تحقيق

دوري الدرجة الثانية.. حلم يتحدى المصاعب

ت + ت - الحجم الطبيعي

أيام قليلة تفصلنا عن انطلاق دوري الدرجة الثانية الأول من نوعه في الإمارات عبر تاريخ كرة القدم خلال عصر الاحتراف.

ضمن إطار الرؤية الجديدة للاتحاد 2030، التي تهدف إلى تطوير لعبة كرة القدم وتهيئة المناخ المناسب لجميع أطراف المجتمع لممارسة اللعبة وزيادة عدد اللاعبين والأندية إلى جانب رفع جودة المسابقات ومنح الفرصة أمام المدربين المواطنين للعمل في الفرق التي ستشارك في هذه المسابقة، وهو القرار الجريء الذي أطلقه الاتحاد بهدف خلق دوري تعتمد فيه الأندية على أنفسها بعيداً عن الدعم الحكومي.

رؤية متميزة

أهداف نبيلة، ورؤية متميزة لتطوير كرة القدم في الإمارات، ولكن هل بالفعل سيكون دوري الدرجة الثانية الإضافة المطلوبة للتطوير، في ظل الأزمات التي يعاني منها دوري الدرجة الأولى، من غياب للرعاة، وضعف التمويل؟ وهل الأدوات المتاحة لتنفيذ دوري الدرجة الثانية، سيلبي الطموحات التي نشأ من أجلها هذه المسابقة الوليدة؟

ويشارك في النسخة الأولى للدوري الوليد 10 فرق، تضم بعض الجامعات والأندية الخاصة وذلك بعد استيفائها لشروط التسجيل والترخيص وفق الشروط والقواعد التي وضعها اتحاد كرة القدم للجامعات والأندية الخاصة التي يجب أن تكون لها خطط واستراتيجيات لسنين مقبلة.

أجندة الاتحاد

وتم تسجيل المسابقة الجديدة في أجندة الاتحاد، الأمر الذي يسهم في إثراء المجتمع وإشراك اللاعبين في منافسات رياضية قد تصل بهم إلى الاحترافية كما أن هناك عائداً مالياً عبر عقود الرعاية والتي ستساهم في دفع عجلة التطور لهذه الأندية.

مسابقة

وتبدأ المسابقة الجديدة، في ظل عدم وضوح للرؤية في آلية المكافآت، ليس المعني في الأمر المكافآت العينية، ولكن الأمر متعلق بهل سيصعد بطل هذا الدوري إلى الدرجة الأولى، وهل سيهبط فريق الدرجة الأولى الأقل في الترتيب لهذا الدوري، وما هو سقف التدرج وهل سيتم الدمج بين اللوائح في آليات الصعود والهبوط والاشتراطات؟

الأندية المرخصة

وينطلق دوري الدرجة الثانية في 6 نوفمبر المقبل، على أن ينتهي في 20 أبريل 2020 وسيكون المستهدف به الأندية المرخصة حديثاً وغير المشمولين بالدعم الحكومي والمملوكة للمستثمرين المواطنين أو الوافدين، كل واحد من هذه الأندية سيكون مسموحاً له تسجيل 40 لاعباً على ألا يقل عدد اللاعبين المواطنين عن 4 لاعبين بحد أدنى.

وعلى كل فريق أن يوفر على الأقل أرضية كرة قدم عشبية لمدة 3 ساعات لكل مباراة لإقامتها بالإضافة إلى الشروط الأساسية الواجب توفرها لإقامة أي مباراة حسب اللوائح والنظم.

آراء الخبراء

من جانبنا استطلعنا آراء الخبراء والمختصين في الشأن الرياضي عن جدوى إقامة مثل هذا الدوري والإيجابيات والسلبيات التي ستجنيها كرة الإمارات من الدوري الجديد، وما المطلوب من أجل إنجاح هذا الدوري بحيث لا يتعثر أو يتوقف من خلال بعض العقبات التي يجب تذليلها .

والتي قد تدعو بعض الأندية والجامعات للانسحاب المبكر، ولسنا في معرض لتقييم الدوري الذي لم ينطلق بعد، لكن نرصد الآراء حول إقامته وجدواه وسبل نجاحه.

مسفر: الأفضل تحويل دوري الأولى إلى شركات

أكد المدرب الوطني الدكتور عبد الله مسفر أن أي فكرة معرضة للنجاح والفشل، والمهم عملية التطبيق وليس التنظير، مشيراً إلى أن هناك عدة عوامل متداخلــــــــة لضمان نجاح دوري الدرجة الثانية تتمثل في توفير الملاعب والإدارة، ومن المفترض أن يكون الموسم الأول موسماً للتضحيات وإزالة العراقيل.

