"البيان" في الميدان

«إعداد القادة» و«الطب الرياضي » واقع محزن

ت + ت - الحجم الطبيعي

مضى عام تقريباً على قرار الهيئة العامة للرياضة، بإغلاق مركزي إعداد القادة والطب الرياضي التابعين لها، وقيل حينها إن السبب يعود لإجراء صيانة للمبنى الحالي الواقع في منطقة القصيص، ما استلزم نقل مقر مركز إعداد القادة للمقر الرئيس للهيئة مع تجميد النشاط حتى إشعار آخر، وقيل عن إغلاق مركز الطب الرياضي إنه بسبب عدم امتلاكه الترخيص الطبي المطلوب من الجهات الصحية المعنية .

وما بين تحقيقات إدارية مع المعنيين وتغيرات إدارية في الهيئة، يبقى الوضع على ما هو عليه.

غلق المبنى وإيقاف النشاط، في واقع أليم ومحزن، من دون بارقة أمل بقرب إعادة الافتتاح، من أجل خدمة الاتحادات والأندية .

مركز إعداد القادة

يشير اسم مركز إعداد القادة إلى حجم وقيمة الكيان، حيث يعد هدفاً سامياً لإعداد القادة الرياضيين بدلاً من العشوائية، وفي ظل عدم وجود كلية تربية رياضية تقوم بتفريخ قادة واختصاصيين في العمل الرياضي، ولكن الواقع يختلف عن الأهداف، حيث اكتفى المركز باستضافة دورات وأنشطة الاتحادات الرياضية، متخلياً عن الدور والأهداف التي أنشئ من أجلها.

ويشير مسؤول سابق بمركز إعداد القادة إلى العديد من الصعوبات التي واجهت المركز والمتمثلة في قلة الدعم المادي له والذي لا يتجاوز 700 ألف درهم في السنة، وعدم وجود كوادر فنية متخصصة، وعدم اعتماد المركز من وزارة التعليم العالي، التي اشترطت عدداً من الأمور الفنية لم تتوافر بالمركز، وعدم وجود صلاحية في تنظيم الدورات المتخصصة ومنح شهادات معتمدة للدارسين، ولذلك اكتفى المركز بدور المستضيف لأنشطة وبرامج الاتحادات.

دراسات

ويشير مسؤول آخر إلى وجود العديد من الدراسات التطويرية لمركز إعداد القادة، وتم تقديمها لمجلس إدارة الهيئة حيث تمت المطالبة بتنفيذ قرار مجلس الوزراء تحويل المركز إلى معهد، وأن يتم اعتماده من وزارة التعليم العالي وتكون الدراسة فيه مدة عامين لكل الرياضيين الراغبين في التخصص الأكاديمي، على أن تتاح الفرصة للدارسين لاستكمال دراستهم في أية كلية جامعية بعد ذلك، ولكن للأسف هذه الدراسة لا تزال حبيسة الأدراج بسبب عدم توافر الميزانيات، وعدم نيل الاعتماد المطلوب من الجهات المعنية، ويعد إغلاق المركز خسارة كبيرة.

مركز الطب الرياضي

وشهد مركز الطب الرياضي مأساة أخرى حيث تم إغلاقه في إبريل 2019 من خلال رسالة قصيرة على «إيميلات» موظفيه مع إنهاء خدماتهم، بداعي عدم امتلاكهم الترخيص الطبي من الجهات الصحية ، وبناء على ملاحظات عدة من دائرة الصحة في دبي.

ويعود إشهار مركز الطب الرياضي لعام 1987،«منذ 33 عاماً» إلا أنه لا يملك ترخيصاً من الجهات الصحية المعنية، وهي مسؤولية الهيئة في المقام الأول، وأثار إغلاق المركز لأغراض «الصيانة» تساؤلات عدة من قبل رياضيين قصدوه لإكمال علاجهم.

استفسار

وعند السؤال عن الأسباب الحقيقية لغلق المركزين واجه «البيان الرياضي» تحفظاً من معظم من تقابلنا معهم سواء بشأن ذكر الأسباب أو الإفصاح عن أسمائهم، فيما قال مصدر في هيئة الرياضة إن الإغلاق جاء لأسباب عدة ومنها إجراء صيانة عاجلة وفق توصية وزارة البنية التحتية نظراً لعدم إجراء صيانة منذ إنشاء المبنى، ولذلك تم نقل مركز إعداد القادة بكامل موظفيه إلى مقر هيئة الرياضة لاستضافة أنشطته.

