تحقيق

7 «تفنيشات» تثير علامات الاستفهام في الهواة

ت + ت - الحجم الطبيعي

تجاوزت بُورصة مدربي أندية الهواة التوقعات وشهدت كبائن المدربين حالة عدم استقرار واضحة وتحولات كبيرة، وذلك منذ انطلاقة الموسم الكروي الحالي 2019-2020 لمسابقة دوري أندية الدرجة الأولى، بعد أن غادر 7 مدربين وظائفهم من رأس الأجهزة الفنية إما مُجبرين أو برضى الطرفين، وافتتح مدرب دبا الفجيرة الوطني محمد الخديم قائمة الضحايا ليكون أول المغادرين، ومثل قرار الاستغناء عنه في دبا مفاجأة للجميع، وخصوصاً أنه العالم ببواطن الأمور في قلعة النواخذة، بعد أن عاد مع الفريق من دوري المحترفين إلى الهواة، ولكن إدارة دبا لم ترضها النتائج ضمن مسابقة تمهيدي كأس رئيس الدولة بعد أن فشل في الترقي لدور الـ16 وتلقيه سيلاً من الهزائم، ليحل مكانه البرازيلي سيرجيو الذي فشل هو الآخر في ترك أي بصمة مع الفريق في دوري الأولى خلال مباريات الدور الأول ليلحق بسلفه الخديم وتتم الاستعانة بمدرب فريق مراحل 16 سنة المغربي أحمد المجاهد الذي حفظ جزءاً من ماء وجه الفريق ليعود دبا منافساً لخطف إحدى بطاقتي الصعود لدوري الكبار.

لم تتوقف المقصلة على مسرح الهواة واستغنى مسافي عن مدربه المغربي إبراهيم بفود الذي مكث في النادي أكثر من 5 مواسم ولكن الإدارة اتخذت القرار الصعب، وجاءت بالمواطن جمال الحساني الذي غير ملامح الفريق تماماً، وقاد الحصان الأسود من رصيد خالٍ من النقاط إلى 7 نقاط خلال ثلاث مباريات فقط تولى فيها الحساني أمور الفريق.

سيناريو

وأبى فريقا الإمارات والعروبة أن يكونا بعيدين عن سيناريو الإقالات «الغريب»، واستغنى الصقور عن المدرب المواطن عيد باروت لسوء النتائج، وأيضاً كان السبب نتائج الفريق في الكأس ليحل مكانه الخبير المقدوني جوجيكا، ليقود الأخير فريقه لصدارة المسابقة وللاقتراب أكثر من العودة إلى دوري الخليج العربي، وتبع باروت بعد أيام مدرب العُروبة التونسي الملقب بملك الصعود يسري بن كحلة لتتم إقالته بعد تراجع النتائج وتلقي فرسان مربح عدة هزائم ليحل مكانه الكرواتي ستارفيتش الذي لا يزال يترنح ضمن مسابقة الدوري وربما فقد الفريق فرصة الاقتراب أكثر من فرق المقدمة.

عودة الموجة

وبعد أن ظن الجميع بأن «تسونامي الإقالات» قد هدأ عادت الموجه من جديد لتشهد نهاية الأسبوع الماضي رحيل كل من طارق الحضيري مدرب التعاون مقالاً، ولكنه كان محظوظاً حيت تولى في ذات اليوم تدريب مصفوت الذي فاجأت إدارته جمهور الفريق واستغنت عن المدرب عبدالغني المهري الذي حقق مع الفريق نتائج جيدة وتركه وهو في المركز السادس برصيد 16 نقطة ولكن اختلاف وجهات النظر بين إدارة مصفوت والمهري ربما عجل برحيل الأخير الذي لا يزال ينتظر وجهته المقبلة مع تلقيه أربعة عروض.

ويظل السؤال الذي يفرض نفسه هنا هل تعد تفنيشات دوري الهواة ضرورة تقتضيها المرحلة أم هي مجرد عادة وتسرع إدارات أو محاولة منهم لفرض السيطرة أو إظهار القوة، وخاصة في حالات الاختلاف في وجهات النظر المؤدية للإقالات؟!

ناجون من المقصلة

وحتى اللحظة فإن هناك 4 مدربين فقط لا يزالون على رأس أجهزتهم الفنية، ولم تطالهم رياح التغيير، وهم سليمان البلوشي مدرب دبا الحصن الذي يقضي أياماً رائعة برفقة فريقه الأنيق، ويعد آمناً في منصبه طالما بقت النتائج جيدة، ومواطنه محمد العجماني مدرب الذيد، والذي استفاد من خبراته السابقة بعد أن كان مدرباً لفريق دبي قبيل دمجه في شباب الأهلي، وكذلك إشرافه على فريق حتا.