وقال: «دوري الدرجة الأولى يحتاج إلى دعم فلا وجود للرعاة، ولماذا لا تتحول الشركات الكبيرة إلى هذا الدوري، بدلاً من تنظيم دوري جديد؟». وواصل مسفر قائلاً: «فكرة دوري الدرجة الثانية طموحة ولها مردود إيجابي مستقبلاً، لكن لابد من صياغة قوانين إنشاء تلك الأندية».

وأضاف: «من المفترض أن نشاهد في الدوري الجديد هبوط فرق وصعود أخرى لدوري الأولى، فهناك أمور كثيرة غير واضحة منها هل سيظل هذا الدوري للهواة؟ ولابد من وضع كل النقاط على الحروف».

الشامسي: الاهتمام الإعلامي لإنجاح المشروع

أكد جمعة الشامسي رئيس مجلس إدارة نادي الحمرية، أن التطبيق سيعطي الكثير من المعطيات الجديدة، مشيراً إلى أن الفكرة ستصب بلا شك في مصلحة الكرة الإماراتيـــــة، حيث سيعد الدوري الجديد فرصة جيدة للأندية لاستكشاف المواهب، وكذلك فرصة للحكام الشباب للمشاركة في إدارة المباريات والكوادر التدريبية الوطنية.

وقال: الدوري الجديد سيزيد من شعبية اللعبة، ونتمنى أن يشارك الصغار بالسن في المسابقة ولا تقتصر على الكبار. وأضاف: كان من المفترض أن يشارك عدد أكبر من الفرق، لكن لا بأس من مشاركة 10 فرق في النسخة الأولى.

وتابع: لا بد من الاهتمام إعلامياً بالدوري الجديد وتحفيز الفائزين، فهذه الأمور تساعد في نجاح المسابقة، ليس من الضرورة الآن إقرار مبدأ الصعود والهبوط، وعلينا الانتظار بعد تقييم التجربة من كل النواحي، بعدها لابد من التساؤل عن آلية الصعود والهبوط؟

حماد: تخفيض الرسوم أو إلغاؤها

قال أحمد خليفة حماد المدير التنفيذي للنادي الأهلي السابق: حتى يكتب النجاح للدوري الوليد لا بد من توفير جملة من العوامل، وأهمهمـــــــا تخفيض رسوم التسجيـــــــل بحيث تكون رمزية وإلغاؤها أفضل لتحفيز الأندية الخاصة على المشاركة، وخصوصاً في ظل المشاركة الكبيرة المفتوحة أمام كل نادٍ بتسجيل 40 لاعباً في الفريق الواحد.

وأضاف: الفكرة جيدة، وتعد مخرجاً تنظيمياً ومتنفساً للأندية الخاصة والجامعات، ونتطلع إلى وجود مبدأ الهبوط والصعود لزيادة انتشار هذا الدوري، واعتقد أن السماح بتسجيل 40 لاعباً مبالغ فيه ويكفي 30 لاعباً.

وتابع: الهدف من التنظيم إتاحة الفرصة أمام الجاليات للمشاركة، ومن المفترض أن تكون هناك حوافز لحث الجميع على المشاركة، ولا مانع من استئجار ملعب عشبي، ولا بأس بتقييم التجربة بعد عامين من انطلاقها.

منقوش: تأثير سلبي على كرة الإمارات

أكد عبد العزيز منقوش المدير العام لنادي التعاون أن فكرة إقامة دوري الدرجة الثانية ستؤثر سلباً على كرة الإمارات، لأنها لا تعود بالنفع على منتخباتنا الوطنيــــــــة، مشيراً إلى أن الدوري الجديد لن يتيح الفرصة لأبناء الدولة للمشاركة بالشكل الكافي حيث يتشكل معظمه من أبناء الجاليات.

وقال: من المفروض تشجيع اللاعب المواطن ومنحه الفرصة من السلم الأول، واستحداث نظام الصعود والهبوط سيشعل دوري الدرجة الأولى لخشية الهبوط إلى الدرجة الثانية.

وأضاف: بالتأكيد الأندية ستحقق فوائد مثل اكتشاف المواهــــــب واستقطابها، وكذلك الربح، لكن بالنظر إلى مصلحة «الأبيض» فلن يجني أي فائدة طالما أن هؤلاء لن يشاركوا مع المنتخب. واختتم منقوش بالقول: كل إيجابيات وسلبيات هذا الدوري ستضح بعد عدة مواسم، ولا نستطيع أن نصدر حكماً نهائياً على الدوري الوليد الآن.

عبد الرحمن محمد: قرار إيجابي للتطوير

قال عبد الرحمن محمد قائد نادي النصر والمنتخب الوطني السابق: إن إقامة مثل هذا الدوري خطوة إيجابية لتطوير الكرة الإماراتية، حيث ستعطي الفرصــــــــة للأنديـــــــــة لاستقطـــــاب اللاعبيـــــــــن والكشف عن المواهب، كما أنها ستمنح شريحة كبيرة من الوافدين الفرصة لممارسة اللعبة المفضلة لديهم.

