«كورونا» يبرز حاجة دورينا إلى «ملاعب مكيّفة»

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

لن تقتصر تداعيات أزمة فيروس «كورونا» على الجوانب الاقتصادية في الأندية، بل ستتسبب في ضغط روزنامة الموسم المقبل وتؤثر على فترات الإعداد، خاصة أنها المرة الأولى التي ستلجأ فيها أنديتنا إلى المعسكرات الداخلية بدلاً من السفر إلى أوروبا، ما يطرح مشكلة استئناف التدريبات ولعب التجارب الودية خلال شهري يوليو وأغسطس في ظل ارتفاع درجة الحرارة، وبذلك لن تقتصر القضايا التي طرحتها الجائحة في كرة القدم على التداعيات الاقتصادية والتعديلات القانونية على العقود مثل بند «القوة القاهرة» وغيرها من الإجراءات لتحصين كرة القدم من الأزمات في المستقبل، بل أيضاً فكرة تكييف الملاعب وتحويلها إلى بيئة جاذبة في فصل الصيف لخوض المباريات والتدريبات واستقطاب الجماهير، فالملاعب المكيفة يمكن أن تساعد أنديتنا على تقليص فترة الراحة الطويلة التي يركن لها اللاعبون بين كل موسم وآخر، كما أنه أحد أفضل الحلول لإنهاء مشكلة ضغط الروزنامة من خلال برمجة انطلاق الموسم في وقت مبكر مثل الدوريات الأوروبية واللعب في أي وقت على مدار العام.

ومن أبرز التحديات التي يواجهها دوري الخليج العربي، صعوبة استكمال الموسم الكروي الحالي خلال شهر أغسطس بسبب ارتفاع درجة الحرارة، وفي ظل الدعوات المتكررة للاتحاد الدولي لكرة القدم حول ضرورة مراعاة صحة اللاعبين وسلامتهم أثناء برمجة المباريات وتجنب إقامتها في الطقس الحارّ.

وكان اتحاد الإمارات لكرة القدم قرر عودة نشاط كرة القدم في الدولة بشهر أغسطس المقبل، وذلك بشكل مبدئي مع تقييم الوضع بصورة دائمة ومستمرة مع الجهات المختصة والاتحادين الدولي والآسيوي لكرة القدم ومراعاة الوضع الصحي في ذلك الوقت، في المقابل قرر الاتحادان الفرنسي والهولندي إلغاء الموسم الحالي فيما تبحث الدوريات الأوروبية الأخرى عن بصيص أمل لإعادة برمجة المباريات خلال شهري يونيو ويوليو.

جاهزية

ويعدّ استاد آل مكتوم بنادي النصر أحد أبرز الملاعب المرشحة لتحويله إلى «ملعب مكيف» بما أن أشغال تهيئته الأخيرة بمناسبة استضافة الإمارات كأس أمم آسيا 2019، قد أخذت عامل التكييف بعين الاعتبار من ناحية التوصيلات الكهربائية، إضافة إلى كونه تحفة معمارية رائعة وصرحاً رياضياً مجهزاً بأحدث تقنيات الأمن والإضاءة، وهو قريب في شكله من الملاعب الأوروبية التي تساعد على جذب الجماهير و الاستمتاع بمشاهدة المباريات، سواء من داخل الملعب أو عبر النقل التلفزيوني، حيث تم تجهيزه بـ 26 موقع كاميرا تتيح تصوير لقطات اللعب من 26 زاوية مختلفة، وتجهيزه بأكثر من 300 كاميرا لضمان الأمن والسلامة.

إعادة النظر

ودعا عبد الرحمن محمد لاعب منتخبنا الوطني والنصر سابقاً إلى ضرورة الاستفادة من الوضع الحالي وإعادة النظر في العديد من الملفات التي تهم رياضة الإمارات وبشكل خاص كرة القدم حتى تتأقلم أكثر مع واقعها، مثل مسألة تكييف الملاعب، وقال: تملك الإمارات ملاعب على مستوى عال وهي حديث العالم، ما مكنها من استضافة أكبر الفعاليات الدولية في كرة القدم مثل كأس العالم للأندية وبطولة العالم للشباب وبطولة العالم للناشئين وكأس أمم آسيا وغيرها من المباريات الدولية الكبيرة بمشاركة منتخبات أو أندية عالمية.

وأضاف: تعد دبي والإمارات بشكل عام الوجهة المثالية لنجوم الرياضة للإقامة والاستثمار في مجال متنوعة، حيث يقيم بها كبار المدربين في العالم وتتسابق الأندية الأوروبية العريقة في إطلاق أكاديميات الكرة وإقامة معسكراتها الشتوية، بإمكاننا تعزيز هذه المكانة ورسم خريطة جديدة لكرة القدم خلال فصل الصيف من خلال إنشاء ملاعب مكيفة، علينا أن نفكر في أن يكون عامل التكييف أساسياً في كل الملاعب التي سيتم إنشاؤها مستقبلاً أو إضافة عامل التكييف إلى بعض الملاعب الموجودة، خاصة أنها على مستوى عال وجاهزة لذلك مثل استاد آل مكتوم بنادي النصر أو استاد هزاع بن زايد بنادي العين.

نقائص

وأكد عبد الرحمن محمد أن وباء فيروس «كورونا» كشف العديد من النقائص يجب تفاديها في المستقبل، مشيرا إلى أنه من الصعب جدا اللعب في أغسطس بسبب الطقس، وتابع: لو كانت الملاعب مكيفة مشكلة الطقس لن تطرح مرة أخرى، وبإمكاننا اللعب في أي وقت من العام ونبدأ الموسم مثل أوروبا في الأسبوع الأول من شهر أغسطس، بإمكاننا إقامة مسابقة الدوري على 3 ملاعب مكيفة بشكل طبيعي.

وختم قائلاً: أرجو إعادة النظرة في ملاعب المستقبل، يجب أن تكون كل الملاعب الجديدة مكيفة، لأن التكييف أصبح عاملاً مهماً في منطقتنا ويساعدنا على تطوير كرة القدم بشكل أفضل وحتى المنتخب الوطني يمكن أن يستفيد منها للعب مباريات ودية في يونيو ويوليو وأغسطس دون الحاجة لبرمجتها في أوروبا، وكذلك لأنديتنا التي تخوض دوري أبطال آسيا.

Email