وأضاف: إغلاق مركز الطب الرياضي جاء بناء على تقرير هيئة الصحة في دبي، الذي عجل بقرار الهيئة بإغلاق المركزتفادياً لحدوث أي مخالفة للقانون مستقبلاً وسيعود المركز للعمل بعد صيانته والانتهاء من إجراءات مزاولة نشاطه بشكل قانوني.

وأشار المصدر إلى وجود توجه بتأجير المبني والمركز لأحد المستشفيات لاستثماره بشكل جيد وتقديم خدمات بجودة عالية للرياضيين وتلقت هيئة الرياضة بالفعل 3 عروض من مستشفيات كبيرة لإدارته، والأمر معروض على مجلس الإدارة .

700

بلغت ميزانية مركز إعداد القادة قبل قرار الإغلاق 700 ألف درهم سنوياً، تذهب معظمها للأمور المتعلقة بإدارة المركز.

31 %

احتل مركز إعداد القادة، المركز الأخير في جائزة الشيخ خليفة للتميز الحكومي، في فرع رضا المتعاملين، حيث نال 31 %.

50

50 ألف درهم هي الميزانية المخصصة لمركز الطب الرياضي سنوياً، وهي ضئيلة، لا تكفي لشراء أبسط الأدوات العلاجية.

84 %

نال مركز الطب الرياضي، المرتبة الأولى في استطلاع أفضل المراكز بجائزة الشيخ خليفة للتميز الحكومي في نيل رضا المتعاملين، حيث نال 84 %، وهي نسبة طيبة.

500

يرتاد مركز الطب الرياضي شهرياً حوالي 500 من الرياضيين، الذين يأتون لتلقي العلاج اللازم من إصابات الملاعب.

«البيان » تنفرد بنشر توصيات هيئة الصحة

ينفرد «البيان الرياضي»، بنشر الملاحظات والتوصيات التي جاءت في تقرير هيئة الصحة في دبي، بعد دراسة واقع مركز الطب الرياضي، وتضمن عدة سلبيات، طالبت الهيئة بتداركها، بالإضافة إلى توصيف لعدة أمور يجب إصلاحها، وجاء في التقرير أن «الموظفين» بالمركز غير مرخصين من هيئة الصحة، ولا توجد خطة وأحكام عمل خاصة بمكافحة العدوى والعلاج المائي، وأن جهاز الكمادات الحرارية في حالة صدأ، كما أن جهاز العلاج بالشمع له رائحة سيئة، وبعض أجهزة العلاج الكهربائي قديمة، ولوحظ أن المختبر يستخدم لفحص البول فقط، كما أن الصالة الرياضية مكتظة ومزدحمة بالمعدات الرياضية، وأكد التقرير ضرورة عمل صيانة دورية للأجهزة العلاجية.

وتضمنت التوصيات التي جاءت في التقرير، ضرورة البدء في إجراءات الترخيص للمركز، بجانب القيام بإجراءات الترخيص للمهنيين، والاطلاع على معايير وسياسات هيئة الصحة.

خطط مستقبلية لإعداد الشباب

يعمل مركز إعداد القادة على تنفيذ سياسة الهيئة العامة للرياضة، في ما يخص إعداد وتأهيل وصقل القيادات الشبابية والرياضية بالدولة، والتنسيق مع الهيئات الشبابية والرياضية، لوضع الخطط المستقبلية لإعداد القيادات، ووضع البرامج العلمية والفنية، وتحديد مواعيد الدورات، بجانب إصدار الدوريات الخاصة بإعداد القادة، والتنسيق مع الهيئات الخليجية والعربية والدولية، فيما يخص المناهج والبرامج العلمية والفنية، لاعتماد الشهادات التي تمنحها الهيئات وترشيح وإيفاد الدارسين خارج الدولة، فيما بخص إعداد القادة.

