معادلة معقدة في دورينا

مهاجمونا.. أهداف شحيحة والمنتخب يدفع الثمن

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يعد خافياً على المتابعين لدوري الخليج العربي تقلص فرص مشاركة اللاعبين المواطنين وبشكل خاص في الخطوط الأمامية بعد أن استحوذ المحترفون الأجانب على كل فرص المشاركة فيها بمعظم فرق الدوري، ما حول الأمر إلى ظاهرة يدفع ثمنها المنتخب الوطني من الناحية الفنية.

ومع مرور 7 جولات من الدوري فإن كل المؤشرات تذهب ناحية المحترف الأجنبي كخيار أول وثانٍ لدى معظم الفرق ما حمل معه اختفاء بصمة المهاجم المواطن.

وحتى عهد قريب قدم الدوري العديد من المهاجمين المواطنين الأقوياء، الذين نالوا قدراً كبيراً من النجاح والشهرة على المستوى الإقليمي والقاري والدولي.

وقادوا منتخبنا لتحقيق الانتصارات ، قبل أن تشهد السنوات الأخيرة تراجعاً واضحاً ومخيفاً في تقديم مواهب جديدة في مركز قلب الهجوم، خاصة مع تنامي رغبة الأندية الكبيرة في التعاقد مع مهاجمين أجانب وإهمال المهاجم المواطن الذي أصبح أسيراً لدكة الاحتياط.

وانعدمت فرصته في إثبات ذاته ، إلا في تجارب لا يتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة وأبرزها علي مبخوت «الجزيرة» وأحمد خليل «شباب الأهلي».

وهذا الأمر عاد سلباً على منتخبنا الذي ظل يعتمد خلال السنوات الأخيرة على لاعبين فقط في هذا المركز هما مبخوت وخليل، الأمر الذي ينذر بمستقبل مظلم في ظل انعدام الرؤى وتلاشي آفاق المعالجة مع استمرار هيمنة المهاجم الأجنبي، وبقاء المهاجم المواطن متفرجاً يندب حظه على دكة البدلاء، دون أمل في الحصول على فرصة.

قراءة للتاريخ

وبالعودة قليلاً للوراء نجد أن دوري الإمارات قدم على مر تاريخ المسابقة العديد من المهاجمين البارزين والذين نالوا الشهرة والنجاح.

بينما يحدث الآن تراجعاً واضحاً في تقديم مواهب جديدة في هذا المركز، وأكبر دليل على ذلك المصاعب الكبيرة التي يعيشها المنتخب الأول في السنوات الأخيرة، الأمر الذي دفع بالأجهزة الفنية إلى التعويل على لاعبين دوليين يكونوا بدلاء في فرقهم أو الاستعانة بلاعبي خط الوسط أصحاب النزعة الهجومية لشغل مركز المهاجم.

وما يزيد من خطورة هذه الظاهرة عدم وجود أية مؤشرات في دورينا تفتح الآفاق أمام معالجة الأمر، بعد أن بحثت الأندية عن الحل السهل والمتمثل في التعاقد مع مهاجمين أجانب بينما تناقص طموح المهاجم المواطن في الحصول على فرصة وأصبح يلجأ إلى دوري 21 سنة للتعويض .

وبات المشهد محيراً خاصة في ظل صراخ الأجهزة الفنية للمنتخبات بسبب غياب المهاجمين وتأثير ذلك سلباً على كرة الإمارات،وأمام هذه المعضلة، كان لا بد من وقفة للتعرف إلى أبرز الصعوبات التي يعاني منها مهاجمونا المواطنون وتقييم الوضع والاستماع إلى وجهات نظر فنية لتشخيص القضية .

وبالنظر إلى لغة الأرقام، فإن المحترفين الأجانب رغم سيطرتهم شبه الكاملة على الهجوم إلى أنهم لم يسجلوا سوى ثلثي الأهداف.

بينما نجح اللاعبون المواطنون على قلة مشاركتهم في تسجيل الثلث الباقي وخلال 7 جولات للدوري، تم تسجيل 146 هدفاً، كان نصيب الأجانب منها 99 هدفاً مقابل 47 هدفاً للمواطنين ويعود الكثير منها لحلول فردية من لاعبين في مراكز أخرى غير الهجوم.

ظاهرة

وكسر فريق الجزيرة ظاهرة سيطرة الأجانب على خط الهجوم، من خلال منحه الفرص للاعب المواطن في وجود علي مبخوت وزايد العامري بالإضافة للاعبين في خط الوسط من أصحاب النزعة الهجومية مما انعكس على سجل الأرقام، وأجانب الجزيرة لم يسجلوا سوى هدف من 10 أهداف.

وتفوق الجزيرة على صعيد اللاعبين المواطنين ليس سببه غياب المحترفين الأجانب، فالفريق لديه البرازيلي كينو والمغربي باتنا وفي خط الوسط ثولاني من جنوب أفريقيا والصربي سانوفيتش.

وبجانب الجزيرة هناك 3 فرق كانت بصمة اللاعب المواطن فيها واضحة وهي شباب الأهلي « 8 أهداف للمواطنين و6 للأجانب»، والظفرة «4 اهداف للمواطنين و 2 للأجانب» وفي حتا «3 أهداف للمواطنين مقابل 4 للأجانب».

