دوري الإمارات.. سحر «الثنائيات»

يوسف عزير

ت + ت - الحجم الطبيعي

لمشاهدة الغرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا

بدأت متعة «الثنائيات»، تشع سحراً أخاذاً في غالبية فرق دوري الخليج العربي لكرة القدم في الإمارات، بعد مضي 3 جولات من البطولة، التي دخلت تدريجياً في مرحلة اتضاح المعالم، وفرز الهويات لأهل القمة والقاع، وارتفاع المستوى الفني بصورة متصاعدة.

و«الثنائيات» هي مستوى التفاهم ودرجة الانسجام، ومؤشر قوة العلاقة بين لاعبين اثنين في فريق واحد، حتى باتت تلك «الثنائيات»، من أكبر محركات المتعة والإثارة في مباريات كرة القدم، ومن أهم مصادر صناعة الخطورة على مرمى طرف دون آخر، بهدف تحقيق الأرجحية، أداءً ونتيجة في نهاية المباراة.

وتشكل «الثنائيات» في دوري الإمارات، مؤشراً جيداً على سرعة الانسجام بين اللاعبين، وزيادة معدل التجانس داخل المستطيل الأخضر، ودليلاً على قوة العلاقة بين نجوم الفريق الواحد، وبما يفضي إلى تحقيق الهدف العام لذلك الفريق.

مطلب أساسي

وغالباً ما تمثل «الثنائيات»، مطلباً أساسياً لجماهير «الساحرة المستديرة»، نظراً لأن معظم الأهداف التي تأتي عبر تلك «الثنائيات»، تتسم بالجمال والسحر، كونها ناتجة أساساً عن توافق رؤى لاعبين اثنين، بينهما مستوى متقدم من العلاقة الخاصة داخل وخارج الملعب، خصوصاً عندما تنتج تلك الأهداف عن نقلات عدة، وتنقلات ذكية داخل مربعات الملعب، حتى الاقتراب من مرمى المنافس، ووضع الكرة في شباكه من قبل لاعب من لاعبي «الثنائيات».

وبعد 3 جولات من دوري الإمارات، تشكلت عدة «ثنائيات» حديثة في الفرق المشاركة في البطولة، من أبرزها، تيغالي وضياء السبع في النصر، إسماعيل مطر وطحنون الزعابي في الوحدة، لابا وبندر الأحبابي مع العين، علي مبخوت وخلفان مبارك مع الجزيرة، جواو بيدرو وخمينيز في بني ياس، ويلتون سواريز وإيغور كورنادو مع الشارقة، وياسين البخيت وسهيل المنصوري في الظفرة.

وما يجعل «ثنائيات» دوري الإمارات في الموسم الجديد، ذات أثر فني متواصل، وجود لاعب ثالث، أشبه بـ «الاحتياط»، إلى جانب لاعبي «الثنائية» في كل فريق، ما يعزز من فرص استمرار تأثير أي من «الثنائيات»، في حال غياب أي من ضلعيها الأساسيين لأي سبب، الإصابة، الطرد، أو الانتقال إلى فريق آخر، خلال فترات الانتقالات الرسمية.

فرق عدة

يوسف عزير نجم كرة القدم الإماراتية السابق، المحلل الفني الحالي، اعتبر بروز «الثنائيات» في فرق الإمارات، عاملاً مهماً، ومؤشراً إيجابياً على قوة العلاقة والانسجام والتجانس بين لاعبين اثنين أو أكثر في فريق واحد، لافتاً إلى أنه لمس شخصياً مثل تلك «الثنائيات» في فرق عدة بالدولة، خلال الجولات الثلاث من الدوري.

وأشار إلى أن «الثنائيات» غالباً ما تلعب دوراً مرجحاً في الكثير من المباريات، معللاً ذلك بسهولة بلوغ الأهداف عبر لاعبين اثنين، كثيراً ما يتصفان بالمهارة وسحر الأداء والإمكانات الفنية الباهرة، التي تشكل ورقة رابحة لأي مدرب يسعى إلى وضع تصوراته الفنية على أرض الواقع، منوهاً بأنه ليس هناك أفضل وأقدر من لاعبي «الثنائيات» على تنفيذ أفكار وتصورات المدرب.

ولفت عزير إلى أن تشكيل «الثنائيات» في أي فريق، ليس عمل مدرب، في غالب الأحيان، بقدر ما أنه انعكاس لقوة العلاقة الشخصية بين لاعبين اثنين أو أكثر على لعب الكرة بطريقة ثنائية خلال المباريات، إلى حد التفاهم على أسلوب تسجيل الأهداف، وذلك عندما يكون الانسجام بينهما عالياً، والتفاهم متقدماً داخل وخارج أسوار فريقهما.

ميسي وسواريز

واستدل يوسف عزير على قوة تأثير «الثنائيات» في أداء ونتائج الفرق، بما كان يحدث، ولمواسم سابقة عدة في برشلونة الإسباني، عندما يبحث ميسي عن زميله لويس سواريز، والعكس صحيح، كما لو أنهما توأم روح داخل الملعب، لا يتحرك أحدهما بدون الإحساس والشعور بالآخر، معرباً عن قناعته أن غياب أي من لاعبي «الثنائيات»، يصيب أداء اللاعب الآخر بنوع من الشلل داخل الملعب، نظراً لتعوده على نمط وشكل خاصين من اللعب، مع زميل قريب منه، منوهاً بأن إيجاد لاعب ثالث، يعد من صميم اختصاص المدرب، وعمله مع الفريق!

عزير وصنقور

وعن هوية اللاعب الذي شكل معه هو شخصياً «ثنائياً» معروفاً، عندما كان لاعباً مميزاً في فريق الشباب «سابقاً»، قال: شكلت مع زميلي عيسى صنقور «ثنائياً» شهيراً في أغلب أعوام تمثيلنا معاً لفريق الشباب «سابقاً»، ولم نغفل أهمية إيجاد لاعب ثالث معنا، يديم تلك «الثنائية»، في حال غياب أي أحد منا لأي سبب، فوجدنا ضالتنا في زميلنا خالد عبد الله، صاحب الهدف الأسرع في تاريخ كرة الإمارات.

وحول أبرز «الثنائيات» في كرة الإمارات سابقاً، لفت يوسف عزير إلى أن جماهير «الساحرة المستديرة» بالدولة، استمتعت كثيراً، ولأعوام عدة، بأداء «ثنائيات» شهيرة، منها، زهير بخيت وفهد خميس، ومعهما حسن محمد في الوصل، وعلي مال الله وخالد إسماعيل، ومعهما عبد الرحمن محمد في النصر، وفيصل خليل وعلي كريمي، ومعهما سالم خميس في شباب الأهلي حالياً «الأهلي سابقاً»، وعلي ثاني وعبد العزيز محمد في الشارقة، وغيرها من «الثنائيات» التي برزت بشكل ملحوظ في معظم محطات مشوار كرة الإمارات، سواء في الهواية أو الاحتراف.

Email