وأضاف: لابد من التعاون بين كافة الجهات مع اتحاد الكرة، ولا يمنع أن تتواصل التجربة ويتم تقييمها في المستقبل، لكن في البداية على الجهات الرسمية أن تهيئ الظروف لإنجاح المسابقة، وحتى لا تعتذر بعض الأندية، مثلاً لابد عدم وضع العبء على النادي بالنسبة لتوفير الملاعب.

وكذلك وضع رسوم رمزية لعملية التسجيل أو إلغاؤها لتشجيع الأندية على المشاركة، وتوفير الرعاة إن أمكن واعتقد أن الجامعات الخاصة قد يمتلك البعض منها رعاة، ولابد من الاهتمام بالأمور التسويقية.

عبدالقادر: تحفيز للجاليات وفرصة لاكتشاف المواهب

أكد المدرب العراقي عبدالوهاب عبدالقادر أن فكرة تنظيم دوري للدرجة الثانية تحت مظلة الاتحاد جيدة وتصب في مصلحة اللعبة، حيث يعد فرصة وتحفيز للجاليـــــــات الموجــــــودة بالدولـــــــــــة للمشاركة وممارسة لعبتهم المفضلة، وفرصة جيدة لأندية المحترفين للكشف عن المواهب واستقطابها.

مشيراً إلى أن هناك العديد من الموهوبين حول العالم بدأوا مسيرتهم الكروية من المؤسسات والأندية الخاصة حتى وصلوا إلى الاحتراف والعالمية، ويعد متنفساً لأبناء الجاليات الموجودة بالدولة للعب والمشاركة في دوري رسمي يخضع لمظلة اتحاد كرة القدم، كما يعد فرصة جيدة للاعبي الدرجة الأولى ممن لم يحالفهم الحظ في الانضمام إلى أي من الأندية لأن يشاركوا ضمن فرق دوري الدرجة الثانية.

وقال: على الجميع التكاتف لإنجاح الفكرة التي تصب في مصلحة الكرة الإماراتية.

سلطان حارب: أطالب باستغلال ملاعب الأندية

أكد سلطان حارب رئيس مجلس إدارة أكاديمية سيتي لكرة القدم أحد الأندية المشاركة في دوري الدرجة الثانية، أن الخطوة تصب في تطوير اللعبة المفضلة في الإمارات ولا بد من التدرج في عملية الاحتراف وبداية السلم من أوله.

وقال: إقامة دوري الدرجة الثانية خطوة مهمة للكشف عن المواهب، وهذا الدوري سيخلق نوعاً من الاحتكاك، وإعطاء الفرصة لصغار السن للمشاركة وللمقيمين بشكل أكبر، كذلك سيحرص الأهالي على حضور المباريات، وستظهر نتائج ذلك بعد 5 سنوات.

وأضاف: العقبة التي قد تواجه هذا الدوري هي غياب الرعاة، بالإضافـــــــة إلى رسوم التسجيل، وهذا الأمر قد يعيق مشاركة بعض الأندية، وقد يدفع البعض الآخر للانسحاب.

وقال: لا بد من توفير ملاعب مهيأة وفكرة توفير كل ناد لملعب عشبي غير منطقية ومكلفة للغاية.

سلغادو: خطوة لزيادة عدد اللاعبين في الإمارات

اعتبر الإسباني ميشيل سلغادو نجم ريال مدريد السابق، أن إطلاق دوري الدرجة الثانية بمشاركة عدد من الأندية الخاصة والأكاديميات خطوة جيدة لتوسيع قاعدة لاعبي كرة القدم في الإمارات ونشر ثقافة ممارسة الرياضة بشكل عام.

وقال: أعتقد أنها فكرة إيجابية وتعزز فرص اكتشاف مواهب جديدة، ولكن يجب إطلاقها بشكل سليم حتى تحقق الأهداف المرجوة.

وأوضح سلغادو أن توسيع قاعدة ممارسي كرة القدم يسهم في بروز لاعبين جدد تستفيد منهم حتى الأندية المحترفة، وقال: يوجد في الإمارات العديد من الأندية الخاصة والأكاديميات لكنها لا تتنافس فيما بينها بشكل رسمي، وبذلك سيكون دوري الدرجة الثانية متنفساً لتلك الأندية.

وشدد النجم الإسباني على ضرورة أن يكون لدوري الدرجة الثانية خطط واستراتيجية طويلة الأمد وبذل الكثير من الجهود حتى ينجح في تحقيق أهدافه.

 

Email