كرة القدم العربية في كأس العالم.. الملف المسكوت عنه منذ «مونديال» إيطاليا 1934 (03-02)

نجوم العرب في أوروبا.. «نسمع جعجعة ولا نرى طحناً»

ت + ت - الحجم الطبيعي

لمشاهدة الحلقة الثانية من ملف "84  سنة من الخيبة.. كرة القدم العربية أحلام "شاخت" في كأس العالم" بصيغة الــ pdf اضغط هنا

 

 

ليس هناك أنسب من تساؤل «ما لي أسمع جعجعةً ولا أرى طحناً»، ليكون مطابقاً ومعبراً بدقة عند وصف حال عشرات «النجوم» العرب الذين ينشطون في مختلف الدوريات الأوروبية لكرة القدم، «نجوم» أصموا أسماعنا بصيتهم وسمعتهم في ملاعب أنديتهم في القارة العجوز، تصل إلينا أخبارهم، نشاهد مبارياتهم، الكثير منهم يقدمون مستويات باهرة مع فرقهم في غالبية المباريات، ولكن عندما يرتدون قمصان منتخبات بلدانهم في نهائيات كأس العالم، تختلف الصورة كثيراً، وتصبح شهرة العشرات منهم، ليست أكثر من صخب، تماماً كما هي دلالة «ما لي أسمع جعجعة ولا أرى طحناً»، وهذه هي العلة الخطرة التي نسلط الأضواء الكاشفة عليها في الحلقة الثانية من ملفنا المسكوت عنه منذ «مونديال» 1934 في إيطاليا، «84 سنة من الخيبة.. كرة القدم العربية.. أحلام شاخت في كأس العالم».

معيار حقيقي

بكل تأكيد، نحن لا نريد تعميم حالة تدني الأداء وقلة العطاء لغالبية «نجوم» الكرة العربية الناشطين في الدوريات الأوروبية، عندما يمثلون منتخبات بلدانهم في الاستحقاقات الكبرى، خصوصاً في كأس العالم التي يشكل ظهورهم فيها معياراً حقيقياً لقياس مدى تأثيرهم، ودورهم الحاسم في ترجيح كفة منتخبات أوطانهم في مباريات «المونديال» تحديداً.

تشخيص دقيق

وحتى يكون النقد وجيهاً، والكلام موضوعياً، والتشخيص دقيقاً، اخترنا النسخة الأخيرة من كأس العالم التي أقيمت في روسيا 2018، وشهدت مشاركة 4 منتخبات عربية للمرة الأولى في تاريخ الظهور العربي على مسرح نهائيات «المونديال»، وهي منتخبات السعودية ومصر والمغرب وتونس، لتكون تلك النسخة ميداناً لمعرفة مدى فاعلية احتراف عدد كبير من «نجوم» 3 منتخبات حصراً في الدوريات الأوروبية «السعودية ليس لديها محترف واحد في أوروبا»، وحساب تأثير أولئك «النجوم» في مشاركتهم مع منتخبات بلدانهم في «مونديال» روسيا، وبالتالي في مجمل صورة الحلم العربي في كأس العالم.

مقارنة فنية

ولنأخذ المصري محمد صلاح نجم ليفربول الإنجليزي، والتونسي وهبي الخزري نجم سانت ايتيان الفرنسي، والمغربي يوسف النصيري نجم ليغانيس الإسباني، عينة لعقد مقارنة فنية موضوعية عن حجم تأثير كل منهم مع منتخب بلاده في «مونديال» روسيا، ونسبة الفارق الإيجابي الذي أحدثه، وبما يتوافق مع مستوى أمنيات الجماهير العربية من المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي.

