إعلام الأندية.. «كافي رتابة»!

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعد انقضاء الجولة الخامسة من دوري الخليج العربي لكرة القدم في الإمارات، وبناء على مبدأ «التقييم الموضوعي لا يجوز إلا بعد مضي 5 جولات»، بات الحكم الشفاف ممكناً على طبيعة أداء «إعلام الأندية»، ممثلاً بفرق المنسقين الإعلاميين، فتظهر الحقيقة الصادمة المتمثلة بالغياب شبه التام لما يمكن اعتباره تغييراً مطلوباً نحو التطوير المنشود، أداء يدفع إلى إطلاق صرخة «كافي رتابة»، فيكفي روتين يرقى إلى مستوى الملل، واكتفاء بمهام محددة إلى حد عدم تلمس فصل جديد يواكب حركة قطار البطولة!

وعلى العكس من فصول الإثارة والندية والحماس التي زخرت بها الجولات الخمس من دوري الإمارات، ظهر «إعلام الأندية» في الأغلب الأعم، «تقليدياً» وبعيداً عن حقيقة أن كرة الإمارات تعيش ومنذ أكثر من عقد من الزمن في ظل الاحتراف الذي يتوجب فيه على «إعلام الأندية»، أن يكون متوافقاً ومواكباً لتلك الحقيقة بتقديم مادة إعلامية عالية الجودة.

ولم يكن أداء «إعلام الأندية» في الإمارات، مرتبطاً أو قاصراً على الجولات الخمس من دوري الخليج العربي، بل أنه درج على تلك الرتابة، وذلك الروتين طوال مدة تطبيق الاحتراف منذ الموسم 2008 - 2009، كما لو أنه لا يريد أن يستثمر ذلك الإرث التاريخي للعمل الإعلامي في غالبية أندية الدولة في أعوام الهواية تحديداً.

أبرز الملاحظات

ومن أبرز الملاحظات التي بالإمكان الحكم من خلالها على أداء «إعلام الأندية» بعد مضي 5 جولات من دوري الإمارات، ما يتعلق بمستوى العلاقة مع الصحفيين المكلفين من مؤسساتهم بتغطية أنشطة تلك الأندية، وهي علاقة غالباً ما تكون «شكلية»، حولها وباء «كورونا» إلى «هامشية»، نظراً لاكتفاء المعنيين في «إعلام الأندية» بوسائل التواصل الاجتماعي، خصوصاً «واتساب» و«تويتر»، ما يدل على قلة حيلة في الخروج من دائرة ما يسمى بالإعلام الحديث الذي وبكل تأكيد، لا يعني «تجاهل» آليات العمل الإعلامي المتعارف عليها، في تنمية علاقة العمل بين الطرفين، وبما يفضي إلى صناعة نموذج إعلامي محترف.

وما يزيد من «رتابة» و«روتينية» أداء «إعلام الأندية»، ارتكاب أخطاء جسيمة في رسائل «الواتساب» التي غالباً ما تكون الوسيلة الأبرز في تواصل القائمين عليه مع الصحفيين الميدانيين، ما يؤشر ضعفاً واضحاً في مستوى الأداء، وقلة خبرة، وعدم دراية في العمل الإعلامي، خصوصا عندما يتم اقتصار العلاقة مع الصحافة على «تغريدة تويتر» على حساب النادي، ما يجعل ذلك سلوكاً هاوياً في زمن الاحتراف!

وبكل تأكيد أن ذكرى مجلات ومنشورات أندية النصر وشباب الأهلي، الأهلي «سابقاً»، والزمالك «الوصل»، والشباب «السابق» والعين ورأس الخيمة والإمارات، ما زالت تراود أذهان غالبية أبناء وسط كرة الإمارات، ربما إلا المعنيين في «إعلام الأندية» في سنوات الاحتراف!

حسنة «يتيمة»

وفي مقابل «رتابة» و«روتينية» أداء «إعلام الأندية» في الإمارات، يشكل استقطاب الكوادر الوطنية للعمل منسقين إعلاميين في تلك الأندية، حسنة «يتيمة» في مجمل منظومة عمل «إعلام الأندية» حالياً، وهي الحسنة التي لا يمكن أن تكون كافية دون ربطها بسياق عمل إعلامي محترف يعزز العلاقة مع الصحافة، وبما يقود إلى «سلاسة» أكثر وشفافية أكبر، وبما يصنع إعلاماً رياضياً محترفاً في مختلف الحلقات.

ليس خصماً

عادل درويش المدير السابق للإعلام في نادي الوصل، شدد على أن دور الإعلام الرياضي مهم في إبراز نشاطات الأندية، معرباً عن أسفه لما أسماه بـ «تجاهل» الأندية لدور الإعلام الرياضي بمفهومه الحقيقي، مشيراً إلى أن الإعلام الرياضي شريك وليس خصماً، منوهاً إلى أنه من المؤسف أن يصبح التعامل مع الإعلام وفقاً لفكرة الخصم وليس الشريك.

مشدداً على أنه لا مفر من بناء علاقات إعلامية بين الطرفين بعيدة عن «المطبات». ولفت درويش إلى أن ذلك السلوك يشير إلى قصور واضح في فهم دور الإعلام الرياضي، استناداً إلى قناعة مفادها أن الإعلام الرياضي يجلب المتاعب، منوهاً إلى أن «البعض» لجأ إلى إغلاق الأبواب بوجه الإعلام طلباً للراحة.

معتبراً ذلك تصرفاً غير محترف، داعياً إلى حتمية تطوير أداء «إعلام الأندية» عبر إيجاد حلول لظاهرة العزوف في التعامل بشفافية مع الإعلام الرياضي الحقيقي، وتطوير العلاقة معه لتشمل مجالات أوسع.

وشدد درويش على أنه من حق الجماهير معرفة الحقائق في الأندية، وهذا لا يتحقق إلا من خلال إعلام رياضي محترف يرتبط معه «إعلام الأندية» بعلاقات عمل حقيقية، وشراكة ناضجة قائمة على أسس احترافية غير «مشبعة» بالمخاوف والتوقعات البعيدة عن الواقع!

خطوط حمراء

ورفض عادل درويش وضع خطوط حمراء أمام الإعلام الرياضي، مطالباً بأن يكون دور «إعلام الأندية» تكاملياً، وبعيداً عن صنع العراقيل لرجال الصحافة، مستشهداً بتجارب أندية أوروبية شهيرة في كيفية التعامل مع الإعلام الرياضي، وحرصها على تقديم المعلومة في سياق احترافي متطور، منوهاً إلى أن أعوام الهواية ومطلع سنوات الاحتراف، شهدت مستويات راقية من الأداء المتبادل بين الإعلام الرياضي و«إعلام الأندية»، إلى حد وصول العلاقة إلى أن تكون نموذجية.

 

Email