حارس المرمى الأجنبي.. بين الرفض والقبول

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعاني حراسة المرمى في الإمارات من ضعف واضح في هذا المركز الهام الذي يعد مبدعوه على أصابع اليد الواحدة، بعض الخبراء أكدوا أن الحل يكمن في الاستعانة بحارس المرمى الأجنبي، حيث يسهم وجوده في زيادة خبرة الحارس المواطن، البعض الآخر أشار إلى أن هذا الحل لن يمنح مركز حراسة المرمى التطور المنشود بل بالعكس سيؤدي إلى قتل المواهب المواطنة وخصوصاً القادمة إلى المنتخبات، فضلاً عن أنه يعتبر هدراً للمال من قبل الأندية والتي تجد أن أولى لهذه الأموال أن تنفق على تطوير مدربي الحراس وتخصيص مدارس لحراسة المرمى بدلاً من الاستعانة بالأجنبي.. «البيان الرياضي» استطلع آراء الفريقين.



أكد الجزائري ياسين بن طلعت، حارس مرمى منتخب الجزائر في مونديال إسبانيا 1982، ومدرب حراس مرمى الوصل المخضرم، أن التعاقد مع حراس مرمى أجانب قد يكون له نتائجه الإيجابية بالنسبة للأندية، لكنه بلا شك سيلحق الضرر بالمنتخب الوطني ويقتل المواهب الكروية في هذا المركز.

وقال: إن المشكلة التي تعاني منها كرة الإمارات في مركز حراسة المرمى يتمثل علاجها في ضرورة توفير الكوادر التدريبية الموهوبة وصاحبة الخبرة، مشيراً إلى أن بعض الأندية يتولى مسؤوليات التدريب في المراحل السنية فيها، أناس ليسوا من ذوي الخبرة ولا يمتلكون المؤهلات لإفراز لاعبين يشكلون رافداً مهماً لمنتخباتنا الوطنية وللأندية.

وأضاف: على الأندية أن تدقق في اختيار المدرب والبحث في سيرته الذاتية.

خطوة
من جهته، أكد حسن جعفر مدرب حراس المرمى السابق أن التعاقد مع محترف أجنبي في مركز حراسة المرمى سيفيد هذا المركز في دوري الخليج العربي، لأن الحارس الأجنبي سينقل خبراته للأجيال المواطنة الموجودة، مشيراً إلى أن هذه التجربة سبق وأن تم تطبيقها في الإمارات وحققت النجاح.

وقال: أنا واحد من هؤلاء الحراس الأجانب الذين تم التعاقد معهم كحارس أجنبي في فترة من الفترات وكانت هناك مجموعة من الحراس الأجانب الذين لعبوا في الإمارات مثل الطيب سند وأشرف أبو النور، وغيرهما وذلك في السبعينيات من القرن الماضي، واستفاد الحارس المواطن من هذه التجربة ومن وجود الحارس الأجنبي، لذا أرى أنه لو تم تطبيق هذه التجربة فستفيد الأندية.

وأضاف: للأسف لا يوجد إقبال كبير على مركز حراسة المرمى لأن الأغلب يبحث عن مركز الهجوم، ونبحث عن حراس المرمى الجيدين وهم ندرة، ولا يوجد الاهتمام الكافي من قبل الأندية بهذا المركز، بالرغم من أهميته، وإن كان الاهتمام قد بدأ مؤخراً لكن على استحياء.

مواهب
كما أوضح حارس مرمى النادي الاهلي والمنتخب المصري الأسبق، أن هناك خطوات مهمة لعلاج مشكلة ندرة حراس المرمى وأهمها: وجود المدرب المتخصص والذي سبق وأن شغل هذا المركز ومارس اللعبة، وأن تكون هناك مدارس كروية متخصصة في حراسة المرمى، كذلك لا بد من وجود العين التي تكشف عن المواهب وتكتشفها، ومن ثم تبدأ الخطوة الثانية في كيفية تطوير تلك المواهب بما يضمن تألقها في مركز حراسة المرمى مستقبلاً.

بالأرقام
2008
رفضت الجمعية العمومية لرابطة المحترفين في 2008 فكرة التعاقد مع حراس المرمى الأجانب، وهو البند الذي طرحته اللجنة وقوبل بالرفض من قبل ممثلي الأندية الإماراتية آنذاك، بدافع أن حراس مرمى الإمارات بخير ولا يحتاجون لدخول الأجانب على هذا المركز حفاظاً على المواهب وحتى لا يتأثر المنتخب الوطني.

