«29 هدفا».. «متعة البداية»

إسماعيل راشد

ت + ت - الحجم الطبيعي

لمشاهدة الغرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا

دائماً.. تمثل الأهداف متعة وجمالية عالية التشويق في مباريات كرة القدم، ومطلباً يكاد يكون الأهم لدى عموم جماهير «الساحرة المستديرة» في مختلف أرجاء المعمورة، رغم أن الوفرة أو الغزارة في تسجيل الأهداف في مباراة واحدة أو مباريات عدة في إطار بطولة رسمية محددة، لا تشكل مؤشراً إيجابياً ثابتاً عند مراجعة مستويات الفرق المتبارية، وحساب القيمة الفنية للمباريات، وهذا ما ينطبق على دوري الخليج العربي في الإمارات بعدما شهدت جولته الأولى وفرة من الأهداف وصلت إلى 29 هدفاً في 7 مباريات، ما جعل تلك الوفرة بمثابة «متعة البداية» التي تعتبر واحداً من الأسرار المبشرة التي باحت بها أولى جولات دوري الإمارات.

ومعروف أن وفرة الأهداف، غالباً ما تنتج عن صراع محتدم بين خطين من خطوط اللعب لأي فريقين، هجوم شرس يسعى إلى دك الشباك، ودفاع مستميت يذود عن تلك الشباك، صراع لا بد من الغلبة والحسم فيه لمصلحة أحد المتصارعين، فتهتز الشباك بعدد وفير من الأهداف في مشهد يلخص إعلان «هزيمة» الدفاع «وانتصار وقتي» للهجوم!

الجولة الأولى

وجسدت الجولة الأولى، والتي أقيمت مبارياتها السبع يومي الجمعة والسبت، الوفرة بكل معانيها بعدما تم تسجيل 29 هدفاً، 11 منها من حصة اللاعبين المواطنين، و16 للمحترفين الأجانب، وهدفين للاعبي الفئات الأربع، وبمعدل تهديفي إجمالي بلغ 4.14 لكل مباراة، وهي وفرة غزيرة، ومعدل عال في حسابات وقواعد التقييم الفني للمباريات، وأداء الفرق المتنافسة، ما يعني أن تلك الوفرة قد كشفت عن الكثير من الحقائق، منها، ما يتعلق بمستوى جاهزية الفرق، ودرجة التركيز، ومدى متانة خطوط الدفاع، وحجم مهارة حراس المرمى، وكيفية إدارة المدربين لمجريات المباريات، خصوصاً في الأوقات الحرجة، ومستوى جودة الشق الهجومي.

بوابة الكشف

ومن المفيد لفرق دوري الإمارات، أن تأتي وفرة الأهداف في بداية مشوار الفرق في البطولة، لتكون بوابة للكشف عن الحقائق الواجب معالجتها، ودفع القائمين على تلك الفرق إلى العمل الجاد لوضع الحلول الناجعة، والمعالجات الصحيحة التي تفضي إلى صناعة وفرة معقولة وغزارة مقنعة من الأهداف في مباريات الجولات القادمة.

وبقراءة فنية موجزة لخلاصة مباريات الجولة الأولى ، يتبين أن الوحدة «أوجع » ضيفه حتا بسداسية نظيفة، وضعت العنابي في قمة الترتيب العام لفرق البطولة بـ 3 نقاط، فيما تذيل الإعصار الترتيب بدون نقاط، بينما «تلاعب » بني ياس بمضيفه الوصل، وألحق به الهزيمة بأربعة أهداف لهدف، ليقف السماوي ثانياً برصيد 3 نقاط، والإمبراطور في المركز 12 بدون رصيد.

فتك واجتياز

وتمكن الظفرة من «الفتك» بضيفه عجمان بالفوز بأربعة أهداف لهدف، ليقف ثالثاً بثلاث نقاط، والبرتقالي في المركز 11 بدون رصيد، فيما اجتاز شباب الأهلي مضيفه اتحاد كلباء بثلاثية نظيفة، ليحتل فرسان دبي المركز الرابع بـ 3 نقاط، والنمور في المركز 13 بلا رصيد، بينما نجح الشارقة بإحباط مضيفه الفجيرة بفوزه بأربعة أهداف لهدفين، ليقف بطل النسخة ما قبل الملغاة خامساً بـ 3 نقاط، والذئاب تاسعاً بلا نقاط.

واحتل العين المركز السادس برصيد 3 نقاط بعدما تمكن من عبور «مطب» ضيفه خورفكان بالفوز بهدفين دون رد، فيما احتل خورفكان المركز العاشر بلا رصيد، بينما قدم الجزيرة صورة فنية مطمئنة، وضعته سابعاً بنقطة وحيدة إثر تعادله بهدف لمثله مع مضيفه النصر، ليحتل الأزرق العنيد المركز الثامن بنقطة وحيدة.

«سمعة» الأفضل

وعلى صعيد الأفضل من اللاعبين والمدربين في أولى جولات الدوري، فرض إسماعيل مطر لاعب الوحدة، نجوميته بقيادة فريقه إلى فوز كاسح على حتا بالستة، حصة «سمعة» منها هدف واحد، فيما نال الروماني دانييل ايسايلا مدرب بني ياس الأفضلية بعدما برع بقيادة فريقه إلى الفوز على الوصل بأربعة أهداف لهدف. ونجح 10 لاعبين في احتلال المراكز من الأول حتى العاشر في قائمة الهدافين ، 4 منهم برصيد هدفين، هم سهيل المنصوري «الظفرة»، وزميله ياسين البخيت، وويلتون سواريز «الشارقة»، وتيم ماتافز «الوحدة».

5 مؤشرات

إسماعيل راشد النجم السابق لكرة القدم الإماراتية، شدد على أن وفرة الأهداف في الجولة الأولى للدوري، تمثل دليلاً على 5 مؤشرات محددة، الأولى، ضعف الجانب الدفاعي، والثانية، قلة تركيز اللاعبين، والثالثة، ارتكاب الهفوات والأخطاء، والرابعة، عدم إجادة التمركز الصحيح، والخامسة، قوة الشق الهجومي بوجود أسماء جديدة لامعة. وتوقع راشد أن يكون مجمل الموسم الجديد، هجومي الطابع، وبشكل كاسح في ظل الرغبة الجامحة للفرق لتحقيق الفوز، وحصد النقاط بوقت مبكر، اعتماداً على أدوات هجومية أثبتت الجولة الأولى من البطولة نجاعتها، ومقدرتها على بلوغ الهدف المنشود، متوقعاً استمرار وفرة الأهداف في الجولات القادمة من الدوري بشكل متصاعد ومتواز مع ارتفاع«وتيرة» انسجام المهاجمين مع بقية لاعبي فرقهم، وارتفاع مستوى الدافع المعنوي لدى نجوم الشق الهجومي.

 

 

Email