تغيير قوانين الكرة ضرورة في «موسم كورونا»

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يتداول خبراء الكرة العديد من المقترحات، ضمن المساعي العالمية لاستئناف نشاط الموسم المعلق حالياً، بسبب فيروس «كورونا»، لتكون محاولة لمساعدة اللاعبين على مواجهة الضغط المكثف للمباريات، التي من المتوقع أن يخوضونها في الفترة المقبلة، لتعويض التوقف، الذي يقترب من إتمام شهرين كاملين، ومن أبرز تلك المقترحات زيادة عدد اللاعبين في قوائم اللاعبين بالأندية، وإجراء تغييرات مؤقتة في قوانين اللعبة، ليسمح للفرق بإجراء 5 تبديلات في المباريات بدلاً من ثلاثة.

وبدأ الاتحاد الدولي للكرة «فيفا»، بالفعل في دراسة تلك المقترحات، بل إنه طرح فكرة السماح أيضاً بإجراء تبديل سادس في المباريات، التي تمتد إلى وقت إضافي، مع العلم بأنه تم السماح للأندية منذ العام 2018، بإجراء تغيير رابع، لكن في الوقت الإضافي فقط، ويمكن للقرار في حال اعتماده بشكل دائم، أن يصب في مصلحة الأندية المقتدرة، التي تضم تشكيلتها عدداً كبيراً من اللاعبين الاحتياطيين القادرين على توفير خيارات تكتيكية واسعة لمديرهم الفني.

ويتناسب المقترح أيضاً، مع ظروف دورينا إذا تقرر استئناف النشاط في أغسطس حسب المقرر حتى الآن، وهو ما اعتبره خبراء اللعبة، أحد الحلول التي تمكن الفرق من اللعب في الطقس الحار، والرطوبة العالية المعروفة عن تلك الفترة من العام، بل وطالب البعض بزيادة قوائم الأندية، بالعدد الكافي، لإجراء عمليات تدوير للاعبين، ويجنبهم الإرهاق والإجهاد المنتظر في ظل المواجهات المضغوطة، خلال فواصل زمنية قصيرة.

تأييد للمقترح

يؤيد المدرب الوطني الدكتور عبد الله مسفر، تطبيق زيادة عدد التغييرات وقوائم لاعبي الأندية، وقال: «أؤيد المقترح، لأن الأندية ستحتاج إلى عدد كبير من اللاعبين الجاهزين، لخوض المباريات المضغوطة حال استئناف النشاط في أغسطس المقبل، إلى جانب وجود ارتباطات قارية سواء على صعيد الأندية أو المنتخبات، وهو ما يعرض اللاعبين للإرهاق والإصابات، وزيادة التبديلات مقترح قديم، إذ كان هناك مقترح بأن يكون تغيير حارس المرمى في حالة إصاباته، خارج التبديلات الثلاثة المسموح بها لكل فريق، والتي اقترح البعض أيضاً زيادتها إلى 4 لاعبين حتى لا تفقد المباراة بريقها، وبما يسهل من تطبيق الفكر التدريبي، ولذا نحن نحتاج في الإمارات حال استئناف المباريات في الصيف، إلى زيادة التغييرات، ومن الممكن تقنينها من خلال الفئات المستثناة».

وأكمل: «هناك لاعبون تُصرف عليهم الملايين وهم على دكة البدلاء، وطالبنا الاتحاد الآسيوي للكرة بزيادة التغييرات من 10 سنوات، مع بداية مقترح السماح بلاعب آسيوي في كل فريق بدوري أبطال آسيا، ولكن يبدو أن التوقيت لم يكن مناسباً لهذا المقترح، إلا أن الوقت الحالي من الضروري العودة إلى دراسة الأمر، مع زيادة السن في دوري الرديف إلى 23 سنة، ورفع عدد اللاعبين المسجلين في القائمة، والسماح لعدد من لاعبي الفريق الأول، بالمشاركة في دوري الرديف، لتوفير أكبر عدد من اللاعبين الجاهزين لخوض المباريات في أي وقت».

ظرف استثنائي

كما أيد المدرب العراقي عبد الوهاب عبد القادر، زيادة عدد التغييرات والقوائم، قال: «نحن في ظرف استثنائي الآن، وكرة القدم لعبة جماعية، تتطلب من الجميع بذل جهد عال، وضغط المباريات يزيد من هذا الضغط، ولاجتذاب الجماهير لمتابعة المباريات، سواء في الملعب أو أمام شاشات التلفزيون، فيجب أن يرى أداء متميزاً ومتصاعداً، ومن الصعب تحقيق هذا في ظل إقامة مباريات بشكل مضغوط، وهو المتوقع في حال استئناف النشاط في أغسطس المقبل، وأرى أن زيادة التغييرات أفضل بعض الشيء لتحقيق هذه المعادلة الصعبة».

وأضاف: «بلا شك زيادة التبديلات والقوائم، يساعد الأجهزة الفنية على عملية التدوير بين اللاعبين بشكل مثالي، ويجنب الفرق الإجهاد المتوقع بسبب توقيت عودة النشاط وضغط المباريات، وكون هذه التعديلات مؤقتة، فلن يكون تأثيرها كبيراً على النتائج، مع الإشارة إلى أن الأندية التي تملك دكة بدلاء قوية، ستكون الأكثر استفادة منها، وهو ما يعني أن الصراع على القمة من الممكن أن ينحصر بين فريقين أو أكثر، وهم القادرون على إجراء عملية التدوير بشكل جيد».

حلول مهمة

بدوره، اعتبر المدرب الوطني محمد جلبوت، أن زيادة التغييرات والقوائم، حل مثالي لتجنيب الأندية واللاعبين الإرهاق والإصابات إذا تقرر استكمال الموسم الحالي قبل انطلاق الموسم المقبل، لأن استكمال الموسم، سيخلق ضغط مباريات كبيرة على لاعبي بعض الأندية، التي لديها مشاركات خارجية، إلى جانب الضغط على اللاعبين الدوليين، وفتح باب التغييرات والقوائم، يسمح بخوض المباريات بأكثر من تشكيلة، وهو الأمر الذي يصب في مصلحة كرة القدم في ظل الظروف الحالية.

على النقيض تماماً، رأى المصري أيمن الرمادي مدرب عجمان، أن زيادة التغييرات، تفقد كرة القدم روحها ومتعتها، وزيادة القوائم، ستشكل أعباء مالية كبيرة على الكثير من الأندية في ظل الظروف الحالية، ولن تستطيع بعض الأندية تحمل تبعات الأمر، كما أن السماح بزيادة التغييرات والقوائم، سيكون في صالح الأندية الكبرى القادرة على دعم قوائم البدلاء بصفقات مميزة، وهو ما يعني ميل الكفة لمصلحة أندية محددة، وشدد على أن هناك وسائل أخرى يمكن من خلالها تجهيز اللاعبين بدنياً وفنياً لمواجهة ضغط المباريات، وهو ظرف سيكون إجبارياً وموحداً على الجميع.

في حين، أيد الدكتور طلال الخزرجي رئيس اللجنة الطبية بشركة نادي العين لكرة القدم، زيادة التغييرات والقوائم، بل وطالب برفع سقف التغييرات إلى 7 بدلاً عن 3 لاعبين، وأكد أن هذا الأمر يعزز من انخفاض الإصابات، ويسهم في تخفيف العبء على اللاعبين، والفريق بأكمله بنسبة 50%، بالإضافة إلى رفع المستوى الفني للمباريات، من خلال توزيع المجهود على أكبر عدد من اللاعبين المشاركين في المباراة.

Email