وأبدى حارسا المنتخب الوطني في ذلك الوقت، ماجد ناصر وعبيد الطويلة، دهشتهما من رفض الجمعية العمومية للمقترح، حيث أكدا أن كرة الإمارات تحتاج لحراس مرمى أجانب، لأن وجودهم يرفع من مستوى المنافسة.

2017
تعتمد الكثير من دول العالم على تدعيم مركز حراسة المرمى بحارس محترف، فمثلاً إسبانيا بها مئات الحراس المحترفين، لكن بها أيضا كاسياس الحائز العديد من الجوائز، ومنها جائزة القدم الذهبية 2017، وكذلك إيطاليا بها بوفون، رغم وجود أكثر من حارس محترف، حيث يفرض الحارس الجيد نفسه حتى في ظل وجود محترفين أجانب.

ولجأت الأندية التي تعاني من ضعف مركز حراسة المرمى للحارس الأجنبي، إذ يمكن أن يؤدي ذلك لرفع المستوى العام لكافة الفرق، وهناك مواهب ستفرض نفسها في الفرق التي تعاني النقص في هذا المركز.

06
شهد موسم 2017-2018 قرار الاتحاد السعودي بفتح باب تعاقد الأندية مع حراس مرمى أجانب ضمن قرار زيادة عدد المحترفين الأجانب إلى 6 لاعبين، وذلك لأول مرة منذ ربع قرن، حيث تسارعت الأندية في التعاقد مع حراس مرمى أجانب، واتفق الخبراء الرياضيون وقتها على أن تلك الخطوة ستمثل هاجساً وصداعاً للجهاز الفني للمنتخب السعودي الذي سيصبح بحاجة إلى معجزة لاختيار أفضل الحراس لتمثيل «الأخضر» في المحافل الدولية المختلفة، لكن أثبتت الأيام أن القرار لم يؤثر على المنتخب السعودي الذي يعد أحد أقوى المنتخبات في المنطقة الخليجية وآسيا.

1970
في حقبة السبعينيات من القرن الماضي سمح الدوري الإماراتي بالتعاقد مع لاعبين أجانب في مركز حراسة المرمى، فتم التعاقد مع عدد منهم، ومن هذه الأسماء: حسن جعفر، والطيب سند، وأشرف أبو النور، وغيرهم، حيث قام هؤلاء بتقديم خبراتهم إلى الأجيال الإماراتية واستفاد كثيراً من حراس المرمى المعروفين منهم، واتجه البعض من هؤلاء بعد الاعتزال إلى ممارسة مهنة الإشراف على تدريب حراس المرمى، حيث أسهم وجودهم في هذه الفترة في اطلاع حراس المرمى المواطنين على مدارس تدريبية مختلفة.

خلفان عبد الله: الحل إنشاء أكاديميات مختصة بحراسة المرمى
أكد خلفان عبد الله الحارس السابق لمرمى منتخبنا الوطني والعسكري، المشرف السابق على حراس مرمى المراحل السنية بأكاديمية الكرة بنادي الوصل، أن هذه الخطوة تعد سلبية بكل المقاييس، مشيراً إلى أن الدول التي طبقت هذا القرار وقامت بالاستعانة بحراس مرمى أجانب باتت تعاني في هذا المركز الحساس، بحيث غاب الحارس المواطن.

وأضاف: هذه الخطوة قد تؤدي إلى تحقيق الأندية لنتائج إيجابية في مسابقاتها المحلية كونها استقدمت حارساً أجنبياً، لكن أين حظ المنتخب الوطني؟ وعلينا ألا نغفل هذا الجانب المهم، لأن الأساس هو منتخباتنا الوطنية.

وتابع: الحل يكمن في الاهتمام بهذا المركز المهم، من خلال إنشاء مدارس كروية متخصصة في حراسة المرمى وللأسف لا يوجد لدينا سوى عدد محدود من تلك المراكز على مستوى الدولة، ومعظم أندية الدولة تقوم بتدريب حراس المرمى مع اللاعبين، وهذا أمر مرفوض، وعلى الأقل لا بد من وجود مكان مخصص لتلقي حراس المرمى لتدريبهم الخاص بعيداً عن بقية اللاعبين، نظراً للاختلاف الكبير بين طبيعة التدريبات بينهما.

