شعارات أندية الإمارات.. عمق وتاريخ

ت + ت - الحجم الطبيعي

يكاد يكون تاريخ تأسيس أو عام الإعلان الرسمي لإشهار أي من أندية الإمارات لكرة القدم، العامل المشترك والعنصر الأكثر حضوراً في غالبية شعارات تلك الأندية، إلى حد الولع أو الهوس بذلك التاريخ الذي يبقى مصدراً للفخر، والشعور العالي بعمق الارتباط كلما كان ذلك التاريخ ممتداً في أعماق الماضي، رغم أن «التواريخ» الموجودة حالياً في شعارات أندية عدة لا تتطابق مع تاريخ الإشهار الرسمي الصادر من جهة الاختصاص، الهيئة العامة للرياضة، وهذه قضية «شائكة» بحاجة إلى وقفة تتسم بالصراحة والجرأة والموضوعية!

وبغض النظر عن تفاصيل محتويات شعار أي ناد إماراتي أو غيره، ينفرد الشعار بكونه يمثل حالة خاصة جامعة شاملة للكثير من المعاني التي غالباً ما تتعلق بالبلد الذي ينتمي إليه النادي، والمدينة التي يرجع إليها ذلك النادي، أو أن يكون الشعار حاوياً لخلاصة قصة معبرة يمثل تجسيدها في الشعار مبعثاً للشعور بعمق الارتباط والزهو والمجد لأبناء النادي.

ومن بين الأندية الـ14 التي تمثل صفوة فرق الإمارات، وتلعب في دوري المحترفين لكرة القدم، زينت 10 أندية شعاراتها الحالية بتاريخ تأسيسها أو عام إشهارها وظهورها الرسمي إلى نور الحياة والوجود، كل حسب قناعاته، ومبرراته لاختيار تاريخ تأسيس تلك الأندية، وهي، شباب الأهلي «الأهلي سابقاً»، والنصر والوصل والعين والجزيرة والوحدة وحتا واتحاد كلباء والظفرة والفجيرة.

7 مرات

وإلى جانب الولع بتاريخ التأسيس أو عام الإشهار، يلاحظ في الشعارات الحالية لأندية الإمارات، أن هناك نوعاً من التكريس لصور كرة القدم والنجمة والقلعة وغصن الزيتون، وبواقع 7 مرات لكرة القدم، و5 للقلعة، و3 مرات للنجمة، ومثلها لغصن الزيتون، فيما حظيت صور الكتاب والشعلة والشمس بإقبال كبير في شعارات أندية الإمارات، مرتين لكل صورة.

ولم يغفل مصممو الشعارات الحالية لأندية الإمارات، القيام بزيارة ثنائية خاطفة لصورتي البحر والنخلة، وبواقع مرة واحدة لكل صورة، وتسجيل إقبال كبير على صور الصقر والجمل والحصان والذئب والغزال، وبواقع مرة واحدة لكل منها.

وبعيداً عن محتويات أي شعار من شعارات أندية الإمارات، فإن الضرورة تحتم إجراء تعديلات أو على الأقل، إعادة نظر بين فترة وأخرى على بعض تفاصيل تلك الشعارات، وبما يتوافق مع روح العصر، ومعطيات الزمن الجديد الذي يعج بكل ما هو حديث ومعبر من الصور والقصص والتفاصيل التي بالإمكان جعلها مصدر الهام لعشاق هذا النادي أو ذاك في الإمارات.

وبكل تأكيد أن إجراء تعديل أو إعادة نظر، لا يعني ضرورة محو تاريخ تأسيس أو عام إشهار النادي من شعاره، بل على العكس، يتوجب أن يكون التاريخ موجوداً في الشعار، ولكن إلى جانب معطيات وصور أخرى أكثر تعبيراً، وأقوى تأثيراً، وبما لا يجعل الارتباط بالتاريخ ولعاً أو هوساً واضح المعالم في مجمل الشعار!

