دراسة

«حمى الساحرة المستديرة» حقيقة علمية

ت + ت - الحجم الطبيعي

أفاد باحثون في جامعة أوكسفورد ببريطانيا، بأن عشاق كرة القدم الأكثر حماسة للعبة، قد يكونون أكثر عرضة لاختبار مستويات خطيرة من التوتر أثناء مشاهدة المباراة التي يحبونها.

وهو ما يجعل أمر «حمى الرياضة» أمراً حقيقياً بالفعل. فعند الشعور بالتوتر يرتفع مستوى الكورتيزول في الدم، ويمكن لمستويات عالية من هذا الهورمون، أكثر من اللزوم، أن تؤدي مع الوقت إلى كل أنواع المشكلات الصحية مثل النوبات القلبية.

ونقل موقع هيئة الإذاعة والتلفزيون البريطانية، عن الباحثة مارثا نيوسن التي درست المعجبين بالفريق البرازيلي خلال مباريات كأس العالم للرجال في عام 2014، رأيها في الموضوع في مقابلة أخيراً:

أفادت أن أبحاثها طالت موضوع انصهار المشجعين بفريقهم، وما يظهرونه من إخلاص طويل الأمد وتضحية بالذات باسم النادي الذي يشجعونه، بما في ذلك رسم أوشام على أجسادهم في أماكن غريبة.

وقد منحتها أبحاثها بصيرة عن القوة الجبارة لكرة القدم، وهي شاهدت رجالاً بالغين يستثيرون غيظاً ويركلون الكراسي من حولهم، والأمر حسب قولها: «يدور حول الهوية القبلية ويذهب أبعد عميقاً من مجرد مباراة قدم».

شيء مثير آخر خرجت به من أبحاثها وهو أن مستويات التوتر بين الرجال والنساء متساوية، بل أظهرت النساء أكثر انصهاراً بالفرق الوطنية والنوادي أكبر من الرجال، وقد أكدت قائلةً: «لا تدخل الجندرة هنا».

تأمل الباحثة تحقيق أكثر من هدف من أبحاثها، قد يكون أبرزها، كيف يمكن للنوادي أن تتولى بعضاً من المسؤوليات الاجتماعية.

وهي تؤكد إيجابيات مشاهدة كرة القدم والفائدة من وراء انصهار المرء بشيء أكبر من نفسه، هذا الانصهار القوي جداً والارتباط الشديد للفرد مع جماعته يشكل جزءاً من العنف في اللعبة، حسب قولها، لكنها تدعو إلى قلب هذه العاطفة باتجاه تحقيق أشياء جيدة.

فالفرد المرتبط بجماعة، والذي يقف في الخط الأمامي في مباريات كرة القدم ويعتني بالمعجبين الآخرين يتحول إلى العنف أحياناً.

لكنّ أولئك المشجعين المشاركين في العنف والملتزمين بنواديهم والذين يتحولون إلى عنفيين نيابة عن المعجبين، يمكن تحويل مشاعرهم نحو أشياء خيّرة مثل إقامة بنوك طعام، أناس يعتنون بالشباب وكبار السن، وغيره، فمشجعو كرة القدم يستطيعون القيام بأشياء جيدة، أيضاً، حسب قولها.

 

Email