سالم ربيع: تأجيل الدوري إلى أغسطس «ورطة»

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد سالم ربيع لاعب منتخبنا الوطني والنصر سابقاً، أن تأجيل دوري الخليج العربي إلى أغسطس المقبل، بسبب الظروف التي فرضها تفشي فيروس «كورونا»، يطرح العديد من المشكلات القانونية والتنظيمية، مشيراً إلى أن اتحاد الكرة ورابطة المحترفين، وضعا نفسيهما أمام تحديات صعبة، وصفها بالورطة، وقال: كان من الأفضل إعلان إلغاء الموسم، والتفكير في الموسم الجديد، ليكون أمامنا الوقت الكافي لإعادة ترتيب كافة أوراقنا، بعد انتهاء أزمة «كورونا»، وتجهيز اللاعبين، وفتح سوق الانتقالات. قرار تأجيل الدوري إلى أغسطس، لا يخضع للمنطق.

وأضاف: لنفترض عودة النشاط الرسمي في أغسطس، يعني أن بداية الموسم الجديد، لن تكون قبل شهر أكتوبر، ويمكن أن تصل إلى نوفمبر، إذا أخذنا بعين الاعتبار، المشاركة في المسابقات القارية، وبالتالي، ستكون الروزنامة مضغوطة، وهذا يتطلب إعداداً بدنياً قوياً للاعبين، لمدة تتراوح بين 45 و60 يوماً، ما يفرض انطلاق التدريبات في يونيو المقبل داخل الدولة، والحال أن الطقس لا يساعد على ذلك، وبما أن الملاعب غير مكيفة، ستلجأ الأندية للتدريب داخل الصالات، وهي بدائل ليست مثالية لإعداد لاعبي كرة قدم بالشكل المطلوب، لخوض مباريات رسمية قوية، اللاعبون يحتاجون للتدريب في ملعب كرة قدم، كما تعودوا دائماً، وخوض ما لا يقل عن 5 أو 6 تجارب ودية قبل انطلاق الدوري، وكل هذه الأمور غير ممكنة خلال الشهرين المقبلين.

وأوضح سالم ربيع، أن تأجيل إنهاء الموسم الحالي في أغسطس، يطرح مشكلة تتعلق بتسجيل اللاعبين وتمديد العقود، متسائلاً عن كيفية تعويض اللاعبين المغادرين، وحول ما إذا كان الاتحاد سيسمح بفتح فترة تسجيل ثالثة في الموسم الحالي، حتى تتمكن الأندية من التعاقد مع لاعبين جدد لاستكمال الموسم، وتابع: الأهم من كل ذلك، هناك لاعبون قاموا بتوقيع عقود مع أندية أخرى منافسة للأندية التي يلعبون فيها حالياً على الهبوط، أو حتى على المراكز المتقدمة، هل سيسمح لهم بالاستمرار مع فرقهم الحالية، واللعب ضد فرقهم الجديدة؟.

كما عبّر سالم ربيع عن استغرابه من قرار إقالة المدرب الصربي ايفان يوفانوفيتش من تدريب المنتخب الوطني، ووصفه بالمتسرع، في هذه الظروف التي يصعب فيها إيجاد البديل المناسب، وقال: أعتقد أنه كان من الأفضل مواصلة العمل مع يوفانوفيتش، والتمديد له لمدة 6 أشهر، حتى نهاية العام الحالي، حتى يمنح الاتحاد لنفسه المزيد من الوقت في عملية الاختيار، لأن الظروف الحالية لا تسمح بإيجاد البديل المناسب، ماذا سيفعل الاتحاد، إذا تقرر استئناف التصفيات الآسيوية قبل نهاية العام الجاري، في هذه الحالة، كان يوفانوفيتش هو الخيار الأنسب لإعداد المنتخب، بحكم معرفته للاعبين، والكرة الآسيوية بشكل عام، لذا، كنت أفضل عدم إقالته، حتى تتضح الرؤية بشكل كامل.

المدرب المواطن

وعن وضعية المدرب المواطن في دورينا، صرح سالم ربيع، أن المدرب المواطن ما زال يواجه بعض الصعوبات، لتثبيت نفسه في دوري المحترفين، بسبب عدم ثقة الأندية في قدراته، في الوقت الذي أثبت فيه كل من مهدي علي وعبد العزيز العنبري، أن المدرب المواطن جدير بمكانة أفضل، ضمن الأجهزة الفنية في دورينا، حيث أثبت مهدي علي، أنه أفضل مدرب قاد الأبيض في السنوات الأخيرة، حسب النتائج التي حققها معه، وتفوق على أسماء كبيرة قادت الأبيض من بعده، يتقدمهم الأرجنتيني ادغار باوزا، والإيطالي البرتو زاكيروني، والهولندي فان مارفيك، كما تألق عبد العزيز العنبري مع نادي الشارقة، وأعاده إلى منصة التتويج بعد سنوات طويلة.