بصمة

وعلى العكس توجد 4 فرق استحوذ الأجانب فيها على تسجيل الأهداف منها فريقان لم يظهر فيهما أي لاعب مواطن في سجل الهدافين وهما كلباء « 8 أهداف للأجانب»، وخورفكان « 5 أهداف للأجانب»

كما تشابهت ارقام فريقا النصر وعجمان ففي «العميد» سجل الأجانب 8 أهداف من تسعة ، وفي« البرتقالي» سجل الأجانب 9 أهداف من 10.

محمد غراب: معدل مميز للمواطنين

أكد محمد مطر غراب المحلل الرياضي أن تسجيل اللاعبين المواطنين لثلث الأهداف في الدوري حتى الجولة السابعة، يعتبر معدلاً مميزاً في ظل ظروف صعبة، طغت فيها مشاركة اللاعبين الأجانب بعد زيادة العدد إلى 6 لاعبين، واتفق غراب في التأثير السلبي على المنتخب الوطني من تزايد عدد الأجانب، وبشكل خاص تركيز الفرق على مراكز الهجوم.

وقال: المعالجة صعبة، حيث إن تطوير وقوة الدوري مرتبط بوجود المحترفين الأجانب، وفي الوقت نفسه يؤثر ذلك على المنتخب، مشيراً إلى الهدفين «تطوير الدوري ورفد المنتخب بلاعبين جدد» يسيران في خطين متوازيين.

وأكد غراب أن النقلة خلال الاحتراف لا توازي الإمكانيات والميزانيات التي تُصرف، فالمستوى الفني لا يناسب القيمة المالية للدوري، وينعكس ذلك على المشاركات الخارجية.

واعترف غراب بأفضلية المستوى والعناصر من اللاعبين في سنوات سابقة على مستوى آسيا، مشيراً إلى أن تزايد عدد الأجانب سيكون له تأثير سلبي أكبر بالفترة المقبلة، مؤكداً أن الوضع الحالي فرض على المنتخب استدعاء لاعبين في عمر الـ 30 عاماً.معالجة

وأوضح محمد مطر غراب أن الأندية تبحث دائماً عن نتائج واستقرار، وتحرص على استقطاب اللاعبين الذين يحققون لها النتائج ولا تنظر للتأثيرات السلبية حتى وإن لم يشارك أي مهاجم مواطن، وفي عصر الاحتراف لا يمكن فرض شروط على الأندية فيما يخص التعاقد مع لاعبين في مراكز معينة.

كما يحدث في خانة حارس المرمى، وقال: الحلول تكمن في دراسة الوضع عبر مختصين وخبراء لديهم رؤية حقيقية تسهم في رفع مستوى الاحتراف وفي الوقت نفسه التوازن في منح الفرص للاعبين المواطنين من الموهوبين.

حسن سعيد: تطبيق نظام الإعارة الحل

اعترف حسن سعيد لاعب منتخبنا الدولي ونجم كلباء الأسبق، بصعوبة الوضع الحالي في دورينا بالنسبة للمهاجم المواطن، مشيراً إلى أن الأندية لا تعطي الفرصة المناسبة للاعبين المواطنين بسبب التعاقد مع المحترفين الأجانب، فتركيز معظم الأندية على التعاقد مع خط هجوم بالكامل من الأجانب.

وأشار إلى أن الحل الممكن هو تفعيل نظام الإعارة، لكي يستفيد اللاعب فنياً من مشاركته بالمباريات.

وقال: ادارات الأندية هي السبب في الوضع الحالي وليس المدربين، حيث يتم التركيز على المهاجمين فقط وصانع الألعاب وفي معظم الأندية نجد خط هجوم أجنبياً بالكامل ومعهم صانع الألعاب أيضاً.

وبالتالي لا مجال لظهور مهاجم مواطن في هذه الفرق أو حتى لاعب وسط صاحب نزعة هجومية، ويكتفي اللاعب المواطن في هذه المراكز بالجلوس في الاحتياط ليكون لاعب طوارئ.

وأكد حسن سعيد أن الحلول صعبة طالما العملية في النهاية احتراف،والنادي يفكر في مصلحته وقال: إن المتضرر هو المنتخب ويضطر الجهاز الفني لاختيار لاعبين بدلاء في فرقهم.

عبد الوهاب: المستفيد هو السمسار

نبه المدرب عبد الوهاب عبد القادر عميد المدربين في الإمارات، إلى خطورة الوضع الحالي بالنسبة للمنتخب الوطني، موضحاً أن المشاركة حالياً في مباريات الدوري متاحة لـ 6 لاعبين أجانب «أكثر من نصف الفريق»، وأوضح أنه ليس ضد المحترفين الأجانب، ولكنه ضد استقطاب لاعبين أقل مستوى من العناصر الوطنية، ويكون المستفيد في النهاية السمسار «على حد تعبيره».

وقال: التأثير السلبي على المنتخب لا يحتاج لشرح وفقاً للأرقام، وبسبب ذلك يكون اللاعبون البدلاء في فرقهم ضمن المنتخب بنسبة تتراوح بين 30 و40 % من التشكيلة.

وأضاف :سوء اختيارات الأجانب وراء تراجع المستويات ، بجانب أن لاعبين مواطنين محرومين من اللعب رغم أفضليتهم، وأطالب بمنح الفرص للاعبين المواطنين. وأشار إلى أن أحمد خليل وإسماعيل الحمادي .

وعلى سبيل المثال، لا يستحقان أن يكونا ضمن البدلاء في فريقهما وقال: معدل تسجيل الأهداف بين الأجانب والمواطنين طبيعي، ووضح تفوق المواطنين رغم كل الظروف.

 

Email