ركلة جزاء

ووفقاً للغة الأرقام، فإن صلاح لم يُسهم بالقدر الكافي في تطوير أداء ونتائج منتخب بلاده، حيث لم يمنع «مو» تجرع منتخب مصر مرارة الهزيمة في جميع مبارياته أمام الأوروغواي وروسيا والسعودية، واكتفى بتسجيل هدفين، أحدهما من ركلة جزاء في الدقيقة 73 من زمن مباراته مع روسيا، هدف لم يغنِ عن هزيمة بالثلاثة، ولم يسمن من سوء أداء عام لـ«الفراعنة»!

هدفان فقط

أما الخزري، فلم يكن أفضل حالاً من شقيقه صلاح، وحاول فعل شيء كبير، لكنه اكتفى بتسجيل هدفين فقط لمصلحة منتخب تونس، لم يحدثا نقلة ملموسة في وضع «نسور قرطاج» الذين ودعوا «مونديال» روسيا من دور المجموعات، كما هي حال «الفراعنة» و«الأخضر» السعودي!

مؤشر التأثير

ولم تختلف درجة التأثير كثيراً مع النصيري الذي «خفض» مؤشر الأمل به إلى مستوى أدنى من شقيقيه صلاح والخزري، بتسجيله هدفاً يتيماً من ثنائية تعادل منتخب بلاده المغرب مع إسبانيا، هدفاً لم يحل دون خروج «أسود الأطلسي» من الدور الأول لـ«مونديال» روسيا!

«عينة» المقارنة

ومن خلاصة «عينة» المقارنة أعلاه، يتبين أن النتيجة تشير إلى تضاؤل الأثر وقلة الفاعلية التي ظهر عليها أبرز «نجوم» العرب في النسخة الأخيرة من كأس العالم، ليودع الرباعي العربي «مونديال» روسيا من دور المجموعات رغم وجود «كوكبة» كبيرة من «النجوم» الذين يملؤون ملاعب «القارة العجوز»، جعجعة لم نرَ منها طحناً مع منتخبات الأوطان!

خــلــت تشـــكــيلة المنتخب السعودي الأول لكرة القدم خلال مشاركته في «مونديال» روسيا 2018 من أي لاعب محترف في أي من الدوريات الأوروبــية، إذ اكتفى لاعبو «الأخضر» باللعب في دوري بلادهم، ما عدا تيسير الجاسم الذي احترف مع النصر الكويتي، واحتل المنتخب السعودي المركز 26 مـــن 32 منــتخباً شاركت في «المونديال».

 

مودريتش.. دموع من أجل كرواتيا

رئيسة بلاده احتضنته باكية، أبوه ذرف دموعاً ساخنة، الجماهير وقفت تهتف باسمه، مودريتش مودريتش، إلا هو، وقف نجماً متلألئاً، حبس دموعه، وكأن لسان حاله يردد: لتكن الدموع والتصفيق من أجل كرواتيا.

لوكا مودريتش «أيقونة» كرة القدم الكرواتية، ومقاتلها الأشرس في ملاعب «الساحرة المستديرة»، أحدث فارقاً حاسماً، وأثراً أكثر حسماً عندما ارتدى قميص منتخب بلاده، ليس في كأس العالم بنسختها الأخيرة في روسيا 2018 فحسب، بل في جميع البطولات.

مودريتش أثبت ليس بدموع أقرب المقربين إليه، أبيه «ستيب»، ولا بحضن رئيسته كوليندا فحسب، بل من خلال الميدان، أنه «فريق كامل» سواء مع فريقه مصدر لقمته، ريال مدريد الإسباني، أو مع منتخب كرواتيا.

باختصار، مودريتش، أنموذج راق للاعب المحترف الذي يُبدع في كيفية استثمار خبرات احترافه في المكان «الصحيح»، مودريتش ابن بلد ليس فيه دوري شهير، ولا نجوم كثر، ربما لا يعرف الكثير منا شيئاً مهماً عن الدوري الكرواتي أبعد من اسمه، حتى مودريتش نفسه لم يعرفه العالم إلا بعدما جرب الاحتراف، ولعب في أوروبا، القارة التي يحترف في دورياتها الشهيرة عشرات «النجوم» العرب، ولكن الفارق كبير!