ليس ترفاً

ولا تبدو الدعوة إلى إجراء تعديلات أو إعادة نظر في محتويات الشعارات الحالية لأندية الإمارات، ضرباً من الخيال أو نوعاً من الترف، بقدر ما أنها تشكل توافقاً وانسجاماً مع الحال الذي سارت عليه أقدم 5 أندية في العالم والقارة الأوروبية، ريال مدريد الإسباني «1902»، يوفنتوس الإيطالي «1897»، مانشستر يونايتد الإنجليزي «1878»، بايرن ميونيخ الألماني «1900»، ومرسيليا الفرنسي «1899»، وهي الأندية التي اعتادت على إجراء تغييرات حقيقية على شعاراتها طوال المحطات الزمنية التي تمتد لأكثر من 100 عام لكل ناد.

الأشهر عالمياً

واللافت في الشعارات الحالية للأندية الأشهر عالمياً، ريال مدريد ويوفنتوس ومانشستر يونايتد وبايرن ميونخ ومرسيليا، خلو تلك الشعارات من أي تاريخ، تأسيس وإشهار، ما يشير إلى أن التاريخ ليس بالضرورة أن يكون موجوداً في الشعار، مع أن وجوده ليس عيباً، ولكن ليس إلى حد الهوس في جعل التاريخ، العنصر الأكثر بروزاً، والأوسع جلباً للنظر، والأكبر جذباً لعاطفة المشاهد أو المتفحص لتفاصيل الشعار!

المصمم الإماراتي المعروف هشام المظلوم، شدد على أن تصميم الشعارات بصورة عامة، فن راق يقوم في الأساس على حتمية توفر 5 عناصر أساسية، تتمثل في البساطة والتقنية واللون والحداثة والفكرة، معرباً عن قناعته بأن غالبية الشعارات الحالية لأندية الإمارات، تفتقر في جانب منها إلى تلك العناصر بصورة واضحة ومؤثرة، منوهاً بأن تلك الشعارات تبدو في أغلبها بسيطة.

وأشار إلى أنه من الضروري أن يكون الشعار مبسطاً بقوة، ودون إخلال في التبسيط أو التسهيل، ولا بد من أن يتضمن الشعار مضموناً هادفاً واضحاً غير معقد أو بحاجة إلى شروحات وإطالة في تلك الشروحات، منوهاً بأن وجود التاريخ في الشعار لا يقلل من قيمته شريطة ألا يكون ذلك التاريخ هو العنصر الأكثر بروزاً مقارنة ببقية العناصر في الشعار.

ودعا إلى أن يكون الشعار معبراً عن حقيقة الوضع الحالي لأي ناد، مشيراً إلى أن شعارات بعض الأندية في الإمارات تحمل تعبير «ناد رياضي ثقافي»، بينما الواقع عكس ذلك بنسبة كبيرة جداً، حيث يقتصر النشاط الحالي في غالبية الأندية على كرة القدم بنسبة واضحة، مطالباً بأن يكون الشعار متضمناً نشاط كل الرياضات الرئيسية في النادي، وليس مقتصراً على كرة القدم رغم أنها اللعبة الأوسع انتشاراً والأكثر جماهيرية.

استثمار وتسويق

وشدد هشام المظلوم على ضرورة إجراء تعديلات حقيقية على مجمل الشعارات الحالية لأندية الإمارات، مطالباً بأن يكون لشركات كرة القدم في أندية الدولة، شعارات خاصة بها بعيداً عن الشعار الرسمي الرئيسي للنادي بصورة عامة، باعتبار النادي كياناً جماهيرياً كبيراً يقصده وتنتمي إليه شرائح ألعاب رياضية أخرى غير كرة القدم، متمنياً أن تحوي شعارات أندية الإمارات عناصر جاذبة للاستثمار والتسويق والتشويق إلى تحقيق ذلك لمصلحة الأندية وجماهيرها المحبة.

انفرد النصر والوصل لكرة القدم بكونهما الناديين الوحيدين اللذين احتوى شعارهما على صورتين غير موجودتين في أي من شعارات أندية الإمارات الأخرى، وذلك باحتواء شعار العميد على حرف «v»، الذي يشير إلى تحقيق النصر، فيما احتوى شعار الإمبراطور على الدوائر الأولمبية الخمس في إشارة إلى أنه ناد يضم ألعاباً أخرى إلى جانب كرة القدم.

Email