ومن المدربين الصامدين أيضاً المصري طارق السيد مدرب البطائح المشبع بالخبرة التدريبية والعالم بأمور دوري الهواة بعد أن قاد من قبل فريق دبا الفجيرة للصعود إلى دوري المحترفين للمرة الأولى في تاريخه، وآخر المدربين في قائمة الباقين القصيرة، نسبياً، هو الصربي بريد راج مدرب العربي القيواني، والذي لم تطله رياح التفنيشات بعد.

الشامسي: الاستقرار مطلوب

اعتبر جمعة الشامسي رئيس مجلس إدارة نادي الحمرية أن الاستقرار الفني يجب أن يكون مطلوباً على مستوى الأندية، وذلك لتحقيق أهداف النادي، منوهاً إلى أن أي مجلس إدارة مناط به ترتيب الأمور الداخلية وتوفير البيئة الملائمة للأجهزة الفنية والإدارية واللاعبين وكذلك التصدي لأي حملات مضادة تطالب بإبعاد المدربين دون طرح أسباب واضحة لهذا الإبعاد

وأضاف الشامسي: منظومة الكرة مكملة لبعضها البعض، من مدربين ولاعبين وإداريين، ويجب أن يكون التعاون والتشاور حاضراً بين الجميع، مشيراً إلى أنهم راضون تمام الرضا عن التونسي غازي الغرايري مدرب فريق الحمرية الذي يقود النسور حالياً إلى تحقيق الانتصارات.

المحرزي: لا نميل للتغيير في مسافي

قال سعيد حمود المحرزي رئيس مجلس إدارة مسافي إن ناديه يعتبر من أقل أندية الهواة ميولاً لتبديل المدربين، ودائماً ما يكون هدف الإدارة الاستقرار على الجهاز الفني للفريق الأول، مدللاً على ذلك ببقاء المدرب المغربي السابق إبراهيم بفود لأكثر من خمسة مواسم مع الفريق، مشيراً إلى أن مسافي وجد ضالته في المدرب الوطني جمال الحساني والذي تمكن من تغيير شكل ومنظومة الفريق منذ توليه المهمة قبل ثلاثة أسابيع وتمكن من قيادة الفريق من نقطة الصفر والحصول على 7 نقاط.

وأشار المحرزي إلى أن الحساني يعتبر من أفضل المدربين المواطنين، ويمتلك فكراً تدريبياً متطوراً.

منقوش: تبديل المدربين سعياً للأفضل

رأى عبدالعزيز منقوش المدير التنفيذي لنادي التعاون أن تغيير المدربين يجب أن يكون للأفضل، وخصوصاً بعد أن تمنح الإدارات الفرصة الكاملة للمدرب قبل اتخاذ قرار الإقالة والانفصال، وأن يكون قرار الإقالة مبنياً على فشل المدرب في رسم الصورة المطلوبة من قبل الإدارة أو تحقيق الآمال والتطلعات الجماهيرية.

وقال منقوش تعليقاً على الدوافع التي تؤدي لاتخاذ قرار إقالة مدرب أثناء الموسم: «من وجهة نظري الشخصية فإن قرار الاستغناء عن أي مدرب يجب ألا يكون تغييراً من أجل التغيير فقط، وإنما يجب أن يتبع تبديلَ المدرب المعني تحسن في النتائج، وتغير في نفسيات اللاعبين، والمناخ العام داخل الفريق.

المُهري: أحمّل إدارات الأندية المسؤولية

أكد عبد الغني المهري مدرب مصفوت السابق، أن ظاهرة الاستغناء عن المدربين ليست وليدة اللحظة، مشيراً إلى أنه يعزوها لغياب الرؤى والاستراتيجيات والأهداف وسط إدارات الأندية، سواء كانت في دوري الهواة أو المحترفين، موضحاً أن المدرب دائماً ما يكون شماعة للأخطاء والهزائم، وهذه النظرة يجب أن تتغير، مع العلم بأن المسؤولية مشتركة بين الجميع.

وأشار المهري إلى أن الإدارات يجب عليها وضع الخطط المستقبلية، وتحديد أهداف الفريق منذ بداية الموسم، مع ضرورة مناقشة الأخطاء التي وقع فيها اللاعبون في الموسم الماضي، لتلافيها في الموسم الذي يليه، لكن ذلك في أغلب الأحيان لا يتم، وتلجأ إدارات الأندية للتعاقد مع مدرب جديد، ليأتي خلفاً لسابقه، دون أن يعرف ما هو مطلوب منه تحديداً، لأن الموسم يكون حينها قد شارف على الانتهاء، وهكذا تغيب الأُطر والاستراتيجيات، ويدور النادي في حلقة مفرغة.

ولم ينفِ المهري تلقيه لأربعة عروض، عقب تركه مهمة تدريب مصفوت، والذي قاده من المركز الأخير خلال الموسم الماضي بـ 5 نقاط، إلى احتلال المركز السادس حالياً بـ 16 نقطة، وكان الهدف الوصول إلى 30 نقطة، مع تبقي أكثر من 7 جولات على نهاية المسابقة.

Email