بكل تأكيد، نحن هنا لا نقارن بين ظروف احتراف مودريتش، وطبيعة احتراف «نجوم» العرب في الدوريات الأوروبية، الأحوال مختلفة، والتفاصيل شتى، إلا أن هناك حقيقة لا تستنكر عقد المقارنة، وهي أن فكرة الاحتراف، واحدة كمفهوم قابل للتنفيذ، وجني الثمار منها متاح، سواء تم تطبيقه في أوروبا، آسيا، أفريقيا أو في أي قارة من الكرة الأرضية.

ولو انطلقنا من حقيقة «وحدة فكرة الاحتراف» في كل أرجاء العالم، وجعلناها مقياساً لتقييم مخرجات احتراف مودريتش، وخلاصة احتراف «نجوم» العرب المنتشرين في دوريات أوروبية شهيرة، في مقدمتها، الدوري الإسباني الذي ينشط فيه مودريتش، لتوصلنا إلى حقيقة تفيد بأن النجم الكرواتي قد استفاد وأفاد، استفاد من «نعيم» الاحتراف، وأفاد منتخب بلاده، حتى أوصل كرواتيا إلى وصافة بطل العالم، فيما استفاد «نجوم» العرب ولم يُفيدوا، وهذا وفق الأرقام والحقائق التي أفرزتها مشاركة مودريتش و«نجوم» العرب في «مونديال» روسيا 2018!

 

المصري عبدالحفيظ:

«الساحرة المستديرة» ليست لعبة تنس

حرص سيد عبدالحفيظ نجم كرة القدم المصرية المعروف، على أن يكون حوارنا معه وسط الملعب، ربما لارتباطه العميق بملاعب «الساحرة المستديرة»، أو لأنه أراد أن يكون لكلماته صدى ميداني مسموع في شأن عربي وصفه هو بـ«المهم» ليس له فحسب، بل لعموم الشعب العربي، أو لأنه أراد إثبات رؤيته بأن كرة القدم ليست لعبة تنس مثلاً!

فإلى تفاصيل الحوار مع سيد عبدالحفيظ نجم و«كابتن» منتخب مصر السابق..

350 مليوناً

لماذا تبدو محصلة كرة القدم العربية في كأس العالم، غير مقنعة؟

يتردد قليلاً، أعتقد أن الخوض في موضوع بهذا الوزن، يبدو أمراً مهماً، لارتباطه بأحلام أكثر من 350 مليون عربي، كرة القدم بالنسبة لنا كعرب، أصبحت شيئاً مهماً، وكل ما ينتج عنها، صار مؤثراً، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بكأس العالم، كرة القدم لعبة جماعية، ليست مثل لعبة التنس مثلاً، كرة القدم تتطلب باستمرار خطة شاملة، وعملاً جماعياً لا فردياً لبلوغ الأهداف المنشودة، لذلك، تبدو محصلة كرتنا العربية في كأس العالم، غير مقنعة، ولا مرضية لغالبية الشعب العربي.

 

وكيف ترى حجم إسهام «النجوم» العرب الذين يحترفون أوروبياً، مع منتخبات بلدانهم في كأس العالم؟

يضم كفيه إلى بعضهما، «بص»، «النجم» لا يستطيع بمفرده تحقيق هدف كبير مع منتخب بلاده مهما كانت شهرته دون تضافر جهود أطراف أخرى في منظومة العمل، نعم، شخصية وفكر «النجم» يتحكمان إلى حد كبير في كيفية تحقيق الحلم العربي في كأس العالم، لكن «النجم» الشهير ليس هو كل شيء، لدينا «نجوم» حققوا أهدافاً كبيرة مع فرقهم في أوروبا، لكن اختلاف بيئة الإبداع، تحول دون تحقيق نفس الأهداف مع المنتخب.

