السلاح الغائب.. الحضور الجماهيري لأنديتنا في الآسيوية

مدرجات خاوية لا تليق بالكرة الإماراتية | البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

أيام قليلة تفصل أنديتنا عن انطلاق مشوارها في منافسات دوري أبطال آسيا 2020 بدور المجموعات، والذي تشارك فيه أربعة أندية إماراتية هي الشارقة وشباب الأهلي والوحدة التي تأهلت مباشرة إلى دور المجموعات، فيما جاء تأهل العين بعد بفوزه على بونيودكور الأوزبكي بهدف نظيف في الأدوار التمهيدية الإقصائية.

ويتطلع الشارع الرياضي إلى ظهور قوي للأندية الإماراتية في نسخة الموسم الحالي من دوري أبطال آسيا يقود إحداها إلى المنافسة على اللقب القاري الغائب منذ سنوات طويلة، بعدما أحرز العين اللقب الوحيد للإمارات في أول نسخة من البطولة بشكلها الحالي عام 2003.

ومع انطلاق منافسات البطولة القارية، يبرز إلى الواجهة الحضور الجماهيري لأنديتنا في دوري أبطال آسيا، والذي يعد أحد الأسلحة المهمة في المنافسات القارية، إذ إن البطولات القارية، كونها تعتمد على مبدأ اللعب ذهاباً وإياباً، فإن الأندية التي تلعب على أرضها مطالبة بالاستفادة من ميزة اللعب بين جماهيرها وتشكيل ضغط على المنافسين، ولكن بالنظر إلى الواقع خلال السنوات الماضية، يعد الحضور الجماهيري لأنديتنا المشاركة في الآسيوية ضعيفاً وبمثابة «ميزة مفقودة» و«سلاح غائب» لا يتم الاستفادة منه بالشكل المطلوب.

ميزة عظيمة

وتشير أرقام الحضور الجماهيري للأندية الإماراتية في دوري أبطال آسيا خلال السنوات الماضية إلى عدم الاستفادة من عاملي الأرض والجمهور، وبخاصة في السنوات الخمس الأخيرة، ربما باستثناء العين الذي يملك أعلى معدل للحضور الجماهيري بين أنديتنا في الآسيوية خصوصاً في نسخة عام 2016 التي وصل خلالها إلى النهائي، ومن بعده شباب الأهلي الذي تأهل إلى نهائي نسخة عام 2015، إذ تراوحت نسبة الحضور الجماهيري في مباريات أنديتنا على ملاعبها ما بين ألف و 3 آلاف في الكثير من المباريات، وشهدت مباريات أخرى أعداداً أقل من ذلك بكثير، والسؤال المطروح لماذا لا تمتلئ ملاعبنا في المباريات القارية؟.

واتفقت آراء محللين ورياضيين على أن الأندية الإماراتية لا تستفيد في الغالب من ميزة اللعب على أرضها في ظل عدم امتلاء المدرجات، ما يشكل ضغطاً على الفرق المنافسة، مطالبين الجمهور بضرورة تغيير الثقافة التي ربما اعتاد عليها في المنافسات المحلية، وزيادة معدلات حضوره في مباريات دوري أبطال آسيا.

أبواب الأندية

من جهته، وصف وليد الحوسني المدير التنفيذي لرابطة دوري المحترفين ضعف الحضور الجماهيري في الآسيوية بأنه امتداد للعزوف الجماهيري عن مباريات دوري الخليج العربي، مؤكداً أنه يجب الوضع في الاعتبار عوامل عدة تؤدي إلى قلة الحضور في مباريات أنديتنا في البطولة القارية أهمها توقيت إقامة المباريات كونها في نصف الأسبوع، مشدداً على ضرورة بذل الأندية لمزيد من الجهد لتغيير ثقافة الحضور وتشجيع جماهيرها على التواجد في المدرجات، سواء في مباريات دوري أبطال آسيا أو البطولات المحلية، واتباع وسائل التسويق المباشر للوصول للجمهور خصوصاً عن طريق تفعيل الدور المجتمعي للأندية.

وقال: النادي هو المحرك الرئيس والمعني بزيادة الحضور الجماهيري لأنه الأساس في تلك العملية، فالأندية تحتاج لبذل مزيد من الجهد، وقبل تطبيق الاحتراف كانت أبواب الأندية مفتوحة لجميع أفراد المجتمع وتقدم خدماتها الاجتماعية لجميع الشرائح بشكل أقوى من الدور الحالي الذي أصبح التركيز خلاله على كرة القدم وإهمال الجوانب الاجتماعية في الفترة الأخيرة، ما أحدث فراغاً بين النادي وجماهيره في أحيان كثيرة.

