كرونو..«النصــر» في 100 يوم

فرحة طاغية بعد التتويج باللقب الأول مع العميد | تصوير: سالم خميس

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يتوقع أكثر المتفائلين في بداية الموسم، أن يحقق النصر لقباً قبل نهاية الدور الأول، ويصل إلى المركز الثالث، ويخرج بمجموعة مكاسب فنية، بعد الانطلاقة غير الموفقة في الجولات الثلاث الأولى، التي لم يحصد فيها إلا نقطة واحدة من أصل 9 ممكنة، وعلامة ضعيفة على مستوى الأداء.

البحث عن عوامل النجاح لا يتطلب اجتهاداً كبيراً، ونقطة التحوّل الوحيدة، تتمثل في الكرواتي كرونوسلاف يورتشيتش، الذي ينهي بعد غد 100 يوم الأولى على تعيينه مدرباً للنصر، خلفاً للبرازيلي كايو زاناردي في 13 أكتوبر الماضي.

5

ورغم قصر المدة التي تولى فيها كرونو تدريب العميد، إلا أنه نجح في قيادته إلى عزف «سمفونية النصر» أمام شباب الأهلي، وتتويجه بكأس الخليج العربي للمرة الثانية في تاريخه، وقاده للمركز الثالث في دوري الخليج العربي، قبل جولة واحدة من نهاية الدور الأول، إضافة إلى 5 مكاسب أخرى، أولها، إعادة الثقة إلى اللاعبين، ورفع معنوياتهم عقب سلسلة من النتائج السلبية، وإعادة الفريق إلى سكة الانتصارات، بعد شهرين لم يذق خلالها طعم الفوز، وإنعاش حظوظ النصر في المنافسة على لقب الدوري، وتحسين المنظومة الدفاعية، حتى أصبح النصر ثالث أفضل دفاع في الدوري، بعد أن كان أحد أسوأ خطوط الدفاع، ونجح المدرب الكرواتي في تكوين فريق متجانس، وفي استثمار إمكانات البرتغالي توزي، حتى حوّله من لاعب غير مرغوب فيه من قبل الجماهير، إلى لاعب مقاتل متألق، يشكل القلب النابض للفـريق.

أهم ما يميز كرونو، هو التفاؤل والثقة بالنفس، قبل كل مباراة يعلن التحدي، ويؤكد أن النصر قادر على هزيمة أي فريق في الإمارات، ورغم توليه مهمة تدريب الفريق في ظروف صعبة، إلا أنه كان واثقاً بتغيير الصورة التي ظهر عليها العميد في بداية الموسم، وقيادته إلى تحقيق إنجاز مهم، لما لمسه من رغبة قوية لدى اللاعبين، وقـال: كنت أعلم أنني جئت لتدريب فريق عريق، وصاحب تاريخ كبير في كرة الإمارات، وأعلم أن سقف طموحه عالٍ دائماً، ويملك رغبة قوية في المنافسة على كل البطولات، وأعرف أن هذا الطموح تحوّل في ما بعد إلى ضغط، ولكنه تحدٍّ كبير بالنسبـة لي، إنه جزء من طبيعة عملي، لقد جئت إلى النصر من أجل تحقيق إنجازات كبيرة، ولن أبحث عن الأعـذار.

هدف

وأضاف: مهمتي الأولى كانت إعادة الثقة بالنفس إلى اللاعبين، خطوة خطوة، ويوماً بعد آخر، بدأنا نؤدي بشكل جيد، وتحسين الجانب النفسي، وكنت واثقاً بقدرتي على بث الطاقة الإيجابية في نفوس اللاعبين، أنا على تواصل معهم بشكل يومي، وأتحدث معهم لبذل قصارى جهودهم لتطوير الأداء، وتوظيف كل طاقاتنا من أجل مصلحة الفريق، كنا نتناقش حول كل الصعوبات والنقاط الإيجابية والسلبية، مع مرور الوقت، كسبنا ما كنا نراهن عليه، استعادة الثقة وتحسن النتائج، والآن نحن على ثقة بأن فريقنا بإمكانه هزيمة أي فريق في الدوري، وهذا أمر مهم، وخطوة إيجابية بالنسبة لنا.

وكشف المدرب عن سر سعادته الكبيرة عقب التتويج بكأس المحترفين، بقوله: « لعبنا مباراة جيدة وقوية، وحققنا لقباً طال انتظاره، ولذا، نحن في قمة السعادة، خاصة أن ما تحقق ثمرة عمل طويل وجهد مبذول من الجميع، سواء من لاعبين أو جهاز فني أو إدارة لنادي النصر في الشهور الأخيرة، والتي عمل فيها الجميع على قلب رجل واحد، لإعادة (العميد) إلى المسار الصحيح ومنصات التتويج».

وعن إمكانية تطلع النصر لدرع دوري الخليج العربي، بعد القفزات المهمة التي حققها الفريق مؤخراً، سواء على صعيد النتائج وتحسن ترتيبه في الدوري، قال كرونسلاف: «من المبكر التفكير في الدوري، لأن المسابقة والظروف مختلفة، ونحن حققنا نتائج جيدة في الفترة الأخيرة، وتحسن ترتيبنا، ونجحنا في التتويج بكأس الخليج العربي، ولكني ما زلت مصراً، أنني لا أملك عصا سحرية لتحقيق نتائج جيدة، فنحن نحتاج إلى الكثير من العمل والجهد حتى نصبح أفضل، والتعامل مع كل مباراة على حدة، وبعدها نرى أين يمكن أن نصل في مشوارنا بالدوري».

دعم معنوي

وعن احتياجات النصر في فترة القيد الشتوي الحالية، قال: «عليّ أولاً أن أتكلم مع إدارة نادي النصر، لمعرفة ما يمكن عمله لتدعيم الفريق، ولتقديم الإضافة خلال الفترة المقبلة، وبالتالي، هو أمر لا أستطيع الحديث عنه الآن، وعلينا فقط الاحتفال مع اللاعبين والجماهير بإنجاز الكأس، وبعدها نفكر في المستقبل، والمنافسة في دوري الخليج العربي».

وشدد كرونـو، الذي يمتد عقده لموسمين مع العميد، على أهمية الجانب المعنوي، والتركيز في عمله على تحويل الإحباط إلى مصدر قوة، مشيراً إلى أنه نجح في ذلك بفضل ما وجده من حماس ومساعدة اللاعبين أصحاب الخبرة له، وفي مقدمهم الكابتن الإسباني ألفارو نيغريدو، وقال: عندما أتيت، كنا نمتلك نقطة واحدة في رصيدنا، والمعنويات منهارة بسبب ذلك، وبدأنا بإعادة الثقة، حتى نرفع سقف الطموحات، وجعل اللاعبين يقاتلون في الملعب بعزيمة أكبر، أعرف ثقافة النصر، والطريقة التي يلعب بهـا سابقاً، كان يعتمد على التمريرات والاستحواذ، ولكن لتحقيق الفوز، يجب القتال في الملعب، وهو يملك هذه النوعية من اللاعبين، وشيئاً فشيئاً، جاءت النتائج التي كنا نتطلع لها.

Email