وقال: للأسف تعاني معظم الأندية في هذا المركز نظراً لغياب التشجيع من قبل الأندية لهذا المركز وأولياء الأمور معظمهم يرفض أن يلعب أبناؤهم في مركز حراسة المرمى بالرغم من أهميته، فالأغلب يبحث عن مركز الهجوم وتسجيل الأهداف ظناً منهم بأن هذا طريق الشهرة، ولعلاج هذه المشكلة على الأندية أن تقدم حوافز وتشجيع لمن يريد أن يلعب في هذا المركز.

وأضاف: لا بد من توفير المدربين المتخصصين وهذه مشكلة تعاني منها الكثير من الأندية، فضلاً عن وجود الكشافين بالمدارس للبحث عن المواهب وتحفيزهم وتخصيص مكان خاص لهم وبيئة ملائمة لهم للإبداع، أضف إلى ذلك الدورات المتخصصة وتخصيص حوافز لهذه العملة النادرة لأهم مركز في الفريق ألا وهو حراسة المرمى.

وتابع: لا يوجد لدينا سوى عدد محدود من الحراس الموهوبين ويعدون على أصابع اليد الواحدة، وهذا أمر غاية في الخطورة وعلى الأندية أن تلتفت لهذه المشكلة وتعمل على حلها من خلال التأسيس السليم لحراس المرمى وإيجاد البيئة الملائمة لهم، والتي تعمل على نجاحهم وإبداعهم، دون الحاجة إلى الاستعانة بحراس مرمى أجانب قد يشكلون إيجابية وتطوراً مؤقتاً، لكنه بمثابة المسكنات التي لا تعالج المشكلة.

زكريا أحمد: هدر للمال والحل تطوير المدربين
أكد زكريا أحمد الحارس الدولي السابق، والمسؤول الفني الحالي عن دورات وورش حراس المرمى، والمحاضر بالاتحاد الآسيوي، أن هناك مواهب ممتازة قادمة في الطريق ولا يوجد ضعف في حراسة المرمى في الإمارات، وإذا أردنا أن نطور حراسة المرمى فعلينا البدء بتطوير مدرب الحراس أولاً لأنه الأساس، بدلاً من الاستعانة بحراس المرمى الأجانب.

وقال: لا بد من وضع معادلة صحيحة، تقول:«إذا أزدت أن تمتلك حُراساً جيدين فلا بد أن تمتلك مدربي حراس جيـــدين»، إن وجود حراس أجانب يعد مغامــــرة غير مؤمــــــنة العـــــواقب، فقــــــــد يـــــــؤدي هذا الأمــــــــــر إلى تطـويــــــــــــر الحـراس، وقـــــد يـــــؤدي إلـــــــى العكـــــس.

وأضاف: تطوير مدربي الحراس يتم من خلال الدورات التدريبية، وزيادة نوعية التدريب، وجعل رخصة التدريب مميزة، وعلينا أن نختار مدربين للفريق الأول على مستوى، ولا يمكن أن يفرض علينا الجهاز الفني مدرب حراس ضعيفاً، وكثير من المدربين بالفرق الأولى لا يمتلكون رخصة تدريب أصلاً!

وقال: لدينا على مستوى الدوريات بالدولة 31 نادياً، ولك أن تتخيل أن هذا العدد لا يوجد به سوى 5 مشرفين لحراسة المرمى، وهذا لا يجوز لأهمية مركز حراسة المرمى في نتائج الأندية والمنتخبات، مشيراً إلى أن نادياً مثل فلج المعلا ليس به مدرب حراس!

تطوير وأضاف: التعاقد مع حراس أجانب يعد هدراً للمال والحل في تطوير المدرب، وإرسال الحراس معايشات وقضاء فترات تدريبية خارج الدولة، وللأسف لا توجد أكاديميات مختصة في الدولة في حراسة المرمى، فقط في بني ياس لديهم أكاديمية مختصة في حراسة المرمى، واليوم لدى بني ياس حارس في المنتخب الأول وهو فهد الظنحاني، والأولمبي خالد البلوشي، والشباب سلطان الزعابي، إذاً المسألة بسيطة تكمن في الاهتمام بمدرب الحراس.

وتابع: نطرح تساؤلاً: هل يوجد في اتحاد الكرة مختص بحراسة المرمى؟ الإجابة هي: لا، ومؤخراً استقدموا مديراً فنياً، ويجب أن يعطى فرصة، لأن لديه خطة لعمل أكاديمية لاتحاد الكرة لحراسة المرمى ولا بد أن ترى هذه الفكرة النور.