جوائز وحلول

وأضاف: بالطبع يجب تغيير الثقافة والعقلية لدى جماهيرنا والمطالبة بمساندة أكبر لأنديتها في البطولة، ونحن دورنا كرابطة أو كمسؤولين وإعلام مطالبين بتثقيف الجمهور وتفعيل مبادرات زيادة الحضور الجماهيري، ولكن النادي هو الأساس في هذه العملية، والتأكيد على أن تشجيع الكيان لا يجب أن يبنى على أساس النتائج الإيجابية فقط وإنما تشجيع الكيان مهما كانت الظروف.

وتابع: يجب على الأندية التواصل بشكل مباشر مع الجماهير، وهناك حلول مثل مبادرات لتوفير مواصلات لنقل الجماهير للملاعب وتحديد أماكن معينة للتجمعات وتوفير خدمات أكبر، فالتجربة أثبتت أن الجوائز وفتح المدرجات بالمجان قد تجلب الجماهير ولكنها ليست كافية لامتلاء المدرجات في مثل تلك المباريات القارية، أكبر عامل في تحرك الأندية لتوفير مواصلات لنقل الجماهير وإذا توفر ذلك قد تضمن زيادة الحضور بنسبة 60 أو 70%.

وأردف: رابطة المحترفين تسعى جاهدة لمساعدة الأندية في آليات التسويق والترويج وتخصيص جوائز وتحسين الخدمات المقدمة في الملاعب، ولكن أكرر أن الدور الأهم في زيادة الحضور الجماهيري يقع على عاتق الأندية وكيفية الوصول للجماهير لجذبها للحضور.

اللعب على الأرض

بدوره، أكد محمد أحمد حمدون مدير الفريق الأول لكرة القدم بنادي شباب الأهلي، أن أنديتنا المشاركة في دوري أبطال آسيا لا تستفيد من ميزة اللعب على الأرض في ظل ضعف الحضور الجماهيري للمدرجات، مشيراً إلى أن العزوف الجماهيري يعد استمراراً لضعف الحضور في مباريات دوري الخليج العربي بعدما باتت واحدة من أصعب المشاكل في الكرة الإماراتية، رغم المحاولات الدائمة لتغيير هذا الواقع.

وقال: للأسف فرقنا تنافس في دوري الخليج العربي وسط مدرجات خاوية، فما بالك في المباريات الآسيوية التي تشهد مواجهات أمام فرق قوية، بمنتهى الصراحة الحضور الجماهيري ضعيف للغاية رغم المحاولات المستمرة من جانب الجهات المعنية والأندية لتحفيز الجماهير على التواجد في المدرجات، وحتى الجوائز والسحوبات لم تعد كافية ويظل الإقبال ضعيفاً.

مفعول السحر

وأضاف مدير الفريق الأول لكرة القدم بنادي شباب الأهلي: بالتأكيد أي فريق يتمنى مؤازرة مكثفة من الجماهير لأن لها مفعول السحر، والتجربة أثبتت خلال كأس آسيا أو كأس الخليج التي أقيمت في الإمارات ذلك بعدما شهدت حضوراً كبيراً، إلا أن الأمر مغاير للأسف في دوري الأبطال رغم توفر الإمكانيات.

وشدد على أن من يتهم الأندية بأن طموحاتها في البطولة تنعكس على الجماهير فهذا يعد «كلاماً غير منطقي» يردده من يبحث عن أسباب واهية، وأصبح عدم الاهتمام والوقوف خلف الفريق في ملعبه أمر واقع نظراً للتغيرات الاجتماعية وظهور وسائل ترفيه أخرى جعلت المشجع غير مهتم بالحضور للملاعب، مؤكداً أن شباب الأهلي يسعى للذهاب لأبعد نقطة في الآسيوية هذا الموسم.

بالأرقام

100000

أعلى معدل حضور جماهيري في البطولة كان في إياب نهائي عام 2018 بين بيرسبوليس الإيراني وأوراوا ريد دايموند الياباني باستاد أزادي وبلغ مئة ألف متفرج وهو رقم قياسي في دوري الأبطال.

242937

جاء نادي جوانزهو إيفرجراند الصيني في صدارة الأندية في عدد الحضور الجماهيري نسخة العام الماضي بواقع 242937 متفرجاً على الرغم من عدم وصول الفريق إلى النهائي، واحتل المركز الثاني أوراوا ريد دايموند الياباني بـ 200483 متفرجاً، ثم الهلال السعودي بـ 126160 متفرجاً.

