الرمق الأخير من زمن المباراة، حدث هذا في مباراتي الشارقة وضيفه الوصل، واتحاد كلباء ومضيفه خورفكان في الجولة التاسعة لدوري الخليج العربي.

الشارقة، اقتنص فوزاً صعباً جداً في الدقيقة «القاتلة» بهدفين لهدف من ضيفه الوصل عبر محترفه البرازيلي ويلتون سواريز في الدقيقة 95، ليتجرع الوصل مرارة خسارة جديدة بشعور «الحسرة»، السويسري دافيد مارياني قاد فريقه اتحاد كلباء إلى حصد 3 نقاط في الوقت الحاسم من زمن مباراته مع مضيفه خورفكان بتسجيله الهدف الثاني في الدقيقة 87، ليشرب خورفكان من كأس الهزيمة في الزمن الصعب للمباراة.

لحظة فارقة

ماذا يعني نجاح الشارقة واتحاد كلباء في تسجيل هدفين «قاتلين»، سوى أنها لحظة فارقة افتقد فيها الوصل وخورفكان، لا سيما خطي دفاعهما، إلى التركيز المطلوب الذي غالباً ما «يهرب» من لاعبي كرة القدم بطريقة «دراماتيكية»، فتتجرع فرق مرارة الهزيمة، وتحلق أخرى بحلاوة الفوز!

ولكن لماذا يحدث فقدان التركيز في اللحظات الفارقة عند فرق كرة القدم، ومنها فرق دوري الإمارات، الإجابة وباختصار، مرتبطة بعوامل عدة، لعل أبرزها تراجع اللياقة البدنية، ضعف الإعداد النفسي، اهتزاز الثقة في لحظة حاسمة إلى حد الخوف من الخسارة، وعدم إجادة التصرف السليم في الرمق الأخير من زمن أي مباراة.

ليس حكراً

ولا يبدو فقدان التركيز في اللحظات الفارقة من زمن المباريات، حكراً على لاعبي فرق دوري الإمارات فحسب، بل هو ظاهرة عالمية اكتوت بنيرانها اللاهبة فرق ومنتخبات عدة من مختلف أرجاء المعمورة، وبما جعل «فقدان التركيز» بنداً شبه دائم في «أجندات» المدربين، والكوادر الإدارية، ومصدراً لقلق وتخوف الجماهير من على مدرجات الملاعب.

ولا أدل على مرارة الشعور بالحزن بعد الخسارة بفعل فقدان التركيز في اللحظات الفارقة، من إجماع سالم ربيع مدرب الوصل، وعلي سالمين نجم الفهود على أن فريقهما خسر مباراته مع الشارقة نتيجة قلة التركيز في اللحظات الحاسمة، وأنه لا يستحق تلك الخسارة.

أمر طبيعي

الدكتورة ناهدة سكر الربيعي اختصاصية علم النفس الرياضي، شددت على أن أي خسارة، من المفترض أن تبدو لنا كرياضيين، أمراً طبيعياً، وفي سياق ما نعرفه عن الرياضة عموماً، وكرة القدم خصوصاً، منوهة إلى أن الدقيقة الأخيرة أو الدقائق الأخيرة من زمن أي مباراة، غالباً ما تكون هي الأهم والأكثر حساسية لكلا الفريقين على حد سواء.

وأضافت: كل فرق كرة القدم تسعى وبقوة إلى فرض سيطرتها على مجريات المباراة منذ الدقيقة الأولى، ولكن قليلة هي الفرق التي تتمكن من مواصلة ذات النسق، خصوصاً في اللحظات الحاسمة أو الفارقة أو ما تُعرف بالدقائق «القاتلة»، وهو الزمن الذي يتوجب على الكوادر الفنية والإدارية للفرق أن يمنحوه أعلى درجات الاهتمام، لما لذلك من أهمية فائقة في جلب الفوز، وتجنب الهزيمة في نهاية المباراة.

أهم الأسباب

وحول أهم الأسباب التي تقف وراء فقدان التركيز في اللحظات الفارقة أو الدقائق «القاتلة» من زمن المباريات، أجابت الدكتورة ناهدة الربيعي بالقول: بكل تأكيد أن هناك أسباباً تقف بمجملها وراء الظاهرة، منها تردد وخوف اللاعبين من الخسارة، وعدم الانتباه الكافي والتشكيك بالمقدرة على الإمساك بالفوز حتى إطلاق صافرة نهاية المباراة، وقلة الصبر والمثابرة، وبما يُسهم في فقدان التركيز في اللحظة الفارقة، ما يؤدي إلى تجرع مرارة الهزيمة بكل قسوة وألم.

الطرف المسؤول

وعن الطرف الذي تُلقى عليه مسؤولية فقدان التركيز في اللحظة الفارقة، قالت الدكتورة ناهدة الربيعي: ليس هناك طرف محدد يتحمل بمفرده مسؤولية فقدان التركيز في اللحظات الفارقة في مباريات كرة القدم، كون اللعبة صناعة جماعية تشارك في تقديمها كمنتوج عالي الجودة، أطراف عدة، رغم أن المدرب قد يظهر أحياناً بمظهر الرجل الأكثر تحملاً للمسؤولية، أو أنه هو الطرف المسؤول، ولكن المنطق يحتم ألا نجعله هو الطرف المسؤول لوحده، كون كرة القدم لعبة جماعية بامتياز، العمل فيها بات فناً ومنهجاً احترافياً تشارك فيه أطراف عدة، منها المدرب.

ودعت الدكتورة ناهدة الربيعي إلى حتمية العمل الدائم على التحضير النفسي والإعداد الذهني للاعبي فرق كرة القدم من قبل مختصين في هذا المجال الحيوي في منظومة «الساحرة المستديرة»، مشيرة إلى أن كرة القدم

لم تعد لعبة يخوضها 22 لاعباً يجرون خلف كرة داخل ملعب، فحسب، بل باتت علماً واسع الجوانب ومتعدد الأطراف.

 

Email