تقديم المساعدات للوحدات الطبية بالأندية

تحددت أهداف مركز الطب الرياضي، في وضع الخطط والبرامج الكفيلة بنشر الوعي الصحي بين أفراد المجتمع بصفة عامة، والشباب بصفة خاصة، وتقديم الاستشارات والمساعدات اللازمة للوحدات الطبية بالأندية الرياضية بالدولة، وتوفير الرعاية الصحية والطبية اللازمة للمنتسبين للهيئات والمؤسسات والأندية الشبابية والرياضية التي تشرف عليها، وتشمل هذه الرعاية، الاستشارات الطبية، والتشخيص والعلاج، بجانب التنسيق مع المراكز الطبية المماثلة، الخليجية والعربية والدولية، للاستفادة من البحوث والدراسات والمستجدات في مجال الطب الرياضي والرعاية الصحية، والتنسيق مع الجهات المختصة في الدولة، لتوفير العلاج والرعاية الطبية اللازمة للحالات الخاصة في المستشفيات المختصة داخل الدولة وخارجها، بالإضافة إلى إعادة تأهيل المصابين، وتوفير الاختصاصيين المرافقين لمنتخباتنا في المعسكرات والبطولات والدورات الرياضية داخل الدولة وخارجها، والقيام بالبحوث والدراسات التي من شأنها تطوير العمل الرياضي، على أن تشمل هذه البحوث والدراسات، مجالات التدريب المختلفة، وطرق تطويره، والتغذية والأساليب الحديثة في مجال العلاج الطبيعي، والتنسيق مع الاتحادات الرياضية، في ما يخص توفير الرعاية الصحية والعلاج للاعبي المنتخبات الوطنية داخل الدولة أو خارجها، وتنظيم الدورات والمؤتمرات في مجال الطب الرياضي بصفة خاصة، والتوعية الصحية بصفة عامة.

ناصر اليماحي: المجلس الوطني سيناقش القضية

أكد ناصر اليماحي عضو لجنة التربية والثقافة والرياضة والإعلام في المجلس الوطني الاتحادي، أن إغلاق مركزي إعداد القادة والطب الرياضي غير منطقي وقتل للرياضة، وخروج عن الأهداف التي تم التخطيط لها وقال: سنقوم في المجلس الوطني بمناقشة القضية من أجل التوصل إلى حل يتح إعادة فتح المركزين لخدمة الرياضيين.

وأضاف: مركز إعداد القادة تم إنشاؤه لتأهيل الكوادر الإدارية التي تتولى إدارة العمل الرياضي في الاتحادات والأندية، ولدينا العديد من الكوادر الشابة التي تحتاج للتأهيل بشكل علمي وخاصة أن جامعاتنا تخلو من كلية تربية رياضية، وإذا كانت هناك سلبيات أدت إلى قرار الإغلاق فمن الواجب العمل على تداركها وإعادة برمجة خطط المركز وتطويره والاستعانة بكوادر متخصصة، بما يتواكب مع طموحات قادتنا في إعداد الكوادر الرياضية.

شريحة كبيرة

وأشار اليماحي إلى أن مركز الطب الرياضي يخدم شريحة كبيرة في الاتحادات والأندية، ويفترض أن يتم تطويره وتحديث أجهزته لتقديم خدمة متميزة، وقال: الإغلاق ليس حلاً بل هروب من مشكلة.

قصور

وأكد اليماحي أن لجنة التربية والثقافة والرياضة والإعلام في المجلس الوطني الاتحادي معنية بالأمر ومتابعة القضية، وبكل تأكيد سيكون لنا دور في مناقشة أوجه القصور والاختصاصات سعياً للتوصل لحل يعيد استئناف الخدمات المقدمة من المركزين، للعديد من الجهات المعنية، وخاصة أن هناك جهات لا تملك الميزانية الكافية لعلاج لاعبيها وهذا المركز هو المتنفس الرئيس لها لعلاجهم.

قانون

وأكد اليماحي أن قانون الرياضية الجديد سوف يشهد تداركاً لمثل هذه السلبيات، إضافة إلى تنظيمه لدور الرقابة والمتابعة، وقال: القانون الجديد سوف يصل إلى المجلس الوطني خلال الأشهر القليلة المقبلة، وسيكون محل دراسة جادة متأنية من أجل أن يكون شاملاً لكل الأمور المتعلقة بتنظيم العمل بالرياضة وتعزيز دور الحوسبة والرقابة.

Email