وأثنى سالم ربيع، على الجهود التي بذلها مجلس دبي الرياضي، لمنح المدرب المواطن مكانة أفضل في أندية دبي، وخاصة قرار سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي، بوجود مدرب مساعد إماراتي في الفريق الأول، لجميع شركات كرة القدم، إضافة لجهود المجلس على مستوى التكوين والمعايشة خارج الدولة، ضمن أكبر الأندية في العالم، وقال: فرض مجلس دبي الرياضي، مدرباً مساعداً ضمن الأجهزة الفنية في أندية دبي، ولكن بعض هذه الأندية لم تستطع فرض المدرب المواطن بالشكل المطلوب، ضمن الجهاز الفني، وفي أغلب الأحيان، يكون دور المدرب المواطن مهمشاً، ونادراً ما يشغل منصب المساعد الأول أو الثاني، نحن لا نريد مدرباً كومبارس، بل تكليفه بمهام رئيسة ضمن الجهاز الفني، من أجل كسب الخبرة.

وأضاف: يجب أن يفرض المدرب المواطن نفسه على المدرب الأول بإمكاناته، ولا يرضى أن يكون دوره مهمشاً، وعلى الأندية أن تساعده على أن يكون فعلاً ضمن الجهاز المعاون، وليس ديكوراً، طبعاً، إذا لم يدرك المدرب الأول الإمكانات الحقيقية للمدرب المواطن، لن يعتمد عليه في قيادة بعض الوحدات التدريبية.

وأوضح سالم ربيع، أن المدرب المواطن قادر على تحقيق النجاح في دوري المحترفين، في حال توفرت له الظروف نفسها التي توفرها الأندية للمدربين الأجانب، مشيراً إلى أن نجاح عبد العزيز العنبري في الشارقة، يعود فيه الفضل إلى الإدارة، التي تعاونت بشكل كبير معه، واستقطبت كل اللاعبين الذين يحتاجهم الفريق، وقال: للأسف، عندما يتم تعيين مدرب مواطن على رأس الفريق، يظل البعض يصطاد الأخطاء، والمدرب الوحيد الذي حصل على دعم غير مشروط، هو العنبري، ولذلك جاءت النتائج الجيدة، أعتقد أنه لو تتوفر الظروف الملائمة للمدرب المواطن، سنشاهد أكثر من مدرب في مستوى العنبري.

تقنية «الفار»

وعن رأيه في تقنية «الفار»، وتعدد الأخطاء التحكيمية بعد الاستعانة بها في دورينا، أكد سالم ربيع، أن الخلل ليس في تقنية «الفار»، بل في الأشخاص الذين يديرونها، وقال: التقنية أوجدت من أجل إصلاح كرة القدم، والتقليل من الأخطاء، ولكن كيفية استغلالها لم تكن في مستوى التقنية نفسها، ولذلك، تعددت الأخطاء في المباريات، يمكن أن نتساءل، لماذا أخطاء الفار قليلة في الدوريات الأوروبية، وليست بحجم الكوارث التي شهدناها في دورينا، إضافة إلى أن الوقت الذي يستغرقه حكم الفار لتحليل البيانات طويل جداً، يجب على الحكم أن يعتمد على نفسه، ولا يفكر أن هناك تقنية الفار ستساعده، أعتقد أن مستويات حكامنا ستتراجع أكثر في المواسم المقبلة، بسبب «الفار».

وتوقع سالم ربيع أن يتحسن قطاع التحكيم في الفترة المقبلة، بعد التغييرات التي شملت لجنة التحكيم، برئاسة علي حمد البدواوي، حكمنا الدولي السابق.

انقلاب الموازين

صرح سالم ربيع، أن التداعيات الاقتصادية التي خلفتها أزمة فيروس «كورونا»، سيكون لها تأثير قوي في إمكانات الأندية، ليس فقط المادية، بل الفنية أيضاً، مؤكداً أن موازين القوى ستتغير لفائدة أندية على حساب أخرى في دورينا، وفي دوريات العالم، وقال: الرياضة جزء لا يتجزأ من اقتصاد الدول، المنظومة الكروية ستتغير، لأنها بحاجة أن تتأقلم مع الظروف الجديدة التي أوجدتها الجائحة.

Email