93609

شهدت نسخة دوري الأندية الأبطال الآسيوية عام 2016 أعلى معدل للحضور الجماهيري وكان لجماهير نادي العين، إذ بلغ 93609 متفرجين خلال 7 مباريات على استاد هزاع بن زايد في النسخة التي شهدت تأهل الزعيم العيناوي ووصوله إلى النهائي قبل خسارته أمام تشونبوك الكوري الجنوبي.

66

مباراة خاضتها 6 أندية إماراتية على ملاعبها في البطولة الآسيوية خلال الخمس سنوات الأخيرة، ويأتي العين في المقدمة بـ24 مباراة، يليه شباب الأهلي بـ11 مباراة، ثم الوحدة والجزيرة بـ10 مباريات لكل منهما، ثم الوصل بـ6 مباريات، والنصر بـ5 مباريات.

المنهالي: جماهير الأندية مطالبة بمساندة ممثل الوطن

قال حريز المنهالي رئيس رابطة جماهير نادي بني ياس، إن جماهير الأندية المشاركة في دوري أبطال آسيا مطالبة بإدراك أهمية تواجد أنديتها في البطولة القارية، وبأنها فرصة لا تتوفر للكثير من الأندية، وبالتالي فهي مطالبة بالحضور المكثف لمباريات الآسيوية التي تقام على ملاعبنا، مشيراً إلى أن جماهير الأندية كافة مطالبة أيضاً بالوقوف خلف ممثلي الدولة في البطولة، وليست جماهير الأندية المعنية فقط.

وأضاف رئيس رابطة جماهير نادي بني ياس: أي فريق يشارك في البطولة الآسيوية فهو يمثل الإمارات في محفل خارجي، ولذلك إذا كانت المدرجات خاوية ولا تشهد التواجد المكثف، فذلك أمر سلبي من ناحية صورة أنديتنا في البطولة بشكل عام، فالأندية المشاركة في النسخة الحالية، سواء العين والشارقة وشباب الأهلي والوحدة تملك قاعدة جماهيرية كبيرة، ونحن مطالبون بالفعل باستغلال ميزة اللعب على أرضنا وبين جماهيرنا كونها غائبة في أغلب الأحيان عن مباريات الأندية في المشاركة الخارجية.

وأشار رئيس رابطة جماهير نادي بني ياس، إلى أنه يجب التفريق ما بين المباريات المحلية والقارية التي تعد الأهم ولا تتكرر كثيراً، وضرورة التخلي عن تلك الثقافة السائدة بالوقوف خلف الفريق فقط في حالة كانت النتائج إيجابية، لأن أي فريق بحاجة لجماهيره وقت الشدة، وليس وقت الانتصارات فقط.

مواجهات قوية في دور المجموعات

تخوض الأندية الإماراتية المشاركة في دوري الأندية الأبطال الآسيوية هذا الموسم مواجهات قوية في دور المجموعات، إذ يلعب أصحاب السعادة فريق الوحدة في المجموعة الأولى بجانب الأهلي السعودي والشرطة العراقي والاستقلال الإيراني، بينما يلعب الفرسان شباب الأهلي في المجموعة الثانية وتضم إلى جانبه الهلال السعودي وباختاكور الأوزبكي وشهر خودور الإيراني، فيما يلعب البطل الشارقة ضمن المجموعة الثالثة بجانب الدحيل والتعاون السعودي وبيرسبوليس الإيراني، أما الزعيم العيناوي فيلعب في المجموعة الرابعة مع النصر السعودي والسد وسباهان الإيراني.

ويستهل الوحدة مشواره بمواجهة الأهلي السعودي على استاد آل نهيان يوم 10 فبراير الجاري، بينما يلعب شباب الأهلي في الجولة الأولى خارج القواعد، ويخوض مواجهة من العيار الثقيل على ملعبه أمام الهلال السعودي في الجولة الثانية يوم 17 فبراير، ويستهل الشارقة مبارياته بمواجهة التعاون السعودي في الإمارة الباسمة يوم 11 فبراير، فيما يبدأ العين مشواره في البطولة يوم 11 فبراير الجاري بمواجهة سباهان الإيراني على استاد هزاع بن زايد.