حسن بولو: خطوة إيجابية لو تم تطبيقها بالفعل
قال حسن الشيباني الشهير بـ«حسن بولو» نجم ومدرب الوصل السابق: إن فتح الباب أمام التعاقد مع محترف أجنبي في مركز حراسة المرمى خطوة إيجابية لو كتب لها التطبيق.

وأضاف: مركز حراسة المرمى واحد من مراكز فريق كرة القدم وهو مركز مهم للغاية يبنى عليه النتائج الإيجابية للفريق أو العكس، لذا فإن تقوية هذا المركز ستعود بالنفع على تلك الفرق التي تعاني ضعفاً في حراسة المرمى. وأضاف: أرى أن هناك ضرورة للاستفادة من إمكانيات وقدرات الحارس الأجنبي، وأعتقد أن هذا الأمر سيؤدي إلى تقوية عناصر الفريق ككل.

وتابع : لا أرى أي خطورة في السماح للأندية بضم حراس أجانب للمشاركة في مسابقاتنا المحلية التي آن لها أن تكون أكثر قوة ومنافسة، ومن وجهة نظري ستكون إيجابية وستعود بالنفع على الأندية وعلى مسابقاتنا المحلية المختلفة.

خالد درويش: حرّاسنا كفاءات
أكد خالد درويش نجم منتخبنا الوطني والوصل السابق، أن دوري الخليج العربي يزخر بالمواهب في حراسة المرمى، ولدينا كفاءات كثيرة في هذا المركز، مشيراً إلى أن هذه الاستعانة بالحارس الأجنبي مرفوضة نظراً لأنها ستؤثر سلباً على حظوظ اللاعب المواطن في المشاركة مع فرقه في هذا المركز.

وأضاف: ماذا سيتبقى بالفريق في حال زيادة عدد الأجانب بالسماح بالتعاقد مع حراس أجانب، فهذا الأمر سيؤثر سلباً بلا شك على الكفاءات الموجودة، وكذلك المواهب القادمة التي لن تجد لها مكاناً، كذلك سيضر بمنتخباتنا.

وواصل: على الأندية التي تعاني ضعفاً في مركز حراس المرمى أن تبدأ من القاعدة عن طريق الأكاديميات ومدارس الكرة بالتأسيس السليم، وبذلك تعالج تلك المشكلة بدلاً من الاستعانة بالأجنبي.

حسن إسماعيل: إضرار بمنتخباتنا وقتل للمواهب
أكد حسن إسماعيل، مدرب حراس مرمى منتخبنا الوطني الأسبق، أن التعاقد مع حارس مرمى أجنبي يضرُّ بمنتخباتنا الوطنية ويقتل المواهب، لافتاً إلى رفضه هذه الخطوة تماماً.
وقال: لدينا تجربة في مركز المهاجم، حيث تم فتح الباب أمام الأجنبي وانعكست سلباً علينا.

وأضاف: «إذا تم فتح باب حراسة المرمى أمام المحترفين الأجانب، فأنت بذلك تكون قد قضيت على هذا المركز بالنسبة للاعب المواطن الذي لن يأخذ فرصته الطبيعية في المشاركة، وأتمنى أن لا يطبق هذا القرار لأنه سيقضي تماماً على مركز حراسة المرمى بالدولة».

وقال: بالنسبة للمنتخب الوطني، نشهد كل فترة ظهور حارس جيد قادر على الذود عن عرين «الأبيض»، وذلك لأنهم يشاركون مع أنديتهم في المباريات، وإذا قدم الأجنبي سيجلس الحارس على المواطن على الدكة، لذا أرى أن القرار لا يخدم منتخباتنا الوطنية بقدر ما يضرها.

توصيات
01 ضرر وجود الحارس الأجنبي على منتخبنا الوطني

02 أكاديميات كروية متخصصة في تخريج حراس المرمى

03 توفير المدرب الخبرة المطّلع على أحدث طرق التدريب

04 تقديم الحوافز التشــــجيعية للحــراس للعب في هذا المركز

05 عــودة «الكشــافين» للبحــث عـن المواهب بالمدارس

06 التدقيق في اختيار المدرب والبحث في سيرته الذاتية

لمشاهدة الملف ...PDF اضغط هنا

Email