 

إلى أي حد أنت مقتنع بحصاد كرة القدم العربية في نهائيات كأس العالم؟

حصادنا كعرب في كأس العالم طوال 84 عاماً، ليس على مستوى الطموح، وهذا ناتج عن أسباب عدة، منها شخصية وثقافة اللاعب العربي، وأهدافه من المشاركة في بطولة كبرى، ومدى توفر خطة جماعية وليس فردية، بمعنى آخر، خطة أمة وشعب، لأن الهدف كبير يتجاوز مهمة الوصول للنهائيات، نحن هنا نتحدث عن هدف أبعد من الدور الثاني الذي بلغته 3 منتخبات عربية سابقاً.

 

نمط خاص

هل يتطلب اللعب في كأس العالم، نمطاً معيناً من التعامل مع مباريات البطولة؟

بسرعة، نعم، اللعب في كأس العالم، يتطلب فعلاً نمطاً معيناً وخاصاً من التعامل مع مباريات البطولة، ولا بد من ذلك، لأن غالبية المنتخبات العربية تفرح، وتشعر أنها حققت إنجازاً عندما تصل للنهائيات، لكنها قد لا تفكر بتحقيق هدف أبعد من ذلك، لأنها تواجه منتخبات عريقة في كأس العالم، ولديها نجوم يجيدون فن التعامل مع بطولة شاقة، ولهذا، أستبعد تحقيق إنجاز عربي أبعد من الدور الثاني على الأقل في السنوات الـ10 المقبلة في ظل عدم وجود نمط خاص من التعامل يستند إلى خطة بعيدة المدى لبلوغ ذلك الهدف الكبير.

 

هل تعتبر احتراف اللاعب العربي في الدوريات الأوروبية، نعمة أم نقمة على الكرة العربية؟

يصمت قليلاً، بكل تأكيد هو نعمة للكرة العربية، كونه يرفع سقف طموحات اللاعب العربي مع منتخب بلاده، لكنني أتحفظ على بعض التفاصيل عند المقارنة بين مستوى اللاعب مع فريقه الأوروبي ومنتخب بلاده، لا بد من الأخذ بعين الاعتبار أن هناك «إشكالية» تتلخص في مدى توفر البيئة المناسبة، والظروف المساعدة التي تعين اللاعب على تقديم الأداء المرجو منه مع المنتخب، أعتقد أن مشكلة الكرة العربية تكمن في مستوى ثقافة وشخصية اللاعب، وفي عدم وجود خطة طويلة الأمد.

 

 

الكويتي عقلة: علّتنا في تردّي ثقافة المنظومة

أحسست أن لقبه «الماكر» عندما كان يلعب مع منتخب بلاده، ما زال ملاصقاً لاسمه، عادل عقلة نجم كرة القدم الكويتية المعروف، صال وجال في لقائنا معه، وكان واضحاً في تحديد علة الكرة العربية في مشوارها في كأس العالم، اختصر كل العلاجات، بقوله: أرى أن العلة الأخطر التي تحول بين الكرة العربية وبين تحقيق إنجاز أبعد من بلوغ الدور الثاني في كأس العالم، تكمن في تردي ثقافة منظومة العمل بكامل حلقاتها، اللاعب، الاتحاد، الإداري، المدرب، الجمهور، وكل من له علاقة بـ«الساحرة المستديرة».

نوع الثقافة

ويوضح عادل عقلة النجم السابق للمنتخب الكويتي: لا شك أن النتيجة الإجمالية للكرة العربية في نهائيات كأس العالم، تعتبر مخيبة، وهذا ناتج في الأساس عن تردي مستوى ونوع ثقافة منظومة العمل في كرة القدم العربية، الاتحاد، اللاعب، المدرب، الإداري، الجمهور، وحتى الإعلام الرياضي، وكل مَن له علاقة بشؤون كرة القدم.

