الجولة 6.. «ملامح بطل»

ت + ت - الحجم الطبيعي

معروف في عالم كرة القدم، أن الجولة السادسة غالباً ما تكون البوابة الأنسب، والمحطة الأبرز لتشكيل «ملامح بطل»، لبطولات الدوري العام، حقيقة تجسدت واقعاً في ختام الجولة السادسة من دوري الخليج العربي في الإمارات، بظهور مؤشرات ومعطيات أكثر من قوية على بروز تلك الملامح، وذلك البطل.

وبات واضحاً بعد الجولة السادسة من دوري الإمارات، أنه ليس هناك فريق تنطبق عليه حقيقة ظهور «ملامح بطل» أكثر من الشارقة، فريق حقق فوزه السادس على التوالي، أمسك برأس الترتيب العام بقوة، وسّع الفارق مع أقرب مطارديه إلى 5 نقاط، امتلك العلامة الكاملة 18 من 18، تجاوز أبرز منافسيه الواحد تلو الآخر، كما لو أن الشارقة قد رفع شعار «ممنوع الهزيمة»!

وفي ظل المعطيات المتحققة بعد مضي 6 جولات من الدوري، يبدو طبيعياً أن ينال الشارقة النسبة الأكبر من ترشيحات وتوقعات النقاد في أن يكون هو الفريق الأوفر حظاً، والأقرب «حتى الآن» إلى اعتلاء منصة التتويج بدرع البطولة، كونه الأكثر إقناعاً.

النسبة الأكبر

وبكل تأكيد، ما كان للشارقة أن ينال النسبة الأكبر من تلك الترشيحات والتوقعات، لو لم يقدم براهين دامغة، وأدلة واقعية على أنه يحمل وبجدارة «ملامح بطل» حقيقي، وبما يجعله جديراً بوصف «البطل المرتقب»، للنسخة الحالية من دوري الخليج العربي.

ومع أن مشوار البطولة ما زال طويلاً، وباب الصراع على درع الدوري ما زال، هو الآخر، مفتوحاً على مصراعيه أمام أكثر من فريق، على الأقل، القوى المعروفة، أو التي اعتاد الوسط الكروي على وضعها في دائرة الترشيحات، إلا أن الشارقة يمتاز بكونه الأكثر إقناعاً والأجدر بحمل «ملامح بطل» النسخة الحالية.

مرحلة الإقناع

ومن أبرز مبررات الإقناع في أن الشارقة هو الأجدر بحمل صفة «ملامح بطل»، هي أن الفريق «الأبيض» ما كان له أن يصل إلى هذه المرحلة من الإقناع، لو لم تتوافر له عوامل حاسمة عدة، منها الجهاز الفني الكفء، الكوكبة المميزة من المحترفين الأجانب، النخبة العالية الجودة من اللاعبين المحليين، المستوى العالي من التحفيز الجماهيري من خلف الأسوار، وقبل كل ذلك، حجم الدعم المعنوي والمادي الذي يكاد يكون مفتوحاً من جانب أعلى المستويات في الإمارة الباسمة.

وما زاد من فرص الشارقة في أن يكون هو الفريق الأكثر ملاءمة لحمل وصف «ملامح بطل» النسخة الحالية من الدوري، هو أن المطاردين له، قد اجزلوا عليه العطاء بهدايا ثمينة وبالمجان بتلقيهم الهزائم ليس في الجولة السادسة فحسب، بل في الجولات الخمس الماضية.

تعثر مؤثر

وفي «سادسة الدوري»، تعرض شباب الأهلي والنصر، لتعثر مؤثر جداً بتلقيهما الخسارة، وهي النتيجة التي صبت في مصلحة الشارقة المتصدر بشكل مباشر، في ظل التقدم الهادئ لفرق الوحدة والعين والجزيرة، وهي الفرق التي سقاها الشارقة نفسه من كأس الهزيمة في الجولات الماضية من البطولة.

وفيما أقرانه الكبار يتصارعون بمشروعية مع الشارقة المتصدر، تارة على الدرع، وتارات على المراكز الأربعة الأولى، انزوى الوصل في مكان قصي في وسط اللائحة، وعلى مقربة من المراكز الأخيرة في مشهد لخص حقيقة أن «التعكز» على فخامة الاسم، وحدها لا تكفي أبداً في ميدان المنافسة الشرسة مع الآخرين!

فوات الأوان

وعلى العكس من اتضاح المشهد في مقدمة الترتيب العام، تبدو تفاصيل الصورة في المنطقة الدافئة، أشبه بملتقى جمع الكثير من الحالمين بطوق نجاة وهروب من الوقوع في دوامة الهبوط، الحلم الذي يراود معظم «سكان» المنطقة الدافئة، وما أكثرهم، «سكان» يرغبون بقوة، ويسعون بإصرار من أجل تجنب الوقوع في الدوامة قبل فوات الأوان!

«مقصلة» المدربين

وبعد توقف لأربع جولات، عادت «مقصلة» المدربين إلى الدوران من جديد بالحاق اليوناني كونتيس بقائمة «ضحايا» دوري الإمارات في موسم 2020-2021، وبعد مضي 6 جولات فقط، بإقالته من مهمة تدريب فريق حتا متذيل الترتيب العام لفرق البطولة بنقطة يتيمة، ليكون كونتيس «الضحية» الثانية بعد نظيره الروماني ريجيكامب المدرب السابق لفريق الوصل، والذي أنهيت العلاقة معه في أعقاب هزيمة الفهود من بني ياس برباعية في الجولة الأولى من الدوري.

وبغض النظر عن الأسباب التي غالباً ما يتم اللجوء إليها عند إقالة هذا المدرب أو ذاك، فإن «مقصلة» المدربين باتت تشكل وبامتياز، «شماعة» جاهزة، بل هي «الشماعة» الأكثر جهوزية، والأقرب إلى متناول المعنيين في إدارات أندية المحترفين في الإمارات، في مشهد يلخص حقيقة أن المدرب ليس هو المسؤول الأوحد عن تردي النتائج لهذا الفريق أو ذاك، وإن «كان» هو المسؤول المباشر عن تطوير المستوى الفني لفريق ما، كونه المعني الأول عن الجوانب الفنية تحديداً.

 

Email