خليفة مبارك: لا أستحق مغادرة النصر من الباب الخلفي

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

صرّح خليفة مبارك مدافع شباب الأهلي حالياً بأنه لا يستحق مغادرة النصر من الباب الخلفي بعد السنوات الطويلة التي قضاها في قلعة «العميد» والجهود التي بذلها من أجل الفريق، مشيراً إلى أن الطريقة التي خرج بها حزّت في نفسه كثيراً، لأن النصر ليس مجرد فريق لعب به، بل هو عائلته والبيت الذي ترعرع فيه والمدرسة التي تعلم منها الأخلاق النبيلة وممارسة كرة القدم، وأن انتقاله إلى فريق كبير بحجم شباب الأهلي خفف عنه الآلام التي كان يشعر بها بسبب مغادرته «العميد» بتلك الطريقة.

ودافع خليفة مبارك عن نفسه بعدما ربطت أخبار سابقة خروجه من النصر بسبب المال وعدم اتفاقه مع الإدارة حول قيمة العقد الجديد، قائلاً: «علاقتي بالنصر تتجاوز حدود المال، لم اختلف مع الإدارة حول المسائل المادية عندما كنت لاعباً صغيراً، فلا يمكن أن أفعل ذلك الآن، النصر غال عليّ، ويجب أن لا نحول الاختلاف إلى خلاف أو مشكلة، العميد بيتي وعائلتي وعلاقتي بجمهوره مستمرة، لقد تواصلوا معي وتمنوا لي التوفيق في مسيرتي مع شباب الأهلي، أنا أحبهم وستظل مكانة النصر كبيرة ومحفورة في قلبي مهما حصل رغم طريقة الخروج التي آلمتني كثيراً، قد نختلف في أمور عدة ولكننا نتفق حول حب العميد».

مصلحة الفريق

وأضاف خليفة مبارك: «الإدارة اتخذت القرار الذي تراه يخدم مصلحة الفريق وأنا أحترمه ولكن كان من الأفضل الاستفادة من اللاعب حتى آخر يوم في عقده، حتى لو اختلفنا حول بنود العقد، هذا لا يمنع من كوني أستمر ثم أغادر وهناك أمثلة كثيرة من اللاعبين الذين انتهت عقودهم ولعبوا حتى آخر يوم أساسيين مع أنديتهم، وفي شباب الأهلي مثلاً لدينا لاعبين دخلوا آخر فترة 6 أشهر في عقودهم ولكنهم كانوا يلعبون أساسيين في الفريق ويقاتلون في الملعب».

وأضاف: «لقد حز في نفسي الخروج بتلك الطريقة، كان يفترض أن أغادر بشكل يليق بلاعب قضى أكثر من نصف عمره في النادي، أنا من أبناء نادي النصر وأفتخر بارتداء قميصه منذ أن كان عمري 9 سنوات، وبذلت كل جهودي من أجل أن نسعد جمهورنا، ومن أجل تلك السنوات والحب الذي جمعنا لم أكن أستحق الخروج من الباب الخلفي».

طي الصفحة

وأوضح خليفة مبارك أنه طوى صفحة النصر بمجرد انتقاله إلى شباب الأهلي وبدأ التفكير في مستقبله وتحقيق المزيد من الأهداف والطموحات، مشيراً إلى أن تجربته الجديدة ستستمر لمدة 4 مواسم في صفقة انتقال حرّ بعد نهاية إعارته من العميد يونيو المقبل، وأضاف: لقد تأقلمت سريعاً مع الأجواء في شباب الأهلي بفضل علاقة الصداقة التي تربطني مع كافة اللاعبين.

وأكد خليفة مبارك أنه على الرغم من ابتعاده عن المباريات منذ تعرضه للإصابة مع المنتخب الوطني في نهائيات كأس أمم آسيا بالإمارات إلا أنه على أتم الاستعداد للعودة إلى الملاعب في أي وقت يسمح فيه باستئناف النشاط بفضل برامج الإعداد القوية التي يخضع لها منذ بداية الموسم.

وأضاف: ما حدث معي في النصر أخّر عودتي إلى الملاعب رغم أني كنت جاهزاً للعب، ثم استبعادي من تدريبات الفريق الأول لفترة طويلة استمرت 4 أشهر أثرت فيّ سلباً وبالتالي عندما التحقت بشباب الأهلي كنت بحاجة للوقت لأستعيد جاهزيتي ولكن أزمة فيروس «كورونا» فرضت عليّ مثل الجميع الابتعاد مرة أخرى عن الملاعب.