العوضي: حان الوقت لتغيير العقلية

أكد الدكتور أحمد العوضي المحلل الفني، أن الحضور الجماهيري يتطلب تحركاً من الأندية المعنية بجانب تعاون اتحاد الكرة ورابطة المحترفين، مشيراً إلى أن هناك العديد من الحلول التي قد تساهم في زيادة الحضور للمدرجات منها الاستفادة من أكاديميات الكرة بالأندية، وطلاب المدارس، والجاليات.

وقال العوضي: الأندية مطالبة بتحفيز جماهيرها بشكل أكبر وتوفير عوامل جذب من أجل زيادة الحضور للمدرجات، خاصة في مباريات الآسيوية، كونها مباريات استثنائية تتطلب الاستفادة من عامل اللعب على الأرض، فمن الممكن الاستعانة بحضور الطلبة الأكبر سناً أو لاعبي الأكاديميات من المراحل السنية الأكبر كون المباريات تقام مساءً، بالإضافة إلى ضرورة الاستفادة من الجاليات المقيمة كونها نسيجا رئيسا في المجتمع ويجب تشجيعهم وعائلاتهم على حضور مثل تلك المباريات وتخصيص مكافآت وجوائز ذات قيمة، ما يشجع على الحضور، فضلاً عن إمكانية الترويج لذلك عن طريق دعوة سفراء وقناصل الدول المختلفة أو أحد النجوم والمشاهير في السوشيال ميديا والإعلان عن ذلك في وسائل الإعلام الخاصة بتلك الجاليات.

وأضاف المحلل الفني: حان الوقت لتغيير العقلية لأن ميزة اللعب على الأرض وبين الجمهور غائبة بالفعل عن مباريات أنديتنا في الآسيوية، ورأينا مباريات كثيرة خسرتها أنديتنا ليس فقط بسبب المستوى الفني، وإنما كذلك لعدم وجود الروح والتحفيز من المدرجات نتيجة الغياب الجماهيري، موضحاً، أن أندية عدة تطلق تصريحات عن رغبتها في احتلال أحد مراكز المربع الذهبي في دوري الخليج العربي كل موسم للمشاركة في الآسيوية ولكنه للأسف حديث للاستهلاك فقط، لأنه عندما يشارك النادي في البطولة القارية نرى أمراً مختلفاً، ومشاركة لمجرد المشاركة وليس للمنافسة أو التواجد في الأدوار النهائية.

الحوسني: طموح النادي مؤشر للجماهير

قال إبراهيم الحوسني مشجع الوحدة، إن أحد الأسباب التي قد تؤدي إلى عزوف الجماهير عن الحضور للمدرجات في مباريات البطولة الآسيوية عدم الاهتمام من جانب الأندية بالبطولة سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، مشيراً إلى أن طموحات النادي في البطولة القارية وإعلانه عن ذلك يعطي مؤشراً واضحاً للجماهير عن مدى الاهتمام بالبطولة وسعيه للمضي فيها قدماً من أجل المنافسة على اللقب من عدمه.

وأضاف المشجع الوحداوي: «طموح النادي المشارك في البطولة ينعكس بالطبع على جمهوره الذي يشعر بذلك بلا شك، فإذا شعر الجمهور أن النادي يسعى للذهاب بعيداً في البطولة الآسيوية ولديه الحافز من أجل اللقب ووضع عينه على المنافسة منذ الانطلاقة الأولى، ستحضر الجماهير بشكل مكثف، أما إذا لم شعرت بعكس ذلك وجاءت تصريحات إدارة النادي والأجهزة الفنية مخالفة للطموحات والاحلام، ينعكس ذلك بالسلب على الجمهور ويغيب عن المدرجات».

توقيت

وتابع الحوسني: توقيت مباريات بطولة دوري أبطال آسيا في غاية الأهمية ويؤثر على الحضور خاصة وأنها تقام دائماً في منتصف الأسبوع والجمهور لديه «دوام»، وهناك مشجعون تكون طبيعة عملهم في إمارات أخرى وهو أمر صعب بكل تأكيد.

كما لفت الحوسني إلى أن الأندية المشاركة في النسخة الحالية تملك القاعدة الجماهيرية الكبيرة التي تجعل جماهيرها تساندها في المباريات، مبيناً أن الوحدة في تحسن مستمر على صعيد المستوى الفني والنتائج رغم خروجه من البطولات المحلية، إلا أن الوضع سيكون مختلفاً في دوري أبطال آسيا كونها البطولة الوحيدة المتبقية للفريق.

حرصا على تعميم الفائدة ننشر لكم صفحات البيان المخصصة بنظام " بي دي إف  "ولمشاهدتها يكفي الضغط هنا

Email