المال في كرة القدم «ورود وأشواك»

ت + ت - الحجم الطبيعي

لمشاهدة الغرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا

 

هل كثرة المال في كرة القدم مفسدة للاعبين؟ أم كما يفترض أن تكون دافعاً لهم لمزيد من التطوير والارتقاء؟ هل كثرة المال تضيف لطموحات اللاعبين، أم تثبط عزيمتهم على مواصلة المسيرة، وتأخذهم إلى سكة الكسل والارتخاء؟ هي قضية قد تبدو ليست في حاجة للتساؤل في الدوريات الخمسة الكبرى، فطبيعي أن ارتفاع المستوى يواكبه ازدياد في الثروة، ولكن في كرة القدم العربية، لا بد من التساؤل الذي ربما تبدو إجابته بديهية، ولكن للحقيقة وجوه متعددة.

وبنظرة متمعنة لأسواق الانتقالات في أوروبا، وأسعار اللاعبين، نجد تضخماً في الأسعار والمرتبات، لم يقابله في أغلب الأحوال تقاعس من اللاعبين أو تراجع في مستواهم.

ولدينا الكثير من الأمثلة على لاعبين حطموا الأرقام القياسية في سوق الانتقالات، وما تزال قيمهم السعرية في ارتفاع ومستوياتهم في تطور، مثل البرازيلي نيمار دا سيلفا، وكيليان مبابي، وكريستيانو رونالدو البرتغالي الذي رغم تقدمه في العمر ما يزال يقدم مستويات كبيرة، ولكن على المستوى العربي، مايزال أمر ارتفاع المرتبات وتضخم الثروات مرتبطاً بتقاعس اللاعبين وتراجع مستوياتهم.. فهل فعلا الأموال تفسد أم تساعد على التطوير؟!

واعتبر علي البدواوي، رئيس مجلس إدارة نادي حتا رئيس شركة كرة القدم، وأحمد الجابري عضو شركة كرة القدم بنادي بني ياس، وسعيد اليعقوبي إداري الظفرة، والمدرب المواطن عيد باروت، في حديثهم مع «البيان الرياضي» أن الأمر على الأغلب ليس مرتبطاً بالمال قدر ارتباطه باللاعب نفسه، وأن كثرة الأموال «ورود» بقدر جمال عبيرها قد تحمل الأشواك في أغصانها.

 

بداية قال علي البدواوي إن اللاعب الطموح يعرف كيفية استثمار موهبته لكسب المال مع مواصلة اجتهاده لتطوير قدراته، مشيراً إلى أن ذلك يختلف من لاعب لآخر، وأضاف: أحياناً تجد لاعباً يجلس على مقاعد البدلاء مع أنه يمتلك فرصة اللعب في ناد آخر أساسياً براتب أقل، ولكنه يرفض الصفقة ويفضل الدكة، مثل هذا اللاعب يخسر موهبته مع الزمن ويخسر المال، لأن عدم مشاركته ستكون سبباً في تراجع قدراته وقيمته السوقية معاً.

تضحية

وقال البدواوي إن هنالك فئة أخرى توافق على التضحية بالمال من أجل طموحها في اللعب والوصول إلى المنتخب ووضع بصمة يذكرها التاريخ، وهؤلاء يستفيدون أكثر في مشوارهم الكروي، لأنهم يعمرون لسنوات أطول في الملاعب ومع الصبر يكسبون المال. وعاد رئيس مجلس إدارة نادي حتا وقال: اختيار الطريق الصحيح يتوقف على اللاعب ونشأته في المنزل والمدرسة والنادي.

توازن

من جانبه قال أحمد الجابري، إن المال لا يمثل العامل رقم واحد في نجاح اللاعب، لأن الأصل في تألقه الموهبة التي يتمتع بها، وأضاف: عندما نجد لاعباً موهوباً يجب أن نتدرج معه في الرواتب للتوازن ولا نفكر في منحه مرتبات عالية لأن ذلك قد يضره، لكن عندما ينضج اللاعب ويصل إلى مرحلة محددة في مسيرته الكروية فإن كثرة المال لن تؤثر عليه، وعلى سبيل فإن لاعباً مثل إسماعيل مطر «يستاهل» أي مبلغ يتم منحه له، ولا يمكن أن يؤثر عليه المال سلباً.

عقلانية

فيما قال سعيد اليعقوبي إن المال سلاح ذو حدين في بعض الأحيان، مشيراً إلى أن هناك من يتعامل معه بطريقة إيجابية ويفكر في كسب المزيد ونوع آخر من اللاعبين يظن أنه وصل إلى هدفه من أول راتب ويتراجع مستواه، لذلك فإن العقلانية مطلوبة من اللاعب. وأضاف اليعقوبي: اللاعب العاقل الذي يعرف مصلحته ينظر إلى المستقبل ويحافظ على مستواه لكسب المزيد من المال.

 

رزق

ومن ناحيته قال المدرب المواطن عيد باروت إن المال وسيلة للتطور و«رزق» وزيادته تحفز اللاعب وتشجعه على تقديم المزيد من العطاء، ذاكراً أن أبرز نجوم كرة القدم في العالم هم الأكثر ثراء، ويتقاضون مبالغ مالية عالية جداً، وأن هذا المال زاد من تألقهم وطموحهم، لأنهم يفكرون بطريقة صحيحة، كما أنهم استثمروا المال في مشاريع تجارية منحتهم المزيد من الاستقرار النفسي.

Email