وصرح خليفة مبارك بأنه يؤيد استئناف مسابقة الدوري حتى يتمكن شباب الأهلي من الاستمرار في الدفاع عن حقه في الصدارة وحسم اللقب في الملعب، مشيراً إلى أن إلغاء الدوري ظلم للأندية التي اجتهدت ولاعبوها.

ذكرى

ورفض خليفة مبارك اعتبار إصابته في نهائيات كأس أمم آسيا التي استضافتها الإمارات العام الماضي ذكرى سيئة، وقال: إصابتي كانت أسعد لحظة في حياتي لأنها من أجل الدفاع عن ألوان المنتخب، ومستعد لتكرارها من أجل الوطن.

وأرجع خليفة مبارك فشل الإيطالي ألبيرتو زاكيروني مع المنتخب إلى طريقته في اللعب (3-5-2) والتي لم تتلاءم مع المنتخب الوطني رغم أنه ضم إلى صفوفه أفضل العناصر في الدوري، مشيراً إلى أن الأبيض كان غير قادر على صناعة اللعب وهي المشكلة التي لم يتداركها المدرب الإيطالي رغم كفاءته.

روح البطل

وأكد خليفة مبارك أن شباب الأهلي وجد من أجل أن يكون دائماً منافساً على الألقاب، مشيراً إلى أن الفترة القصيرة التي قضاها في الفريق في الدور الثاني قبل تعليق النشاط لمس خلالها روح الفريق وروح الأبطال، وقال: تقريباً أنا الوحيد الذي لا أحمل لقب الدوري في سجلي من بين لاعبي شباب الأهلي ولكنهم جميعاً متعطشون لتحقيق اللقب مرة أخرى، وأجواء تجعلك فخوراً بنفسك أنك جزء من هذا الفريق، وحتى تكون لاعباً في شباب الأهلي يجب أن تتطور بشكل يومي.

منافسة

وحول المنافسة القوية على المراكز وخصوصاً في الدفاع نظراً لوجود أكثر من لاعب في هذا المركز، أكد خليفة مبارك أن المنافسة سرّ التميز في أي فريق، وقال: لا يمكن أن نتطور دون أن تكون منافسة بين اللاعبين لإثبات نفسك، والفوز بثقة المدرب، حتى في النصر كانت هناك منافسة بين المدافعين، وفي المنتخب الوطني، يجب أن نتفق أننا في النادي أسرة واحدة، من يلعب أساسياً البقية يساعدونه ويشجعونه لأننا نلعب للفريق وليس لشخصنا، وليس مهماً من يلعب بل الأهم تحقيق المطلوب، والمطلوب في شباب الأهلي أنك تحقق كل البطولات المتاحة أمامنا، صحيح عندنا العديد من اللاعبين المتميزين في كل المراكز وهم على مستوى عال ولكن الروح الجماعية والتعاون بيننا هي التي تطغى على أجوائنا.

بصمة مدرب

واعتبر خليفة مبارك أنه صعد للفريق الأول في النصر عندما كان عمره 16 عاماً خلال فترة المدرب البرازيلي أنغوس في 2010 ولكنه يدين بالجميل إلى المدرب الإيطالي والتر زينغا الذي كان أول مدرب يدفع به في المباريات، مشيراً إلى أن كل مدرب ترك بصمة في حياته بشكل متفاوت ويظل زينغا أكثرهم تأثيراً في مسيرته وهو على تواصل معه حتى الآن وقال: «لن أنسى الدور الذي لعبه زينغا في مسيرتي، هو سرّ ثقتي بنفسي، كان أول من منحني فرصة اللعب في الفريق الأول، أذكر أنه دفع بي في مباراة مهمة أمام نادي الغرافة في دوري أبطال آسيا، التي كانت أملنا الوحيد للبقاء في قلب المنافسة للصعود إلى الدور الثاني لكني ارتكبت أخطاء قاتلة تسببت في قبولنا 3 أهداف وخسرنا 4-2 على أرضنا، وعندما عدت إلى البيت فكرت بعدم العودة إلى الملعب لكن زينغا اتصل بي وقال لي إنه كان لاعباً وارتكب أخطاء أدت إلى خسارة فريقه استفاد منها وأصبح الحارس الأول لمنتخب إيطاليا».

وفي الوقت الذي كنت أنتظر فيه الجلوس على الدكة قام بإشراكي في مباراة العودة ومنها انطلقت تجربتي الحقيقية مع النصر.

وختم: لم أنس حتى اليوم كلماته التي قالها لي «العب مثلما نعرفك، الأشياء الجميلة تحسب لك والأخطاء اتركها لي»، لقد علمني درساً في الحياة وكان علامة فارقة في مشواري.

Email