ويضيف: انظر إلى طريقتنا في التعامل عندما يتأهل أي منتخب عربي إلى نهائيات كأس العالم، نجعل من اللاعبين والمدربين والإداريين أبطالاً، المكافآت تنهال، التغطيات الإعلامية تتوسع بشكل مبالغ فيه، رغم قناعتي بأن التأهل إلى النهائيات نتيجة كبيرة، وتنعكس إيجاباً ليس على المنتخب الوطني فحسب، بل على الوطن بأكمله، ولكن ليس إلى حد أننا نكتفي بذلك التأهل ونعتبره إنجازاً!

مرحلة مهمة

ويواصل: لا بد من تثقيف كل مَن له علاقة بكرة القدم بأن التأهل ليس أكثر من بلوغ مرحلة مهمة من الحلم، علينا أن نتبعها بمراحل تفكير جاد وعمل متواصل لبلوغ مرحلة أخرى، ولكن هذا للأسف الشديد لم يحدث، وأعتقد أنه لن يحدث على المدى المنظور طالما بقيت نفس العقلية ونفس التفكير في طريقة العمل!

وأضاف: لا بد من رفع مستوى تفكير منظومة العمل في الكرة العربية، لا مفر من جعل تطوير الكرة العربية، مشروع وطن وواجب حكومات، وإدراك أن أسلوب أداء اللاعب العربي المحترف في أوروبا مختلف عنه في المنتخب.

 

 

التونسي بيه: متأخرون ولا نجيد البناء المستدام

«البرنس»، كأنه اشتق من لقبه الأنيق هذا يوم كان لاعباً بارعاً، دقة التحليل وصواب النقد وجمال الرؤية، لم لا، وزبير بيه النجم الشهير لكرة القدم التونسية، قد صال وجال مع «نسور قرطاج» في «مونديالي» فرنسا 1998، واليابان وكوريا الجنوبية 2002، ولا غرابة في أن يرى أن كرة القدم العربية تعيش بالمجمل العام وضعاً متأخراً، ولا يجيد القائمون على شؤونها كيفية البناء المستدام.

ويقول زبير بيه النجم السابق للمنتخب التونسي: الوصول إلى نهائيات كأس العالم ليس كافياً، وقد يكون ذلك مرضياً إلى حد ما حتى «مونديال» إيطاليا 1990، حيث كانت الهواية سائدة في أجواء كرة القدم العربية، ولكن بعد تطبيق الاحتراف بشكل موسع، صارت المحصلة دون مستوى الطموح العربي، خصوصاً مع تكرار التأهل إلى النهائيات منذ «مونديال» فرنسا 1998، وفي ظل وجود لاعبين عرب محترفين في دوريات أوروبية كبيرة.

تغليب العاطفة

وما هي أسباب تدني محصلة الكرة العربية في كأس العالم، أسأل بيه فيجيب: الأسباب كثيرة، منها، تأخرنا كثيراً عن الركب الأوروبي، وعن قافلة منافسينا المباشرين في أفريقيا وآسيا، نحن لا نجيد البناء المستدام بطريقة صحيحة، برامجنا وخططنا ومشاريعنا لا تتسم بكونها ذات طبيعة استراتيجية، بمعنى طويلة الأمد، خططنا في الأغلب الأعم ترتبط بشخصية رئيس الاتحاد أو المسؤول الرياضي الأعلى وليس عملاً مؤسسياً، عدم الاستفادة من تجارب الآخرين، انتشار ثقافة الهدم بدل البناء، تغليب العاطفة على العقل في كيفية التعامل مع «النجوم»، ولهذا وغيرها من الأسباب، جاءت محصلة كرتنا العربية في كأس العالم دون مستوى الطموح!

4 مواسم

وعن رؤيته لمخرجات الاحتراف العربي في أوروبا، وهو الذي لعب 4 مواسم في الدوري الألماني، أجاب بيه: بصورة عامة، احترافنا المحلي غريب وآليات تطبيقه أكثر غرابة، أما احتراف «نجومنا» العرب في الدوريات الأوروبية، فإن محصلته غير مقنعة، ربما بسبب أسلوب التعامل مع «النجوم»، ما أدى إلى ارتباك واضح في مشهد العمل العام سواء في اتحادات اللعبة أو على صعيد المنتخبات، ما انعكس سلباً على نتائج الكرة العربية في كأس العالم.

 

المغربي بويبود: عمل 6 أشهر لا يصنع إنجازاً عالمياً

يفخر كثيراً بكونه أحد نجوم المنتخب المغربي الذي لعب في نهائيات «مونديال» أمريكا 1994، مجيد بويبود، صنف «الحلم العربي» في كأس العالم إلى صنفين، الأول من «مونديال» إيطاليا 1934 حتى «مونديال» فرنسا 1998، وفيه اقتصر حلم كرة القدم العربية على اقتناص بطاقة التأهل إلى النهائيات من دون التخطيط جدياً لتحقيق إنجاز كبير، والثاني من «مونديال» اليابان وكوريا الجنوبية 2002 حتى «مونديال» روسيا 2018، وفيه دخل «الحلم العربي» في معترك مختلف، اسمه الاحتراف، ويصر على أن عمل 6 أشهر لا يصنع إنجازاً غير مسبوق للكرة العربية في كأس العالم.

مراحل عدة

ويوضح بويبود النجم السابق للمنتخب المغربي: وضع كرة القدم العربية في كأس العالم، مر بمراحل عدة، ولعل أبرزها مرحلة البداية، والثانية التي شهدت «تغول» الاحتراف وانعكاساته سواء الإيجابية أو السلبية، والأمور تغيرت كثيراً في ظل الاحتراف سواء الداخلي أو الخارجي، وأصبح هناك فكر وثقافة وشخصية من المفترض أن تكون لها مخرجات عالية الجودة على منتخباتنا العربية خلال مشاركاتها في نهائيات كأس العالم.

وعن رؤيته للأسباب التي تحول دون تحقيق المنتخبات العربية إنجازاً كبيراً في كأس العالم، لخص ذلك بقوله: أكيد هناك أسباب، أهمها نوعية عملنا وتخطيطنا للبطولة، هل هناك خطة طويلة الأمد؟، هل هناك تعاطٍ خاص يتوازى مع أهمية كأس العالم؟، لنعترف بأننا نفتقد البرمجة والتخطيط والفكر طويل الأمد، وغالباً ما تأتي جهودنا بعد خطف بطاقة التأهل للنهائيات، بمعنى، عمل مرحلي قد لا يتجاوز 6 أشهر، وهذا لا يصنع إنجازاً غير مسبوق في بطولة بقيمة كأس العالم!

نجم أوحد

وبشأن مردود احتراف اللاعب العربي أوروبياً، على المنتخبات الوطنية، أجاب مجيد بويبود: لا أرى فائدة كبيرة من احتراف اللاعب العربي في أوروبا من دون تأسيس آلية احترافية تفضي إلى حتمية التجانس بين «النجوم» وكافة لاعبي المنتخب لتقديم الأداء القوي الذي يقود إلى نتيجة غير مسبوقة في كأس العالم، مع التأكيد أن النجومية لا تعني أن يكون هناك «نجم» أوحد يتحمل كامل مسؤولية تحقيق الأهداف الكبيرة، بقدر ما أنها تعني نجومية منتخب بكامل لاعبيه أو على الأقل، غالبية عناصره، مع الأخذ بنظر الاعتبار اختلاف بيئة اللعب بين فريق اللاعب في أوروبا ومنتخب بلاده.

 

 

لمتابعة الحلقة الأولى:

ـــ 84  سنة من الخيبة.. كرة القدم العربية.. أحلام «شاخت» في كأس العالم

لمشاهدة الحلقة بــ  " بي دي إف  "  الضغط  هنا

Email